عارف العواني: تولي منصب في اتحاد الكرة ليس من أولوياتي

ت + ت - الحجم الطبيعي

كشف عارف العواني الأمين العام لمجلس أبوظبي الرياضي أسباب رغبته في الابتعاد عن كل ما يتعلق بكرة القدم عقب انتهاء بطولة كأس آسيا «الإمارات 2019»، مؤكداً أن التواجد أو الترشح لمنصب في اتحاد الكرة ليس من ضمن أولوياته، وأن الجو العام في الوقت الحالي غير مشجع على الارتباط بكرة القدم بأي دور رسمي في ظل حالة الإحباط والحزن التي يعيشها الشارع الرياضي بسبب ما يحدث في كرة القدم الإماراتية ونتائج المنتخب الوطني المخيبة للآمال، وتفضيل البقاء كمشجع مثل أي مشجع عادي.

وأشار إلى أن الأمر وصل باتحاد الكرة إلى «شخصنة» أي ملاحظة أو انتقاد، وأكد أن اتحاد الكرة بالكامل يتحمل مسؤولية الإخفاق ومن فرح بنتائج منتخبنا يعيش في عالم آخر، وألمح إلى أن المقبل لن يكون أسوأ مما حدث ولا أحد ينتظر استقالة الاتحاد، مؤكداً أن عبدالله صالح شريك في الأخطاء وأن تغير حديثه الآن «مستغرب».

وقال: سعيد الطنيجي الوحيد الذي أعلن عدم رضاه وتمسك بموقفه ورأيه بشجاعة، وعموماً نصحنا وحذرنا كثيراً ولكن لم نجد آذاناً صاغية وفي الوقت نفسه فإن عدم التمسك بزاكيروني بعد البطولة دليل على خطأ ومكابرة من أصروا على استمراره

وقال العواني في حديث خاص لـ«البيان الرياضي» بعد التغريدة التي أطلقها على حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» بانتهاء علاقته بكرة القدم والبقاء كمشجع عقب نهاية بطولة كأس آسيا: البعض فسر الأمر بشكل غير صحيح بابتعادي عن الرياضة وأعطى الموضوع أكبر من حجمه، وأريد أن أوضح للجميع أن الأمر مجرد خاطرة حول وضع كرة القدم الحالي وأنني ليس لدي استعداد للقيام بدور في أي شيء يتعلق بكرة القدم وأن بطولة كأس آسيا كانت آخر علاقة رسمية تربطني بكرة القدم ولكنني سأبقى مشجعاً بالطبع.

دور

وأضاف: معنى كلامي أن دوري الرسمي بكرة القدم انتهى بانتهاء البطولة، ولكن هناك العديد من الأمور التي يجب توضيحها للشارع الرياضي حيث إنني وخلال الفترة الماضية، ومنذ إعلان تشكيل اللجنة المنظمة المحلية لكأس آسيا قبل 3 سنوات ونصف، وكوني كنت عضواً في المكتب التنفيذي ومديراً للبطولة تحملت الكثير من الكلام، نظراً لأنه كان هناك ربط دائم بيني وبين منظومة كرة القدم المسؤول عنها اتحاد الكرة، في الوقت الذي لا نملك قراراً في هذا الشأن، حيث لا يوجد ارتباط بالجوانب التنظيمية لكأس آسيا والمنتخب الوطني، وبطبيعة الحال بعد انتهاء البطولة وصلت لمرحلة وقناعة بأن الجو العام لا يشجع وخاصة أن الجميع يعيش حالة من الحزن بسبب النتائج التي خرج بها منتخبنا الوطني.

وتابع: لماذا يفسر البعض الأمر بأنه قرار، فهو ليس كذلك فالموضوع أبسط بكثير، ولو سألت أي مشجع عادي سيتحدث ويخرج ما بداخله عن وضع كرة القدم المخيب والحال الذي وصلنا له، وبالتأكيد هذا الوضع غير مشجع، ويحتاج من المعنيين والمسؤولين عن كرة القدم، ولا أعتبر نفسي منهم، التدخل لإصلاح منظومة كرة القدم في المستقبل.

حرص

وأردف: من منطلق حرصنا كمشجعين ومواطنين أو مسؤولين في الرياضية كنا نعرض خدماتنا على اتحاد الكرة ونحاول أن نكون عاملاً مساعداً لخدمة الكرة الإماراتية والمنتخب الوطني لأن الأمر في المقام الأول مصلحة الدولة، وطرحنا على الاتحاد سابقاً الكثير من الآراء، وتم تحذيره في عدة مناسبات بصورة ودية وأخوية أو بشكل غير علني أن الوضع خطير وغير صحيح، ولكن الاتحاد لم يكن لديه «آذان صاغية» لأي شخص، ولذلك لماذا ترهق نفسك في مجال يرى فيه المسؤولون عن الاتحاد أنهم فقط المعنيون بتطوير كرة القدم وتسييرها، فاتحاد الكرة الحالي يعتقد أنه من يضع المقاييس والمعايير المناسبة، ويرى أن الخروج بهذا الشكل من كأس آسيا والاكتفاء بالوصول إلى نصف النهائي إنجاز، بالتالي فهذه المعطيات، مؤشرات للأداء عند الاتحاد وتتماشى فقط مع المتواجدين في موقع المسؤولية ولا أعتقد أنها تتماشى معنا نحن كشارع رياضي، وكون الاتحاد الحالي منتخباً من الأندية فماذا سنفعل، أعتقد لا يوجد حلول إلا بالتعامل مع الواقع.

منظومة

وتحدث العواني عن منظومة اتحاد الكرة والإخفاقات المتكررة قائلاً: القادم لن يكون أسوأ مما حدث، ولنكن واقعيين، فاتحاد الكرة الحالي دخل أهم استحقاقات أمام الكرة الإماراتية في السنوات الأخيرة وهي بطولتا كأس آسيا وكأس الخليج بالإضافة إلى تصفيات كأس العالم 2018 ولكن للأسف لم يكن التعامل والإعداد مناسباً أبداً، وشهدنا أخطاء بالجملة بالتعاقد مع مدرب معتزل، مهما حاول البعض التسويق لهذا المدرب واسمه وسمعته الكبيرة والدفاع عن قراره الشخصي في اختيار المدرب على حساب رأي الأغلبية التي كانت ترى أنه لن يفيد منتخبنا.

ورأينا إعداداً سيئاً للغاية للمنتخب ولذلك كان من الطبيعي أن تكون النتائج سيئة ومخيبة للآمال ومحبطة وحزينة للشارع الرياضي، وإذا كان هناك من يفرح بهذه النتيجة، فهذا الشخص يعيش في عالم آخر. وأوضح: للأسف اتحاد الكرة وصل به الأمر إلى أن أي كلمة أو انتقاد يسمعه يعده انتقاداً شخصياً، وأصبح يرى الأمور وكأنه يرى بنظارة «الملكية الخاصة»، فلا يعقل أن أي ملاحظة تؤخذ على الاتحاد يتم تحويلها إلى أمر شخصي، ولذلك من الأفضل خلال العامين المقبلين من عمر الاتحاد أن نريح أنفسنا، ونرتاح من عملية «الشخصنة» التي يتحدثون عنها.

عدم ثقة

وواصل: تعامل الاتحاد مع الانتقادات بمثل هذه الطريقة يعد عدم ثقة بالنفس، وعدم ثقة في ما يقدمه من عمل، وأصبح الاتحاد عندما يتلقى أي ملاحظة أو نصيحة يراها من منظور واحد فقط وأنها أمور شخصية ويبدأ بالبحث عن أعذار أو أسباب وإلقاء اللوم في أخطائه على الآخرين، ويجب عليه بدلاً من ذلك التوقف عن لوم الآخرين وتوجيه اللوم لأنفسهم فقط.

زاكيروني

وعن مدرب منتخبنا السابق زاكيروني قال: كنت أتمنى ممن أصر على زاكيروني من البداية وحتى النهاية الاستمرار في الإصرار عليه بعد الخروج من كأس آسيا بما أنه ناجح في نظرهم، فمغادرة زاكيروني المباشرة وعدم تفكير هؤلاء الأشخاص الذين فاوضوه وتعاقدوا معه في التمسك به بعد انتهاء عقده دليل على أنهم كانوا يعلمون أن قرارهم خاطئ ولكنهم كانوا يكابرون، فالمشكلة ليست في أن تخطئ وإنما العيب أن تكابر وتستمر على الخطأ.

وشدد العواني أن اتحاد الكرة بالكامل يتحمل مسؤولية إخفاق المنتخب الوطني، مبيناً: «كل عضو وشخص في الاتحاد والمنتخب عليه مسؤولية، حتى أعضاء الاتحاد الذين يرددون أنه ليس لديهم دور في المشورة، عليهم مسؤولية يجب تحملها أمام الشارع الرياضي، فالمسؤولية لا تتجزأ، ومن ليس له دور كان الأجدر به ألا يتواجد في الاتحاد من الأساس».

شراكة

وأضاف: أعتبر عبدالله صالح مشرف المنتخب الوطني السابق الذي تحدث مؤخراً عن وضع المنتخب شريكاً في الأخطاء، فقد كان يدافع عن المدرب وعن برنامج إعداد المنتخب وهو مسؤول كذلك عن الانضباط داخل المنتخب، ومع احترامي الشديد له بكل تأكيد كشخص وصاحب خبرة طويلة في كرة القدم، لا يليق به بعدما أعلن استقالته وأنها جاءت لظروف شخصية يعود في الوقت الحالي ويتغير حديثه ووجهة نظره ويتحدث عن أخطاء بالجملة داخل الاتحاد والمنتخب، وأن ابتعاده لم يكن بسبب ظروف شخصية وإنما أمور أخرى تتعلق بما يحدث داخل الاتحاد والمنتخب.

تمسك

وأشار العواني إلى أن الوحيد الذي تمسك برأيه ووجهة نظره وأعلن عدم رضاه عما يحدث داخل الاتحاد والمنتخب وسجل موقفاً يحترم هو نائب رئيس مجلس إدارة الاتحاد السابق سعيد الطنيجي، وقال: مهما اختلف أحد معه ولكنه تمسك برأيه وأبدى عدم رضاه في الوقت المناسب وفي العلن وقدم استقالته، وفضل الاستغناء عن المنصب، فمن خرج مثله وأعلن موقفه، لا أحد، أما الباقون بلا استثناء فهم شركاء في المسؤولية.

لا تغييرات

أكد العواني أن الواقع لن يشير إلى أي تغييرات في الوقت الحالي في ظل عدم اتخاذ موقف من اتحاد الكرة، وقال: أصبح واضحاً للعيان أن الاتحاد وأعضاء الاتحاد متمسكون بمناصبهم، ولكن السؤال المهم هل للأندية رأي آخر وخاصة أن مؤسسة اتحاد الكرة منظمة ديمقراطية وجاءت بالانتخاب، فالأندية معنية ولو رغبت في استمرار الوضع على ما هو عليه كان بها، فهي شريكة في مسؤولية ما حدث، والجماهير بدلاً من إلقاء اللوم على الاتحاد فقط، فلماذا لا تلوم أنديتها في عدم تحركها لاتخاذ موقف قوي، الأندية تخلت عن دورها وهي ليست المرة الأولى، ورأينا ذلك في الكثير من المشاكل التي حدثت سابقاً، سواء في مسألة سقف رواتب اللاعبين والقرارات المتناقضة التي كان يخرج بها الاتحاد في ذلك الوقت والتي أرى أنه فشل فيها فشلاً ذريعاً وخاصة عملية طلب الكشوف البنكية للاعبين، فهناك الكثير من الملفات التي تحدثنا فيها سابقاً من أجل المصلحة العامة، ولكن ما باليد حيلة، وإذا كان أحد ينتظر أن يتقدم الاتحاد باستقالته فلا أتوقع ذلك بما أنه لم يتخذ هذا الإجراء خلال الأيام الماضية.

مهام

وأكد العواني أن الترشح لمنصب في اتحاد الكرة ليس من ضمن أولوياته، وأن المهام الموكلة له والمكلف بها من قبل مجلس إدارة مجلس أبوظبي الرياضي برئاسة سمو الشيخ نهيان بن زايد آل نهيان، أهم بالنسبة له من موقع أو منصب يتعلق بكرة القدم أو اتحاد رياضي آخر، وقال: الملفات التي نعمل عليها في المجلس أهم في الوقت الحاضر بالنسبة لي، وهناك الكثير من الكفاءات في الأندية أو حتى القريبين من كرة القدم بإمكانهم التواجد في منظومة الاتحاد، وعلى المستوى الشخصي لا يزال أمامنا الكثير من العمل لاستكمال استراتيجيتنا في مجلس أبوظبي الرياضي، ولدينا خطة مدتها 5 سنوات.

فشل مستمر

قال العواني: خضنا منافسات تصفيات كأس العالم 2018 في أسهل مجموعة ولم نتأهل، وفي كأس آسيا للشباب ودعنا البطولة بسبب خطأ للأسف لا يليق بمؤسسة بهذا الحجم «اتحاد الكرة»، فمن المؤسف ألا تعرف لوائح البطولة وعدد الأهداف من أجل التأهل وتخرج بهذا الشكل، فالفشل طال كل الاستحقاقات الأخيرة خلال تواجد هذا الاتحاد، وهذا بخلاف الملفات المحلية، حتى وصلنا لمرحلة التحدث عن حصولنا على جوائز آسيوية وعندما جاء حفل الاتحاد الآسيوي لم نرَ اسماً لمنتخبنا أو كرتنا أو أي شيء آخر.

Email