سليم الشامسي لـ«البيان »: الثغرات في تعاقدات الأندية تجلب المشاكل

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

انتقد سليم الشامسي، عضو مجلس اتحاد الكرة ورئيس لجنة أوضاع اللاعبين، رئيس غرفة فض المنازعات السابق، والقاضي والمحكم الرياضي الحالي، تعاقدات الأندية مع اللاعبين وقال إنها تحوي الكثير من الثغرات القانونية، ولا يفترض أن تكون موجودة بعد 14 سنة احترافاً، وأوضح أن أكثر المشاكل والشكاوى التي تعرض عليهم تتعلق بهذه التعاقدات، لأن الذين يصيغون هذه العقود ليس لديهم دراية وخلفية بقوانين أوضاع اللاعبين وانتقالاتهم والتعاقدات، وانتقد الشامسي قرار زيادة عدد الأجانب في دورينا، وطالب بعودة رابطة المحترفين لتكون تحت مظلة الاتحاد، موضحاً أن الأندية تتحكم في الرابطة وهذه الأخيرة تتحكم في الاتحاد، فيما يستمر تراجع المستوى على صعيد المنتخبات، وتالياً يتراجع التصنيف على المستوى القاري والدولي، وطالب بتدخل الاتحاد لحسم الأمور وفرض شخصيته على الرابطة والأندية بما يحقق المصلحة العامة لكرة القدم الإماراتية، وأوضح أن الأندية لا تهمها سوى مصلحتها فقط أما مصلحة المنتخبات فهي آخر اهتماماتها، وقال إن غياب الجمعيات العمومية والرقابة والمحاسبة هو سبب مشاكل الرياضة.. سليم الشامسي قال وأفصح عن الكثير في الحوار التالي مع «البيان»..

بوصفك قاضياً ومحكماً رياضياً ما نوع المشاكل التي تعرض عليكم؟

أكثرها تتعلق بالتعاقدات مع الأندية، فهناك تعاقدات ضعيفة وتحوي الكثير من الثغرات القانونية لأن الاحتراف غير حقيقي فهناك قضايا ومشاكل لا يفترض أن تكون موجودة بعد 14 سنة احترافاً.

مثل ماذا؟

مثلاً هناك أندية تضع بنداً في عقد اللاعب إذا شارك مثلاً في 5 مباريات تمنحه 500 ألف واللاعب أصلاً مستواه لا يؤهله أن يلعب، وإذا شارك في الدور الأول بنسبة 70% يمنح زيادة على راتبه، فلماذا تضع هذه الشروط إذا شارك وإذا لم يشارك فهذا يجلب المشاكل، كما أن التعاقدات والعقود نفسها لا تكون واضحة.

وما سبب هذه الثغرات في العقود؟

ربما الذين يصيغون هذه العقود ليس لديهم دراية وخلفية بقوانين أوضاع اللاعبين وانتقالاتهم والتعاقدات، فما زالت الأندية من ناحية التعاقدات والعقود ضعيفة، والقاعدة تقول إنه كلما كثرت النزاعات فهذا يعني أن هناك خللاً في التعاقدات والعكس، وكثرة النزاعات تعني أن هناك ضعفاً في منظومة التعاقدات في الأندية.

عقد مزايا

ومن أين تأتى الشكوى من اللاعب أم النادي؟

الشكوى غالباً تأتي من اللاعب ضد النادي، هناك أندية تمنح عقداً مزاياه ومخصصاته أكثر من قيمته، فمثلاً إذا كان العقد بمليون فإن مخصصاته تبلغ 2 مليون، والسؤال هنا إذا كان اللاعب يستحق مليونين فلماذا تعاقدت معه بمليون؟ وغالب النزاعات والخلافات تتعلق بالمخصصات أما الرواتب فبعض اللاعبين يمنحونهم مبالغ كبيرة وهم لا يستحقونها والنادي يعرف ذلك، ولذلك تحدث المشاكل عندما يطالب هؤلاء بمستحقاتهم فتبدأ المماطلات والتأجيلات من الأندية.

ما رأيك في حوادث إلغاء العقوبات الإدارية التي تصدر من حكم المباراة؟

لدينا اليوم (الفار) وبعد نهاية المباراة يصبح القرار نافذاً، ولا يجب إصدار قرارات مخالفة يمكن أن تثير اللغط والجدل بإلغاء القرار أو تخفيف العقوبة.

برأيك ما سبب تواضع مستوى منتخباتنا؟

اللاعب الإماراتي مدلل ولا طموح له، فبعض اللاعبين غير مهتمين باللعب في المنتخب وإذا لعب فهو يفعل ذلك بتحفظ وحرص حتى لا يصاب، فهو مكتف من ناحية المال لأنه يتقاضى مبالغ مليونية من الأندية ولذلك يموت عنده الطموح.

نتائج مخيبة

هل تقول إن الأندية قتلت الطموح لدى اللاعبين؟

نعم، فاللاعب عندما يتشبع مالياً فلن يقدم لك الخدمات المأمولة وهذا ينطبق على كل المجالات، فالموظف يعمل من أجل المال فإذا اكتفى منه فلماذا يعمل؟ ولذلك أقول ما لم يحدث تغيير في العقليات وتقوم الجمعيات العمومية وتعمل بمبدأ المحاسبة والمتابعة والرقابة فلن يستقيم الأمر وسيبقى الوضع على ما هو عليه، أموال تهدر ووقت تضيع ونتائج مخيبة.

متى ينصلح هذا الحال إذاً؟

الأمر يحتاج لعمل كبير، فالأندية هي المشكلة وهي التي دللت اللاعبين بسياستها الخاطئة وإدارتها العشوائية، وهناك بعض الأندية تتصارع على لاعبين لا يستحقون من أجل المكايدات فقط.

زيادة الأجانب

كيف ترى قرار زيادة الأجانب من حيث الجدوى الفنية على دورينا؟

أنا ضد هذه الزيادة وكنت أرى أنه يجب الاكتفاء بأربعة فقط 2 مقيمين و2 أجانب، لأن أكثر من هذا العدد سيؤثر سلباً على منتخباتنا في المستقبل فوفرة الأجانب في الملعب يعني قلة المواطنين، خصوصاً في المراكز التي تعتبر العمود الفقري للمنتخبات مثل المهاجم والارتكاز وصانع الألعاب.

لكن الأجانب والمقيمين يمكن الاستفادة منهم في المنتخبات لاحقاً

هذا صحيح، إذا كانت الأندية تضع مصلحة المنتخبات ضمن أولوياتها لكن في حالتنا فالأندية غالباً تراعي مصلحتها أولاً وتستقطب أجانب ومقيمين يحققون لها البطولات بغض النظر عما إذا كان يمكن الاستفادة منهم في المنتخبات، أم لا.

تدخل الاتحاد

هذا الأمر يحتاج لتدخل اتحاد الكرة؟

صحيح، لكن للأسف الأمر كله بيد رابطة المحترفين وهي التي تقرر وكل قرارتها بالطبع تصب في مصلحة الأندية وليس المنتخبات، لأنها تريد أن تثري منافساتها وفي الوقت نفسه لا تغضب الأندية لدواعي الانتخابات.

المفروض أن الاتحاد هو الذي يتحكم في الأمر وليس الرابطة؟

انفصال الرابطة عن الاتحاد صنع فجوة كبيرة لا يمكن سدها ما لم تعود الرابطة تحت مظلة الاتحاد تأتمر بأمره بما يتوافق ومصلحة المنتخبات، لكن كما هو واضح للجميع فالرابطة تهمها مصلحة الأندية فقط لأن هذه الأندية أعضاء في الجمعية العمومية.

مصلحة المنتخبات

وما الحل؟

أن يتحرك الاتحاد عبر جمعية عمومية ويتم النقاش حول هذا الأمر ومن ثم يصدر القرار الذي يغلب مصلحة المنتخبات على الأندية.

برأيك ما أكبر المشاكل التي تواجه كرة القدم الإماراتية؟

غياب الجمعيات العمومية والانتخابات والمحاسبة والمراقبة وهذا من أكبر المشاكل التي لا تدع الرياضة تتطور وترتقي بمستواها، كل ما تأتي إدارة تصرف الميزانية وتذهب وتأتي من بعدها ويستمر الوضع على هذا المنوال ولن يستقيم الحال إلا إذا كان هناك في كل ناد جمعية عمومية ومراقبة ومحاسبة وانتخابات.

نظام أساسي

بما أننا بعيدون عن المنافسات الخليجية والعربية والقارية فهذا يعني أن هناك خللاً؟

قطعاً لدينا خلل في القاعدة وهذا مسؤولية القيادات والإدارة والأندية، فهي لا تقدم أي لاعبين للمنتخبات لأن الأندية تهتم فقط بالبطولات المحلية وعليها أن تتحلى بروح الوطنية بتخريج لاعبين للمنتخبات لا أن تنغلق على مصالحها.

وما دور رابطة المحترفين في هذا الأمر؟

بعد أن منحت الرابطة النظام الأساسي ولوائح تخصها فمن الصعب أن تعارضها إلا بالتنسيق والتعاون وبما أنك وافقت على انفصالها فعليك أن تتحمل التبعات والتداعيات.

الكرة الإماراتية

وماذا عن الجمعية العمومية؟

الجمعية العمومية للاتحاد سلبية وليس لديها حرص ولا اهتمام بالمنتخبات، فكل عضو يأتي للجمعية العمومية يبحث عن مصلحة ناديه الخاصة قبل العامة وعلى قيادة الاتحاد أن تعيد الأمور لنصابها بفرض قوانينها ونظامها على الأندية لمصلحة المنتخبات لأن سمعة الكرة الإماراتية أصبحت على المحك.

لكن لا بد من وجود حل؟

الحل كما أراه في إيجاد لجنة مشتركة تنسق مع الاتحاد والرابطة والأندية وتقنع الجميع بضرورة العودة للحس الوطني والمصلحة العامة، لأنه إذا غلبنا المصلحة الخاصة فمنتخباتنا لن تنافس في أي محفل وعلى هذه اللجنة القيام بدورها وتقف ضد مصالح ورغبات الأندية.

عودة الرابطة

هل تنادي بعودة الرابطة تحت مظلة الاتحاد؟

نعم، يجب أن تعود الرابطة تحت مظلة وقيادة الاتحاد وتكون لجنة مستقلة تعتني بتشغيل وتسويق وتطوير المسابقة ولكن ليس باستقلال تام عن الاتحاد.

وما الضير في أن يقوم الاتحاد بأعباء المنتخبات لوحده؟

الاتحاد يعاني في استدعاء اللاعبين لأن الأندية تفرض عليه إلا في أيام فيفا وأكثر لاعبي المنتخب لم يصلوا لمستوى الجهوزية المطلوبة، فمسابقاتنا لا تؤهل اللاعب بدنياً وفنياً، وبعض اللاعبين لم يصلوا لنسبة 70% من الجاهزية البدنية والفنية والمنتخبات تعاني من هذا الوضع لأن المسابقة أصلاً مستواها ضعيف.

مجاملة

أكد سليم الشامسي، عضو مجلس اتحاد الكرة ورئيس لجنة أوضاع اللاعبين، أن الخلل في إدارة الاتحاد للعبة فهو المسؤول والقائد والمشرع والمشرف وعليه أن يسيطر على الوضع. وشخصياً أنا مع التعيين في اتحاد كرة القدم لأن الانتخابات فيها مجاملات ومصالح مشتركة ولا تعطيك العناصر التي تخدم الاتحاد ولا حتى مجلس الرابطة.

Email