إبراهيم الفردان لـ«البيان»: 2 مليار درهم استثمارات النصر

ت + ت - الحجم الطبيعي

كشف إبراهيم الفردان، نائب رئيس مجلس إدارة نادي النصر، المدير المالي للنادي، عن أن المحفظة الاستثمارية لنادي النصر تبلغ حالياً ملياري درهم.

وتتكون من مجموعة من المشاريع العقارية تضم 13 مبنى سكنياً وتجارياً في منطقة عود ميثاء.

وأكد الفردان أن نادي النصر نموذج رائد للأندية في الاستثمار الرياضي، حيث كان سباقاً في تبني هذا النهج منذ السبعينيات، وأن فوزه بجائزة التفوق الرياضي 2023 ضمن فئة أفضل المبادرات الاستثمارية يعكس أولاً الاهتمام الذي أولته إدارة النصر لقطاع الاستثمار منذ عقود بقيادة المغفور له الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، طيب الله ثراه، الأب الروحي للنادي.

وثانياً نجاح العميد في تحقيق أهداف خطته الاستراتيجية التي وضعها قبل 5 سنوات ضمن توجهات حكومة دبي ومجلس دبي الرياضي، بضرورة أن تحقق أندية دبي اكتفاءها الذاتي خلال السنوات المقبلة، مشيراً إلى أن عائدات الاستثمار حالياً في النادي تقدر بنحو 100 مليون درهم سنوياً.

وأوضح الفردان في حواره مع «البيان» أن تركيز النصر على الاستثمار العقاري كان اختياراً صائباً، مستفيداً من موقعه الاستراتيجي في قلب مدينة دبي ومنطقة عود ميثاء المزدحمة بالسكان، التي تعد من أكثر المناطق طلباً للسكن والتجارة، إضافة إلى أن دبي تعد إحدى وجهات الاستثمار العقاري الأفضل على مستوى العالم،.

حيث تمتاز بتنوع قطاعها العقاري وأسعاره التنافسية مقارنة بالوجهات الأخرى، إلى جانب ارتفاع عائداته وشفافية القطاع بشكل عام، وارتفاع الطلب عليه، وقال: النصر يتموقع في منطقة مزدحمة ووسط تجاري نشط جداً، البعض يفكر أن الازدحام أمر سلبي، وهذا خطأ؛ لأن ازدحام المدن دليل على نجاحها.

استفادة

وصرح الفردان أن النصر استفاد من الطفرة الاقتصادية غير المسبوقة التي تشهدها دبي في الفترة الأخيرة لتحقيق المزيد من المكاسب المادية، مشيراً إلى أن المشاريع العقارية التي أطلقتها شركة النصر للاستثمار والتي دخلت حيز الاستغلال في منتصف العام الماضي، وجدت إقبالاً واسعاً.

حيث تم تأجير 400 شقة في فترة زمنية قياسية قصيرة؛ نظراً لموقعه الاستراتيجي القريب من جميع المرافق والخدمات ومردوديته الاقتصادية العالية، ما يؤكد أن المشاريع العقارية أفضل استثمار في هذه المنطقة، ما يشكل حافزاً إضافياً لمواصلة إطلاق المزيد من المشاريع العقارية والتجارية في السنوات المقبلة.

وكشف الفردان عن أن العميد بإمكانه إنشاء 15 مبنى تجارياً وسكنياً جديداً في المناطق المحيطة بالنادي، إضافة إلى المشاريع الموجودة حالياً، موضحاً أن نادي النصر عزز محفظته الاستثمارية في السنوات الخمس الأخيرة بمشاريع عقارية تضم 6 مبانٍ، ومركز تسوق بقيمة تبلغ أكثر من 500 مليون درهم.

تغطية المصاريف

وحول ما إذا كانت إيرادات النصر المتأتية من الاستثمار (100 مليون درهم سنوياً) تغطي مصاريفه، أوضح الفردان أن هذا المبلغ لا يغطي مصاريف النادي؛ لأن مشكلة الرياضة عموماً ليس دخل النادي، بل مصاريفه المرتفعة، إضافة إلى أن النصر يضم قاعدة واسعة من الرياضات، وهو أكثر نادٍ على مستوى الدولة يشارك في رياضات مختلفة.

ودعا الفردان الأندية إلى إطلاق مشاريع استثمارية عقارية في أسرع وقت ممكن، وبناء أكثر ما يمكن بناؤه؛ لأن إيراداتها مستدامة عكس عائدات الرعاية التي تنتهي بنهاية العقد، مشيراً إلى أنه حتى في حال إنشاء هذه الاستثمارات بقروض بنكية أفضل من عدم اتخاذ هذه الخطوة.

وقال: عندما تحقق الشركات الكبرى فائضاً في عائداتها تلجأ إلى الاستثمار العقاري؛ لأنه أساس الاستمرارية والاستدامة.

تشديد

وشدد الفردان على أن الاحتراف الحقيقي هو كيفية إدارة النادي لكرة القدم على أسس تجارية، وهو ما غفلت عنه الأندية لسنوات طويلة، منوهاً بأن أنديتنا لم تتخلف عن الركب.

ولكن ليس بالسرعة المطلوبة وسط هذه الطفرة الاقتصادية الهائلة، وقال: مانشستر يونايتد أحد أعرق الأندية في العالم يدير كرة القدم على أساس تجاري، فهو يقوم بالتعاقد مع لاعبين، لكنه يحقق دخلاً من بيع القمصان وحقوق البث والرعاية وتذاكر المباريات، ولا يعتمد على الدعم الحكومي، هذا المعنى الحقيقي للاحتراف.

وأشار الفردان إلى أن تطبيق الاحتراف في الدوري الإماراتي قبل 15 عاماً لم يكن مدروساً بشكل جيد، ولم تكن الأندية جاهزة مادياً وإدارياً، وحتى من الناحية التشريعية. وأضاف: كانت تجربة جديدة شهدت ارتباكاً من قبل الأندية التي لم تدرك حقيقة الاحتراف سوى كونه استقطاب لاعبين بموازنات مفتوحة؛ لأنها اعتمدت على الدعم الحكومي.

وتابع: بدأت الأندية تنفق الأموال بلا قيود ومن دون أن تكون لها إيرادات خاصة ودخل تجاري، وأصبحت تتسابق في صرف الموازنات بسبب ضغط المنافسة إلى أن وصلنا إلى موازنات خيالية، وتجلى هذا الصرف في انتشار السماسرة وارتفاع قيمة الصفقات وإنهاء العقود بشكل مبالغ فيه، وتحول الدوري إلى بركة مياه، والكل يريد أن يشرب منها، ما أدى إلى تراكم الديون.

تصحيح

أكد الفردان أن الأندية اتخذت خطوات تصحيحية، لكن بخجل؛ لذا لم تكن كافية للحد من الإنفاق، حتى جاءت جائحة كورونا التي شكلت صدمة إيجابية أيقظت الأندية من حالة اللاوعي ودفعتها لإعادة حساباتها على صعيد الإنفاق والتعاقدات بعدما عاشت لسنوات طويلة فترة بذخ.

وتابع: استيقظت الأندية فجأة على مرحلة مختلفة تماماً فرضت سياسات وقواعد جديدة على العالم، وهي جائحة كورونا، التي كشفت عن أن اقتصاد كرة القدم هشّ وغير قوي، وأدركت حينها الأندية أنها لا تستطيع إيقاف رواتب اللاعبين، وأنها ملزمة بعقود حتى في حال عدم توفر الأموال، ولكن المختلف أن الأندية الأوروبية تمتلك إيرادات وقادرة على التأقلم مع الظرف الاقتصادي الصعب.

وتابع: الاحتراف في أوروبا مبني على أساس تجاري، وليس فنياً؛ لذا يجب إدارة الأندية على هذا الأساس (تجاري)، وهو أمر مفقود في دورينا، على النادي أن يفكر في تحقيق الدخل التجاري قبل أن يفكر في صرف الأموال، وإن لم يكن لديه إيرادات خاصّة لا يمكن أن نتحدث عن احتراف حقيقي.

الدخل التجاري

أكد الفردان أن الإيرادات التجارية من أهم المحاور التي يجب على الأندية تنميتها والتركيز عليها في المستقبل، مشيراً إلى أن الدخل التجاري لم يكن موجوداً في قاموس الأندية.

ولكن بسبب الجائحة أصبحت تستشعر أهمية هذا الجانب للحفاظ على استقرارها المالي وتوفير إيرادات إضافية تساعدها على تنفيذ مشاريعها الرياضية؛ لذا أصبحت الأندية تهتم بشكل أكبر بالاستثمار، لكن المشكلة أن الاستثمار يحتاج إلى الوقت، وكرة القدم ليس لديها الوقت.

وقال الفردان إن تأخر الأندية في الاستثمار كان بسبب قلة الخبرة التجارية وغياب الرؤية وعدم الشعور بأهميته، خاصة أن المشكل المالي لم يكن مطروحاً، وكانت تعيش في رفاهية وبذخ. وأضاف: نحن نعيش في بلد ديناميكي يتطور يومياً، ويشهد نمواً ديموغرافياً مهماً، والنشاط التجاري يتوسع.

وختم قائلاً: لو أخذنا صورة لأحد الأندية بطريقة «تايم لابس»، سندرك حجم التوسع السكاني حوله، لكنه لم يستفد تجارياً من ذلك، وهذا أكبر خطأ.

 

Email