محمد بن كايد القاسمي لـ«البيان »:

نتائج المنتخبات غير جيدة وكرة الإمارات تستحق الأفضل

ت + ت - الحجم الطبيعي

يتمتع الشيخ محمد بن كايد القاسمي رئيس دائرة التنمية الاقتصادية بإمارة رأس الخيمة، الرئيس الأسبق لنادي رأس الخيمة، بخبرة كبيرة في العمل الرياضي، وهي الخبرة التي جعلت «البيان» تطرق بابه وتتحدث معه حول الشأن الرياضي في عدد من الزوايا، استناداً إلى تجربته السابقة ومتابعته الحالية والتي أكدها بقوله إنه موجود في الساحة الرياضية ومتابع جيد خاصة لكرة القدم.

وخلال الحوار أظهر الشيخ محمد بن كايد القاسمي عدم رضائه على واقع كرة الإمارات، مؤكداً أنها تستحق الأفضل، واضعاً يده على بعض المشاكل والسلبيات، ذاكراً أننا في حاجة إلى عملية تغيير للأنظمة الرياضية.

كما انتقد طريقة الصرف المالي في الأندية التي تنفق بسهولة، وأكد أن الأندية لن تعتمد على مواردها الذاتية قريباً، وتطرق الحوار إلى فكرة اللاعب المقيم، وعلق على مستوى الموسم الحالي وفوز شباب الأهلي بدرع الدوري، وتالياً نص الحوار:

أين أنت من الساحة الرياضية؟

أنا موجود ومتابع لكل الأحداث الرياضية خاصة كرة القدم، لأنها رياضة شعبية الجميع يحبها ويهتم بها، وأشاهد الكثير من المباريات في مختلف الدرجات وحتى دوريات المراحل السنية أتابع بعض مبارياته.

وما رأيك في حال كرة الإمارات؟

حالها يفترض أن يكون أفضل قياساً بما تحظى به من اهتمام ودعم، وواقعنا الكروي لا يرضي أحداً بالتأكيد، لأننا غائبون عن الإنجازات الخارجية، ونتائج المنتخبات والأندية ليست جيدة ولا تليق بسمعة الإمارات.

ولماذا النتائج غير مرضية بالمنافسات الخارجية؟

لأن الطريقة التي نعمل بها خاطئة، لا بد من عملية بناء وصبر، وتعديل في طريقة المسابقات والأنظمة الرياضية.

والمزيد من العمل الإداري والفني، وهنالك نقطة في غاية الأهمية وهي الاستقرار الذي يُمكن الإدارات من تنفيذ برنامج مستقبلي، على سبيل المثال استقالة الشيخ راشد بن حميد النعيمي من رئاسة اتحاد الكرة، تمت سريعاً لأنه بدأ عمله قريباً ولم يأخذ فترة كافية تمكنه من التطوير ومعالجة الخلل.

وبناء المؤسسات بطريقة صحيحة وتحقيق أفضل النتائج لا يتم في عام أو عامين، وفي رأيي أن الشيخ راشد بن حميد النعيمي إذا كان قد نال فرصة كاملة لعدة سنوات فإنه كان سيحقق نجاحاً كبيراً، لذلك أشدد على أهمية الاستقرار، سواء كان فنياً أو إدارياً حتى نحصد نتائج إيجابية.

اتحاد الكرة

بالحديث عن رئاسة اتحاد الكرة، من هو الشخص الأنسب للمهمة في المرحلة المقبلة؟

أعتقد أن سمو الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، عضو المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، أنسب من يتولى رئاسة اتحاد كرة القدم، وشخصياً أتمنى أن يوافق سموه على أداء هذه المهمة وأن يتولاها بكافة الصلاحيات، لأنه قادر بإذن الله أن ينقل كرة الإمارات إلى المكان الذي تستحقه.

وبالتأكيد فإنه من أجل النجاح علينا أن نؤمن جميعاً بأهمية الاستفادة من تجارب الغير وحتى من تجاربنا الناجحة ومراجعة كافة السلبيات، وهذا كله يحتاج إلى إدارة لديها الطموح والقدرة على العطاء.

هنالك من يتحدث عن وجود أزمة مواهب، هل هذا صحيح؟

على العكس تماماً، لدينا مواهب كروية لكنها مع الأسف مهدرة، ولا يتم الاستفادة منها لأن طريقة العمل وكما ذكرت خاطئة، عندما تتحدث عن الموهبة التي تتطلب الرعاية فإن ذلك لا يعني أن يكون عمر اللاعب المعني 18 عاماً إنما 8 و9 و10 سنوات، هذه الأعمار هي التي تستحق أن نمنحها كامل الاهتمام حتى نحقق بها نتائج متميزة في المستقبل، لكن الصغار لا يحظون بالاهتمام الكافي.

وبحكم متابعتي لنادي رأس الخيمة عن قرب فإنني شاهدت فريق 11 سنة، وهو يضم مواهب عديدة، لكن نظام المسابقات لا يساعد على تطوير قدراتهم، لأنه لا يعقل أن يكون طفل عمره 11 عاماً لديه مدرسة وواجبات أكاديمية، يذهب إلى أبوظبي والظفرة والعين من رأس الخيمة للمشاركة في المباريات، بخلاف ذلك فإن معظم مسابقات المراحل السنية انتهت في فبراير الماضي أو مارس.

ولن يعود النشاط إلا في أغسطس ببدء التدريبات للموسم الجديد، أي أن طفلاً صاحب موهبة يتوقف عن اللعب لمدة 6 أشهر باستثناء اجتهادات فردية، فكيف تتطور قدراته لينافس خارجياً في المستقبل؟..

لذلك أقول إن نظام المسابقات الخاصة بالمراحل السنية لا بد أن تتم إعادة النظر فيه وفي كل المسابقات لأنها أولى الخطوات التي تضعنا في المسار الصحيح.

دعم

طريقة الصرف المالي في بعض الأندية تثير الجدل.. فما تعليقك؟

المال في الأندية يأتي بسهولة في شكل دعم حكومي لا تجتهد فيه الأندية ويذهب بطريقة أسهل، وهذا واقعنا مع الأسف، فالأندية تعتمد على الدعم، لذلك لا يوجد حرص منها على أوجه الصرف، لو كانت الأندية تصرف من عائدها كنا سنرى طريقة أفضل وترشيداً أكبر للمال.

ولكن لأن كل ما تطلبه مجاب فإنها تستسهل الصرف، يفترض أن تعرف الإدارة الفائدة التي ستعود على النادي قبل أي درهم تنفقه في جميع الاحتياجات، وأن تكون أكثر تشدداً في الملف المالي.

وهل ترى أن الأندية قادرة على الصرف من مواردها في المستقبل القريب؟

في ظل الصرف المالي الذي تتبعه الأندية، لن تستطيع أن تعتمد على نفسها، وستظل في حاجة إلى الدعم الحكومي، لأن مصادر الدخل لديها ضعيفة وصرفها عالٍ جداً، إذا كان النادي ينفق سنوياً 100 مليون درهم، فإنه يحتاج إلى استثمارات على أقل تقدير بقيمة مليار درهم، وهو مبلغ لا تمتلكه.

لذلك لا أتوقع أن تكون الأندية قادرة على تغطية مصروفاتها المالية من أرباحها، لكن هذه خطوة لا بد أن تأتي في يوم من الأيام.

اللاعب المقيم

ما رأيك في تجربة اللاعب المقيم وزيادة عدد الأجانب؟

فكرة اللاعب المقيم جيدة، لكن أصبح بها الكثير من المبالغة، لأن الأندية تتعاقد مع مجموعة كبيرة في هذه الفئة على حساب اللاعب المواطن الذي لا يجد الفرصة الكافية، وحسب ما نسمع سيكون هنالك زيادة في الموسم المقبل.

وبالتالي قد نجد الفرق تمنح الفرصة في الوقت القريب للاعبين أو ثلاثة مواطنين والبقية أجانب بمختلف المسميات، وهذا سيكون له بالتأكيد تأثيره السلبي على مستقبل الكرة الإماراتية واللاعب المواطن.

وعموماً الفكرة جيدة لكن لا بد من إعادة النظر فيها ومراعاة مشاركة اللاعب المواطن، أما اللاعب الأجنبي فإن مشاركته أيضاً تأتي على حساب المواطن، أي أن المشكلة واحدة.

موسم مثير

كيف تقيم الموسم الكروي؟

موسم مشوق ومثير، واستمتعنا فيه بعدد كبير من المباريات لأن المنافسة كانت حاضرة بين كل الفرق، وكانت هنالك ندية بين فرق المقدمة والقاع.

وفي رأيي أن شباب الأهلي استحق التتويج بلقب الدوري عن جدارة لأنه انتقل إلى الصدارة بلوغاً للقب بطريقة هادئة ومتدرجة ونجح في تحقيق هدفه بشكل جيد مع تقديمه لمستويات متميزة، أيضاً العين كان مميزاً ولكن الحظ عانده ولم يخدمه للتتويج بلقب الدوري، كان هنالك تطور واضح ويجب أن نبني عليه للموسم المقبل.

تشجيع

وماذا تقول عن الحضور الجماهيري؟

حضور الجمهور كان أكثر من رائع، نجاح كرة القدم في وجود الجمهور بالمدرجات وأعتقد أن كل مشجع أسهم بشكل مباشر في رفع المستوى من خلاله حضوره وتشجيعه.

لأن اللاعب عندما يجد الجمهور يشعر بالضغط والمسؤولية وتكون لديه رغبة أكبر في العطاء ويقدم كل طاقته، كرة الإمارات تضررت كثيراً في السابق من غياب الجمهور، وعندما يعود الجمهور فإنه يسهم في رفع مستوى المنافسات وتهيئة فرقنا للمنافسات الخارجية.

أندية رأس الخيمة

أين أندية رأس الخيمة من المنافسة والبطولات؟

حال أندية رأس الخيمة واضح، وفي كرة القدم إذا أردت أن تحقق نتائج لا بد من وجود صرف مالي، وعلى سبيل المثال فريق الإمارات العائد إلى دوري المحترفين يعتبر الأفضل في النتائج على مستوى الإمارة، ويتواجد في دوري المحترفين لأنه الأفضل من الناحية المالية، أما الأندية الأخرى فلديها ميزانيات أقل ومحدودة لا تؤهلها للمنافسة، لكن المؤكد أن رأس الخيمة بشكل عام بها العديد من المواهب.

وهل فريق الإمارات قادر على البقاء مع المحترفين؟

فريق الإمارات مؤهل للبقاء مع المحترفين ويمتلك الأدوات التي تساعده على ذلك، ولاعبوه مميزون، ومع القليل من الدعم ومراجعة الأسباب التي أدت إلى هبوطه في الموسم الماضي فإنه يمكن أن يحقق أفضل النتائج، خاصة أن النادي به كوادر إدارية تملك الخبرة.

منتخبات المناطق

تمنى الشيخ محمد بن كايد القاسمي الاهتمام بمنتخبات المناطق للفئات السنية، وقال: مثل هذه المنتخبات تبرز المواهب البعيدة عن المراكز وتوفر فرصاً جيدة للاحتكاك وتطوير القدرات، فعندما يكون لكل منطقة منتخب بقيادة مدرب مقتدر فإن ذلك يمنح اللاعبين الصغار دفعة كبيرة للظهور ويتم عبرها اكتشاف المواهب ورعايتها بشكل صيح.

لقد سمعت من بعض المدربين سابقاً أن اللاعب الإماراتي يعاني من نقص في التأسيس.

فقد يكون صاحب مهارة لكنه يواجه مشكلة بدنية أو العكس، لأن أنديتنا بدلاً من تعاقدها مع مدربين أكفاء تذهب وتتعاقد مع مدرب يكون في الأصل أستاذ رياضة بدنية ليدرب فرقها حتى لا تدفع راتباً عالياً لضعف إمكانياتها المالية أحياناً، لكن عندما يكون هنالك مدرب متميز ومتخصص في قيادة المنتخبات فإنه سيقدم لنا لاعبين مميزين بالتأكيد بدنياً وفنياً.

Email