علي بالجافلة يتحدث لـ«البيان» عن البدايات: كأس دبي العالمي غيَّر الانطباع السائد عن العرب

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

هو مخزن أسرار كأس دبي العالمي، متواضع لا يحب الكلام، ولكن سعة صدره واسعة، يأخذ الشخص الذي يقابله إلى الماضي دون تكلف أو عناء، ويدعم الجميع دون استثناء، هذا هو علي خميس بالجافلة، أول رئيس لنادي دبي لسباق الخيل.

وأكد علي بالجافلة، أن كأس دبي العالمي غير الانطباع السائد عن العرب بأنهم بدو يعيشون في الصحراء القاحلة وغير مواكبين للتطور، إذ شاهد الضيوف والمشاركون في النسخة الأولى، أن دبي المدينة العالمية التي يتعايش فيها الجميع بمودة، وتسامح ومحبة واحترام متبادل، إضافة إلى النهضة العمرانية والبنية التحتية المتطورة، التي جعلت المشاركين ووسائل الإعلام الأجنبية تنقل هذه الصورة إلى العالم، وشجعت الجميع فيما بعد للتسابق على المشاركة في الأمسية العالمية. وتحدث «بو حسن» لـ«البيان» في لقاء هو الأول من نوعه عن كواليس الأمسية العالمية، مؤكداً أن البداية كانت في الأساس العام 1992 عندما أمر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، بوضع خطة للانضمام إلى المنظمة العالمية لسباقات الخيل، لتتكشف لنا فيما بعد رؤية فارس العرب الكبيرة بتنظيم سباق عالمي هو الأول من نوعه في الشرق الأوسط، بمشاركة نخبة الخيول العالمية. وأضاف: إن اللبنة الأولى لهذه الرؤية بدأت مع إطلاق «بطولة الفرسان الدوليين» في بداية التسعينيات من القرن الماضي، التي شهدت مشاركة عدد من أبرز الفرسان العالميين في تلك الفترة أبرزهم الفارس الأمريكي جاري ستيفنز والياباني يوتاكا تاكي.

جذب الأفضل

وعرجنا بالحديث مع علي بالجافلة عن أسرار النسخة الأولى من الحدث العالمي عام 1996، مؤكداً أن التحدي الأكبر كان في جذب أبرز الخيول العالمية للمشاركة في النسخة الأولى في تسليط الأضواء على النجم الأمريكي الأسطوري «سيجار»، وبالفعل تم التواصل مع مالكه رجل الأعمال آلان بولسون أحد أقطاب مجال قطاع صناعة الطيران، إضافة إلى الموسيقار الأمريكي الراحل برت باكاراك مالك وصيف النسخة الأولى «سول أوف ذا ماتر»، وبالفعل أبديا موافقتهما الفورية على المشاركة. وأضاف أن مشاركة «سيجار» وفوزه باللقب، روجت للحدث العالمي بطريقة قوية جداً، إذ بدأ ملاك الخيول الأمريكية بالتحديد لتنسيق مشاركتهم، وهذا بحد ذاته نجاح كبير يحسب لسباق عادي كان ضمن فئة السباقات المشروطة وانطلق ليصبح ضمن أرقى سباقات الفئة «الأولى» ضمن السباقات العالمية.

تحدي المطر

ولا يكتمل الحديث عن كواليس الكأس، إذ لم نتحدث عن الحادثة الأشهر في تاريخ البطولة العالمية، وهي قصة أمطار 1997 التي أدت إلى تأجيل النسخة الثانية لمدة خمسة أيام.

وفي هذا الصدد قال بالجافلة: «فتحت السماء أبوابها لتهطل الأمطار بغزارة لمدة 3 ساعات متواصلة وتغرق مضمار ند الشبا قبل انطلاقة الأمسية، إذ وصل ارتفاع الأمطار إلى مستويات غير مسبوقة، لتصبح الأرضية بعدها غير صالحة، وتهدد سلامة الفرسان».

وأضاف: «كانت فكرة إلغاء السباق مرفوضة، لأنها سوف تنعكس سلباً على سمعة الكأس، إضافة إلى ارتباط الخيول المشاركة بالسباقات العالمية، ولا ننسى أيضاً تغير أحوال الطقس مع قرب دخولنا لموسم الصيف».

وواصل قائلاً: «صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم اجتمع مع الملاك المشاركين وأعطاهم حرية المشاركة في الموعد الجديد، وبالفعل وافق معظم الملاك على استمرار مشاركتهم في البطولة، وبعدها أمرنا فارس العرب باتخاذ الإجراءات اللازمة لتأهيل الأرضية مرة أخرى، إذ تمت الاستعانة بالقوات الجوية التي وفرت لنا عدداً من المروحيات الثقيلة التي صنعت خصيصاً لنقل المعدات العسكرية بهدف تحويل مسار المياه وتجفيف الأرضية».

واستذكر: «لقد كانت مهمة خطيرة وجريئة، إذ حلقت المروحيات على ارتفاع منخفض وخطير فوق تجمعات المياه، وأتذكر أن خطورة المهمة كانت تتمثل في تفادي أعمدة الإنارة الخاصة بمضمار ند الشبا، وتم استخدام طيارين محترفين لهذه المهمة، وبالفعل أقيم السباق يوم الـ3 من أبريل، وأنا على يقين لو حدث مثل هذا الظرف في دولة أخرى لما تم إقامة السباق، ولكن إيماننا جميعاً بأهمية الحدث مهما كانت الظروف والتحديات هي التي جعلت فرق العمل في اللجنة المنظمة تواصل الليل بالنهار».

طرائف خالدة

ولا تخلو الأسرار من مواقف طريفة سردها لنا بالجافلة، ومنها قصة أول حفل استقبال لضيوف الكأس العالمي 1996، إذ نظمها بالجافلة في مزرعته الخاصة بالصحراء، رغبة منه في تعريف الضيوف والمشاركين بالعادات والتقاليد الإماراتية الأصيلة.

وأضاف أن الجميع صدم ببساطة الحفل وأناقته على الرغم من إقامته بعيداً عن الفنادق الفاخرة، إذ أبدوا إعجابهم بما شاهدوه وكان الجميع متجرداً من المظاهر الرسمية التي تحيط بمثل هذه المناسبات. وعبر علي بالجافلة في ختام حواره عن فخره وسعادته برؤية وجوه إماراتية شابة جديدة تجدد روح هذه الرياضة النبيلة على رأسهم الشيخ راشد بن دلموك آل مكتوم نائب رئيس هيئة الإمارات لسباق الخيل رئيس نادي دبي لسباق الخيل، والمهندس محمد سعيد الشحي عضو مجلس الإدارة المدير العام لهيئة الإمارات لسباق الخيل، واللواء الدكتور محمد عيسى العظب عضو مجلس الإدارة المدير العام للنادي، الذين بلا شك سوف يواصلون المسيرة التي بدأناها مع سباقات الخيل في الدولة.

Email