آل علي: لاعبو «الكاراتيه» نبلاء ولكن فقراء

راشد آل علي

ت + ت - الحجم الطبيعي

رغم مرور أكثر من عقد من الزمن على اعتزاله اللعب، إلا أن راشد عبدالمجيد آل علي، نجم و«كابتن» «كاراتيه الإمارات» السابق، والأمين العام للاتحاد حالياً، ونائب رئيس الاتحادين العربي والآسيوي للكاراتيه، ما زال يحتفظ بقدر عالٍ من الوهج.

في مختلف أروقة اللعبة التي يصف لاعبيها بأنهم «نبلاء ولكن فقراء»، وأن المقارنة بين الكاراتيه وكرة القدم أشبه بسباق بين سيارتي «بورش» و«هوندا»!، وسرد العديد من الأمور الخاصة بالرياضة بشكل عام والكاراتيه خاصة، خلال حواره مع «البيان الرياضي».

مضى وقت طويل على اعتزالك اللعب، وما زلت محتفظاً بذات النجومية، ما الأسباب؟

يبتسم، ليست هناك أسباب محددة لذلك، ولكن ربما لأني أحرص كثيراً على البقاء والعمل في دائرة اللعبة، وخصوصاً في الجانب الإداري، وتعزيز العلاقة باللاعبين والمدربين، وأنا بطبعي كإنسان، أحب كثيراً أن أكون مع الناس «الغلابة مثلي»، ولا أجد أكثر «غُلباً» وفقراً من لاعبي الكاراتيه!

تنافس نبيل

ماذا تعني برياضة النبلاء ومصطلح الفقراء؟

أقصد برياضة النبلاء، أن الكاراتيه جزء من ألعاب الفنون القتالية ذات البعد التنافسي النبيل، مثل الملاكمة والتايكواندو والجيوجيتسو والمصارعة والجودو وغيرها من الألعاب ذات الصبغة القتالية التنافسية الشريفة، وأقصد بالفقراء، هو أن الكاراتيه فعلاً رياضة نبلاء غالبية الممارسين لها من اللاعبين الفقراء الذين يمتازون بالروح «العصامية» والاعتماد على الذات.

ولكنهم يحتاجون باستمرار إلى الدعم المالي نظراً لقلة الميزانيات المرصودة للعبة بصورة عامة محلياً وخارجياً، ولانعدام المردود المالي على اللاعبين من جراء ممارسة الكاراتيه أصلاً!

ما السر الذي جعل «كاراتيه الإمارات» يتمتع بشغل مناصب خارجية مرموقة؟

سمعة الإمارات الطيبة وشهرتها الواسعة في مختلف أرجاء العالم، هي التي مهدت الطريق أمام وصول أبناء أسرة «كاراتيه الإمارات» إلى أرفع المناصب الخارجية، خليجياً وعربياً وآسيوياً ودولياً، لدينا الآن، كوكبة من القيادات الناضجة التي تشغل مناصب مرموقة جداً في الاتحادات الدولية والآسيوية والعربية، وهذا كله جاء نتيجة الجهود التي بذلها أبناء اللعبة طوال أعوام عدة.

لا مقارنة

ما حجم مكافأة لاعب الكاراتيه بعد فوزه فردياً أو جماعياً بلقب بطولة ما؟

يضحك، عن أي حجم تسأل؟ ليس هناك مبلغ أصلاً حتى يكون له حجم، لاعب الكاراتيه يلعب بالحب، أكبر مبلغ ممكن أن يحصل عليه لاعب الكاراتيه لا يتعدى ربع مكافأة بسيطة، من المؤكد أن لاعب كرة القدم سوف يحصل عليها بعد خوضه مباراة واحدة أو إثر تسجيله هدفاً أو ربما صناعته فرصة هدف!

وبالطبع لا يمكن بأي حال من الأحوال عقد أي مقارنة بين الكاراتيه وكرة القدم، تحديداً في الجانب المالي، وأعتقد جازماً أن المقارنة بين اللعبتين، أشبه بسباق بين سيارة رياضية حديثة، وسيارة اقتصادية قديمة بطيئة على طريق شائك طويل!

ما المحطة الأكثر رسوخاً في ذاكرتك طوال مشوارك مع الكاراتيه والذي امتد أكثر من 20 عاماً؟

لن أنسى ما حييت مفارقات فوزي بفضية «أسياد بانكوك 98»، لحظة الفوز بفضية في دورة قارية كبرى، لا يمكن أن تُوصف بكلمات معينة، وخصوصاً إذا ما اقترن ذلك الفوز بلحظات حزن عميق تتعلق بنتيجة فحص المنشطات، وخبر وفاة جدي يوسف بن عابد، وعلى العموم، عشت مزيجاً من الفرح والحزن لأيام عدة لن أنساها أبداً.

غيوم «كورونا»

بصراحة، كيف ترى حاضر ومستقبل «كاراتيه الإمارات»؟

حاضر «كاراتيه الإمارات» يبدو لي طيباً في ظل جهود اتحاد اللعبة بقيادة اللواء «م» ناصر عبدالرزاق الرزوقي الذي يشكل وجوده على رأس هرم اللعبة.

ضمانة أكيدة لمستقبل أكثر إشراقاً فنياً وإدارياً، لدينا الآن منتخبات تتحفز لاستئناف التدريبات تحضيراً للاستحقاقات الخارجية القادمة بعد زوال «غيوم كورونا»، وأيضاً هناك تواصل شبه دائم مع الأندية المنضوية تحت لواء الاتحاد من أجل ترتيب العودة المرتقبة، مع التأكيد على حتمية الالتزام بجميع الإجراءات الاحترازية.

وما حجم تأثير «كورونا» في «كاراتيه الإمارات»؟

«كاراتيه الإمارات» جزء من كل، ولذلك، أعتقد أن جميع قطاعات الحياة تأثرت بـ«فيروس كورونا»، ومنها الكاراتيه تأثرت سلباً، حيث أوقف نشاطنا المحلي، وألغى مشاركاتنا في البطولات الخارجية، وعلى أمل أن تشهد الأيام القليلة القادمة، العودة لممارسة النشاط بشكل تدريجي، ووفقاً لـ«البروتوكول» الصحي المحلي والدولي.

Email