استعاد ذكريات الزمن الجميل مع «البيان الرياضي»

عبيد مفتاح: كرة السلة سبب شهرة نادي الوحدة

ت + ت - الحجم الطبيعي

يعد عبيد مفتاح لاعب منتخبنا الوطني ونادي الوحدة السابق في كرة السلة، واحداً من النجوم الذين عاصروا الجيل الذهبي لكرة السلة الإماراتية بصفة عامة، وفي نادي الوحدة بصفة خاصة، وقت أن كان العنابي هو المسيطر والمحتكر للبطولات كافة على مستوى اللعبة، على مدار سنوات طويلة، قبل إلغاء اللعبة عام 2004، وهو واحد من الذين يحملون على عاتقهم في الوقت الحالي، إعادة اللعبة في قلعة «أصحاب السعادة» إلى مجدها من جديد، بعد أن عادت كرة السلة من جديد للنادي عام 2013، والذي شهد البدء في تكوين قاعدة جديدة للاعبين.

عبيد مفتاح عضو مجلس إدارة شركة الألعاب الرياضية بنادي الوحدة، المشرف على كرة السلة واليد في نادي الوحدة حالياً، استعاد في حواره مع «البيان الرياضي»، ذكرياته مع الزمن الجميل، خاصة أنه كان من الرعيل الأول، الذي عاصر تأسيس نادي الوحدة، بعد اندماج ناديي أبوظبي والإمارات، وكان شاهداً على عصر اللعبة، وواحداً من الذين حققوا الإنجازات في كرة السلة الوحداوية قبل الإلغاء.

وأكد أن الجماهير لم تنسَ كرة السلة الوحداوية، وقال «كرة السلة كانت السبب في شهرة نادي الوحدة محلياً وخليجياً وعربياً، وأتحدى من يقول خلاف ذلك»، وأشار إلى الهدف الكبير، هو إعادة اللعبة في نادي الوحدة وفي أبوظبي إلى عصرها الذهبي.

وأضاف: لا نستعجل الحصول على البطولات، لأني على يقين من تحقيقها، والأهم بالنسبة لنا، هو الاستمرارية والبناء الصحيح من القاعدة، وحتى الآن، نتعامل خلال السنوات الست الأخيرة بواقعية، ومستبشر بالجيل الحالي أن يكمل المسيرة، خاصة ويوجد لاعبون يمارسون اللعبة حباً فيها، وهو أمر في غاية الأهمية، وهناك لاعبون لا يريدون إجازة نهاية الموسم في ظل شغفهم باللعبة، وهو ما اختصر لنا المسافات، لأن المنطقي كان احتياجنا لنحو 10 سنوات لإعادة اللعبة من جديد، إلا أننا أصبحنا على الطريق الصحيح، واستطعنا تحقيق بطولات المراحل السنية في العامين الماضيين.

بداية

وحكى مفتاح بداياته مع ممارسة الرياضة في أواخر سبعينيات وأوائل ثمانينيات القرن الماضي، كاشفاً أنه مارس كرة اليد في بداية حياته الرياضية لفترة من الزمن، ثم لعب كحارس مرمى في كرة القدم، إلا أنه شعر أنها ليست اللعبة التي يستطيع أن يحقق خلالها ما يطمح إليه، واتجه بعدها إلى كرة الطائرة، بحكم إمكاناته البدنية وطوله الفارع، ولكنه ما لبث أن تحول إلى كرة السلة، التي وجد نفسه فيها، ليبدأ مشواره مع فرق الناشئين، ومن ثم الشباب، والانضمام بعدها بوقت قصير إلى المنتخب الوطني.

صعوبات

وقال: البداية كانت محفوفة بالصعوبات، مثل كل الرياضيين في السابق، ورغم استقراري على كرة السلة، إلا أنني كنت أمارس ألعاب القوى، بالتزامن مع ممارستي كرة السلة، حيث لعبت في الوثب الطويل والوثب العالي، بحكم طولي، وكذلك العدو 400 متر حواجز، وهو ما أفادني كثيراً، خاصة أن ألعاب القوى تضيف لأي ممارس للألعاب الجماعية من ناحية المهارات واللياقة البدنية والتوازن.

وأضاف: أعتبر نفسي محظوظاً بالوجود مع جيل، هو من وجهة نظري أفضل جيل مر على تاريخ الإمارات لعبة كرة السلة، فقد كان جيلاً لا يعوض، حقق العديد من الإنجازات، وكانت له صولات وجولات على صعيد اللعبة، سواء محلياً أو خليجياً أو عربياً في المنتخب الوطني، أو في نادي الوحدة، الذي كان الأفضل في اللعبة بلا منازع، واحتكرنا البطولات لسنوات طويلة، بالإضافة إلى مشوار حافل مع المنتخبات الوطنية والمنتخب العسكري، وكذلك منتخبي الجامعات والشرطة.

حرص

ويستحضر مفتاح وقت أن كان الجمهور حريصاً على متابعة كرة السلة، والحضور بكثافة إلى المباريات في صالات الدولة المختلفة، وقال: أتذكر في أيامنا، عندما كان الجمهور يحضر، ولا يجد مكاناً في صالة الشيخ سلطان بن زايد، التي كانت الوحيدة في الشرق الأوسط المخصصة لكرة السلة فقط، حيث كانت الكثير من الأندية تحسدنا على هذا الأمر، فكنا نلعب كرة السلة حباً في اللعبة والرياضة بحد ذاتها، وهذا ما جعلنا نتفوق في هذا الوقت، وباتت كرة السلة في الوحدة في هذا الزمن، في أوج عطائها وعصرها الذهبي، حيث استطاع النادي احتكار البطولات حتى أواخر التسعينيات، بدليل أنه رغم توقف اللعبة لمدة سنوات طويلة، بعد قرار الإلغاء، لم ينجح نادٍ حتى هذه اللحظة في معادلة رقم العنابي في عدد بطولات الدوري بـ 13 لقباً، كما كان هناك تواصل للأجيال، وإحلال وتجديد مستمر، من خلال تصعيد اللاعبين الشباب، من دون وجود فجوة، وأذكر أننا لعبنا البطولة العربية في الإسكندرية مع المنتخب الوطني، وكنا 5 لاعبين أساسيين في أرضية الملعب باسم الأبيض، كلنا من نادي الوحدة، تحت قيادة المدرب الأمريكي بات ستيوارت وقتها.

ارتباط

وتابع: حتى اليوم الجمهور يتذكرنا، ولم ينسَ كرة السلة الوحداوية، ومن وجهة نظري، أن كرة السلة كانت السبب في شهرة نادي الوحدة محلياً وخليجياً وعربياً، وأتحدى أي شخص يقول خلاف ذلك، لأن اللعبة ارتبطت بالنادي منذ البدايات، وقت أن كان فريق كرة القدم في دوري الدرجة الأولى، ورغم أنني اعتزلت عام 2002، إلا أنني حزنت مع الجميع لإلغاء اللعبة في عام 2004 من النادي، فقد كانت أوقاتاً صعبة، لم نتصورها حينها، بعد التاريخ والسمعة الكبيرة للعبة في الوحدة، وعشت حينها فترة من عدم التوازن، وكانت صدمة بالنسبة للكثيرين، وأتذكر أن كابتن عبد الحميد إبراهيم، بكى عند مشاهدته لهدم صالة نادي الوحدة، الذي كان له فضل على الكثيرين في كرة السلة.

فارق

وعن الفارق بين الجيل السابق والأجيال الحالية، شدد عبيد مفتاح، أن جيل الزمن الجميل لم يكن يفكر في الأمور المادية بصورة كبيرة، وكان يقدم الكثير من التضحيات من أجل المنتخب والنادي، وأوضح: للأسف الأجيال الجديدة مدللة، وتأخذ أكثر مما تعطي، كما أن نسبة كبيرة منهم أقل التزاماً من جيلنا، بسبب وجود الكثير من المغريات التي تجعلهم لا يركزون بشكل كبير على الرياضة، لا أريد ظلم الجيل الحالي، لأن هناك نوعية جيدة من اللاعبين، نتمنى أن يكونوا نواة لمنتخبات قوية، ولكني لا أتحدث عن كرة السلة فقط، وإنما العديد من الألعاب الجماعية، فالأمور المادية، رغم أهميتها بالطبع، إلا أنها لم تكن شغلنا الشاغل، وأتذكر أننا في فترة من الفترات، كنا نحصل على بطولة الدوري في مواسم عدة وبطولة الخليج، ولم نكن نحصل على مكافآت، رغم الإنجاز الذي حققه الوحدة عام 1994، كأول نادٍ يحصل على بطولة الأندية الخليجية، وحدث هذا من دون لاعبين أجانب، وأقصى ما كنا نحصل عليه 4 أو 5 آلاف درهم.

وأشار عبيد مفتاح، إلى أن المنتخب العسكري في ذلك الوقت، كان سبباً من أسباب تطور المنتخب الوطني، لأنه كان يشارك في بطولات على مستوى عالٍ، ومع دول قوية، وربما اختفاء الرياضة العسكرية، ساهم في انخفاض مستوى المنتخبات الوطنية

عودة

وعن عودة اللعبة مرة أخرى إلى نادي الوحدة، قال: نحاول إعادة أمجاد الوحدة من جديد، والحمد لله، بدأنا بشكل صحيح من القاعدة، لأنها الأهم، والأمر المميز، أن النادي يملك تاريخاً في اللعبة، ما يساعدنا على تحقيق أهدافنا، وتعد مدرسة الصقور، هي الرافد الأول للاعبين، ونعتمد عليها في تكوين فرق النادي من البراعم والناشئين والشباب، واستطعنا خلال فترة وجيزة، أن نعود لمنصات التتويج على صعيد فرق المراحل السنية، ونأمل أن ينعكس ذلك على الفريق الأول، الذي كنا نخطط لتكوينه بعد مرور عدة سنوات، إلا أن رغبة الاتحاد ومجلس أبوظبي في وجوده، عجلت بذلك، وشارك في الدوري في الموسم الحالي.

Ⅶ لقطات

التغلب على المستحيل

قال عبيد مفتاح، إنه لا ينسى بطولة الدوري التي حصل عليها الوحدة وقت أن كان مطالباً بالفوز على الشارقة في المباراة الأخيرة بفارق 19 نقطة، وفي حالة عدم تحقيق هذا الرقم قد تذهب بطولة الدوري إلى شباب الأهلي (الأهلي سابقاً)، موضحاً أن الفوز بهذا الشكل كان من الأمور الإعجازية، خاصة أن الشارقة حينها أحد الفرق القوية والمنافسة للوحدة والأهلي على الألقاب.

وأضاف: كانت مباراة خرافية وتاريخية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وفي عز تألق الشارقة استطعنا الفوز بفارق 19 نقطة وحققنا المطلوب، وأذكر أن لاعبي الأهلي حينها اعتقدوا أنهم ضمنوا التتويج بالبطولة، ولكنهم شعروا بالذهول عندما سجلنا آخر نقطتين في المباراة. أبوظبي - البيان الرياضي

فوز تاريخي على «البعبع»

يتذكر عبيد مفتاح، أبرز المواقف مع المنتخب الوطني، عندما استطاع «الأبيض» الفوز على منتخب سوريا في عز عطائه، حيث كان بعبع المنتخبات، بجانب منتخبات مصر والأردن والعراق، الأقوى في فترة الثمانينيات والتسعينيات، وقال: نجحنا في تحقيق فوز تاريخي لا ننساه، بعد تقديمنا مباراة العمر، وفزنا بفارق نقطة، بالإضافة إلى الفوز على السعودية في أول بطولة خليجية يحققها منتخبنا. أبوظبي - البيان الرياضي

عدم وجود صالة رياضية أبرز الصعوبات

كشف عبيد مفتاح عن صعوبات جمة تعاني سلة الوحدة منها حالياً تتمثل في البنية التحتية وعدم وجود صالات لممارسة اللعبة بالمواصفات الفنية المعتمدة، وقال: للأسف نلجأ إلى التدريب في صالات المدارس وفي بعض الأحيان استئجار صالات من أندية أخرى وهو أمر وإن كان مقبولاً، التجاوز عنه، في فرق المراحل السنية ولكنه صعب بالنسبة للفريق الأول وخاصة أن صالات المدارس ليست بنفس المواصفات والقياسات الدولية المعتمدة، بالإضافة إلى عدم وجود مقر يشعر اللاعبين أنهم منتمون إلى نادٍ يذهبون إليه وقت التدريبات، وهو أمر قد يحد من انتشار اللعبة، معرباً عن أمنياته باستكمال مشروع بناء صالة رياضية للنادي وقال "«ليس من المعقول أن يتدرب الفريق الأول أو بقية المراحل في صالات مدارس». أبوظبي - البيان الرياضي

اتحاد السلة مطالب بدعم النادي

شدد عبيد مفتاح على ضرورة تقديم اتحاد السلة المزيد من الدعم للوحدة ، خصوصاً أنه يعد النادي الوحيد الذي قد يلجأ لاعبوه للتدريب في ملاعب خارجية، وهو ما يجسد معاناة الفريق مع خوض عدد من مبارياته في ملاعب الأندية الأخرى، وقال: لعبنا الدور قبل النهائي في ملعب خارجي، ونتمنى من الاتحاد دعم الأندية التي بدأت العودة للعبة وتوفير البنية التحتية اللازمة لها. أبوظبي - البيان الرياضي

تفضيل الدراسة على الاحتراف

أشار عبيد مفتاح، إلى أن الرياضة لم تمنعه من استكمال دراسته الجامعية، بعدما كان يوازن بين ممارسة كرة السلة والدراسة، حيث كنا نؤمن بأهمية التحصيل العلمي، رغم الصعوبات، وانتظارنا لأوقات طويلة لـ «الباص» في الشمس الحارقة للذهاب للنادي، وأوضح أن التفكير في الاحتراف، لم يكن أكثر جدية مثل الوقت الحالي، كاشفاً أنه خلال مشاركته مع المنتخب في بطولة العالم العسكرية في أمريكا، وخلال خوض المنتخب معسكراً مغلقاً، لعب مع أحد الجامعات الأمريكية التي طلبت التعاقد معه، ولكنه وجد صعوبة في ترك الدراسة ، وقال: لم نكن نفكر في الاحتراف في تلك الأيام، رغم أنها كانت فرصة، وربما شعرت بالندم بعد ذلك، ولكني في الوقت نفسه راضٍ عما حققته، خاصة أنني حصلت على الماجستير من أستراليا، ولعبت خلال تلك الفترة مع فرق أسترالية. أبوظبي - البيان الرياضي

Email