خوسيه رويز نجم إسبانيا لكرة الصالات لـ «البيان الرياضي»:

دبي أرض الفرص.. ولن أتوقف عن زيارتها

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

خوسيه رويز قد لا يبدو الاسم مشهوراً، ورغم وقعه اللاتيني، وكونه أحد أبرز النجوم في إسبانيا، إلا أنه في عالمنا العربي غير معروف، فهو نجم بارز في عالم كرة الصالات، والتي لا يجد نجومها الشهرة الكافية مثل كرة القدم، ورويز هو أكثر لاعبي كرة الصالات الإسبانيين نجاحاً منذ مطلع القرن الحالي، وابن برشلونة الملقب بالصخرة، يعد أحد الشخصيات الرئيسة وراء نجاح كرة الصالات في مسقط رأسه بإسبانيا على مدى 26 عاماً، التي قضاها في تطويرها، ولا يزال لديه الكثير من الخطط والأحلام الكبيرة لمستقبل اللعبة، وهدفه الحالي هو تنمية تنمية كرة الصالات، ووضعها في مصاف اللعبات الشعبية، بل ومنافسة كرة القدم العادية، ويتحدى دائماً بقوله: «هذه اللعبة ستنمو أكبر وأكبر، وستكون إحدى بطولات كرة القدم الرئيسة في العالم».

خوسيه رويز، الذي يزور دبي حالياً، التقينا به وأجرينا معه حواراً خص به «البيان الرياضي»، هو الأول له مع الصحافة المحلية، فتحدث معنا بصراحة عن أحلامه وتطلعاته، ورؤيته للواقع والمستقبل، فقال: «جئت تلبية لدعوة ضمنية، اقتبستها من رؤى ثاقبة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، واصفاً بأن دبي أرض الفرص. ويكفي أن الإمارات شعب معتاد على الترحيب بالناس من جميع أنحاء العالم»، وفي ما يلي تفاصيل الحوار:

- كيف يمكن أن تعرفنا بنفسك؟
في الوسط الرياضي أشتهر باسم خوسيه رويز، إلا أن اسمي الحقيقي هو خوسيه ميغيل رويز كورتيس، من مواليد مدينة برشلونة بتاريخ 6 يونيو 1983. عشقت كرة قدم الصالات منذ الصغر. فقد بدأت اللعب لأول مرة في عام 1992، عندما كان عمري تسعة أعوام، مدفوعاً بدعم أسرتي وأصدقائي الذين أدهشتهم مهارتي الكروية، حيث على الرغم من استعدادي الجسدي والذهني بشكل جيد في التجارب الخاصة بكرة القدم، إلا أن استمتاعي الدائم بلعب لعبة أسرع في مساحة أصغر، فقد التحقت مع الفرق السنية في عام 1995 - 1996، وفي عام 2000 بدأت مسيرة الاحتراف في كرة الصالات، بالالتحاق بفريق أوليسا الأول، لعبت أكثر من 600 مباراة محلية ودولية، وسجلت حوالي 150 هدفاً. مثلت بلادي في عدة بطولات دولية، وأحرزت معه وأثناء اللعب مع عدة فرق 9 ألقاب محلية ودولية، كان آخرها لقب بطولة كأس أوروبا وكأس الملك في عام 2016، واحترفت في إيطاليا لموسمين، وأنا حالياً ألعب في نادي فالديبيناس الإسباني.

- لماذا كرة الصالات، وليست كرة القدم العادية؟
الأسباب الرئيسة وراء حبي لكرة قدم الصالات دون تردد، تأتي بأن كرة القدم داخل القاعة مختلفة تماماً عن كرة القدم. أولاً بسبب الاعتماد على سرعة اللعبة، ثانياً قيمة الترفيه للمشاهدين والمشجعين لها، ثالثاً، الأماكن المغلقة يتيح اللعب جميع الأجواء والظروف الجوية، رابعاً الجو الذي يخلقه المعجبون، فإذا بلغ إجمالي عدد الجمهور 1000، يعادل 100000 في ملعب بالهواء الطلق، خامساً، اللاعبون يكونون أكثر لياقة من لاعبي كرة القدم، بحيث لا يمكنك التوقف عن اللعب في كرة قدم الصالات، عكس الكرة العادية، سادساً، التكتيكات المعنية من ناحية أن هذه اللعبة عبارة عن مزيج من كرة القدم وكرة السلة وكرة اليد، وجميع الألعاب الرياضية. وبالنسبة لي، مسابقة كرة الصالات، تعد مثل لعبة الشطرنج، الفائز فيها هو الفريق الذي يقوم بأقل عدد من الأخطاء، حيث تُعد التقنية مهمة جداً، لكن التكتيكات هي العامل الرئيس.

- ما تقييمك للتجربة الخليجية في كرة الصالات؟
لا أنكر نموها، واللافت في الأمر، مشاركتي في دورة «الروضان» الرمضانية، وهي بطولة كرة قدم للصالات، تقام سنوياً في الكويت، ما شجعني لبحث التعاون معهم، والمدهش بالأمر، أن هناك العديد من الدورات الرمضانية الخليجية لكرة قدم الصالات، تقام سنوياً، وبمزيج جميل يضم جنسيات مختلفة من ناحية، وضم قائمة بأفضل اللاعبين والمواهب الصاعدة في عالم كرة الصالات من ناحية أخرى، ومنهم أبطال كرة القدم، أمثال: ديل بييرو وبن نزيمة. الأمر الذي يدعو للنظر فيه، واستثماره ليكون بشكل مستمر، دون أن يختصر في مواسم معينة.

- لماذا الإسبان دائماً مميزون في اللعبة؟ وفي أي وضع نضع كرة الصالات ضمن الرياضات الشعبية في البلاد؟
تعاملت إسبانيا مع كرة الصالات مثل كرة القدم، بالتساوي، منذ فترة طويلة، ومن نواحٍ عديدة، منها على سبيل المثال لا الحصر: تأسيس الأكاديميات لرعاية هذه اللعبة والقدرات الإدارية الهائلة في الاتحاد الإسباني لكرة الصالات، ولجنة كرة القدم التابعة للاتحاد الإسباني لكرة القدم لأكثر من عقدين من الزمان، والتنظيم لإقامة البطولات الدولية والعالمية. والأهم من ذلك، أنها روجت صورة إيجابية للعبة التي لا تزال تقاتل من أجل اكتساح الشعبية في الساحة الرياضية العالمية. ولديه أيضاً قاعدة جماهيرية كبيرة، بعد تحقيقه الكثير من البطولات المحلية والقارية والدولية. فقد حصدنا على مدى السنوات الماضية، العديد من الألقاب، لقب كأس العالم لكرة قدم الصالات مرتين، ولقب كأس أبطال أوروبا لـ 7 مرات، إضافة إلى السيطرة على التصنيف الدولي، ما يجعل الأفضلية لنا من كافة النواحي.

- تعمل على بحث التعاون لإنشاء مشروع أكاديمية في الإمارات الآن. كيف ستحقق ذلك؟
تعكس فكرة الاستثمار التي أرغب فيها، تعاون الجهات الرياضية بالإمارات، لمساعدتي في إطلاقه، هو مشروع أكاديمية لكرة الصالات، وما يعكس الهدف المراد منه، مدى جدية وحجم المشروع الواعد، الذي يعد بحجم خبرة إسبانيا طوال السنوات الماضية، قياساً بحجم إنجازاتها الكبيرة في البطولات المحلية والقارية والعالمية، ما شأنه أن يحقق من رفد لقطاع الرياضة الوطني بالإمارات. حيث إن الاستثمار السليم والمحترف في الفئة العمرية الصغيرة، سيثمر في النهاية قاعدة قوية، تغذي المنتخبات والفرق الوطنية، من خلال الاستعانة بكفاءات وخبرات دولية.

وأؤكد أن نشاط المشروع المقترح، يعكس الدمج بين سمتين في مكان واحد ومتكامل من برامج وخطط مستقبلية، وتدريب على درجة عالية من الحرفية من ناحية أخرى، فالاستثمار بعيد المدى، والتجارب الناجحة، وراء الانتشار، على عكس المبادرات المحلية التي تطلق بين الفينة والأخرى، وفي موسم معين، والتي عادة ما تنتهي بانتهاء البطولة.

- ولماذا اخترت الإمارات لتأسيس مشروعك؟
جئت بناء على دعوة ضمنية، اقتبستها من رؤى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، تتمثل في أن بناء الأوطان لا يتم إلا من خلال بناء الإنسان، ولن يكون ذلك إلا بتمكينه وتسليحه بأحدث أدوات العمل، وغيره من القدرات الأساسية، ودبي أرض الفرص.. أليس كذلك؟. لذا زرتها، ولن أتوقف عن زيارتها.

وأعتقد أن الإمارات، ودبي تحديداً، على أساس بنيتها التحتية وإدارتها، هي واحدة من أكثر دول القارات تطوراً في آسيا والعالم، لقد أثبتوا ذلك من خلال استضافتهم الكثير من الأحداث الكبرى في الدولة، وإن كان في أهمها إكسبو الإمارات 2020، وعلى حد علمي، يعيش على أرضها أكثر من 230 جالية، ويكفي أن الإمارات شعب معتاد على الترحيب بالناس من جميع أنحاء العالم، في حين لديها، كما رأيت بالفعل، الأنظمة المعمول بها لتوفير بيئة مضيافة للاعبين والمشجعين ووسائل الإعلام من الخارج، ومن المؤكد أن الاهتمام بالرياضة والاستثمار فيها، ينمو في هذه الدولة النامية، من الحكومة التي تدعم هذا التوجه بقوة.

وبالنظر إلى مجال أوسع، أصبحت آسيا رائدة في تطوير هذه الرياضة، بالمقارنة مع قارات أخرى، فإن آسيا تتحرك بشكل أسرع، وتعطي المزيد من الاهتمام إلى كرة قدم الصالات، ففي عام 2015، كان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، أول اتحاد كونفدرالي يعقد بطولة كرة القدم داخل القارات للفرق الوطنية النسائية، وهو حدث نصف سنوي، وقد تبع ذلك، على سبيل المثال، الاتحاد الأوروبي لكرة القدم UEFA، الذي سيطلق مثل هذه البطولة لأول مرة في عام 2019.

- وهل أنت متفائل بشأن مشروعك؟ وما خططك البديلة للتطوير؟
تعلمت تبني التفاؤل الحذر كموقف افتراضي. هناك شيء واحد مؤكد.. وهو طموحي الكبير والحالي، ويتجلى في وضع أساس صحيح لمسيرتي الكروية في هذه اللعبة، من خلال ثلاثة معايير رئيسة، التوعية والتسويق والاستثمار بعيد المدى، وأتمنى أن يحظى المشروع بآفاق تعاون أوسع من الجهات المعنية في الإمارات، بهدف المساهمة في وضع لبنة تأسيس أكاديمية تطوير هذه الرياضة، من منطلق خبرتي ومعرفتي وشغفي بتنظيم فعاليات وأنشطة كرة القدم الصالات، والرياضة نفسها.

كما أني سعيد بوجود أشخاص ملهمين لدعم محاولتي هذه في الإمارات، وهم: سعيد الكندي مدير شركة علاقات دولية، إضافة إلى زميليّ ماريو مانغانو مالك أحد الأندية الإيطالية شهرة في كرة قدم الصالات، واللاعب السابق يوسف عبيدة، بحيث أجد في الإمارات فرصة ثمينة لتحقيق هذا الحلم.

 

اقتباس

قال النجم الإسباني خوزيه رويز: «جئت بناء على دعوة ضمنية، اقتبستها من رؤى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، تتمثل في أن بناء الأوطان لا يتم إلا من خلال بناء الإنسان، ولن يكون ذلك إلا بتمكينه وتسليحه بأحدث أدوات العمل، وغيره من القدرات الأساسية».

Email