"خلك بالبيت" فرصة سانحة لمراجعة الحسابات

حسن النعيمي: "كورونا" حمل بذرة التغيير في كرة الإمارات

ت + ت - الحجم الطبيعي

رغم أن العميد حسن إبراهيم العيسى النعيمي آخر رئيس منتخب لمجلس إدارة نادي الإمارات في مطلع تسعينيات القرن الماضي، يمثل أحد رموز زمن الهواية في تاريخ كرة القدم الإماراتية، إلا أنه يمتلك أفقا واسعا ورؤية شاملة لحاضر ومستقبل "الساحرة المستديرة" بالدولة، ولا ادل على ذلك من قناعته بأن "فايروس كورونا" جاء حاملا في "جعبته" بذرة التغيير في كرة الإمارات، و"خلك بالبيت" فرصة سانحة لمراجعة الحسابات، و"الأبيض" بحاجة إلى مدرب لاتيني لأسباب عدة.

فإلى تفاصيل حوار "البيان الرياضي" مع حسن إبراهيم العيسى..

بذرة التغيير

إلى أي حد ترى تأثيرات "كورونا" على حاضر ومستقبل كرة القدم الإماراتية؟

بلا شك، ستكون هناك تأثيرات وانعكاسات وارتدادات كبيرة على حاضر ومستقبل كرة القدم الإماراتية بعد الانتهاء من مرحلة "الفايروس"، لأن "كورونا" أصلا قد حمل معه بذرة التغيير، وزرعها فعليا في جسد كرة القدم الإماراتية، خصوصا على الصعيد الإداري الذي سيكون من أكثر الجوانب تأثرا بـ "كورونا"، لا سيما وأن فترة الجلوس الحالية في البيوت أو ما يعرف بـ "خلك في البيت" احترازا من "كورونا"، تمثل فرصة سانحة لمراجعة الحسابات، وابتكار الحلول الناجعة من قبل القائمين على شؤون الكرة الإماراتية، أندية ومنتخبات.

منظومة العمل

وهل سيكون التأثير سلبا أم إيجابا؟

نأمل أن يكون إيجابا، وما يعنيني هنا، هو أن "كورونا" سيُحدث تغييرا كبيرا في منظومة العمل، وطريقة التفكير في الإدارة، وكيفية التعاطي مع معطيات كرة القدم بالدولة، أندية ومنتخبات.

إمبراطورية "الفيفا"

ولكن "كورونا" أصاب صحة البشر، ما علاقة "الفايروس" بكرة القدم؟  

بسرعة، كيف ذلك، نحن هنا نتكلم عن حدث كبير فاجأ العالم كله، وعصف بجميع القطاعات الحياتية، ومنها كرة القدم، عطل البطولات، شل الاتحادات، وجعل إمبراطورية كرة القدم، الاتحاد الدولي "الفيفا"، يرمي الكرة في ملعب الاتحادات الأهلية بشأن الكثير من مستجدات اللعبة، خصوصا ما يتعلق بمواعيد استئناف الدوريات، والعلاقة بين اللاعبين المحترفين وأنديتهم، وتخفيض الرواتب وغيرها من الجوانب الهامة، ثم علينا ألا نغفل حقيقة، أن كرة القدم لم تعد مجرد لعبة، بل هي حياة اقتصادية وثقافية واجتماعية تهم ملايين البشر في مختلف أرجاء المعمورة.

صناعة الحلول

ما هي التغييرات التي تتوقعها في كرة الإمارات تأثرا بـ "كورونا"؟ 

أتوقع إلى حد التيقن بأن كرة الإمارات ستضطر إلى العيش والتعايش مع مفاهيم التقشف وترشيد الإنفاق وتقنين الاستهلاك، ما يجعل إدارات الأندية مطالبة بصناعة حلول ليست تقليدية لمعالجة الأوضاع المستجدة في عالم كرة القدم بعد الخروج من أزمة "كورونا".

تحرك استباقي

وهل تتوقع تحركا استباقيا من المعنيين بشؤون كرة الإمارات لمواجهة إفرازات "كورونا"؟

لا مفر من أن يكون هناك تحرك استباقي، لأن المرحلة الحالية تمثل فرصة ذهبية لالتقاط الأنفاس ومراجعة مجمل أوضاع كرة الإمارات بموضوعية، والتحضير لانطلاقة ونهضة ترتكز على الدراسات المتعمقة، والأسس العلمية، والعمل المؤسسي، والإدارة الجماعية الواعية.

اهم حلقة

وماذا عن منتخبات كرة القدم في الإمارات؟

منتخبات كرة القدم اهم حلقة في سلسلة العمل، ولذلك، يتوجب التركيز على بناء المنتخبات الوطنية باعتبار العمل فيها أبرز مخرج من مخرجات المنظومة برمتها، منتخبات كرة القدم تعتبر واجهة الدولة، ومقياس تطورها الرياضي لدى الخارج.

مدرب المنتخب

وكيف يتحقق ذلك؟

يتحقق من خلال الاختيار الدقيق وبعين بصيرة لمدرب المنتخب الأول والذي لا بد من أن يكون من المدرسة اللاتينية لأسباب عدة.

مدرب لاتيني

وما هي الأسباب؟  

أبرز تلك الأسباب هي أن المدرسة اللاتينية الأقرب لفهم خصوصية اللاعب الإماراتي وظروفه وإمكانياته، وأن غالبية المراحل السابقة التي تولى فيها مدربون من المدرسة اللاتينية، خصوصا من البرازيل، شهدت نجاحا كبيرا، وإسهاما قويا في نهضتنا الكروية، وتغييرا إيجابيا ملموسا، ووصولا إلى "مونديال" إيطاليا 1990.

حدثان بارزان

يبدو أنك لست مع أسناد مهمة قيادة "الأبيض" لمدرب وطني، أليس هذا ما تقصده؟

لا ليس هذا ما اقصده بالضبط، أنا أثق بكفاءة كوادرنا التدريبية الوطنية، لكن الأمر يتعلق بالأصلح لقيادة المنتخب الأول عند المفاضلة بين طرفين أو أكثر، لأن المرحلة القادمة لكرة الإمارات، مفصلية، كونها ترتبط بالتصفيات المزدوجة المؤهلة لحدثين بارزين، "مونديال" 2022 وكأس آسيا 2023، والحدثان يحظيان بترقب واهتمام كبير وواسع النطاق من قبل شارع كرة القدم الإماراتي، ولذلك، لا بد من أن يكون اختيار مدرب المنتخب الأول، صحيحا ومحسوبا بدقة.  

الصورة الحالية

كيف ترى الصورة الحالية لكرة الإمارات؟

بكل تأكيد وبدون مجاملة، أراها صورة ليست جميلة التفاصيل، منتخباتنا الوطنية وأنديتنا سجلت إخفاقات مؤلمة في السنوات القليلة الماضية في غالبية المشاركات الخارجية، ما انعكس على المشهد الحالي، فجعله غير جميل، ولا يمكن اعتباره جميلا، وفقا لسلسلة الإخفاقات التي عشناها في آخر 4 أو 5 سنوات على صعيد الأندية والمنتخبات.

كلمات دالة:
  • حسن النعيمي،
  • فيروس كورونا ،
  • حوار
Email