شخصية وقضية

أحمد بن حشر: لا للتجريح والتجنيس ودمـوع التماسيح

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا غرابة في أن يكون للشيخ أحمد بن حشر آل مكتوم البطل الأولمبي الشهير، رأي جامع شامل حول ما يدور بشأن منتخب الإمارات الأول لكرة القدم في ختام مشاركته في كأس آسيا، وليس غريباً أن يُلخص وجهة نظره بـ«اللاءات الثلاث»، لا للتجريح في الطرح، ولا للتجنيس حلاً، ولا لذرف دموع التماسيح!

فإلى تفاصيل حوار «البيان الرياضي» مع الشيخ أحمد بن حشر..

3 لاءات

كيف ترى ما يدور من نقاشات في الوسط الكروي في ضوء نتيجة الأبيض الإماراتي في كأس آسيا؟

أستطيع تلخيص وجهة نظري حول ما يدور من نقاشات وجدل بشأن المنتخب الوطني ونتيجته في كأس آسيا، بـ3 لاءات، الأولى، لا للتجريح في الطرح عند إبداء وتبادل وجهات النظر، والثانية، لا وألف لا لفكرة التجنيس باعتباره حلاً للمشكلة، والثالثة، لا لدموع التماسيح.

ألا تعتقد أن 2 من «لاءاتك الثلاث»، تبدو قاسية؟

إذا كنت تقصد رفضي القاطع للتجريح والتجنيس، فأنا أرى أن وجهة نظري ليست قاسية على الإطلاق، لقناعتي بخطورة التجريح على واقعنا الرياضي عموماً، وأيضاً لقناعتي بأن المشاعر الوطنية الصادقة لا يمكن أن تأتي بين ليلة وضحاها!

وبماذا تصف محصلة الأبيض الإماراتي في كأس آسيا؟

أعتقد أن الأبيض لم يفشل، وصل إلى نصف النهائي، وودع البطولة بعدما خسر من منافس توج بطلاً للبطولة، لكن وفي نفس الوقت، أرى أن المنتخب لم يظهر بالصورة المتوقعة منه من ناحية التجانس والحرص المعروف عن لاعبينا، ولم يقنعونا في ما يتعلق بالحرص داخل الملعب، وخصوصاً في المباراة التي خسرناها وودعنا البطولة بسببها.

لم يفشل

كيف لم يفشل الأبيض، وقد ودع البطولة ولم يحقق الهدف؟

أنا أتحدى أي إماراتي، وخصوصاً من المعنيين عن شؤون كرة القدم في الدولة، فيما إذا كان واحد منهم قد توقع فوز المنتخب الوطني بلقب كأس آسيا، أعتقد أن الجميع لم يكن يحلم حتى الوصول إلى مربع الأربعة الكبار في القارة الصفراء، الغالبية الساحقة كانوا يجزمون بأن الأبيض سوف يخرج من دور الـ16، فلماذا نعد نتيجة المنتخب فشلاً وقد بلغ نصف النهائي، وهي نفس نتيجته في نسخة 2015 في أستراليا؟!

ألا ترى أنك بهذا الرأي تغرد خارج سرب كبير يرى خلاف ما ترى؟

أنا لا أريد انتقاد أحد، أتمسك برأيي الذي أؤمن به، وللآخرين آراؤهم، ولنكن واقعيين في طرحنا وفي نقاشنا، الأبيض دخل كأس آسيا وهو ليس في أفضل حالاته، معظم عناصره من الوجوه الجديدة، قلة أصحاب الخبرة، مستوى الإعداد، المباريات التجريبية قبل البطولة، فكر وطريقة المدرب، الاستقالات التي سبقت انطلاق الحدث، كلها عوامل شكلت مؤشراً قوياً على أن الأبيض لن يذهب بعيداً في كأس آسيا حتى وإن أقيمت البطولة على أرضنا وبين جماهيرنا!

إذن أنت ترى أن الأبيض نجح ولم يفشل، أليس كذلك؟

لا، الأبيض لم يفشل وفقاً للظروف التي عاشها قبل انطلاق البطولة، وأيضاً وفقاً لحقيقة أنه ودع البطولة بعد الخسارة من منافس توج في ما بعد بطلاً.

قبل البطولة

ألا تعتقد أن الأبيض الإماراتي لم ينجح في تحقيق الهدف المنشود؟

أصلاً، لم يكن هناك هدف منشود أو مرسوم لمشاركة المنتخب الوطني في كأس آسيا، ارجعوا إلى تصريحات ما قبل البطولة، الغالبية لم يتجرأ على تحديد هدفنا بدقة في كأس آسيا، أكثر الأحلام كانت تدور في بلوغ مربع الأربعة الكبار، وأقلها الذهاب إلى النهائي، ولكن لم يقل لنا أحد أن هدفنا لقب البطولة!

هل ترى في التجنيس حلاً؟

ليس هناك أي حل في التجنيس.

لكن التجنيس أصبح نهجاً عالمياً، فرنسا فازت بكأس العالم لكرة القدم 2018 بمنتخب جل لاعبيه من المجنسين، لماذا لا ترى خيراً في التجنيس؟

التجنيس بالنسبة لنا، حل العاجز الذي يفشل بالإتيان بحل وطني حقيقي نابع من عروق وجذور دولة الإمارات العربية المتحدة، كيف لنا أن نفرح بإنجاز ليس من يد وفكر وعقل وشعور وإحساس إماراتي، أنا شخصياً، لا أريد مثل هذه الإنجازات، وخصوصاً في مجال الألعاب الجماعية وتحديداً في كرة القدم، ممكن أن أتقبل التجنيس في ألعاب فردية محددة جداً ليس لنا فيها كفاءات كافية، لكن أن نفتح التجنيس في الألعاب الجماعية، وخصوصاً في كرة القدم، فلا وألف لا لمثل هذا التجنيس!

ضد التجريح

وهل لمست نوعاً من التجريح في النقاشات الحالية حول الأبيض الإماراتي؟

نعم، لمست وللأسف الشديد قدراً من التجريح في النقاش والطرح، وأنا ليس مع التجريح ضد أي شخص أو جهة رياضية في الدولة، لا بد من أن نناقش بروح رياضية وبعقل مفتوح وقلب سليم، ونرسم سوياً، الطريق الذي يوصلنا إلى الأهداف المنشودة بأسلوب احترافي.

بعد الذي حصل، هل لديك رسالة محددة توجهها إلى أحد؟

إذا أردت توجيه رسالة ما، فإني سوف أوجهها إلى أخي مروان بن غليطة رئيس مجلس إدارة اتحاد الإمارات لكرة القدم.

وماذا تقول في رسالتك لمروان بن غليطة؟

رسالتي لمروان بن غليطة أقول فيها، كن معنا شفافاً، قدم لأبناء الشارع الكروي في الدولة، خطة ومنهاجاً واستراتيجية تقنعنا بها وتفضي إلى بلوغ منصات التتويج في كرة القدم.

مجلس منتخب

ولكن هناك من يطالب باستقالة أو إقالة مجلس إدارة اتحاد كرة القدم، كيف ترى ذلك؟

محاسبة مجلس إدارة اتحاد الإمارات لكرة القدم، مسؤولية الجمعية العمومية للاتحاد حصراً، باعتبار المجلس منتخباً، وجاء بأصوات ناخبين في عملية اقتراع صحيحة، ولا يمكن القفز على أصوات مَن منح الثقة لمجلس إدارة الاتحاد، وإن كان لا بد من الإقالة أو الاستقالة، فاعتقد أن هذا لا يأتي إلا من خلال الجمعية العمومية للاتحاد تحديداً.

أين ترى الحل لما يراه الكثيرون مشكلة تعيشها الكرة الإماراتية؟

الحل يكمن في نقاط محددة سبقنا إليها آخرون، وجنوا من وراء تطبيقها بصورة احترافية، اعتلاء منصات التتويج، وهنا أعني بالضبط، الأكاديميات المعترف بها محلياً وخارجياً، أكاديميات تقوم على أسس وطنية وليس على وفق مصالح جهات تريد جني المال من وراء إقامة أكاديميات لا تُغني ولا تسمن، وأعتقد أنه من دون تأسيس أكاديميات بمواصفات وطنية، فعلينا أن نقرأ السلام على كرة القدم الإماراتية.

10

شدد الشيخ أحمد بن حشر آل مكتوم البطل الأولمبي الشهير، على أن حجم مسؤولية اتحاد الإمارات لكرة القدم في النتيجة التي خرج بها الأبيض من كأس آسيا، لا يتعدى 10%، محملاً لاعبي المنتخب ما نسبته 90% باعتبارهم مَن تقع عليهم مسؤولية تحقيق الإنجاز أو الإخفاق، مبدياً رفضه لتحميل الإيطالي زاكيروني المدرب السابق للأبيض، مبرراً ذلك بسمعته الدولية الواسعة، مشيراً إلى أن زاكيروني قدم فكراً ونهجاً تدريبياً تطلب تطبيقاً صحيحاً من لاعبي الأبيض، وبغض النظر عن كون ذلك النهج جديداً على كرة الإمارات، منوهاً بأن اللعب الدفاعي ليس أسلوباً غريباً ولا مرفوضاً في عالم كرة القدم، مشدداً على أن الفاعلية كادت تكون الغائب الأبرز عن أداء غالبية لاعبي الأبيض في جميع مباريات المنتخب في كأس الأمم الآسيوية في الإمارات.

100

أشاد الشيخ أحمد بن حشر آل مكتوم بالدور الكبير الذي بذله محمد خلفان الرميثي رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة، نائب رئيس اللجنة المحلية العليا المنظمة لكأس أمم آسيا لكرة القدم في الإمارات، مشدداً أن الرميثي كشف علنا حقيقة أن رياضة الإمارات عموماً وليس كرة القدم فحسب، تعيش في ظل أزمة خطيرة، لافتاً إلى أن التشخيص عندما يأتي من المسؤول الرياضي الأول، فإنه يكون صادقاً وحقيقياً ودقيقاً بنسبة 100%، كاشفاً النقاب عن أنه يعلم تماماً أن الرميثي كان يعمل في أروقة البطولة الآسيوية إلى ما بعد الساعة 12 ليلاً، ويسهر لبلوغ النجاح المنشود، مبدياً ارتياحه لخطوات وجهود الرميثي منذ توليه رئاسة الهيئة العامة، مع فريق عمل متجانس تنفيذياً ممثلاً بسعيد عبدالغفار الأمين العام للهيئة العامة، ومجلس الإدارة.

Email