المغربي عصام العدوة لـ«البيان الرياضي»:

لا خوف على «الأبيض» مع فان مارفيك

ت + ت - الحجم الطبيعي

يَقولون إن الطيور على أشكالها تَقع.. لكن الطُيور إلى أشكالها تَعود. حيث عَاد طائر «الدار البيضاء» المُهاجر إلى الظفرة للدفاع عن ألوان فارسها الأصفر.. عاد والعود أحمد.. رجع عصام العُدوة إلى بيته الجديد القديم بإمارة أبوظبي لحمل لواء فارس الظفرة في الموسم الكروي الجديد.

وأبدى عصام العدوة، الدولي المغربي العائد إلى أحضان ناديه، سعادته الكبيرة بالتوقيع في كُشوفات فارس الظفرة بموجب عقد يمتد لموسم واحد، أكمل به عقد المُحترفين بالنادي الإماراتي.

وشدد اللاعب الدولي المغربي السابق على أن ناديه يمتلك الإمكانيات والمؤهلات الكافية التي تُساعده على المنافسة على أحد الألقاب في الموسم الكروي الجديد بالإمارات، وقال اللاعب السابق لأندية ليفانتي الإسباني، وفيتوريا غيماريش وأفيش البرتغالي، إن المُنتخب الإماراتي «الأبيض» يستطيع الذهاب بعيداً في تصفيات كأس العالم «مونديال 2022»، نظراً لما يتوفر عليه من مواهب شابة معتبراً أنه لا خوف على «الأبيض» مع المدرب المحنك الهولندي فان مارفيك، كما شدد على أن الحصول على نقطة التعادل أمام بني ياس يعد أمراً جيداً، وبداية لحصد النقاط في الموسم، واعتبر أنه بالرغم من خسارة أول مباراة في دوري الخليج العربي، إلا أن البدايات من وجهة نظره لا تعبر عن النهايات، مشدداً على أن القادم أفضل.

واستعاد عصام العدوة في حوار حصري مع صحيفة «البيان الرياضي» الإماراتية ذكرياته في الدوري الإسباني «الليغا» بألوان نادي ليفانتي، مُشيرا إلى أن المُقارنة بين البرتغالي كريستيانو رونالدو والأرجنتيني ليونيل ميسي ظالمة في حقهما.

كما وجه الدولي المغربي، رسالة مُباشرة إلى جماهير ناديه الظفرة، مُطالباً إياهم بضرورة مؤازرة الفريق في الموسم الكروي الجديد، وذلك قصد مُساعدتهم على تحقيق مركز متقدم في الدوري.. الكثير من الحديث والخبايا والذكريات في الحوار التالي لعصام العدوة مع «البيان الرياضي»..

عاد العُدوة إلى الإمارات من بوابة بيته القديم «نادي الظفرة».. كيف جاءت عودتك إلى أحضان الفارس الأصفر؟

الظفرة بمثابة بيتي.. كيف تتصور العودة إلى البيت، أكيد أنني لبيت النداء دون تفكير في أي شيء، سبق لي ارتداء ألوان فارس الظفرة في وقت سابق، ولا أملك سوى الذكريات الجيدة عن هذا المكان، كما سبق لي وقُلت لكم في تصريح سابق، عودتي إلى الظفرة لم تأخذ مني حيزاً زمنياً في التفكير.. الأمور مرت بشكل سلس، لأنني فعلاً رغبت في العودة للدفاع عن ألوان الظفرة.. أنا جد سعيد بالتواجد هُنا من جديد، وجاهز لهذا التحدي الذي تتملكني رغبة جامحة في خوضه.. أريد أن أقدم مُستويات جيدة لمساعدة الفريق الذي أؤكد أنه بمثابة بيتي الذي لم يُفارقني أبداً أينما حللت وارتحلت..

هل خسارة 5 نقاط في بداية دوري الخليج العربي تمثل قلقاً بالنسبة لك وللفريق.. وكيف تعتبر بداية الظفرة في الدوري من وجهة نظرك؟

البدايات دائماً لا تعبر عن النهايات، لابد أن نتروى في اتخاذ الأحكام، ولا نقل خسرنا 5 نقاط، نقول إننا كسبنا نقطة من بني ياس وهو فريق جيد ومفعم بالشباب، وعموماً لدينا طموح كبير، وكل اللاعبين يريدون تقديم الأفضل، والقادم أفضل بإذن الله مع الإصرار والعزيمة التي نراها من كل الزملاء.

عصام.. مسيرتك الكروية عامرة.. يُمكننا أن نُطلق عليك اسم الرحالة المغربي الشهير «ابن بطوطة».. لكن هل بإمكانك أن تُحدثنا عن أبرز ذكرياتك بألوان نادي الظفرة؟

(ضاحكاً).. أعجبني هذا اللقب، صحيح أنني ولله الحمد، تَمكنت من اللعب في عدة أندية في مُختلف القارات، وفي دوريات كبيرة وعريقة.. وفي كل محطة تُصاحبني ذكريات تبقى راسخة في الذهن.. ولهذا أعشق وأحب كرة القدم، لأنها جعلتني أنفتح على ثقافات عديدة..

هُنا في الظفرة قضيت موسمين قبل العودة إلى أوروبا من بوابة نادي آفيش البرتغالي.. ذكرياتي هُنا بألوان فارس الظفرة كانت عديدة، خاصة أنني جئت في المرة الأولى قادماً من تجربة بالدوري الصيني رفقة «شونغ كينغ دانغداي ليفان».. تلقيت هُنا كل الترحيب من طرف كُل مكونات النادي، سواء إدارة، جماهير ولاعبين.. كان التواجد هُنا في الإمارات تحدياً خاصاً بالنسبة لي.. وأحمل كل الود والاحترام لكل الناس هنا في الظفرة.

وبعد العودة إلى الظفرة.. ماهي طُموحاتك، يعني أين ترى فارس الظفرة في سلم ترتيب دوري الخليج العربي؟

كما قلت من قبل، القادم أفضل، ولمن يعرفني جيداً، يعلم أنني دائماً أتطلع إلى الأمام ولا أهاب التحديات أبداً، نَملك طُموحاً كبيراً في تقديم مُستويات جيدة هذا الموسم.. الهدف الأسمى هو التواجد رفقة أندية المُقدمة، أو ما يُمكن أن نُطلق عليها القوى التقليدية والكلاسيكية.. مكانة جيدة في سُلم الترتيب تُعتبر أبرز الأهداف التي نطمح إليها هذا الموسم.. كما لا أخفيكم سراً أنني أتطلع وأتشوق إلى تحقيق أحد الألقاب بألوان نادي الظفرة.. وسوف نسعى جاهدين لتحقيق ذلك.

بعد تتويج الشارقة باللقب في الموسم المنصرم.. من تراه النادي الأقرب للظفر بلقب الدوري هذا الموسم؟

المنافسة ستَكون حامية الوطيس هذا الموسم في ظل التعزيزات القوية للأندية، كُل الأندية وخاصة الكبيرة تَطمح لاستعادة الدرع من نادي الشارقة.. والذي للأمانة يستحق كل الثناء والتقدير لما قدمه من مُستويات قوية في الموسم الماضي شفعت له بحيازة اللقب في ظل المنافسة الشرسة مع بقية الأندية..

ما حققه نادي الشارقة في الموسم الماضي يؤكد بالملموس ما قُلته سابقاً، بالعمل، التفاني والإرادة يُمكن تحقيق كل شيء.. لأن كرة القدم لا تعد علماً صحيحاً أو ثابتاً.. وهذا ما أكدته لنا مجموعة من التجارب التي شاهدناها في منافسات كبيرة من قبيل كأس العالم وكأس إفريقيا..

التنبؤ بهوية البطل سيَكون صعباً ومُحالاً.. لأن الميدان هو الحكم والفيصل بين جميع الأندية.. ومن سيملك النفس الطويل والاستمرارية في تحقيق النتائج الإيجابية، ومن سيعرف تسيير مراحل الفراغ التي تمر منها جميع الأندية عبر العالم في الموسم الكروي بحكمة جيدة.. هو من سيَكون الفائز باللقب في نهاية الموسم..

ارتفعت أسهم اللاعب المغربي كثيراً في الإمارات بعد التألق الباهر لنجم الجزيرة الجديد، مراد باتنة، بألوان ناديي الإمارات والوحدة.. هل يُحملك هذا الأمر مسؤوليات مضاعفة؟

(مُبتسماً).. تألق زميلي وأخي مراد باتنة يَدعو إلى الفخر.. كما تَعلمون فإن التألق وفرض الذات في دوري مُحترم مثل الدوري الإماراتي ليس بالشيء السهل أو الهين.. تألق أي لاعب مغربي في أي دوري في العالم يَجعلني أشعر بالفخر لأبناء وطني.. لأن ذلك يَعود بالنفع على الجميع..

صحيح أن الأندية هُنا في الإمارات أصبحت تبحث بشكل كبير على مُحترفين من دول أمريكا الجنوبية (البرازيل والأرجنتين)، إضافة إلى اللاعبين المُحترفين القادمين من القارة السمراء (إفريقيا).. تمثيل اللاعبين المُحترفين العرب في دوري الخليج العربي أصبحت ضئيلة.. لكن هذا لا ينفي أن الأندية الإماراتية تُواصل بحثها الكبير عن ألمع اللاعبين للرفع من مستوى وقيمة الدوري.

تواجدي في الدوري الإماراتي رُفقة مواطني ولاعب الجزيرة مراد باتنة يُعطينا دافعاً كبيراً لتمثيل اللاعب المغربي أحسن وأفضل تمثيل مُمكن.. وسنسعى بكل ما أوتينا من قوة وجهد لمساعدة أنديتنا على الذهاب بعيداً في المنافسات التي نُشارك فيها.

بعد الفوز الصعب للمنتخب الإماراتي أمام مُضيفه الماليزي في بداية مشوار تصفيات كأس العالم «مونديال 2022».. ما رأيك في مستوى الأبيض الإماراتي؟

يملك المنتخب الإماراتي لكرة القدم فرصة كبيرة وتاريخية للتواجد في كأس العالم من جديد من خلال النسخة المُقبلة سنة 2022، إذ أضحى الأبيض الإماراتي حالياً يمتلك جيلاً شاباً واعداً من اللاعبين القادرين على الذهاب بعيدا في تصفيات الحلم المونديالي.. من خلال مُتابعة مستوى المنتخب الإماراتي في الآونة الأخيرة، يتضح جلياً أن هذا الجيل يمتلك الإمكانيات ومجالاً كبيراً للتطور والتحسن خاصة تحت إشراف مدرب محنك من قيمة الهولندي بيرت فان مارفيك والذي أبان عن خبرة كبيرة على أعلى مستوى سواء رفقة المنتخب الهولندي الذي قاده إلى نهائي كأس العالم بجنوب إفريقيا سنة 2010.. ناهيك عن قيادته للأخضر السعودي إلى المونديال الماضي بروسيا في مجموعة قوية ضمت إلى جانبهم منتخبات مرجعية وقوية في الساحة الآسيوية..

المنتخب الإماراتي حاليا يمتلك المقومات الكاملة والكافية التي تسمح له بأن يحلم بالتواجد في المونديال المقبل.. أكيد أن المهمة لن تكون سهلة وهينة، لكن كما أسلفت الذكر في ظل تواجد مدرب محنك وخبير يعرف جيدا خبايا والطريق التي يسلكها.. بإمكان المنتخب الإماراتي أن يسير إلى المونديال المقبل بخطى ثابتة..

المُباراة الأولى أمام ماليزيا أظهرت وأبانت أن الفريق تنقصه بعض الأمور خاصة من ناحية التجانس.. لكن لمسنا في المنتخب الإماراتي تحسناً وتغيراً كثيراً مقارنة بالماضي.. وهو ما يُعطي بوادر أمل لمستقبل مُشرق للأبيض الإماراتي بقيادة المدرب الهولندي بيرت فان مارفيك.. لا خوف على الأبيض رفقة هذا المدرب..

عصام.. مررت سابقاً بتجربة ناجحة بألوان نادي ليفانتي في الدوري الإسباني «الليغا»، وواجهت في مُباريات قوية ناديي ريال مدريد وبرشلونة.. ونلت شرف مُجابهة لاعبين كبيرين من قيمة البرتغالي كريستيانو رونالدو والأرجنتيني ليونيل ميسي.. من الأفضل بينهما ولماذا؟

تجربتي في الدوري الإسباني لكرة القدم «الليغا» رفقة نادي ليفانتي الإسباني لن تُمحى من ذاكرتي أبداً، لأنني عشت خلالها ذكريات رائعة.. اللعب في أحد أكبر وأفضل الدوريات الكروية في العالم إن لم يَكن أفضلها في تلك الفترة.. ومواجهة أندية عملاقة من قيمة ريال مدريد وبرشلونة يُعتبر بمثابة حُلم لكل لاعب يُزاول كرة القدم في المستوى الاحترافي.. أحمل ذكريات رائعة وجميلة خلال الفترة التي مررت بها في الدوري الإسباني.. ولعبت في ملاعب تاريخية من قيمة سانتياغو بيرنابيو والكامب نو.

كما أن مواجهة عملاقين ولاعبين كالبرتغالي كريستيانو رونالدو والأرجنتيني ليونيل ميسي تُعتبر إنجازاً كبيراً لكل لاعب.. المُقارنة بين أسطورتين ستكون ظالمة لهما.. لأننا بالحديث عن هذا الثنائي فإننا نتحدث عن فترة أو حقبة من تاريخ كرة القدم تربعا خلالها على عرش كرة القدم.. لا يُمكن لأحد أن يُقارن بينهما لأنهما بكل بساطة أسطورتان في مجال كرة القدم.. من الصعب أن يتكرر هذا الصراع الذي دار بينهما في السنوات المُقبلة.

رسالة إلى جماهير الظفرة

في إجابة لعصام العدوة عن رسالته التي يحب أن يوجهها لأنصار وجماهير نادي الظفرة، خلال الفترة المقبلة، طالب اللاعب المغربي الجماهير بالصبر على الفريق، واعداً بتحسن كبير في النتائج خلال الفترة المقبلة، مناشداً الجماهير دعم الظفرة باستمرار، قائلاً: «أطلب من جماهير نادي الظفرة أن تتجند، وتقف بجانب الفريق طيلة الموسم الكروي.. نادي الظفرة كبير ومحترم بجماهيره الوفية».

وواصل محترف الظفرة قائلاً: «أتمنى صادقاً أن نُقدم للجماهير الوفية المخلصة الفرحة، ونُسعدهم كثيراً هذا الموسم. مُساندتهم لنا ستُعطينا دفعة معنوية كبيرة للسير بعيداً في مُختلف المنافسات هذا الموسم، ووجودهم خلفنا وقود يدفعنا للأمام».

القدرة على مقارعة الكبار في الدوري

اعتبر المغربي الدولي عصام العدوة أن فريق الظفرة يملك إمكانيات كبيرة تؤهلة لمقارعة الأسماء الكبيرة، والأندية ذات التاريخ في حصد البطولات، مشيراً إلى قدرة النادي بدعم إدارته وجماهيره، وعناصره من اللاعبين على المنافسة على الألقاب، ليصبح رقماً صعباً في الدوري.

وقال العدوة: «نَعم بكل تأكيد.. في نادي الظفرة نمتلك الإمكانيات، والمؤهلات والطُموح الكافي لاعتلاء منصة التتويج هذا الموسم.. قد يرى البعض أنني متفائل بشكل مُبالغ فيه، لكن من يظن ذلك فهو مُخطئ.. سوف نعمل بالشكل المناسب والكافي للمنافسة بقوة على أحد الألقاب هذا الموسم».

Email