عبدالحميد إبراهيم في حديث خاص لـ «البيان»:

السلة ليست بخير وألقاب الخليج خادعة

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد المدرب الوطني والخبير في كرة السلة عبدالحميد إبراهيم، أن اللعبة ليست بخير، ورفض تقييم تطور اللعبة بالنتائج التي تحققها الأندية، وقال بصريح العبارة إن نتائج الأندية والبطولات التي تحرزها خارجياً على مستوى الخليج، تعد خادعة ولا يمكن أن تقاس بها كرة السلة على مستوى الدولة.

وقال عبدالحميد في حوار خاص مع «البيان الرياضي» إن تطور اللعبة يقاس بما تحققه المنتخبات الوطنية وليس الأندية، واعترف بأن كرة السلة في الإمارات ليست بخير وتحتاج للكثير على صعيد المنتخبات، ونبه إبراهيم إلى خطورة انتقالات اللاعبين بعقود احتراف بعد بلوغهم الـ30 سنة كما نبه إلى إلغاء القيد الزمني للاعب المقيم، وشبه ذلك بأن المقيم سوف يتحول إلى محترف أجنبي، واعترف بفشله مع المنتخب الوطني على عكس ما حققه مع الأندية أو مع منتخبات البحرين ولكنه شرح أسباب هذا الفشل.

4 أسباب رئيسة

ما أسباب غياب وابتعاد المنتخب الوطني عن منصات التتويج في وقت تحقق فيه الأندية نتائج متميزة في مشاركاتها الخارجية؟

الأسباب كثيرة وقبل الدخول في تفاصيل هذه الأسباب، لا بد من توجيه رسالة للإعلام والشارع الرياضي وهي ألا نخدع أنفسنا بالبطولات الخمس المتتالية التي حققتها الإمارات على صعيد الأندية في بطولة الخليج «3 بطولات لشباب الأهلي و2 للشارقة» في آخر 5 سنوات وهذه البطولات لا تعني بأي حال أن كرة السلة بخير، فالذي يعكس مستوى اللعبة هو المنتخبات الوطنية وليس الأندية، أما أسباب الاختلاف بين نتائج المنتخب مقارنة بما تحققه الأندية فيمكن تحديدها في 4 نقاط جوهرية:

أولاً إن إمكانيات الأندية والإعداد والتحضير ومستوى الأجهزة الفنية والإدارية يفوق بكثير ما يحدث في المنتخبات الوطنية، وثانياً التفرغ التام للاعبين خلال الإعداد والبرنامج الذي يعد في الأندية نجده على مستوى عالٍ، عكس المنتخبات، وثالثاً نظام البطولات الخليجية على مستوى الأندية حيث يسمح فيها بمشاركة أجنبيين اثنين في الملعب، فساهم ذلك في سد النقص في مراكز مهمة مثل مركز الارتكاز، ورابعاً البرمجة خلال الموسم وتأثيرها السلبي في لاعبي المنتخبات في المشاركات الخارجية.

3 أضلاع في المنظومة

وبعد تحديد هذه الأسباب، ما الحلول لعودة المنتخبات التي تعد واجهة حقيقية للعبة؟

الحلول ليست صعبة وأهم هذه المعالجات هو الاستفادة من قانون الاتحاد الدولي بالسماح للاعب مجنس ليكون ضمن المنتخب ومعظم دول العالم استفادت من هذا القانون ونحن في منظومة كرة السلة يوجد لدينا نقص واضح على مر السنوات في مركز لاعب الارتكاز وإذا ما استفدنا من قانون الاتحاد الدولي يمكن سد النقص في هذا المركز المهم.

الشيء الثاني في المعالجات هو تطوير مستوى مسابقاتنا ومستوى التحكيم فاللعبة تقوم على 3 أضلاع رئيسة هي المنتخبات والمسابقات والتحكيم، ولكي نرفع من مستوى المنتخبات يجب علينا أولاً تطوير مسابقاتنا التي لا ترقى للمستوى المطلوب من ناحية البرمجة والتحكيم كذلك، وللأسف الشديد لم يتبقَ لنا غير حكم واحد فقط يشارك خارجياً الآن هو سالم الزعابي وهو وضع لا يناسب كرة السلة بعد 40 سنة من النشاط المستمر والمشاركات، وإذا أردنا الإصلاح والمعالجات يجب ألا نفصل أي ضلع من الثلاثة المذكورة فالمنتخبات تتأثر بمستوى المسابقات ومستوى التحكيم.

ما وجهة نظرك في إقرار الانتقالات للاعبين بعد عمر 30 سنة؟

الخطر القادم لكرة السلة يكمن في حالة الاحتراف واللااحتراف، فنحن دخلنا الآن في احتراف للاعبين فوق 30 سنة وخطورة هذا الشرط في أن اللاعب ربما يهتم فقط بالجانب المادي مثلما حدث في كرة القدم في بدايات عصر الاحتراف فاللاعب يعتقد أن المسألة عبارة عن عقد مالي فقط، ولا ينعكس ذلك في أسلوب حياته كلاعب محترف يحافظ على التمارين يومياً، وفي ضوء ذلك أتخوف كثيراً من تأثر المنتخب الوطني بما سيحدث في المستقبل القريب حيث يؤثر ذلك في مستويات اللاعبين الكبار الذين يشكلون العمود الفقري للمنتخب والمسؤولية هنا تقع في الأساس على الأندية التي تسعى لضم هؤلاء اللاعبين ومن واجبنا أن ننبه لخطورة ما سيحدث لأن التشخيص قبل حدوث الخطأ أفضل مليون مرة من الندم بعد ذلك.

وقرار انتقال اللاعب بعد عمر 30 سنة له سلبياته فلا أحد يضمن ثبات مستوى اللاعب الذي يكون قد أمن نفسه من ناحية التعاقد.

الأندية والمنتخبات

تجاربك مع الأندية ناجحة كثيراً وعلى العكس مع منتخب الإمارات، ما تعليقك؟

العمل في المنتخبات يختلف عن الأندية ومشواري على صعيد المنتخبات يتباين فيه النجاح من محطة إلى أخرى فقد عملت مع منتخبات البحرين وحققت معها نجاحات واضحة ومع منتخب الإمارات بدأ ارتباطي بالمنتخب بفترة جيدة أعتز وأفخر بها عملت فيها مساعداً للمدرب في عهد سكرتير لجنة المنتخبات محمد عبدالوهاب وكان المدرب دون ريد ثم تولى بعده المهمة باستديورت وخلال تلك الفترة حقق المنتخب بطولة الخليج ثم أحرزنا المركز الثاني في كأس العالم مع المنتخب العسكري والمركز الثالث أيضاً في كأس العالم العسكرية، ومنذ 2006 انقطع ارتباطي بالمنتخب ثم عدت مدرباً للمنتخب موسمين وهي الفترة التي اعترف فيها بأنني فشلت مع المنتخب.

ما أسباب الفشل الذي تحدثت عنه مع المنتخب؟

فشلت لأن البرنامج الذي يُنفذ ليس برنامجي وبرغم أنني مدرب للمنتخب، لم أكن عضواً في لجنة المنتخبات الوطنية وبطبعي لا أعرف المجاملة ومن لم يجامل وهو شاب، لن يفعلها بعد أن بلغ الـ60 عاماً، الفرق كبير بين التحضيرات في المنتخب والأندية، فخلال مشواري مع المنتخب أواجه صعوبات مثل عدم وجود مساعد مدرب أو معد بدني وغيرهم من الكوادر.

3 أجيال مع الشارقة

سر العلاقة الخاصة بينك ونادي الشارقة

الأجواء في نادي الشارقة تشجع على العمل فالنادي فيه اهتمام واضح بالألعاب الرياضية ولا يقل عن الاهتمام بكرة القدم اللعبة الشعبية الأولى، والشيء الثاني أن الكوادر الإدارية في نادي الشارقة معظمهم من العناصر الشابة وهذا عنصر مهم يساعد على الإبداع وتحقيق النتائج الجيدة والاستقرار ونجاح أي مدرب يحتاج لهذا الجو المتوافر في نادي الشارقة، وعندما يحصل أي مدرب على جهاز إداري كالذي موجود في نادي الشارقة يستطيع تقديم ما يفيد النادي ويساهم في تحقيق البطولات وهذه هي المرة الثالثة التي أعمل فيها مدرباً في الشارقة ابتداءً من 2001 ثم 2010 و2017 بمجموع سنوات يفوق 10، وخلال الفترات الثلاث أشرفت على 3 أجيال وجميعهم كانت لهم بصمتهم في تحقيق إنجازات، مع الجيل الأول حققت مع الفريق بطولتي الدوري العام وكأس صاحب السمو رئيس الدولة ومع الجيل الثاني حققت لقب البطولة العربية ومع الجيل الحالي لقبين على التوالي في بطولة كأس الخليج للأندية في سلطنة عُمان ثم البحرين.

كيف ترى تأثير رفع عدد الأجانب في الأندية إلى اثنين في وضع المنتخب الوطني؟

من الواضح أن وجود لاعبين اثنين من الأجانب في الأندية فيه تأثير سلبي في المنتخب ولكن من الحلول التي تم تحديدها يمكن التغلب على هذا التأثير في اختيار لاعب ارتكاز للمنتخب الوطني من خلال الاستفادة من سماح الاتحاد الدولي بتجنيس لاعب واحد، وعموماً لدي قناعة تامة بأن التطور والمعالجات لا تأتي من جهة واحدة فكل منظومة اللعبة تشارك في التطوير.

كيف ترى مستقبل كرة السلة؟

أكثر ما يزعجني الآن هو إلغاء فترة القيد الزمني للاعب المقيم وترك المسألة مفتوحة إن كان اللاعب مقيماً ليوم واحد أو أسبوع أو سنوات، وهذا الوضع يفتح الباب لتحول اللاعب المقيم إلى محترف أجنبي، وبالتالي سوف تضيق فرص اللاعب المقيم الحقيقي وتضيق معها فرص اللاعبين المواطنين أيضاً، وفي كرة السلة تحديداً سوف يرتفع العدد إلى 3 لاعبين يشارك منهم اثنان في الملعب.

رأي

فرق كبير بين التدريب والتحكيم

أوضح المدرب عبدالحميد إبراهيم أن ملف تأهيل المدربين شهد تطوراً كبيراً في السنوات الأخيرة حيث تم إعداد المدرب بأعلى مستوى ولكن نسبة المدرب المواطن في هذه المنظومة لا تتعدى 1%، مشيراً إلى أن مشروع تأهيل المدربين لم يقابله مشروع مماثل لتطوير التحكيم، وتمنى إبراهيم تحقيق ذات التطور في ملف التحكيم.

5 ألقاب خارجية

يعتبر اللقب الخليجي للشارقة 2019 هو الخامس خارجياً للمدرب عبد الحميد إبراهيم والثالث خليجياً له، حيث أحرز اللقب مرة واحدة مع الوحدة ومرتين على التوالي مع الشارقة في مسقط والمنامة، بالإضافة لقيادته للشارقة لإحراز البطولة العربية في أبوظبي، وقيادته قبل ذلك اتحاد جدة للقب الآسيوي، وحقق عبد الحميد ألقاباً عدة على صعيد المسابقات المحلية مع جميع الأندية التي دربها.

جيل الأمل مكسب حقيقي من اللقب الخليجي

عبر عبدالحميد إبراهيم عن سعادته الكبيرة بالإنجاز الذي حققه فريقه الشارقة، بحصوله على كأس الخليج للمرة الثانية على التوالي وقال إن المكسب الحقيقي في ظهور جيل الأمل من خلال التوليفة التي خاض بها الشارقة البطولة والتي يغلب عليها عنصر الشباب، ومن بينهم أصغر لاعب في تاريخ بطولات الخليج محمد محمود الهاشمي الذي شارك فعلياً في البطولة وكان من أبرز لاعبي الفريق.

وأوضح عبدالحميد إبراهيم أن أكثر ما يميز فوز الشارقة باللقب مرتين على التوالي أن الإنجازين تحققا بفريقين مختلفين فالفريق الحالي شارك فيه 5 لاعبين لم يشاركوا العام الماضي في البطولة التي أحرزها الشارقة في مسقط، وهي ميزة كبيرة تخدم كرة السلة الإماراتية من خلال ظهور جيل شاب من اللاعبين قادر على تمثيل المنتخبات الوطنية.

Email