كشف أسرار تألق المبارزة في حوار مع «البيان الرياضي»

سالم القاسمي: رؤية فارس العرب تحقق التطوير الرياضي

ت + ت - الحجم الطبيعي

تمضي المبارزة الإماراتية بخطوات ثابتة وواثقة نحو الأمام، وتثبت كل يوم أنها رقم صعب في مختلف البطولات العربية والخليجية، خصوصاً بعد التتويج بـ 11 ميدالية ملونة في الدورة السادسة لرياضة المـرأة بمجلس التعاون لدول الخليـج العربية التي أقيمت في الكويت الشهر الماضي..

المهندس الشيخ سالم بن سلطان القاسمي، رئيس الاتحادين العربي والإماراتي للمبارزة، كشف في حواره مع «البيان الرياضي»، عن أسرار النجاح، وعن أهمية تبني المسؤولين الرياضيين رؤية «فارس العرب» صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، لتحقيق التطوير الرياضي.

كما تحدث عن توهج رياضة النبلاء في الإمارات، والعوامل التي قادت إلى هذه النجاحات رغم ولادة اللعبة حديثاً، عازياً السبب إلى تكاتف أسرة المبارزة على قلب وروح واحدة بما فيهم أولياء الأمور، مشيراً في الوقت نفسه إلى أنه رغم النجاحات الكبيرة، إلا أن المسيرة لا تخلو من الصعوبات والتحديات، معتبراً أن الرهان على بنات الإمارات هو رهان رابح بلا أدنى شك. وفي ما يلي، نص الحوار:

كيف نتجاوز المعوقات التي تواجه تطوير الرياضة؟

في البداية، أتوجه بخالص الشكر إلى قيادتنا الرشيدة بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، على الدعم اللامحدود وعلى العاملين في القطاع الرياضي استثمار هذا الدعم الهائل من القيادة بالعمل وفق روح الفريق الواحد سعياً إلى تحقيق هدف مشترك يتمثل في رفع علم دولة الإمارات عالياً خفاقاً في جميع المحافل.

كما أدعو المسؤولين الرياضيين إلى تبني رؤية «فارس العرب» صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بتنظيم جلسات للعصف الذهني يحضرها القائمون على الرياضة في الدولة مع مختلف الأطراف من لاعبين أو مدربين أو إداريين لمعرفة أبرز التحديات وإيجاد الحلول المناسبة .

والتي يمكن الوصول إليها عبر الحوار البناء بما يسهم في نسف المعوقات التي تواجه تطور الرياضة.

مشاركة جيدة في الدورة النسائية الخليجية، ما الأسباب؟

إن الإنجاز الخليجي الذي تحقق هو ثمرة جهود وتعاون الجميع وأعني جهود اللاعبات وأولياء الأمور في المقام الأول إلى جانب منظومة العمل في الاتحاد والأندية والمدربين سواء مدربي الأندية أو مدربي المنتخبات الوطنية، ونحن نتطلع باستمرار إلى اعتلاء أبنائنا منصات التتويج.

وأنا أراهن دائماً على الفتاة الإماراتية وقدرتها على تحقيق الإنجازات ورفع علم دولة الإمارات في المحافل العالمية وأهم العوامل هو الدعم المعنوي للفتاة الإماراتية من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، وحرص سموها على تشجيع الفتيات في جميع المجالات، فكل الشكر لسموها على هذا الدعم.

شغف

ما سر توهج المبارزة رغم ولادتها الحديثة؟

تألق المبارزة الإماراتية اللافت للأنظار نتيجة العديد من الأسباب التي انصهرت جميعاً في بوتقة واحدة للوصول إلى التألق والإبداع، وفي البداية تعتبر المبارزة لعبة النبلاء وتحظى بحب وشغف أبنائنا وبناتنا وتحمل بين طياتها من الأخلاقيات ما يجعلها جاذبة لهم وفيها يتحقق الذات للاعب واللاعبة.

لذلك هي رياضة تستلهم قلوب النشء والشباب ثم يأتي دعم أولياء الأمور وهم من الدعائم القوية لجذب اللاعبين للمبارزة.

وعلى سبيل المثال نرى أولياء الأمور لديهم الحرص على متابعة أبنائهم وبناتهم لتشجيعهم في كل مناسبة سواء كانت البطولة محلية أو دولية، لدرجة أن بعض أولياء الأمور يسافرون إلى الخارج من أجل تشجيع أبنائهم، ما أسهم في رفع أعداد اللاعبين واللاعبات الممارسين للعبة لتفرض اللعبة نفسها في المؤسسات الرياضية في الدولة.

وأنا سعيد بأن العديد من الأندية أدرجت اللعبة ضمن أنشطتها لتكمل المؤسسات الرياضية في الدولة الدعم والاهتمام، ولعل أبرزها الهيئة العامة للرياضة واللجنة الأولمبية الوطنية والمجالس الرياضية في مختلف إمارات الدولة، والجميع يقدم الدعم واتحاد المبارزة ينظم هذا العمل المترابط ويخطط دائماً للارتقاء بلاعبينا للوصول إلى الأهداف المرسومة لهم.

ما هي الصعوبات التي تواجه اتحاد المبارزة؟

اتحاد الإمارات للمبارزة لديه العديد من التحديات ولا نقول معوقات، نحن نعمل جاهدين على تذليلها بالتعاون مع شركائنا على توفير جميع هذه المتطلبات سواء من الدعم الحكومي أو من المصادر الأخرى كتسويق أنشطة الاتحاد، أو إيجاد شراكة استراتيجية لنا مع العديد من الجهات ويأتي في مقدمتها المؤسسات الرياضية بالدولة والأندية الرياضية.

مصادر

هل حجم الميزانية يعتبر كافياً؟

لا بد أن يكون حجم ميزانية الاتحاد متوافقاً مع حجم الطموح لتحقيق الأهداف المرجوة، ونحاول الاستفادة القصوى من جميع الإمكانيات المتاحة لدينا بحيث لا تكون الميزانية عائقاً يحول دون الوصول إلى أهدافنا ويجب ألا تقتصر موارد الاتحادات على الدعم الحكومي.

وكما أسلفت نحن نعمل على تنويع الموارد الذاتية ونأمل أن تسهم الشركات الوطنية في تبني دعم الأنشطة الرياضية بالدولة وخصوصاً الألعاب الفردية باعتبارها خدمة مجتمعية تقدمها الشركات لشباب الوطن.

لماذا لن تشارك المبارزة في أولمبياد طوكيو 2020؟

قدمنا برنامجاً للهيئة العامة للرياضة حول خطة التأهل للأولمبياد وتم اعتماده من قبل صندوق الموهوبين وترشح له لاعب واحد، إلا أنه نظراً لضيق الوقت توقف البرنامج، إذ يتطلب إعداد بطل أولمبي برنامج تأهيل وإعداد لا يقل عن 6 سنوات متواصلة كحد أدنى، ووقف عامل الوقت أمام المشاركة في أولمبياد طوكيو 2020.

ونسعى أن يكون للمبارزة الإماراتية مكان في أولمبياد باريس 2024 التي تم عمل استراتيجية وخطة شاملة لها، متمنين أن يتحقق الحلم وذلك بالتنسيق مع الجهات المعنية لتنفيذ هذه الخطط والبرامج.

نجاح

كيف يمكننا مقارنة المشهد بين الأمس واليوم؟

كشف المهندس الشيخ سالم بن سلطان القاسمي، عن أصل الحكاية، وقصة تأسيس اتحاد اللعبة قبل سنوات، وقال إن الشغف كان يقوده دائماً لرد الجميل للوطن عبر تبني مشروع جديد غائب عن الساحة الرياضية أو غيرها من القطاعات في الدولة.

وتم توجيه دعوة إلى رئيس الاتحاد الدولي للمبارزة وطرحنا الفكرة بالتعاون والتنسيق مع وزارة الشباب والرياضة آنذاك التي كان يرأسها معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح حالياً، وأبصر اتحاد اللعبة النور في زمن قياسي وانتشرت المبارزة لتدخل قلوب شريحة واسعة من الناس رغم أنها لا تحظى بجماهيرية كبيرة.

والآن تم إدراج اللعبة في 11 نادياً ومركزاً متخصصاً للعبة، وأصبح لدى الاتحاد قاعدة متميزة من اللاعبين واللاعبات بلغ عددهم ما يقارب 496 لاعباً ولاعبة مسجلين في كشوفات الاتحاد ونتطلع إلى مضاعفة هذا الرقم خصوصاً في ظل وجود ما يزيد على 500 لاعب ولاعبة، عبر برنامج الأولمبياد المدرسي للعبة.

ولو عدنا للوراء قبل أكثر من 10 سنوات مضت كان أعداد الممارسين للعبة لا يتعدى العشرات في مختلف أنحاء الدولة، ولم يكن يمارس المبارزة من الإناث سوى فتاتين فقط، لتؤكد الإحصائية الأخيرة وجود طفرة كبيرة في قاعدة ممارسي اللعبة.

ما هي طموحات اتحاد المبارزة الإماراتي؟

الحمدلله بدأ مشوار المبارزة من خلال إشهار الجمعية قبل الاتحاد، ونجحنا في نشر اللعبة في مختلف أنحاء الدولة، ما يبشر بوجود فرصة لتحقيق إنجاز أولمبي مستقبلاً بعد تعزيز قاعدة قوية للاعبين واللاعبات وهو الهدف الذي نسعى ونعمل من أجله.

دعم

هناك قفزة كبيرة على مستوى السيدات ما هي الأسباب؟

كما ذكرت في السابق تعتبر بنت الإمارات رهاناً ناجحاً، حيث تحظى الإناث بدعم أكبر من أولياء الأمور وساعات تدريب الفتيات أعلى مقارنة بالذكور بسبب الدافع الكبير للبنات في المبارزة، واعتمدنا حالياً برنامجاً للمشاركات النسائية بواقع 12 مشاركة، حيث يتطلع الاتحاد الفترة المقبلة لزيادة المشاركات والمعسكرات الداخلية والخارجية.

هل يعاني الاتحاد من مشكلة «تفرغ» اللاعبين؟

مثلنا وبقية الاتحادات الرياضية يشكل التفرغ تحدياً كبيراً لنا ونعمل جاهدين مع الهيئة العامة للرياضة والمؤسسات التعليمية بالدولة على تذليلها ولاسيما أن معظم لاعبينا من هم طلاب مدارس وجامعات.

كيف ترى دور المدارس في انتشار اللعبة؟

المدارس تؤدي بشكل جيد والدليل تنظيم الأولمبياد المدرسي سنوياً بصورة منتظمة والذي يعتبر رافداً أساسياً للمبارزة عبر نشر اللعبة واستقطاب المواهب، واتحادنا من أكثر الاتحادات تعاوناً مع وزارة التربية والتعليم إلى جانب مشروع الأولمبياد المدرسي.

تطور

ما أبرز مكاسب المبارزة من دورة ند الشبا الرمضانية «بطولة ناس»؟

البطولة تعتبر مكسباً كبيراً للعبة وحققت نجاحاً فاق التوقعات من خلال مشاركة أبطال عالميين وأشكر اللجان المنظمة ومجلس دبي الرياضي على التعاون معنا في إدراج اللعبة، ولعل أهم المكاسب هو تعزيز مكانة المبارزة الإماراتية في منطقة الخليج والشرق الأوسط والعالم.

وتوفير الاحتكاك الفني الجيد للاعبينا وتعزيز مكانة دبي كوجهة مثالية للمهتمين بلعبة المبارزة، وترسيخ البطولة لمكانة الدولة في استضافة الفعاليات الكبيرة، كما تعتبر نقطة انطلاقة نحو استضافة دبي للبطولات العالمية الكبرى، إضافة إلى التغطية الإعلامية الكبيرة من مختلف وسائل الإعلام.

مدى الرضا عن المرحلة السابقة لفترة توليك رئاسة الاتحاد العربي للمبارزة؟

منذ أن توليت مسؤولية رئاسة الاتحاد العربي ونحن نسعى أن يكون هناك دور فعال ومؤثر وصلاحيات أوسع له ويأتي في مقدمتها تحقيق التعاون والتنسيق بين بلداننا العربية، وتنظيم البطولات الكبرى في الوطن العربي، بما يسهم في تعزيز دور الاتحاد، وبدعم من اللجنة التنظيمية الخليجية والاتحاد العربي، أطلقت سلطنة عمان أخيراً جمعية المبارزة وتم تفعيل مشاركتهم في البطولة.

وكانت رؤيتنا تلخصت في 3 محاور هي: تنظيم دورات مستمرة لتأهيل مدربينا وحكامنا وتم تنظيم أكثر من 3 دورات في هذا الجانب ما يعد سابقة جديدة للاتحاد العربي.

والعمل على تثبيت روزنامة البطولات العربية وهو ما يسير على نحو جيد في الفترة الماضية عبر استضافة العديد من الدول العربية للبطولات، وأخيراً العمل معاً لتنظيم وإقامة معسكرات تدريب سنوية لإعداد لاعبي دولنا العربية لنتبادل الخبرات وتعزيز المستوى الفني للاعبينا.

بعيداً عن المبارزة، ما أبرز الرياضات التي تحرص على ممارستها؟

أنا لاعب كرة تنس أرضي وأمارس السباحة كما أحرص على المشي باستمرار.

مونديال 2020 يتصدر الروزنامة

 

شدد المهندس الشيخ سالم بن سلطان القاسمي حرصهم على استضافة الفعاليات الرياضية الكبيرة، وقال: نجحنا العام الماضي في استضافة البطولة الآسيوية للشباب والناشئين، والتي احتضنها «مجمع حمدان بن محمد الرياضي» بدبي في شهر مارس، وتبعها تنظيم كأس العالم للفتيات خلال شهر مايو.

والتي استضافها نادي شباب الأهلي، كما أن الاتحاد لديه خطة واضحة لاستضافة هذه الفعاليات الكبيرة التي تسهم في نشر وتطوير اللعبة، وإبراز الوجه الحضاري للدولة، ونحن مقبلون على تنظيم بطولة كأس العالم للفتيات المقرر استضافتها في مايو 2020 في أبوظبي.

وأضاف: على مستوى المشاركات الخارجية للمنتخبات الوطنية، تنتظرنا استحقاقات في الفترة المقبلة بداية من بطولة السيركيت الدوري الآسيوي في السعودية منتصف نوفمبر.

تدريبات المنتخب في «المدارس»

كشف المهندس الشيخ سالم بن سلطان القاسمي رئيس الاتحادين العربي والإماراتي للمبارزة، أنه من أهم التحديات الكبرى التي تواجه الاتحاد عدم توفر صالة رياضية خاصة ، فتدريبات المنتخب الوطني تستضيفها الصالة الرياضية بمدرسة الرواد النموذجية في الوثبة، ومدرسة أحمد بن راشد في دبي.

مشيداً بتعاون القائمين في نادي بني ياس الرياضي ووزارة التربية والتعليم، ونطمح في تخصيص صالة خاصة بالاتحاد من خلال إدراج لعبة المبارزة ضمن الألعاب التي تزمع اللجنة الأولمبية الوطنية إنشاء مجمع رياضي للألعاب الفردية.

وأضاف: يوجد تحدٍ آخر، وهو عدم وجود أجهزة فنية لجميع المنتخبات الوطنية، ونحض المؤسسات الرياضية والأندية في الدولة على تعيين كوادر متخصصة باللعبة للمساهمة في نشرها والاستفادة منهم في توسيع قاعدة الممارسين. رأس الخيمة - البيان الرياضي

* شكراً أم الإمارات على الدعم اللامحدود لبناتنا

* الرهان على بنات الإمارات رهان رابح بلا أدنى شك

* أزمـة «التفـرغ» تطاردنـا كبقية الاتحادات الرياضية

* «الوقت» أعاق مشروع بطل أولمبياد 2020

* طوينا صفحة «طوكيو» وبدأنا رحلة «باريس 2024»

 6 مكاسب للعبة من دورة ند الشبا الرياضية

* الأولمبيـاد المدرسي رافد أساسي للمبارزة

* الشركات الوطنية مطالبة بدعم الرياضات

Email