شخصية وقضية

عادل المرزوقي: الأندية والاتحادات والإعلام وراء ضعف التسويق

ت + ت - الحجم الطبيعي

تعدّ قضية التسويق من أهم الموضوعات التي يجب أن تحصل على المزيد من الاهتمام من الاتحادات المختلفة، وخاصة بعد تحويل الأندية إلى شركات، حيث يكون الهدف تحقيق «الربحية»، أو على الأقل التكفل بنفقات الألعاب، ما يفرض تحديات كبرى على أنديتنا بجميع شركاتها، وخصوصاً شركات الألعاب الأخرى بالإضافة إلى اتحادات اللعبة نفسها.

«البيان الرياضي» فتح القضية بكل أبعادها مع عادل المرزوقي رئيس اتحاد السباحة الأسبق، حيث أوضح جوانب المشكلة ووضع بعض الحلول للنهوض بالألعاب الأخرى، وتطرق إلى موضوع تفرغ اللاعبين بجانب غياب استراتيجية واضحة لضمان استمرارية ومنافسة الألعاب في البطولات وعدم وجود أفكار خلاقة مؤكداً أن اتحاد الجوجيتسو يعد حالة استثنائية حيث نجح في جذب الرعاة لوضوح رؤية الإدارة، وأشار إلى أن الدعم الحكومي لا يكفي ومطلوب توفير موارد بديلة.

وفي البداية أكد عادل المرزوقي أن التسويق وجذب رعاة وتدبير موارد دخل لشركات الألعاب الأخرى يمر من سيئ إلى أسوأ، لأن شركات الألعاب الأخرى تكتفي بالدعم المقدم من المجالس الرياضية، والذي لا يكفي الاحتياجات من رواتب اللاعبين والموظفين، الصرف على المعسكرات وإقامة البطولات التنشيطية أو المشاركة في بعضها على المستويين العربي والإقليمي.

وأضاف: نتيجة ضعف التسويق باتت الظروف صعبة، وأصبح هناك حالة من العزوف من الشركات الراعية والتي كانت تساهم قديماً حتى ولو بشكل متواضع في دعم الأنشطة، فأصبحت بعيدة عن المشهد، ونتيجة لذلك ترتبت آثار سلبية وتبعيات خطيرة أبزرها أن اللاعبين في فرق الأندية للألعاب الأخرى لا يتقاضون رواتب أو حتى مكافآت شهرية والتي تتراوح من 4 إلى 5 آلاف درهم شهرياً، على حسب كل ناد، واختفى تنظيم البطولات على المستوى الخليجي والعربي.

مثال

وأضاف :على سبيل المثال في أبوظبي كان بني ياس ينظم بطولات على المستوى العربي في السلة والطائرة، للشباب والفتيات، بالإضافة إلى المبارزة، وكان نادي الجزيرة حاضراً وينظم العديد من البطولات، وأبرزها البطولة العربية لكرة السلة، وضمت هذه البطولة نجوماً من دول عربية مثل مصر ولبنان، وكان نادي العين مهتماً بتنظيم مثل هذه البطولات، والآن اختفت هذه البطولات، وأصبحت غير موجودة على الخارطة، والسبب الرئيس في ذلك هو عدم قدرة شركات الأندية على الصرف المالي على هذه البطولات. وأشار عادل المرزوقي إلى أن الخاسر من عدم استضافة مثل هذه البطولات هو رياضة الإمارات، وباتت الألعاب الأخرى تدخل في مراحل ضعف، وأصبح التركيز وبشكل كامل على كرة القدم.

الاستثناء

وعن وجود استثناء من هذا الوضع في أي لعبة قال: اتحاد الجوجيتسو مستثنى من هذا الوضع، إذ نجح في استقطاب رعاة مهمين، واللعبة نفسها حققت قفزات كبرى على المستوى المحلي والقاري والدولي، ما انعكس بالإيجاب على تطور اللعبة، والتي أصبحت منتشرة بشكل كبير جداً على المستوى المحلي، وحقق أبناء الجوجيتسو إنجازات على المستوى العالمي، والسبب الرئيس في ذلك وجود استراتيجية إدارية ناجحة لمجلس إدارة اتحاد اللعبة.

عزوف

وتابع: توجد مشكلة كبيرة واضحة وهي عزوف الكثير من اللاعبين بداية من مرحلة الثانوي، عن ممارسة الألعاب المختلفة من أجل التفرغ للدراسة، وغيرهم في سن أخرى لا يمارسون أي لعبة من أجل الاستقرار في العمل.

وكشف المرزوقي أن مسؤولية ضعف الألعاب على المستوى المحلي والخليجي والقاري يتحملها رؤساء اتحادات اللعبة ، لأنهم لم يتبنوا استراتيجية واضحة لضمان الاستمرارية والمنافسة ، وكل ما يشغلهم تنفيذ أجندة مسابقات الموسم، بالإضافة إلى أن الإعلام «المرئي والمقروء والمسموع»، يتحمل مسؤولية بشأن ضعف التسويق ، حيث تكتفي القنوات الرياضية ببث النهائيات فقط مع غياب كامل للمباريات نفسها، أما الإعلام المقروء فيكتفي بأخبار مبسطة عن الأنشطة والفعاليات، ومطلوب تخصيص مساحات أكبر بالصحف وإبراز نجوم كل لعبة.

وقدم المرزوقي بعض الحلول لتنشيط الألعاب الأخرى، وظهورها مجدداً على الساحة، والتي كانت تحظى في فترة التسعينيات، بتنافسية كبرى على كل المستويات بجانب شعبيتها الجماهيرية، وتتضمن الحلول 3 محاور.

فرق الجاليات

وقال: يتضمن المحور الأول السماح لأبناء الجاليات المقيمة بالدولة بتكوين فرق يتم اعتمادها رسمياً، وتشارك في المسابقات الرسمية مثل الدوري، وهناك بعض من أبناء الجاليات يجيدون الكثير من الألعاب، وعلى سبيل المثال فالجالية الفلبينية تجيد كرة السلة وتنس الطاولة، والجاليتان الهندية والباكستانية تحب الكرة الطائرة أبناء الجاليات لو شاركوا في المسابقات الرسمية، سوف تنشط وتسوق هذه الألعاب من الناحية الفنية، بالإضافة إلى حضور جماهيري كبير من أبناء الجاليات، ما ينشط ا التسويق، لأن الرعاة يبحثون عن شهرة وتواجد الألعاب على الساحة.

بطولات

ويركز المحور الثاني على تنظيم بطولات تنشيطية واستضافة فرق من دول خليجية وعربية ما يعيد الحياة مجدداً إلى ألعابنا ، ويرفع المستوى الفني،والحضور الجماهيري المصاحب لمشاركة فرق الدول، وهذه البطولات ستجلب شركات رعاية في حال الترويج لها بشكل صحيح.

دور الإعلام

أما المحور الثالث فيتعلق بالإعلام باعتباره مسؤولاً عن التسويق أيضا، ويتحتم على القنوات الرياضية بث المباريات، وتقديم النجوم، بالإضافة إلى تخصيص مساحات مناسبة في الصحف للبطولات المختلفة، وهذا الظهور الإعلامي سينعكس بالإيجاب على اللاعبين، وللعلم الغالبية العظمى من لاعبي الألعاب الأخرى، بمثابة الهواة لأن المقابل المادي ضعيف ، واللاعب نفسه يبحث عن عمل ينفق به على شؤون حياته، فأصبح النادي بمثابة دخل إضافي وليس أساسياً، ويأتي إلى النادي بعد الدوام الرسمي بغرض التدريب.

دماء جديدة

شدد عادل المرزوقي رئيس اتحاد السباحة السابق على أن قرار صاحب السمو رئيس الدولة «حفظه الله» بإشراك مواليد الدولة، وأبناء المواطنات وحملة الجوازات أنعش العديد من الألعاب، بضخ دماء جديدة.

 

الكشف عن قصة الاستقالة بعد صمت طويل

خرج عادل المرزوقي رئيس اتحاد السباحة الأسبق، عن صمته الطويل بعد عامين من استقالته ومجلس إدارته وكشف عن الأسباب قائلاً: «تقدمت باستقالتي ومجلس الإدارة للحفاظ على سمعة رياضة الإمارات، حيث إن أشخاصاً اعترضوا على إقامة الانتخابات في مقر الهيئة العامة للرياضة، ومن ثم تدخل الاتحاد الدولي، وأعتبرها جهة غير محايدة، ولذلك قررت الانسحاب وتقديم استقالتي ومجلس الإدارة وعدم الترشح مجدداً».

وأضاف : «لم يكن سبب إعادة الانتخابات سبباً وحيداً للاستقالة، بل إن مجلس الإدارة الذي سبقني تورط في مديونات، وشملت شيكات باسم اتحاد السباحة، وإرث الديون ليس مسؤولية المجلس الجديد المنتخب، بل مسؤولية المجلس الذي سبقه وهم يتحملون هذه التبعات، ولذلك تم عرض هذا التورط المالي على القضاء، وكان الجو غير صالح للعمل».

وتابع: «كان هناك حسابات شخصية بين مجلس الإدارة الذي سبقني وآخرين في الأمانة العامة للهيئة ، لكننا تحلينا بالشجاعة وتقدمنا بالاستقالة، ولم نكن طامعين في المنصب، بل تطوير اللعبة».

وأوضح أنه بالرغم من البيئة غير الصالحة للعمل، فإن مجلس الإدارة كانت لديه خطط وأفكار تسويقية لجلب رعاة، ومن ثم تنشيط اللعبة لكن المشروع لم يكتمل بسبب ظروف فرضت نفسها.

 

صفحة تعنى بمناقشة قضايا ساخنة مع شخصيات بارزة

Email