شخصية وقضية

سليم الشامسي: غاب الانضباط فضاعت البطولات

ت + ت - الحجم الطبيعي

ماذا يحدث في الشارع الكروي؟ لماذا كل هذا الاحتقان والخلافات وحرب التصريحات؟ من يطفئ نار الفتنة المشتعلة؟ والتي قد تأتي على الأخضر واليابس، وتمحو أي إنجاز، وتئد أي محاولة للتطور والارتقاء بالمنظومة، التي يصرف عليها ملايين الدولارات، دون أن يكون هناك عائد مواكب لهذا الصرف، الذي أصبح مهدراً، رغم الحاجة إليه في مجالات أخرى متعددة، وأشار إلى أن الانضباط غاب، فضاعت البطولات، وأكبر مثال ما حدث في «خليجي 23» ونهائيات آسيا الأخيرة.

ناقش «البيان الرياضي» القضايا الشائكة في الساحة الكروية مع الدكتور سليم الشامسي عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة الأسبق، والذي أكد أن أسباب الاحتقان تتلخص في عدم وجود إنجازات للاتحاد الحالي، بسبب المصالح الشخصية والمجاملات، وتصفية الحسابات، وحالة التسيب الواضحة في عمل المنتخبات.

وقال: لذلك، نقولها بكل قناعة، إن اتحاد الكرة في حاجة ماسة الآن لـ«شيخ» يتولى رئاسته، ليعيد الهدوء للشارع الكروي، ويضع اتحاد الكرة على الطريق الصحيح للارتقاء بالمنظومة، ويعزز من الانضباط في المنتخبات، بدلاً من حالة الفوضى الحالية.

مواصفات

أشار الدكتور سليم الشامسي، إلى ضرورة توافر العديد من المواصفات في رئيس اتحاد الكرة المقبل، أهمها أن يكون «شيخاً»، يقبل التحدي ويتفرغ له، وأن يأتي بالتعيين، ومدعوماً من القيادات العليا، ولديه خبرة رياضية كبيرة، سواء على مستوى الأندية أو العمل في الاتحاد، وأن يكون لديه اتصالات قارية ودولية، وعلاقات طبية من القيادات الرياضية الخارجية والمحلية، وأن يقوم بوضع استراتيجية عاملة للكرة للسنوات العشر المقبلة، يتبعها بخطط تنفيذية طويلة وقصيرة المدى، مع الاستعانة بخبرات فنية عالمية لإدارة المنظومة الفنية في اتحاد الكرة، حتى يتم إعادة البناء على أسس سليمة، وأن يضع خطط عمل للجان المختلفة للارتقاء بالعمل الكروي خلال السنوات المقبلة.

وقال: اتحاد الكرة من أكبر الاتحادات في الدولة وأكثرها جماهيرية، ولا بد أن يكون على رأسها قيادة تستحق فعلاً أن تتربع على عرش المنظومة الكروية، خاصة أن الاتحاد فقد الكثير من بريقه خلال السنوات الماضية، ولا بد من عودته على أسس صحيحة.

وكشف الدكتور سليم الشامسي، النقاب عن أن التعاقد مع الإيطالي ألبرتو زاكيوني مدرب المنتخب، لم يكن بسبب كفاءته الفنية، بل بسبب أنه الأقل تكلفة بين كل المدربين الذين عرضت سيرتهم الشخصية على الاتحاد حينها، ولم يهتم المتعاقد معه بطريقة عمل المدرب الشهيرة، والتي لا تتناسب مع قدرات وإمكانات لاعبينا، وحينما جاء المدرب، تم التدخل في عمله مرة بتغيير طريقة اللعب، ومرات بالتدخل في اختياراته للاعبين، سواء في القائمة أو المشاركة في المباريات.

وتابع: المعروف أن تحقيق البطولات من عدمه، يتوقف علي عطاء اللاعبين، فكيف نحقق بطولة، ويوجد غياب تام للانضباط وعدم الالتزام، سواء في بطولة الخليج بالكويت ونهائيات آسيا، فالأجواء واحدة، ولكلننا لا نستوعب الدرس، حيث غاب الانضباط فضاعت البطولات.

وبين الدكتور سليم الشامسي، سبب حالة الاحتقان، ملقياً بالمسؤولية على كاهل مجلس إدارة اتحاد الكرة، لكونه غير متجانس، منذ توليه المسؤولية والاختلافات واضحة بصفوفه من البداية، وقال: سرعان ما طفت الاختلافات على السطح، بتقدم نائب الرئيس باستقالته، واعتذار عدد من رؤساء اللجان، فأصبح المجلس هشاً، بلا إنجازات، وانعكس ذلك على الشارع الرياضي، ما أدى إلى الاحتقان والمطالبة بالاستقالة، وهي ليست بسبب نتائج منتخبنا الوطني في نهائيات آسيا، والتي أراها منطقية، في ظل الظروف التي مر بها الفريق، وإنما بسبب عدم وجود أي إنجازات للمجلس الحالي على مدى السنوات الثلاث الماضية، ولم يتوقف الأمر على ذلك، بل تواصلت حالة الانحدار الشديدة في العمل، فلا توجد مشاريع ولا استراتيجيات ولا خطط، وكله كلام على الورق فقط، ما يؤدي إلى طمس كل الإنجازات والعمل السابق.

خطط

وتابع الشامسي قائلاً: حينما صرح رئيس الاتحاد قبل نهائيات آسيا، بأن الهدف الوصول إلى المباراة النهائية، لم نشاهد أي خطط تؤدي إلى تحقيق هذا الهدف، بل الجميع تحدث عن ضعف الإعداد، وقلة عدد المباريات الودية القوية، والتحدث عن الانفلات السلوكي في معسكرات المنتخب الخارجية والداخلية، والتقصير كبير في الاتحاد، البعيد عن الواقع والأندية والإعلام والشارع الرياضي بكامله، ولا أجد حرجاً في القول بأن الاتحاد في وادٍ والشارع الرياضي في وادٍ آخر، ومن هنا، جاءت الفجوة الكبيرة.

برامج على الورق

ويتناول الدكتور سليم الشامسي، البرامج التي أعلن عنها الاتحاد، ووصفها أنها «برامج على الورق»، قائلاً: من خلال عمل الثلاث سنوات الماضية من عمر إدارة اتحاد الكرة، سمعنا عن الحوكمة، ولم نرَ أي خطط وبرامج لتنفيذها، وتحدثوا عن سقف الرواتب، وهو مشروع من أيام مجلس معالي محمد خلفان الرميثي رئيس الهيئة العامة للرياضة، وتعبنا فيه كثيراً، ولم يطرأ أي جديد عليه منذ ذلك الوقت، وتحدثوا عن الترشيد، رغم أن صرف الاتحاد نفسه كبير.

وأضاف: الحقيقة الوحيدة التي سمعناها متعلقة بسلوكيات بعض اللاعبين في المعسكرات، وهي نتيجة التهاون في تطبيق النظم واللوائح، سواء من منتخبات المراحل السنية حتى الفريق الأول، وهل من المعقول أن يتم عقاب لاعب في أحد منتخبات المراحل السنية على سوء سلوكه، ويتم ضمه بعدها للمنتخب الأول، وللأسف الشديد، فإن بعض اللاعبين أقوى من الإدارات.

حكاية زاكيروني

وكشف الدكتور سليم الشامسي، النقاب عن أن التعاقد مع الإيطالي ألبرتو زاكيوني مدرب المنتخب، لم يكن بسبب كفاءته الفنية، بل بسبب أنه الأقل تكلفة بين كل المدربين الذين عرضت سيرتهم الشخصية على الاتحاد حينها، ولم يهتم المتعاقد معه بطريقة عمل المدرب الشهيرة، والتي لا تتناسب مع قدرات وإمكانات لاعبينا، وحينما جاء المدرب، تم التدخل في عمله مرة بتغيير طريقة اللعب، ومرات بالتدخل في اختياراته للاعبين، سواء في القائمة أو المشاركة في المباريات.

وتابع: المعروف أن تحقيق البطولات من عدمه، يتوقف على عطاء اللاعبين، فكيف نحقق بطولة، ويوجد غياب تام للانضباط وعدم الالتزام، سواء في بطولة الخليج بالكويت ونهائيات آسيا، فالأجواء واحدة، ولكننا لا نستوعب الدرس.

تصريحات

وتطرق الدكتور سليم الشامسي، لتصريحات عبد الله صالح مدير المنتخب السابق، وقال: البعض اعتبر تصريحات عبد الله صالح تصفية حسابات، وبعيداً عن تلك النظرة، فإن الكثير من تصريحات عبد الله صالح، سواء في طريقة إدارة اتحاد الكرة للعمل أو طريقة إدارة شؤون المنتخبات، تكشف الكثير، ومن تحليل تصريحاته، سنقف على العديد من الحقائق الغائبة عن الجميع، سواء في عمل الاتحاد نفسه أو إدارة منظومة المنتخبات، حيث قال «كلام خطير» للغاية، لا بد من التوقف أمامه، والتحقيق فيه، إذا كنا نريد الارتقاء بالمنظومة الكروية، ولكن الكلام مر، وتم اعتباره تصفية حسابات، ومن وجهة نظري، فإن هذا الكلام الصريح والجريء، يؤكد أن كرة الإمارات تنحدر وتتدهور بشكل متسارع، والوضع لا يطمئن، سواء في الأندية أو اتحاد الكرة، وأنا لا أبعد الأندية عن المسؤولية، ولا بد من التوقف سريعاً لإعادتها للطريق الصحيح.

أهداف

وعن دعوة نادي الوحدة لجمعية عمومية طارئة، قال: هي «بالونة إعلامية»، وراءها أهداف انتخابية، لأن من يهدف لعقد عمومية طارئة، يجب أن تكون خطواته مختلفة من خلال مخاطبة الأندية، ونيل موافقة ثلثي الأعضاء، أما أن أطالب اتحاد الكرة بعقد عمومية لسحب الثقة منه، فهو كلام غير منطقي، كما أن العمومية نفسها، فرغت مضمونها، حينما منحت اتحاد الكرة العديد من صلاحياتها، وأصبحت «حبر على ورق»، ولا جدوى منها، لذلك نحن لا نعول كثيراً على الجمعية العمومية غير المؤثرة، رغم أن دورها كبير.

وأضاف: أصبحت «العمومية» مصنفة بوجود أعضاء يحضرون «تأدية واجب»، وعضو يحضر وهو غير مهتم بما يتم طرحه، وآخر يكون حضوره من أجل مصالح ناديه، وليس مصلحة كرة الإمارات، ولذلك تاهت مسؤوليات الجمعية العمومية، وفقدت بريقها ودورها، وهو أمر خطير للغاية.

تطوير وتجديد

أكد الدكتور سليم الشامسي أن الوضع في المنتخبات الوطنية، بداية من المراحل السنية، يدعو للأسف، فمنتخبات المراحل تمر بعصر هو الأسوأ لها، بعد أن خرجت جميع المنتخبات من البطولات التي شاركت فيها، لأنها عادت لعصر التجمع من أجل البطولات، دون تأسيس وإعداد قوي، ورؤى واضحة، والمحصلة إخفاق وراء إخفاق.

وأردف قائلاً: أما المنتخب الأول، فمن غير المعقول أن يتم الاعتماد على لاعبين تتعدي عمارهم سن الـ 35 عاماً، وكأن الإمارات خلت من المواهب والكفاءات، البعض يقول هذه إفرازات الأندية، ولكني أقول هناك العديد من المواهب الواعدة، ولكنها بحاجة لفرصة وإعداد وعمل دؤوب، ولكن يبدو أن الاتحاد لا يريد أن يثقل كاهله بإعداد وتجهيز لاعبين، ويسعى للاعب الجاهز، وهنا يبرز القصور في عمل منتخبات المراحل السنية، فلو تم الاهتمام بها، ما عاني المنتخب الأول، كان لدينا منتخب أولمبي متميز، قاده عبد الله مسفر، وللأسف تم تسريحه بعد نهائيات آسيا، وكان لدينا منتخب 2002، ويضم العديد من المواهب الواعدة، وتم تسريحه هو الآخر، فكما قلت العمل غير منظم، وليست له أهداف، لذلك نخسر أجيالاً موهوبة.

لذلك، لا بد من التخطيط الجيد، ووضع خط وبرامج تعيد البريق لكافة المنتخبات، حتى لا نمر بما نمر به حالياً من تفاوت بين الأجيال، وكبر سن بعض لاعبي الفريق الأول، دون أن نجد لهم بديلاً، وهنا، يستوجب الأمر وجود لجنة للمنتخبات، تضم كوادر تكون قادرة على التخطيط الجيد للمستقبل، وعلينا عدم التغني بارتفاع تصنيفنا الفني، فهو تصنيف ناتج من تعدد المشاركات الفنية، وليس تطور في المستوى؟.

50 %

طالب الدكتور سليم الشامسي، بإعادة النظر في نظام الانتخابات، بحيث يكون الانتخاب لـ 50 % من الأعضاء، والباقي بالتعيين، ومن بينهم الرئيس، حتي يتم تكوين منظومة متطورة، تعتمد على الكفاءات بالمقام الأول، وقال: النظام الحالي لا يسهم في التطور المنشود، كما يجب تعزيز التجربة الانتخابية في الأندية، لأن الإصلاح يبدأ من الأندية.

الترشح لاتحاد الكرة

كشف الدكتور سليم الشامسي عن دراسته فكرة الترشح لانتخابات اتحاد الكرة في الدورة المقبلة، وقال: لدي العديد من الأفكار التي تساهم في تطور العمل الكروي، وأستطيع مع باقي الأعضاء الذين سيتم الاستقرار عليهم لإدارة دفة العمل أن نحقق قفزة لكرة الإمارات، وعموماً الوضع لا يزال تحت الدراسة ولم أحدد قراري النهائي.

الشارقة الأجدر باللقب

أعرب الدكتور سليم الشامسي عن سعادته بتصدر الشارقة قمة الدوري وقال: «الملك» الأجدر بالتتويج باللقب لأن منظومة العمل لديه متكاملة ومتفاهمة، وهذا الأمر من شأنه أن يثري المنافسة في الدوري ويساهم في تطورها لأن الشارقة من الأندية العريقة. وتابع: المستوي الفني للدوري لا يزال دون الطموح رغم قوة المنافسة بين الثلاثي الشارقة والعين وشباب الأهلي.

الاتحاد في وادٍ والشارع الرياضي في وادٍ آخر

أبدى الدكتور سليم الشامسي، تعجبه من قرارات مجلس إدارة اتحاد الكرة في اجتماعه الأخير، وقال: هل يعقل أن يجتمع مجلس الإدارة من أجل توجيه الشكر للقيادات واللجنة المنظمة لنهائيات آسيا، وزاكيروني واللاعبين، وأعضاء الجهازين الفني والإداري والجماهير والإعلام، ويتناسى التقييم وتدارك السلبيات، ووضع خطط المستقبل، وكانت صدمتي والشارع الرياضي كبيرة من نتائج الاجتماع، نقول لاتحاد الكرة «شكراً ما قصرت، واستقيل»، لأنك في وادٍ والشارع الرياضي في وادٍ آخر.

وأضاف: الوصول إلى دور الأربعة «الآسيوي»، يعتبر إنجازاً، في ظل اداء المنتخب، ولكن توجد سلبيات وانفلات سلوكي، فهل تمت المحاسبة؟، والجهاز الإداري، أول من يجب محاسبتهم.

مواهب واعدة

أشار الدكتور سليم الشامسي إلى أنه معجب بعدد من اللاعبين الموهوبين الصغار الواعدين ببعض الأندية، منهم لاعب الوصل علي عمرو «رقم 99»، والمدافع عبد الله صالح، ولاعب الشارقة سيف راشد. وقال: هؤلاء يعدُّون من المواهب الجيدة التي تحتاج إلى عمل دؤوب واهتمام من أجل الاستفادة من مواهبهم بما يخدم المنتخبات ، ويوجد بالأندية العديد من المواهب.

Email