خليفة الجرمن لـ «البيان الرياضي»:

واقعية «عجمان» لا تمنعه من منافسة الكبار

خليفة الجرمن

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد خليفة الجرمن رئيس مجلس إدارة نادي عجمان، أن ناديه يتعامل بواقعية في تحديد أهداف فريق كرة القدم، ولن يتغير هدفهم في البقاء، برغم النتائج الجيدة التي حققها الفريق خلال أول 3 جولات لدوري الخليج العربي «7 نقاط».

مشيراً إلى أن فريقه قادر على التكيُف مع إمكاناته في مواجهة المنافسين الكبار، ولكن لكل نادٍ هدفه، كما كشف الجرمن عن آلية عملهم في التعاقدات مع اللاعبين «مواطنين وأجانب».

وأسرار الاستقرار الفني والإداري، بعد أن أكمل مجلس الإدارة الحالي 10 سنوات متتالية، ودخل الجهاز الفني لفريق الكرة موسمه الرابع على التوالي، وتحدث أيضاً في حوار خاص مع «البيان الرياضي»، عن كثير من المواضيع الخاصة بناديه والمنتخب الوطني.

طفرة عجمان

برغم الطفرة التي يحققها نادي عجمان في النتائج على صعيد فريق الكرة، إلا أن الإدارة لا تُغير من استراتيجيتها المحصورة في البقاء فقط؟

نحن في نادي عجمان، نتعامل بواقعية، ونعرف ظروفنا وإمكاناتنا جيداً، وكما يقولون «رحم الله امرأ عرف قدر نفسه»، ومن المنطق ألا نبالغ في وضع أهدافنا.

وهذا لا يقلل من الطموحات، ونتمنى مجاراة أقوى المنافسين، وتحقيق أفضل المراكز في دوري الخليج العربي، الذي يعتبر من المسابقات الصعبة، ورغم ذلك نجح فريق عجمان في وضع بصمته فيه منذ النسخة الأولى التي وجد فيها، والواقعية التي نتعامل بها، هي العمل وفق إمكاناتنا المادية والفنية معاً.

على ذكر الإمكانات، كيف تستطيع إدارة نادي عجمان التكيُف مع إمكاناتها في مواجهة منافسين كبار والتفوق عليهم أحياناً؟

لدينا قناعة في مجلس الإدارة، وحتى لدى المحيطين بالنادي من أقطاب ومحبين، بالنهج الذي يسير عليه النادي، وهو نهج وضعه الشيخ راشد بن حميد النعيمي رئيس دائرة البلدية والتخطيط رئيس النادي، ويعتمد هذا النهج على عدم المبالغة في إدارة النادي بأكثر من الميزانيات المحددة، حتى لا ندخل في «متاهات» تعرقل مسيرة العمل، والتكيُف ليس فقط على الإمكانات المادية، بل حتى الفنية.

معايير وإمكانات

ما المعايير التي تتعامل بها إدارة النادي في تكييف إمكاناتها في منظومة الاحتراف مع فريق كرة القدم؟

بالتأكيد هناك معايير، من بينها وضع سقف للتعاقدات مع اللاعبين، سواء كانوا مواطنين أو أجانب، ولا يمكن المبالغة في ذلك، وهي أرقام ليست ثابتة، ويمكن التحرك عنها نوعاً ما على سبيل الاستثناء.

ولا شك أن تنفيذ مثل هذه المعايير، يتطلب متابعة دقيقة من الإدارة والجهاز الفني للاعبين المراد التعاقد معهم، وربما تكون هذه الدقة التي تتعامل بها إدارة النادي، عاملاً مهماً في تحقق النجاح للاعبين، حيث يكون التعاقد دائماً مع اللاعب المناسب الذي يحتاجه الفريق.

ولكن هناك من يقول إن نادي عجمان ينتظر دائماً اللاعب الحر أو المعار على صعيد المواطنين، ولا يدخل في صفقات انتقال بسبب الإمكانات؟

إذا نظرنا للاعبين المواطنين من أصحاب المستوى الأول «إن صحت التسمية»، نجدهم قلة محدودة، ومن الصعب جداً التفاوض معهم، فلا يوجد نادٍ يفرط في لاعبه المميز لنادٍ آخر، مهما كانت الصفقات، وبالتالي، الخيارات تكون بالنسبة لعجمان أو غيره من الأندية في اللاعبين المنتهية تعاقداتهم، أو على سبيل الإعارة.

تعاقدات محدودة

في هذا الموسم، اكتفى عجمان بتعاقدات محدودة للغاية مع لاعبين مواطنين؟

نعم، والسبب يعود لاكتفاء الفريق بعدد جيد من اللاعبين المواطنين في معظم المراكز، فلا يمكن البحث عن لاعبين من أجل إبرام صفقات فقط، ونحن لدينا رأي واضح في هذا الشأن، إن لم يكن اللاعب المعروض أفضل من الموجود، لا داعي للتعاقد معه، وحتى في مسألة الإعارات.

فالجهاز الفني مع الإدارة حريصان على عدم إحضار لاعب في مستوى الموجود أو أقل منه، والأولوية دائماً للاعب الموجود أصلاً، سواء في الفريق أو من الشباب في فريق 21 سنة.

بالنسبة لصفقات الأجانب والتوفيق الذي يحالف عجمان فيها، هل هناك سر في التعاقدات، أم هو عمل لجنة فنية؟

لا توجد أسرار في صفقاتنا مع الأجانب، ولا توجد لجنة فنية خاصة بهذا الأمر، والمسألة أولاً توفيق من عند الله، وبحمد الله، للموسم الثالث على التوالي، استبدل عجمان لاعباً واحداً فقط من الأجانب قبل انتهاء عقده، وحتى هذا اللاعب تم استبداله في بداية الموسم، بسبب إصابة مفاجئة حدثت له، وأُجبر مجلس الإدارة على تغييره، مع الإبقاء عليه في قائمة الفريق حتى التنقلات الشتوية.

والآلية التي يتعامل بها عجمان في اختيار الأجانب، واضحة، وليس بها أي تعقيدات، تبدأ أولاً بتشاور الإدارة مع الجهاز الفني، بقيادة المدرب أيمن الرمادي حول المركز الذي يحتاجه الفريق، ويتم التنسيق والاتفاق حول عدد من الأسماء، وفي معظم الأحيان، نختار اللاعب المناسب من بين 3 أسماء، بعد التدقيق في المعلومات وكل هذه المعايير، يتم التعامل معها وفق الميزانية المالية.

الاستقرار الفني

من إيجابيات فريق عجمان، استقراره على الأجهزة الفنية لسنوات طويلة، حدث ذلك مع عبد الوهاب عبد القادر، ويحدث الآن مع أيمن الرمادي، هل الأمر صدفة؟

يهمنا في المقام الأول، تناسب المدرب مع إمكانات لاعبينا، وقناعة الطرفين بعضهما بعضاً «لاعبين ومدرب»، والكابتن أيمن الرمادي من أول موسم مع الفريق، بدا كأنه أحد أبناء النادي من سنوات طويلة، وحقق مع الفريق نتائج متميزة، وطالما تحقق ذلك، لماذا نبحث عن مدرب آخر؟

وبعد فترة المدرب السابق عبد الوهاب عبد القادر، رأينا أن الرمادي مدرب مناسب، وكان عند حسن ظننا، وها هو يواصل للموسم الرابع على التوالي، ونتأمل في استمراره أكثر من ذلك.

مع تأكيد تميز الرمادي، هناك مواقف صعبة تحدث للفريق، كيف تتعاملون معها حتى يستقر المدرب لسنوات طويلة؟

في الأساس، تقييم المدرب عندنا لا يتم على مباراة أو نتيجة معينة، التقييم يحدث لمشوار موسم كامل، ومن غير المنطقي الحكم على مدرب بنتيجة مباراة يخسرها بهجمة مرتدة أو شيء لا يد له فيه، وفق هذا المعيار، وخلال 10 سنوات، هي عمر مجلس الإدارة الحالي، لم يحدث إلا قرار واحد خاص بإعفاء مدرب أثناء الموسم، هو الكابتن فتحي الجبال في الموسم الذي هبط فيه الفريق.

والإعفاء لا يقلل من كفاءته، فهو حضر لعجمان بعد أن حقق لقب الدوري السعودي، ولكنه لم يوفق معنا.

نهج رئيس النادي

ما الوصفة السحرية للاستقرار الإداري في نادي عجمان، بعد بلوغ مجلس الإدارة الحالي عامه العاشر على التوالي؟

لو كانت هناك وصفة خاصة لهذا الاستقرار؛ فإنها تتمثل في الشيخ راشد بن حميد النعيمي رئيس دائرة البلدية والتخطيط بعجمان، رئيس النادي، فتوجيهاته واضحة في هذا الشأن، ومتابعته دقيقة لكل كبيرة وصغيرة، وظل مجلس الإدارة حريصاً على تنفيذ هذه التوجيهات، ما انعكس على حالة الاستقرار عموماً في النادي.

وكان لتعاون جميع أعضاء مجلس الإدارة وحرصهم على تنفيذ المطلوب، أثر فعال لتحقيق أفضل النتائج، وليس المقصود هنا نتائج فريق كرة القدم، بل نتائج العمل عموماً، سواء في بعض المناشط أو الفرق السنية.

وبالنسبة لنا، راضون تماماً عن ما تحقق خلال السنوات العشر الماضية، وعلى صعيد كرة القدم، التي تعتبر واجهة للنادي، حدثت طفرة جيدة، سواء في الفريق الأول أو قطاع المراحل السنية ومدرسة الكرة.

كيف يوازن نادي عجمان بين إمكاناته وتحقيق أفضل النتائج ضمن منظومة كرة قدم تختلف فيها الإمكانات والميزانيات مع المنافسين؟

التوازن في تحقيق هذه المعادلة، ليس أمراً صعباً، ونادي عجمان لا ينقصه شيء في تحقيق أهدافه، سواء في تكوين فريق كرة قدم قوي، أو تأسيس فرق متدرجة في المراحل السنية، مثل جميع الأندية، ففي عجمان توجد جميع الفرق السنية من عمر 6 سنوات وحتى فريق تحت 21 سنة.

المنتخب والمونديال

كيف ترى وضع المنتخب الوطني في تحقيق حلم العودة لنهائيات كأس العالم؟

نتائج المنتخب جيدة حتى الآن، ويجب علينا النظر دائماً للأمام، والتعامل مع الأمور وفق المعطيات، فالمقارنة مع أجيال سابقة في المنتخب، أمر غير جيد، وحالياً، بعد الفوز على ماليزيا وإندونيسيا، ظهرت بعض الأصوات التي لم يرضها المستوى، علماً بأننا في مرحلة تصفيات، والمهم تحقيق الانتصارات، والمنافسون مهما كانت تصنيفهم قادرون على إحداث المفاجآت.

كما حدث للمنتخب السعودي أمام اليمن، وكل ما نأمله مساندة المنتخب بقوة، مهما كان المستوى، حتى نصل للهدف المطلوب.

أهداف الفرق في الدوري

هل صحيح أن دوري الخليج العربي مقسم إلى نصفين، نصف يلعب على اللقب ونصف على البقاء؟

لقب الدوري يظل محصوراً بين 3 أو 4 فرق على الأكثر، وفي الموسم الماضي، حدث تغيير في دخول الشارقة كمنافس نجح في الحصول على اللقب، وهو كان بعيداً عن ذلك طوال السنوات الماضية، ورغم هذا التصنيف، لا يمكن تقسيم الدوري إلى قسمين من ناحية المستوى.

فهناك فرق قادرة أن تنافس، مثلما حدث للوصل قبل موسمين، هذا التقسيم يكون صحيحاً، إن كانت المسألة حول أهداف الفرق، بينما المستويات في الملعب متشابهة إلى حد كبير، والدليل، لا يمكن توقع نتيجة مباراة، مهما كانت الفوارق، والآن نحن بعد 3 جولات فقط، رأينا كيف كانت النتائج بين فرق مرشحة للقب ومنافسين هدفهم البقاء.

تقدير

أكد خليفة الجرمن، أن الدعم والاهتمام الذي يوليه صاحب السمو الشيخ حميد بن راشد النعيمي عضو المجلس الأعلى حاكم عجمان، وسمو الشيخ عمار بن حميد النعيمي ولي عهد عجمان، رئيس المجلس التنفيذي، يمثل العمود الفقري لما يتحقق، مع توجيهات ومتابعة الشيخ راشد بن حميد النعيمي رئيس دائرة البلدية والتخطيط بعجمان، رئيس النادي.

، مشيراً إلى أن إدارة النادي حريصة على مقابلة حجم هذا الدعم، بتقديم أفضل النتائج في عمل النادي.

ما زلنا نتعلم من الاحتراف

قال خليفة الجرمن إن الاحتراف في موسمه الـ 12، ساهم في كثير من التطوير، ولكن الجميع ما زال يتعلم، مشيراً إلى أن فوائد الاحتراف تظهر موسماً بعد الآخر، وما حدث قبل موسمين في ما يخص سقف التعاقدات مع اللاعبين، جزء من تعلم الإدارات، والمسألة مستمرة في التعلم، وأي مراجعة تحدث، لا يعني خطأ تطبيق الاحتراف، بل هو جزء استفادة من الخبرات.

انسحاب «الطائرة» له أسبابه ولا تجميد للعبة

نفى الجرمن أي فكرة لتجميد الكرة الطائرة بعد انسحاب فريقها من إحدى المسابقات هذا الموسم. وقال إن الاعتذار عن عدم المشاركة في إحدى مسابقات هذا الموسم، كانت له أسبابه، المتمثلة في عدم تمكن معظم اللاعبين من المشاركة، بسبب ارتباطهم بدوام عمل في أمكان بعيدة.

وقال إن الإدارة حريصة على تذليل هذه الظروف، وأوضح أن التراجع الذي حدث لفريق الكرة الطائرة بالنادي، هو جزء من الكل، فمنظومة الكرة الطائرة عموماً تعاني كثيراً من قلة الممارسين للعبة، لدرجة أن معدل أعمار اللاعبين وصل إلى 35 سنة حالياً، وهذا مؤشر يوضح أن مشكلة الكرة الطائرة ليست فقط في نادي عجمان، بل في جميع الأندية.

فالخيارات محدودة لعدد اللاعبين في الدولة، ولا يوجد تجديد، وهي ظاهرة غير صحية للعبة، وقال إن ما يعانيه عجمان يحدث في فرق أخرى، برغم الدمج الذي حدث لها، ووفر لها عدد لاعبين أكبر.

وأكد الجرمن أن الكرة الطائرة لعبة أساسية في النادي، لها مكانتها وخصوصيتها وإنجازاتها، وإدارة النادي حريصة على تطويرها، برغم الصعوبات التي تواجه لاعبي الفريق المرتبطين بدوام عمل في أماكن بعيدة، ما يُصعب التزامهم بالتدريبات.

Email