أكد أن التحكيم قديماً كان أسهل من الوقت الحالي

إسماعيل إبراهيم: حكم «الطائرة» مظلوم

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد حكمنا الدولي في الكرة الطائرة، إسماعيل إبراهيم، أن حكم الطائرة مظلوم مقارنة بنظيره في كرة القدم، وأنه مستمر في مجال التحكيم حتى سن الاعتزال المحدد من قبل الاتحاد الدولي للعبة، وأشار إلى أن التحكيم قديماً أسهل، لأن الكل كان «فاهم» للعبة، إلى جانب أنه لا يوجد حالياً تأمين كافٍ للحكم داخل الملعب، وإذا حدثت مشكلة، ولا يستطيع الحكم احتواءها، فلن يكون أمامه سوى الهرب من الملعب، ونفى أن تكون لعبة الطائرة في طريقها إلى الانقراض، مؤكداً أن الطائرة الشاطئية، باتت أكثر انتشاراً، ولكن هذا لا يعني اختفاء طائرة الصالات المغلقة.

أوضح إسماعيل أن أولياء الأمور الآن، أصبحوا يهتمون أكثر بكرة القدم، لأن ممارسيها أكثر شهرة، وأكبر دخلاً مالياً بين باقي الألعاب الرياضية الأخرى، كما أن هناك عزوفاً للكثيرين عن تحكيم الطائرة، بسبب البدلات وضغوطات العمل، وأشار إلى أن اللعبة والألعاب الأخرى بخلاف كرة القدم، لن تتطور إذا لم تتدخل وزارة التربية والتعليم، وذلك بداية من المراحل السنية بالمدارس وليس بالأندية، أي أنه يجب أن يكون هناك دوري للمدارس، ودوري للجامعات، والأندية تكون فقط لفرق الرجال، وأكد أن الرياضة لن تتطور ما دامت الحصة الرياضية في المدارس حصتين في الأسبوع، ولمدة 45 دقيقة.

مقارنة

وقال إسماعيل إبراهيم: «حكام الألعاب الجماعية مظلومون، والكرة الطائرة بشكل خاص، مقارنة بأقرانهم في كرة القدم، رغم أن الحكم حكم أيا كانت اللعبة، ولكنه مختلف من لعبة إلى أخرى، وحكم الطائرة الدولي، على سبيل المثال، يبقى واقفاً على قدمه طوال المباراة، والتي تتجاوز الساعتين في بعض الأحيان، وليس هناك أي تغييرات من الهيئة العامة للرياضة بالنسبة لمكافأة حكم الطائرة من ثمانينات القرن الماضي، واتحاد الإمارات للكرة الطائرة، هو من رفع من عنده زيادات الحكام، إذ يحصل الحكم الدولي في الإمارات مقابل إدارته لأي مباراة على 500 درهم، وتتحمل هيئة الرياضة، 160 درهماً فقط منها، ويتكفل اتحاد الكرة الطائرة الإماراتي بالباقي، أما بالنسبة لحكم الدرجة الأولى، فيحصل مقابل كل مباراة يديرها على 200 درهم، وتتحمل الهيئة منها 130 درهماً، ويكمل الاتحاد باقي المكافأة المالية للحكم، وأنا أدير مباراة واحدة تقريباً كل أسبوع، والآن يتحمل الاتحاد الإماراتي للطائرة، زي الحكام الدوليين والمحليين، ومن قبل كنا نستخدم الزي الذي نحصل عليه من الاتحاد الدولي، أو ما نشتريه من حسابنا الخاص».

صعوبات

تحدث حكمنا الدولي، عن الصعوبات التي تواجهه حالياً لدى إدارته للمباريات، قائلاً: «موضوع التحكيم حالياً، أصبح أكثر صعوبة عن السابق، لأنه لا يوجد تأمين لأطقم التحكيم خلال المباريات، وفي بعض الأحيان تكون هناك اعتراضات من اللاعبين أو من الجماهير أو من الأجهزة الفنية والإدارية على بعض قرارات الحكم، وبعض الصالات المغلقة التي تقام فيها المباريات، من الصعب تأمينها، ومن السهل للجماهير أن تنزل إلى أرض الملعب في أي وقت، وإذا صار هناك حادث، فيجب أن يتعامل معه الحكم بحكمة حتى لا يتطور الأمر، أو أن يهرب من الملعب، والحمد لله أن هذا الأمر لم يحدث حتى الآن، ولكن لا يجب أن ننتظر إلى حين حدوثه، ثم نبدأ في البحث عن حلول».

هدوء

أكمل إسماعيل: «الكل يعلم أن الطائرة من الرياضات الهادئة، ولا توجد مشكلات تقريباً داخل أرض الملعب، لأنه ليس هناك احتكاك مباشر بين اللاعبين بعضهم البعض، إلى جانب أن معظم لاعبينا متعلمون ويعلمون قانون اللعبة، ولكن هناك البعض يغرد خارج السرب، وكذلك بعض الجماهير التي تهاجم حكم المباراة أو الفريق المنافس أو اللاعبين، ورغم أن اللائحة منحت حكم المباراة، صلاحية اتخاذ قرار بإيقاف المباراة إلى حين خروج الجماهير من الملعب، إذا حدث تجاوز ولم يلتزم الجمهور، ولكن أين الأمن الذي يستطيع إخراج الجماهير من أرض الملعب حال عدم التزامها، وأعتقد أن الحكم في تلك الحالة، لن يكون أمامه سوى العودة إلى المنزل».

طموح

أجاب إسماعيل إبراهيم، عن طموحه في مجال التحكيم، قائلاً: «لم يعد هناك الآن، الحكم العالمي، ولكن تصنيف لقائمة الحكام من قبل الاتحاد الدولي للكرة الطائرة، وأصبح هناك حكام إيه وبي 1 وبي 2 وسي، والانتقال من مرحلة إلى المرحلة الأعلى، يكون بناءً على تقارير من الاتحاد الدولي للطائرة، والذي لديه أيضاً، توجه بأن يكون هناك حكام محترفون تابعون له، ويتم اختيارهم لإدارة أي بطولة كبيرة في أي وقت، لأنهم لن يكونوا مرتبطين بأي عمل آخر غير التحكيم، ولكن الأمر لا يزال قيد الدراسة».

استمرارية

أوضح حكمنا الدولي، قائلاً: «أنا الآن حكم مصنف بي 1، لدي رغبة للاستمرار في مجال التحكيم حتى سن الاعتزال الرسمي المحدد بـ55 سنة، وأتمنى الاستمرار أيضاً بعد الاعتزال في المجال نفسه، مع التوجه لدى الاتحاد الدولي للطائرة، للاستفادة من الحكام المتقاعدين ليكونوا حكام فيديو (تشالنج سيستم)، بعد خضوعهم لدورات متخصصة في هذا المجال، والذي تسبق فيه الطائرة لعبة كرة القدم بسنوات، ولكنه للأسف نظام مكلف مالياً، ولا يتم العمل به في الكثير من دول العالم ومنها الإمارات، وعادة لا يطبق إلا خلال البطولات الكبيرة التي ينظمها الاتحاد الدولي، حتى صار الأمر إجبارياً في بطولات الرجال والسيدات في العام الحالي، وقبلها كان على الأدوار النهائية فقط في البطولات الدولية والعالمية».

سهولة

تابع إسماعيل إبراهيم، موضحاً: «بالنسبة لي، التحكيم كان أسهل قديماً من وقتنا الحالي، والتحكيم في البطولات الدولية، أسهل من التحكيم المحلي، لأن اللاعبين الدوليين والأجهزة الفنية والإدارية، أكثر دراية وتفهماً لقوانين اللعبة، ودور قضاة الملاعب، وبالتالي تقل الاحتجاجات على قرارات الحكم، إلى جانب أن نظام (تشالنج سيستم)، حد كثيراً من الاعتراضات، وأعطى للفرق حقها بالاعتراض، واللجوء إلى تقنية الفيديو، مرتين في كل شوط إذا كان احتجاجه صحيحاً في المرة الأولى، وإذا كان الاحتجاج غير صحيح، يحرم من أحقيته بالاحتجاج الثاني في الشوط، ويمكن أن يتم تطبيق نظام محلي مشابه هنا، ولكنه يبقى أيضاً مكلفاً، لأنه يحتاج إلى طاقم عمل مدرب».

المراحل السنية

كشف إسماعيل إبراهيم، عن سر اختفاء الكرة الطائرة الشاطئية في الإمارات، قائلاً: «للأسف لا توجد لدينا قاعدة لمنتخبات المراحل السنية في الطائرة الشاطئية في الدولة، ويقتصر نشاطها على بطولات ترفيهية تقام على شواطئ الإمارات، وللأسف ليست الطائرة الشاطئية أو طائرة الصالات، وحدهما ما يواجهان مشكلة الابتعاد عنهما، وهناك ألعاب فردية وجماعية أخرى تواجه المشكلة نفسها، لأن عقلية الناس نفسها تغيرت، ولم يعد هناك من يهتم برياضة معينة، بل الجميع الآن يهتمون بكرة القدم، بسبب العائد المالي والشهرة، والتطوير الرياضي، يتطلب البدء من البيت والمدرسة».

أكمل إسماعيل: «أصبحت الألعاب الجماعية الآن، ملجأً لبعض اللاعبين الذين لا ينجحون في كرة القدم، وبالتالي لم تعد الموهبة متوفرة لمن يمارس الألعاب الفردية أو الجماعية الأخرى الآن، إلى جانب أن تلك الألعاب تمارس كهواية، وليس احترافاً، بالإضافة إلى أن اتحادات كرة القدم هي الأقوى والأغنى الآن، ومبارياتها تذاع 24 ساعة في التلفزيون، ونادراً ما ترى ألعاباً أخرى، خاصة على قنواتنا التلفزيونية المحلية، ثم نتساءل أين الرعاية؟ والحقيقة أن مشكلة الرياضة معقدة ومتشابكة بين الإعلام وهيئة الرياضة والاتحادات، وليست مسؤولية مؤسسة بعينها».

مشوار

تحدث إسماعيل إبراهيم في الختام، عن أبرز محطاته التحكيمية، قائلاً: «شاركت في إدارة 15 بطولة دولية وقارية وعالمية كبرى، ولعل أهمها إلى جانب نهائي الرجال 2015، بطولة العالم للناشئين في الأرجنتين عام 2011، وأدرت فيها إحدى مباراتي الدور قبل النهائي، كما قمت بالمشاركة في إدارة بطولة العالم للناشئين في المكسيك عام 2013، وبطولتي العالم للسيدات في المكسيك 2017، وفي اليابان 2018».

أوضح إسماعيل إبراهيم، أنه شارك في إدارة بطولتي العرب للكرة الطائرة الـ26 للأندية في ليبيا 2008، والـ9 للناشئين في سوريا 2007، إلى جانب دورة الألعاب العربية عام 2011، وأضاف: «قمت كذلك بإدارة 10 بطولات خليجية للأندية والمنتخبات الوطنية، وشاركت في إدارة ما يقارب 1200 مباراة محلية، و443 مباراة دولية، و80 مباراة عالمية، كما قمت بالإشراف على المنتخبات الوطنية للكرة الطائرة الشاطئية في بطولة التحدي بسويسرا 2007، والبطولة العربية الـ 17 للرجال بليبيا 2008، والجولة العالمية بدبي 2008، والبطولة الآسيوية الأولى للألعاب الشاطئية في بالي 2008، وبطولة الباسل العربية 5 في سوريا 2010، وتم استدعائي من قبل الاتحاد الدولي، للمشاركة في الجولة العالمية للكرة الطائرة الشاطئية في فرنسا عام 2008، كعضو لجنة ملاعب بالبطولة، إلى جانب العديد من المناصب الفنية والإدارية الأخرى التي أتولاها داخل الاتحاد الإماراتي للطائرة أو في البطولات التي أقيمت على أرض الإمارات في السنوات الأخيرة».

لا لكرة القدم

كشف حكمنا الدولي، إسماعيل إبراهيم، أنه غير محب لكرة القدم، ولا يتابع المسابقات المحلية، ولا يشجع أي نادٍ محلياً كان أم عالمياً، ويكتفي من كرة القدم، بمشاهدة بعض مباريات كأس العالم، أو نهائي دوري أبطال أوروبا.

1986

تحدث إسماعيل إبراهيم، عن مشواره مع الكرة الطائرة، قائلاً: «بدأت لاعب طائرة في نادي عجمان منذ عام 1986، وتدرجت في فرق النادي من المراحل السنية حتى الفريق الأول، والتحقت بأول دورة تحكيم عام 1996، وترقيت بين درجات سلم التحكيم حتى وصلت حكماً دولياً عام 2004، وكانت اللائحة المحلية وقتها، عندما كان الدكتور خليفة الشعالي رئيساً لاتحاد الطائرة، تسمح للاعب بممارسة التحكيم إلى جانب اللعب».

وأضاف : «بعد الاعتزال عام 2004، اتجهت للتحكيم حباً في الطائرة، ولم أفكر في العمل مدرباً أو إدارياً عندما اعتزلت، لأنني لا أحب العملين، وفي الحقيقة، حبي للطائرة أخذ من وقتي أطول مما حصلت عليه من عائد، ولكني مُصر على الاستمرار حتى سن الاعتزال الرسمي من قبل الاتحاد الدولي ».

واصل إسماعيل، بقوله: «شاركت في إدارة أول بطولة خارجية عام 2003، وكانت البطولة الآسيوية 12 للرجال في الصين، وحققت بعدها نجاحات كبيرة على صعيد التحكيم ، فأصبحت أول حكم إماراتي، يدير نهائي بطولة العالم للرجال تحت 23 سنة ، في دبي عام 2015، وشاركت في إدارة الكثير من الأحداث العالمية والقارية، خارج الدولة».

طائرة الصالات ليست في خطر

أكد إسماعيل إبراهيم، أن كرة الطائرة في الصالات، ليست في خطر، ولن تنقرض كما يتوقع البعض، لأنها منتشرة بقوة في الكثير من الدول، ولكن شعبيتها مهددة بزيادة شعبية (الطائرة الشاطئية)، خاصة في أوروبا والولايات المتحدة الأميركية.

أشار إسماعيل، إلى سعي اللجنة الأولمبية الدولية، إلى استقطاب جماهير أكبر نحو الطائرة الشاطئية، حتى باتت تنافس شعبية الكرة والقوى في الدورات الأولمبية.

Email