فتح مع «البيان» دفتر الذكريات وكواليس السباقات

محمد العظب: فارس العرب سر نجاحي

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

مسيرة طويلة وخبرة عالمية يتمتع بها اللواء الدكتور محمد عيسى العظب، المدير العام لنادي دبي للفروسية ونادي دبي لسباق الخيل، إذ تدرج في رحلته الممتدة لأكثر من 25 عاماً، من محبٍ للفروسية إلى إداري محترف، وتبوأ عدداً من المناصب، سواء في شرطة دبي، أو في سباقات الخيل والفروسية.

«بوعيسى» فتح مع «البيان»، في حوار هو الأول من نوعه، صندوق الذكريات وأسرار كواليس الفروسية وسباقات الخيل.

لماذا عالم الفروسية وسباقات الخيل؟

البداية كانت عبارة عن تحدٍ مع مجموعة من الأصدقاء، قمنا بممارسة الفروسية كهواية في نادي البولو، الذي كان في طريق دبي - العين، وبدأت أتعلم هناك، إضافة إلى أنني أخذت جرعات تدريبية في أكاديمية شرطة دبي، بحكم أنني كنت مرشحاً هناك، وكانت هناك مادة مرتبطة بالخيالة، ومارست ركوب الخيل في إسطبلات شرطة دبي، على الرغم من عدم انضمامي إلى إدارة الخيالة في تلك الأيام، ويومها التقيت للمرة الأولى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله.

أخبرنا عن كواليس اللقاء الأول.

كنت عائداً من التدريب، ودائماً كنت أحب أن أهتم بالخيل وأقوم بتنظيفها والاعتناء بها، وتفاجأت بوجود صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وفي تلك الفترة كان سموه دائماً يقوم بجولات إلى الإسطبلات، من بينها إسطبلات الشرطة، فتساءل سموه عن عدم مشاركتنا في سباقات القدرة، فكان ردي أن الخيول التي نمتلكها ليس لديها جوازات، فأمر سموه المدرب القدير إسماعيل محمد بإعطاء الجوازات، وأراد سموه أن نشارك في السباق التأهيلي، وبالفعل شاركنا، وأشاد فارس العرب بمشاركتنا، ونصحنا بتدريب وتجهيز الخيول، وبعدها أمر سموه بإرسال خيوله الخاصة للشرطة دعماً لنا.

وماذا عن العمل الفني و الإداري؟

كان لديّ شغف بتعلم المزيد ، فكانت البداية أنني طلبت من علي خميس بالجافلة، أول رئيس لنادي دبي لسباق الخيل، أن أعمل ضمن فريق المشرفين في سباقات الخيل، وتمت مخاطبة هيئة الإمارات لسباق الخيل، وكنت أول مشرف سباقات خيل إماراتي، وعملت تحت التدريب لمدة موسم كامل، وبعدها تم ابتعاثي إلى الخارج، وراجعت صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، الذي وافق بشدة على طلبي، وكان سعيداً جداً، وسافرت إلى أستراليا وأيرلندا ومكاو وسنغافورة وهونغ كونغ، من أجل العمل في هذا المجال، وبعدها بدأت في التحول إلى المجال الإداري.

ما أجمل اللحظات التي عايشتها في مسيرتك العملية؟

في عام 2017، نلت شرف الفوز بوسام دبي لأفضل موظف في المجال التخصصي ضمن جوائز برنامج دبي للأداء الحكومي المتميز، يومها عندما صعدت إلى المنصة قال لي فارس العرب: «شغلك وتعبك اليوم بين»، فاعتبرت الفوز فوزين، نيل الجائزة، وإشادة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وكذلك لا أنسى عملي ضمن فريق العمل في مونديال لندن للقدرة عام 2012، حيث نال اللقب فارس العرب، ونورماندي 2014، حيث حقق لقبها سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي.

ما سر نجاحك في مسيرتك المهنية؟

فارس العرب صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم هو سر نجاحي، عندما أنظر إلى مسيرتي ، والمكانة التي وصلت إليها، أجدها كلها تعود إلى دعم سموه لي خلال مسيرتي، لذا أعبّر عن خالص شكري وتقديري لفارس العرب على ثقته الغالية، التي أعتبرها وسام شرف على صدري.

سباقات القدرة

ما أبرز التحديات التي واجهتك عندما توليت منصب المدير العام لنادي دبي للفروسية عام 2015؟

الإنسان دائماً يطمح أن يتميز عمله بالكمال والإتقان، وفي الوقت ذاته يجب أن تكون لديه ممكنات لأداء العمل المطلوب، والتحديات دائماً تكمن في عدم وجود الأدوات، لذلك يكون السعي في البحث عن بديل، أما التحدي الثاني فيتمثل في تشكيل فريق العمل، وهو عامل رئيس من عوامل النجاح، من المستحيل أن يقوم شخص واحد فقط بإدارة المنظومة، نحتاج دائماً إلى فريق عمل متكاملاً ومتجانساً، لكي يكون ضمن الأدوات لتحقيق النجاحات.

ما سر نجاح «قدرة الإمارات» على مدار السنوات الماضية؟

صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نال لقب «الأب الروحي» لسباقات القدرة العالمية، والسبب يعود إلى دعمه هذه الرياضة، التي تطورت في السنوات الـ35 الماضية، ويكفي القول بأن الإمارات نالت شرف استضافة مونديال العالم للقدرة 3 مرات في الأعوام 1998 و 2005، والشهر المقبل في قرية بوذيب العالمية للقدرة، وغيرها من البطولات.

ولكن على الرغم من ذلك كانت الخلافات بينكم وبين الاتحاد الدولي للفروسية هي حديث الساعة في السنوات الماضية.. هل تحدثنا عن هذا؟

علاقتنا مع الاتحاد الدولي تحكمها اللغة الرياضية، وإذا تحدثنا عن سر الخلاف معهم فقد كان يكمن في عدم الفهم وترسُّخ بعض القناعات الخاطئة، ما أدى إلى اتساع الفجوة بين الجانبين، ولكن مع تولي أخي اللواء الدكتور أحمد ناصر الريسي رئاسة اتحاد الإمارات للفروسية والسباق، تم فتح قنوات للتواصل، وتوضيح موقف الإمارات، التي كانت دائماً تنظر إلى العدالة والمساواة في هذه الرياضة، وهناك الكثير من المواقف التي أثبتت صحة رؤيتنا من التدهور الذي حدث في سباقات القدرة العالمية نتيجة بعض القوانين التي لا تساعد على التطوير، و اكتشف الاتحاد الدولي أضرارها عندما اعترض الشارع الرياضي على ذلك، فقاموا بالتغيير، نحن نسعى لأن تكون رياضة القدرة أولمبية، ولن تصل إلى هذه المكانة إلا بالتطوير واستشراف المستقبل.

هل نستطيع القول إن الخلاف بين الجانبين انتهى؟

أتوقع أن الصفحة قد طويت، والدليل استضافة قرية بوذيب العالمية للقدرة الشهر المقبل بطولة العالم للقدرة، وهي رسالة للعالم بأن الإمارات تدعم هذه الرياضة، التي نراها لغة للتواصل بين الثقافات والحضارات في العالم.

سباقات الخيل

في عام 2021 تم تعيينكم في منصب المدير العام لنادي دبي لسباق الخيل، لو تخبرنا عن كواليس كأس دبي العالمي والأحداث التي مررتم بها.

توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم كانت واضحة لنا، بأن نعكس التطور الحضاري في كل الفعاليات، خاصة الفروسية وسباقات الخيل، وهذا كان التحدي الأكبر للإدارة الجديدة لنادي دبي لسباق الخيل برئاسة أخي الشيخ راشد بن دلموك آل مكتوم، وكان الوقت ضيقاً جداً، إذ تبقت 3 أسابيع على إقامة كأس دبي العالمي، في ظل استمرار جائحة كورونا، وبعدها فُجعنا بوفاة المغفور له الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، طيب الله ثراه، الذي كان رجل دولة لم تخسره فقط دولة الإمارات، بل العالم أجمع، خاصة في سباقات الخيل.

ولكن على الرغم من كل هذه الظروف، تمكنا من تنظيم الحدث العالمي،بفضل الدعم الحكومي من قبل لجنة تأمين الفعاليات ولجنة الأزمات والكوارث في دبي، إذ استطعنا أن ننقل البطولة إلى بر الأمان، والتي خلت من أية إصابات مرتبطة بجائحة كورونا، وبعدها قمنا بالتخطيط جيداً لنسخة العام الماضي، التي كانت ناجحة بشهادة الجميع، وشهدت عدداً كبيراً من الفعاليات الجديدة، أبرزها مزاد «دبي بريز أب» الأول من نوعه، إضافة إلى الأرقام العالية للمشاركين، ولا أنسى سعادتنا بعودة الجماهير إلى مدرجات مضمار ميدان العالمي.

علاقة أخوة

لاحظ أهل الخيل وجود علاقة مميزة تربطك بالشيخ راشد بن دلموك آل مكتوم، لو تخبرنا عن هذه العلاقة؟

الشيخ راشد بن دلموك آل مكتوم نائب رئيس هيئة الإمارات لسباق الخيل، رئيس نادي دبي لسباق الخيل ونادي دبي للفروسية أخ قبل أن يكون مسؤولاً، وهي علاقة متبادلة وقديمة في عالم الفروسية وسباقات الخيل، والله وفقنا بوجود مسؤول متفهم وواعٍ وصاحب تجربة في هذا المجال.

لماذا كان هذا التحول الكبير لفكر نادي دبي لسباق الخيل في المجال الاقتصادي ؟

اعتمدنا على التواصل ورفع الحواجز مع الرعاة الذين لديهم احتياجاتهم، وعوضاً عن الانتظار، قمنا نحن بالتواصل معهم، ونحاول أن تكون العلاقة طويلة المدى على مبدأ الاستمرارية والشراكة، وهذا يتطلب منا توفير ما يحتاج له شريكنا، وكذلك نبحث كل الأوجه الأخرى بعيداً عن المال، مثل توفير الاحتياجات والمتطلبات، على أساس المنفعة المتبادلة.

مصلحة واحدة

ما نظرتكم للسباقات التي ينظمها أشقاؤنا في المنطقة؟

رؤية فارس العرب لعالم الفروسية وسباقات الخيل واضحة جداً، إذ تعتبر إحدى الأدوات التي تعكس التطور الذي وصلنا إليه للعالم، فكانت البداية مع كأس دبي العالمي عام 1996، واليوم أشقاؤنا في المملكة العربية السعودية وقطر والبحرين ساروا على النهج ذاته، لا نعتبرهم منافسين، بل نعتبرهم مكملين للمنظومة، نخدم مصلحة واحدة، وهذه هي توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم لنا.

لكن ما سر بقاء كأس دبي العالمي على القمة؟

الملاك والمدربون والفرسان يبحثون عن التجربة، قد يكون الفوز والجوائز المالية جزءاً منها، ولكن هناك مقومات أخرى تؤدي دوراً محورياً بعيداً عن الجوائز، فهناك البنية التحتية والضيافة والسمعة العالمية، وبحكم خبرتنا هناك الكثير من الأسماء العالمية شاركت لأجل هذه الأسباب بعيداً عن المال.

ما جديد كأس دبي العالمي هذا العام؟

إقامة الحدث العالمي خلال شهر رمضان المبارك للمرة الأولى، وأنا أراها فرصة مميزة لإبراز الثقافة العربية والإسلامية، إذ سيتمكن ضيوف الأمسية ووسائل الإعلام العالمية من التعرف أكثر على هذا الشهر الفضيل وعاداتنا وتقاليدنا الرمضانية، وأود أن أشير إلى أن كأس دبي العالمي سيتصادف لمدة 3 سنوات مع الشهر الكريم.

إعلام الفروسية

أكد اللواء الدكتور محمد العظب أن إعلام الفروسية تخصصي جداً، وهناك حاجة إلى إعلاميين إماراتيين ملمين بكل جوانب الفروسية والسباقات، كما يجب مواكبة التطورات، خاصة أننا نمتلك الآليات والأدوات القادرة على خدمة هذا الهدف، إضافة إلى الوجود في العالم الرقمي ووسائل التواصل الاجتماعي، وهذا مهم جداً لخدمة رؤية الفروسية وسباقات الخيل في الدولة.

Email