التركيز على الألعاب الفردية أقصر الطرق للوصول إلى العالمية

سعود المعلا: كرة الإمارات ضحية مصالح الأندية

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد الشيخ سعود بن عبد العزيز المعلا، رئيس نادي الشارقة الثقافي للشطرنج، رئيس الاتحاد العربي للشطرنج – نائب رئيس الاتحاد الدولي للعبة، أن كرة القدم الإماراتية باتت ضحية مصالح الأندية ونظرتها الضيقة التي تركز على تحقيق النتائج على حساب مصلحة المنتخب الذي دفع الثمن باهظاً بسبب الاستقطاب العشوائي للاعبين المقيمين خلال السنوات الأخيرة، داعياً إلى مراجعة آلية «اللاعب المقيم» التي وصفها بالزيادة المقنّنة للاعبين الأجانب.

وقال المعلا في حوار مع «البيان»، إن سياسة الاستقطاب العشوائي للاعبين المقيمين أصبحت هي السائدة في كل الأندية على مستوى المراحل السنية، ولم تقتصر فقط على الفرق الأولى، ومشدداً على ضرورة إعادة الاعتبار للاعب المواطن لأنه أساس كل عملية تطوير لرياضة الإمارات.

وتحدث المعلا عن الدور المتميز الذي يلعبه نادي الشارقة الثقافي للشطرنج في نشر اللعبة في الإمارات ونجاحه في الوصول إلى منصب نائب رئيس الاتحاد الدولي للشطرنج، كما تناول حديثه شجون وشؤون الساحة الرياضية، وتالياً نص الحوار:

في البداية، كيف ترى الدور الذي لعبه نادي الشارقة الثقافي للشطرنج في تطوير اللعبة محلياً؟

يعد النادي علامة مضيئة في عالم الشطرنج كونه أكبر ناد للشطرنج في العالم، ويضم أفضل لاعبي الشطرنج في دولة الإمارات بجانب تنظيمه لأفضل البطولات التي يتطلع لاعبو الشطرنج في العالم للمشاركة فيها.

نعمل منذ تأسيس النادي عام 1979 بناء على توجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، بهدف نشر وتطوير لعبة الشطرنج وتعميق فهمها وإتقان أدائها والتعاون مع المدارس والمؤسسات التعليمية للإسهام في تنشئة جيل يتمتع بالقدرات الذهنية والبدنية السليمة.

ويرتبط نادي الشارقة الثقافي للشطرنج بالعديد من الاتحادات والأندية والشخصيات الشطرنجية على مستوى العالم، ويحتضن المقر الإقليمي للاتحاد الدولي للشطرنج، وتخرج من النادي العديد من الكوادر الفنية والإدارية الذين حصلوا على العضوية في لجان اتحاد الإمارات والاتحاد الآسيوي وحتى الدولي مثل لجنة الحكام واللجنة الفنية ولجنة المسابقات الدولية.

ما هي العوامل التي ساعدتك في الوصول إلى منصب نائب رئيس الاتحاد الدولي للشطرنج؟

اسم دولة الإمارات ومكانتها المرموقة على الساحة العالمية من العوامل الرئيسية التي ساعدتني على الوصول إلى هذا المنصب الرفيع على مستوى الاتحاد الدولي، كما تحقق ذلك بفضل دعم قيادتنا الرشيدة للرياضة بمختلف الألعاب، خاصة الشطرنج، ما ساهم في إنشاء وتطوير العديد من الأندية للشطرنج في مختلف إمارات الدولة، إضافة للمبادرات التي ساهمت في إقامة العديد من البطولات الدولية للشطرنج على أرض الإمارات، وعمل ذلك على توطيد العلاقات مع كافة الاتحادات، سواء الأفريقية والأوروبية وأمريكا اللاتينية.

ما هي طموحاتك بعد النجاح في الوصول لهذا المنصب الرفيع؟

سأواصل العمل لتطوير لعبة الشطرنج على كافة الصعد وفي مختلف دول العالم، وخدمة جميع الاتحادات الناشئة وتطويرها، وكذلك لتعزيز سبل التعاون بين الاتحادات العربية والدولية لزيادة أعداد اللاعبين على مستوى العالم، ما يعود بالفائدة على اللاعبين العرب لتطوير قدراتهم وزيادة خبراتهم.

ما رأيك في نجاح العديد من الكوادر الإماراتية في تولي مناصب إدارية عليا في الاتحادات الرياضية القارية والدولية؟

نجح العديد من الشخصيات الرياضية في تولي مناصب مرموقة في الاتحادات الدولية والقارية والعربية في مختلف الألعاب الفردية والجماعية، وتعكس هذه المناصب الخارجية قدرة رياضة الإمارات على تحقيق الإنجازات الإدارية، وهي دليل على امتلاكنا الكوادر الوطنية الجيدة، هذا الأمر لا يقتصر على القطاع الرياضي، بل يشمل مختلف القطاعات الأخرى، لقد أصبحت الإمارات تصدر الكوادر الإدارية إلى الخارج، وهذا مصدر فخر لنا.

هذا النجاح الإماراتي يقودنا إلى ضرورة الاعتماد على العنصر المواطن، سواء من الناحية الإدارية أو الفنية لتطوير رياضتنا، لدينا كوادر وطنية على مستوى عال يجب أن نمنحها الثقة في مختلف الألعاب الفردية والجماعية، على سبيل المثال بطلنا الأولمبي الشيخ أحمد بن حشر آل مكتوم سبق أن قاد رامياً بريطانيا للتتويج في أولمبياد لندن، هذا دليل إضافي أننا نملك القدرة على تأهيل الأبطال، وفي كرة القدم نجح مهدي علي في قيادة منتخبنا للتويج بكأس الخليج والمركز الثالث في بطولة آسيا 2015.

هل تؤيد الآراء التي تقول إن الكرة الإماراتية تراجعت في السنوات الأخيرة؟

نعم، أوافق تماماً، الأمر لا يحتاج إلى دراسة، نتائج منتخبنا الوطني في بطولة كأس الخليج الأخيرة التي أقيمت في مدينة البصرة أفضل دليل على ذلك، أضف إلى ذلك نتائج أنديتنا المخيبة للآمال في دوري أبطال آسيا، لم نعد قادرين على الوصول إلى أدوار متقدمة.

في بطولة كأس الخليج لعبنا بأفضل لاعبينا مقارنة بمنتخبات أخرى لعبت بالصف الثاني ومع ذلك لم نستطع عبور الدور الأول.

ما سبب ذلك؟

بالنسبة للمنتخب الوطني، أعتقد أن هناك أسباباً عديدة منها التطبيق الخاطئ لآلية «اللاعب المقيم»، بهذا الشكل لن نحصل على لاعبين مواطنين بعد 10 سنوات، والحل الأمثل لتطور الكرة هو الاهتمام باللاعب المواطن الذي بدأ يفقد مكانه في الفترة الأخيرة.

الغريب أن سياسة الاستقطاب العشوائي للاعبين المقيمين أصبحت هي السائدة في كل الأندية على مستوى المراحل السنية وليس الفرق الأولى فقط، يجب التصدي لها وإعادة الاعتبار للاعب المواطن لأنه أساس كل عملية تطوير لرياضة الإمارات، وعلى الأندية التخلي عن نظرتها الضيقة لأن المنتخب كان ضحية لمصالحها، وهل كنا سنخرج من الدور الأول في «خليجي 25» لو كنا نلعب بـ4 أجانب فقط في الدوري؟ وكل الخوف لو تنتقل عدوى سياسة الاستقطاب العشوائي للاعبين المقيمين للألعاب الأخرى.

فكرة الاستفادة من اللاعب المقيم جيدة، ولكن طريقة تنفيذها خرجت بها عن مسارها الصحيح، ما نشهده الآن يتنافى مع جوهرها وأبعادها الحقيقية التي يجب أن تصب في مصلحة رياضة الإمارات، وما وصلنا إليه حالياً يفرض علينا مراجعة العديد من الأمور في ملف اللاعبين الأجانب والمقيمين من حيث العدد وآلية التطبيق.

تنعم أنديتنا بدعم كبير من القيادة الرشيدة، وعليها استثمار هذا الدعم لمصلحة اللاعب المواطن في كل الألعاب وبما يصب في خدمة رياضة الإمارات.

نحن في نادي الشارقة الثقافي للشطرنج نسير على منهجية واضحة وهي الرؤية التي دأب صاحب السمو حاكم الشارقة على ترديدها دائماً (عيالي وبحفظهم)، حيث نسعى دوماً للحفاظ على النشء ورعايتهم دينياً ولغوياً وثقافياً ورياضياً، وهذا كله لا يعني المشاركة من أجل المشاركة فقط، وإنما أيضاً نبحث بكل قوة عن الفوز وصناعة الإنجازات، وأعتقد بأن كل الأندية مطالبة بالسير وفق هذه الرؤية.

ماذا يجب أن يتغير في رياضة الإمارات؟

علينا أن نتخلى نهائياً عن شعار المشاركة من أجل المشاركة، لقد حان الوقت لنطالب بالنتائج، عندما نحصل على المراكز الأولى هذا إنجاز بحجم جهود الدولة وما تبذله من إمكانات لتطوير الرياضة، والسؤال الذي يطرح نفسه ماذا قدمنا مقابل الأموال، التي تصرف على رياضتنا؟، ولماذا نجحنا في جميع المجالات إلا في الرياضة، يجب أن نعيد تقييم عملنا ونشجع لاعبينا على الاحتراف الخارجي خصوصاً في كرة القدم، وأن نستلهم من التجارب الناجحة لبعض اللاعبين الخليجيين مثل حارس المرمى العماني علي الحبسي الذي احترف لسنوات طويلة في الدوري الإنجليزي، لدينا العديد من المواهب في مختلف الألعاب يجب أن نساعدهم على تطوير قدراتهم لا أن نستبدلهم باللاعب المقيم.

حال رياضتنا لا يختلف كثيراً عن أغلب الدول العربية، على سبيل المثال كم حققت الرياضة العربية من ميداليات في تاريخ مشاركاتها في الألعاب الأولمبية، كل ما تحقق خلال 100 عام تحصده الصين أو أمريكا في مشاركة واحدة.

البعض يبرر فشل رياضيينا في الألعاب الفردية بقلة الموازنات، هل توافق على ذلك؟

ليس لدي فكرة واضحة، رياضة الشطرنج مثلاً ليس لديها مشكلة مادية، وما أعلمه أن كل الرياضات تحظى بدعم كبير، لكن بعض الرياضات الفردية تفتقد بنية تحتية خاصة بها يمكن أن يسبب ذلك عائقاً أمامها للمنافسة على مستوى عال.

قرر المجلس التنسيقي للرياضة «العام الماضي» اعتماد خمس رياضات فردية تنافسية تتمثل في رياضات المصارعة والجودو وألعاب القوى والرماية والمبارزة والقوس والسهم ضمن مجموعة «الرياضات ذات الأولوية»، هل ترى أنه قرار جيد لتطوير الرياضة؟

أعتقد أنه قرار جيد يهدف للتركيز على هذه الرياضات ضمن رؤية تنافسية للارتقاء برياضة الإمارات وزيادة قدرتها على تحقيق الإنجازات في المحافل الدولية، هذه الرياضات يمكنها أن تنافس على الساحة الدولية وتحقق نتائج مبهرة، لا ننسى أننا نملك ذهبية واحدة في رصيدنا الأولمبي حققها الشيخ أحمد بن حشر آل مكتوم في الرماية بدورة أثينا الأولمبية.

زيادة الاهتمام بالألعاب الفردية أقصر طريق لصناعة بطل أولمبي، هذه الألعاب يمكن أن تعطينا نتائج جيدة خلال فترة متوسطة أو قصيرة المدى، عندما نركز على رياضي متميز ويتم تأطيره بشكل احترافي وتوفير كل مقومات النجاح له يمكن أن يحقق ميدالية أولمبية، في المقابل لا يمكن أن نطمح لميدالية أولمبية في كرة القدم أو أي لعبة جماعية أخرى، وهذه التجربة مرت بها أكثر من دولة عربية والشيخ أحمد بن حشر آل مكتوم أفضل مثال لنا عن ذلك، ولكن يجدر بنا الإشارة أن الألعاب الفردية مثل الرماية مكلفة وتحتاج إلى ميزانيات للوصول إلى العالمية.

 

Email