عميد لاعبي السلة يحط رحاله في النصر

علي عباس: أبحث عن إنجاز جديد قبل الاعتزال

ت + ت - الحجم الطبيعي

اختار عميد لاعبي كرة السلة علي عباس الانضمام إلى عميد الأندية «النصر» في مشواره الجديد مع اللعبة هذا الموسم، بعد 36 عاماً ارتبط فيها بكرة السلة منها مشواره التاريخي مع فريقه الشباب، والذي امتد 34 عاماً، قبل انتقاله للعب موسمين مع الوصل، وجاء انتقال عباس للنصر، بعد هذه المسيرة الطويلة في ملاعب كرة السلة، رغبة منه في تحقيق مزيد من الإنجازات، لينهي بها مسيرته قبل اتخاذ قرار الاعتزال، وكشف علي عباس عن هذه الرغبة الملحة في حوار خاص مع «البيان الرياضي»، تحدث فيه عن الكثير من هموم اللعبة وتطورها على صعيد الأندية والمنتخبات الوطنية.

الانتقال للنصر

ما هو هدف انتقالك للنصر بعد هذا المشوار الطويلة في الملاعب؟

اخترت النصر عن قناعة تامة لشعوري أنه النادي المناسب بالنسبة لي حالياً، وبهذه المناسبة أشكر نادي الوصل على الفترة التي قضيتها فيه «موسمين»، وفي حقيقة الأمر قدمت مستوى جيداً ومقنعاً لي مع الوصل في الموسم الأول على عكس الموسم الثاني، وخلال هذه الفترة وجدت مع زملائي لاعبي الوصل كل التقدير في نادي الوصل، وتعاملت معي الإدارة ومشرف اللعبة بكل احترام، والوصل فريق واعد يحتاج للبناء في الوقت الحالي، بينما تختلف طموحاتي في كوني أحتاج إلى بطولة، وهذا هو سبب رغبتي في الانتقال للنصر، والفرق صاحبة الحظوظ الأوفر في تحقيق البطولات حالياً هي النصر وشباب الأهلي والشارقة.

 

هل الانتقال مرتبط بتعاقد النصر مع المدرب أحمد عمر الذي عاصرته سنوات طويلة في الشباب ثم الوصل؟

ليس صحيحاً، وربما كان الأمر مجرد مصادفة وتزامن من غير ترتيب في أن يتعاقد النصر هذا الموسم مع الكابتن أحمد عمر في الوقت نفسه الذي انتقلت فيه إليه، ولا ينفي هذا سعادتي بالاستمرار تحت قيادة أحمد عمر، الذي يعد من المدربين الذين تركوا بصمتهم بوضوح في ملاعب كرة السلة في الإمارات، وللتوضيح أكثر فإن اختياري للنصر جاء لأسباب فنية رأيتها منطقية، وهي أن مركزي في اللعب غير موجود في فريق النصر على عكس شباب الأهلي الذي يوجد فيه أكثر من لاعب مثل سعيد عاشور وقيس عمر وكذلك فريق الشارقة حيث يلعب في مركزي عمر خالد وجاسم محمد، وبالتالي كان من الأفضل اختيار الفريق المناسب، وهو النصر كونه أحد الفرق التي تنافس على البطولات.

 

فكرة الاعتزال

ألم تفكر في الاعتزال بعد مشوار طويل امتد 36 عاماً في الملاعب؟

لا أخفي تفكيري في اعتزال اللعب وسبق أن قررت ذلك في نادي الشباب قبل الدمج ولكن استجبت للاستمرار بناء على رغبة سامي القمزي رئيس مجلس إدارة الشباب في ذلك الوقت، وبعد الدمج وجدت اسمي خارج قائمة فريق شباب الأهلي وقررت اعتزال اللعب الدولي مع المنتخب الوطني، لإعطاء الفرصة للجيل الصاعد للمنتخب الوطني مع الاحتفاظ برغبتي في اللعب لنادٍ آخر كان هو الوصل.

 

تقليص عدد الأجانب

كيف ترى مستوى اللعبة بعد ارتفاع عدد الفرق إلى 10 في المسابقات المحلية منذ الموسم الماضي؟

بطبيعة الحال، تزيد قوة التنافس مع زيادة الفرق وحدث تحسن واضح في المستوى الفني وأصبحت البطولات صعبة على معظم الفرق، كما شاهدنا الموسم الماضي الذي اقتسم فيه النصر وشباب الأهلي الألقاب بصعوبة مع منافسة قوية من الشارقة، ولكن الشيء المهم ضرورة التقييم والدراسة في شروط المحترفين الأجانب مع قرار السماح للفئات الأربع باللعب في المسابقات الرسمية، ومن الأفضل الاكتفاء بمحترف أجنبي واحد بدلاً عن اثنين خاصة أن كرة السلة لعبة جماعية محدودة العدد «5 لاعبين فقط في الملعب»، وكلما يزيد عدد الأجانب في الملعب يكون ذلك خصماً على اللاعبين المواطنين وينعكس ذلك سلباً على المنتخبات الوطنية.

 

نتائج المنتخب الوطني

إلى ماذا تعزي غياب المنتخب الوطني عن تحقيق البطولات، خاصة على مستوى الخليج؟

بلا شك، حدث تراجع واضح في نتائج المنتخب الوطني على صعيد المشاركات الخارجية وخاصة بطولة الخليج التي حققنا لقبها 3 مرات من قبل، وعاصرت فيها تحقيق لقبين مع المنتخب كما حققنا ثاني البطولة العربية ورابع العالم في البطولة العسكرية، وبكل صراحة نحن نحتاج لصفاء النوايا لتحقيق التطور، وما لم نتكاتف جميعاً للبحث عن الطريقة المناسبة لإعادة المنتخبات لسيرتها السابقة لن تتحقق النتائج المرجوة، وفي تقديري أن أهم العوامل التي تعيد المنتخب الوطني لطريق البطولات هي الاستفادة من القانون الدولي الذي يمنح حق تجنيس لاعب واحد في كرة السلة، ومعظم دول العالم استفادت من هذا الحق مسايرة للقانون الدولي، والشيء الثاني هو التقدير الذي يفترض أن يشعر به اللاعب عند مشاركاته في المهمات الوطنية مع المنتخبات أو الأندية وأعني هنا تفرغ اللاعبين، ففي الماضي كانت مسألة التفرغ سهلة للغاية واللاعب يحصل على امتيازاته في جهة عمله وترقياته دون عناء، بينما أصبح اللاعب يعاني كثيراً حالياً في الحصول على تفرغه لتمثيل المنتخب الوطني وعلى المستوى الشخصي تضررت كثيراً من مشاركاتي الخارجية مع المنتخب وسبق أن تحدثت أكثر من مرة في ذلك، ولكن لم يتغير شيء، وأتذكر في آخر سنة لي مع المنتخب الوطني اضطررت لأخذ إجازة من رصيدي كي أشارك مع المنتخب واضطر اتحاد السلة تعويضي عن ذلك بمقابل مادي وأعتقد أن هذا خطأ كبير وعبء إضافي على اتحاد السلة أو أي اتحاد آخر، فاللعب للمنتخب الوطني يفترض أن يقابل من جهات العمل بأفضل من ذلك.

 

ما هي الحلول لمشكلة التفرغ للاعبين؟

المستقبل أراه جيداً لمعالجة تفرغ اللاعبين في المهمات الوطنية في وجود سعيد عبد الغفار أميناً عاماً للهيئة العامة للرياضة، وهو قادر على تصحيح الخلل في هذه النقطة بالتحديد وسعيد عبد الغفار معروف بشخصيته الرياضية وتفهمه لهذه النقطة، ومن خلال معرفتي به السابقة في نادي الشباب يعتبر الشخص المناسب في منصبه الحالي بالهيئة العامة للرياضة، ومن خلال الهيئة يمكن للاتحادات تغيير تعامل المؤسسات والشركات مع منسوبيها من اللاعبين المرتبطين بتمثيل المنتخبات الوطنية خارجياً، ولا أخفي سراً أنني استفدت كثيراً من سعيد عبد الغفار في نادي الشباب سابقاً، وتعلمت منه الكثير في مشواري كوني لاعباً.

 

تأهيل المدربين والإداريين

هل لديك أي مقترحات أخرى لتطوير كرة السلة؟

مناشدتي للهيئة العامة للرياضة لوضع خطة من 5 سنوات مثلاً لتأهيل المدربين والإداريين، بحيث يتم إلزام الأندية بالاهتمام بالمدرب الوطني، على أقل تقدير يكون هناك مساعد مدرب مواطن في كل فريق حتى نستفيد من المدربين الأجانب الذين لا ننكر دورهم الكبير وبصمتهم في اللعبة، ولكن من الواجب أن نؤهل مدربينا الوطنيين أيضاً وإذا ما سرنا على هذا النهج سوف نجد مدربين كثيرين قادرين على قيادة الفرق بعد 5 سنوات أو أقل من ذلك، ويمكن النظر لتجربة كرة السلة في البحرين فالمدرب الوطني في البحرين له بصمته الواضحة وأصبح مطلوباً حتى خارج البحرين، وكذلك يجب على الهيئة أن تسهم مع الاتحاد في تأهيل الإداريين وكلها عوامل تصب في مصلحة تطوير وتأهيل كوادرنا الوطنية.

 

36

بدأ علي عباس مشواره في كرة السلة مع نادي الشباب في عمر 5 سنوات عام 1983 مع أشقائه الكبار مال الله وإبراهيم وبدأ اللعب في المراحل السنية في عام 1990 وتدرج في مختلف المراحل السنية، وحقق عدداً من البطولات فيها، ولعب في المنتخبات الوطنية في مختلف مراحلها، وبدأ اللعب مع الفريق الأول في عمر 16سنة وأسهم في وضع الفريق في منصات التتويج مع شقيقه إبراهيم الحتاوي، وفي عمر 16سنة كان يلعب في 3 مراحل ناشئين، شباب وفريق أول، ثم لعب موسمين مع الوصل ويعد الأكثر استمرارية مع نادٍ واحد في تاريخ كرة السلة، يضاف إليها أنه الأكثر ظهوراً مع مختلف المنتخبات الوطنية.

 

20

حقق علي عباس «41 عاماً» 20 لقباً ابتداء من عام 2001 حينما أحرز مع الشباب أول بطولة ومنها كانت الانطلاقة وأحرز مع المنتخب لقبين خليجيين في 2002 و2007 والمركز الثالث في البطولة الصينية العربية والمركز الثالث في البطولة العربية في لبنان للشباب مركز الثالث، وعلى مستوى النادي أحرز علي عباس كل البطولات مع الفريق الأول في مختلف المسابقات، بما فيها لقب بطولة الأندية الخليجية، الذي يعد الإنجاز الأكبر له، وكان ذلك في عام 2011 كما أحرز مع المنتخب الوطني المركز الرابع في بطولة العالم العسكرية في كرواتيا، وكانت آخر إنجازاته لقب كأس الاتحاد قبل عامين مع فريق الشباب.

Email