أوضح المهندس الشيخ سالم بن سلطان القاسمي، رئيس الاتحاد الآسيوي للمبارزة والاتحادين الإماراتي والعربي، أن رياضة المبارزة في الإمارات انطلقت قبل نحو 15 عاماً، وهي على الطريق الصحيح نحو تحقيق مزيد من النجاحات بعد أن أكد أبناء وبنات الإمارات حضورهم القوي في مختلف المحافل والاستحقاقات الخارجية إلى جانب تقلد العديد من المناصب على الصعيدين العربي والقاري، مضيفاً أن الحلم الأولمبي لن يكون خارج أهداف وطموحات المبارزة في المستقبل مهما كان حجم التحديات.
برنامج
ما أبرز التحديات التي تواجه رياضة الإمارات في الخمسين عاماً المقبلة؟
في البداية، نحن لا نملك قاعدة محلية كبيرة من الرياضيين، والتحدي الذي يواجه بعض الألعاب بأنها تحتاج إلى وفرة أعداد من اللاعبين بخلاف بعض الألعاب الأخرى التي تتطلب مهارات وبرنامجاً متخصصاً لتطوير اللاعب أو استقطاب مدرب عالمي أولمبي لصناعة بطل، وهناك دول إمكاناتها أقل من الإمارات وعدد سكانها أقل، إلا أنها حققت إنجازات أولمبية بسبب وجود تخصص مدروس.
وأرى أنه بمقدورنا تحقيق إنجازات أولمبية، ولو عدنا إلى الوراء فسنرى ما حققه الشيخ أحمد بن حشر آل مكتوم بفوزه بأول ميدالية أولمبية ذهبية باسم الإمارات في أولمبياد أثينا 2004، وبمجهود فردي وفق برنامج ورؤية وخطة واضحة بعد سلسلة من المشاركات المميزة والنتائج الإيجابية، وذلك يؤكد أننا قادرون على تحقيق الإنجازات في بعض الرياضات بشرط إعداد البرنامج الصحيح، واختيار المدرب المناسب، وتأهيل اللاعب الموهوب والمتفاني من أجل تحقيق الحلم الأولمبي.
حظوظ
وما هي الخطوة المطلوبة لمعانقة المجد الأولمبي؟
يجب أن نطرح على أنفسنا سؤالاً، هو: ما الرياضات التي يمكن من خلالها تحقيق إنجازات أولمبية في الدورات المقبلة على مدى 12 عاماً؟ وأقولها بكل صراحة: الأحرى تحويل الدعم والموازنات التي تنفق على اتحادات تأسست منذ قيام الدولة لم تحقق أي إنجازات حتى على المستوى العربي، إلى اتحادات أخرى لديها الفرصة لتحقيق إنجازات تواكب التطلعات المقبلة.
الألعاب الجماعية من الصعب أن تنافس في الأولمبياد، ولكن الألعاب الفردية حظوظها أكبر، لعبة المبارزة في الإمارات انطلقت قبل 15 عاماً من «الصفر» وواصلت النمو والتطور في الفترة الماضية، وفي العام الحالي حصدت بنت الإمارات ميدالية برونزية آسيوية وهو إنجاز ليس سهلاً على مستوى القارة الصفراء التي تضم 40 دولة من أقوى المنتخبات في العالم، ونجحت بنت الإمارات في التغلب على ممثلات كبار اللعبة في قارة آسيا.
خطط
هل تحتاج الاتحادات الرياضية في الدولة إلى تجديد الدماء ورفدها بمزيد من العناصر الشابة؟
الشباب رهان المستقبل، ورياضة الإمارات شهدت خطوة ناجحة في الفترة الماضية، حيث ارتأت الهيئة العامة للرياضة أن مشاركة عنصر الشباب عبر منصة الإمارات لقادة المستقبل الرياضي تعتبر إضافة كبيرة لنا في اتحاد المبارزة، لأن المنصة تضم مجموعة من اللاعبين واللاعبات وحكام تم اختيارهم لعضوية مجلس الإدارة، مما يسهم في استدامة الخطط المستقبلية نظراً لوجود الكفاءات الشابة الذين سيضعون خططاً للخمسين عاماً المقبلة، حيث يضم مجلس اتحاد المبارزة حالياً نحو 4 أعضاء من الشباب، ولا شك أنها خطوة ستأتي بثمارها في المستقبل.
نخبة
عززت الإمارات حضورها على الخارطة الرياضية عبر تقلد العديد من المناصب القارية والدولية، كيف يمكن استثمار هذا الجانب؟
الدولة تضم نخبة من القيادات التي ترأس اتحادات رياضية على الصعيدين القاري والدولي، وأتمنى استثمار هذا النجاح الإداري في تحقيق الحلم الأولمبي عبر تطوير الإداريين والفنيين والحكام لإشراكهم في الاتحادات الدولية والقارية، مما سيساهم في صقل مهاراتهم وخبراتهم، ونجحنا لله الحمد في تأهيل لاعبين سابقين في المبارزة ليصبحوا حكاماً دوليين يديرون منافسات في بطولة العالم، وأنا متفائل بأبناء وبنات الإمارات في تحقيق إنجازات أولمبية مستقبلاً. ولكن مشروع البطل الأولمبي يحتاج إلى صبر وإعداد لسنوات؟
بدأنا جني ثمار العمل والجهد المتواصل لسنوات منذ تأسيس اتحاد المبارزة، لم نكن نملك ميدالية آسيوية فردية رغم تحقيق ميدالية على مستوى الفرق التي تعتبر أسهل من الفردية، ولكن منافسة بنت الإمارات على الميدالية الآسيوية في فئة الفردي، تترجم الخطط الموضوعة وتطور اللعبة، وبعد التتويج ببرونزيتين في بطولة آسيا في طشقند، ارتفع سقف طموحاتنا وأهدافنا في المرحلة المقبلة برفع الغلة من الميداليات الملونة عبر حصد الذهب والفضة.
ما سر تألق اللاعبة الإماراتية؟
عزيمة بنت الإمارات أكثر قوة، فلديها انضباط في التدريب، وحريصة على تطوير ذاتها، اللاعبات أكثر جسارة في اللعب، وسنضاعف جهودنا لنحقق ميدالية أولمبية، سواء على مستوى الشباب أو البنات، عبر مواصلة العمل لتطوير لاعبينا ولاعباتنا، من خلال تنظيم المعسكرات واستقطاب مدربين دوليين، وإشراك أبنائنا في البطولات للاحتكاك مع مختلف المدارس العالمية.
كفاءات
ما هو نهج اتحاد المبارزة في منظومة العمل؟
أسرة لعبة المبارزة تضم منظومة وفريقاً يعمل بروح الفريق الواحد، حرصنا على تشكيل مجلس إدارة من قيادات مميزة تملك الخبرة الكافية في العمل المؤسسي، وفريقاً يضم من الكفاءات الوطنية في مختلف المجالات، كنت أحرص دائماً على أن يشارك لاعبونا وحكامنا في تنظيم البطولات بداية من البطولات الخليجية ومروراً بالعربية والآسيوية ووصولاً إلى البطولات العالمية، مما نتج عنه نجاح تنظيم الأحداث والفعاليات الكبرى عن جدارة، كما انعكس هذا التلاحم إيجاباً على تأهيل أبنائنا وبناتنا لتولي مناصب في مختلف اللجان على المستوى الخليجي والعربي والقاري والدولي.
فخر
ما أبرز العوامل التي ساهمت في احتفاظك برئاسة الاتحاد العربي للمبارزة، وانتخابك رئيساً للاتحاد الآسيوي؟
الإمارات تملك سمعة عالمية مميزة وتحتل مكانة مرموقة، سواء في الجانب الرياضي أو غيره من القطاعات الأخرى، وهذه العوامل مهدت الطريق للشخصيات الرياضية في الدولة والكفاءات الوطنية لنيل ثقة العالم أجمع، وسعيد بتزكيتي بالإجماع لتولي رئاسة الاتحاد العربي للمبارزة لدورة جديدة، وأنا فخور بفوز أبناء الإمارات بنحو 7 مناصب في الاتحاد العربي بسبب كفاءتهم، ومنذ عام 2005 ونحن نخطط لما حصدناه اليوم، ولم نترك شيئاً للصدفة، وما زلنا نخطط ونعمل لحصد مزيد من الإنجازات باسم الإمارات.
ونثمن جهود الهيئة العامة للرياضة في دعم المبارزة الإماراتية، هذه الرياضة الأولمبية الراقية التي حققت قفزات سريعة في حقبة بسيطة بشهادة العالم أجمع وعلى رأسهم الاتحاد الدولي الذي أشاد ببطولة العالم للشباب والناشئين الأخيرة التي أقيمت في دبي، وقال إنها من أروع البطولات وأكثرها نجاحاً بكل المقاييس، مما يدل على أن الإمارات وجهة مثالية لاستضافة بطولات العالم، منها ايبيه كأس العالم لسلاح الايبيه في الفجيرة، وفي العام المقبل بطولة العالم لكبار اللاعبين المخضرمين في دبي.
أيقونة
هل وجود بنية تحتية قوية عزز من مكانة الإمارات كوجهة رياضة للبطولات العالمية؟
بلا شك، وعلى سبيل المثال يعتبر مجمع حمدان الرياضي الذي احتضن بطولة العالم للشباب والناشئين أيقونة رياضية عالمية، وأثناء حديثي مع بعض الأعضاء في المكتب التنفيذي الدولي، أشاد الجميع بمكان البطولة وكشفوا عن رغبتهم في استضافة البطولات الكبيرة المقبلة في المجمع.. هنك إشادة دولية كبيرة وهذا وسام شرف، ونشكر إدارة مجمع حمدان الرياضي والقائمين عليه في توفير هذا الصرح الرياضي والتعاون الكبير لاستضافة البطولة دون مقابل بجانب الخدمات الموفرة، كما أشكر كل المتطوعين وأسرة المبارزة من أعضاء وحكام متطوعين وآخرين شاركوا في إدارة المنافسات في العرس الرياضي الكبير للمبارزة في دانة الدنيا.
خبرات
تترأس حالياً الاتحاد الإماراتي للمبارزة إلى جانب الاتحادين العربي والآسيوي.. مهام وأدوار كبيرة كيف ستتعامل معها؟
لكل اتحاد منظومة خاصة به، ودور الأمانة العامة قيادة التطوير، وبإعادة تشكيل مجلس الإدارة سيتم تعيين أمين عام في الاتحاد العربي قادر على تطوير العمل الإداري في الاتحاد الذي تم نقل الأمانة العامة فيه إلى مصر المصنفة الأولى عالمياً في المبارزة، أما الاتحاد الآسيوي فيملك أمانة عامة وتم تأسيس مقر الاتحاد القاري في الإمارات، وبين الاتحادات الثلاثة أتطلع إلى تحقيق توأمة بينها، وفي اجتماع الاتحاد الآسيوي تم توقيع اتفاقية تعاون وتوأمة بين الاتحادات الأفريقي والآسيوي والأمريكي اللاتيني، هذا التعاون الثلاثي سيثمر وضع خطط وتعاوناً ومعسكرات ودورات وتبادل خبرات ودعماً مالياً بينها لتطوير اللعبة وتوحيد الموقف الدولي بين ممثلي القارات الثلاث، وبلا شك فإن منظومة الاتحاد الآسيوي ستستفيد خاصة أن نصف الدول العربية في الاتحاد العربي والنصف الآخر في الاتحاد الآسيوي، والاتحاد الإماراتي جزء من الاتحاد العربي، هذه مظلة كبيرة لتطوير المبارزة ونشرها في القارات الثلاث.