شخصية وقضية

عبدالله البلوشي: ميزانية لاعب كرة تكفي لإعداد فريق ألعاب قوى

ت + ت - الحجم الطبيعي

على الرغم من كل ما تحققه الألعاب الفردية من إنجازات على الصعد الإقليمية والقارية والدولية كافة، إلا أنها تراوح مكانها على هامش الاهتمام ولا تجد الدعم الذي تستحقه، باستثناء عدد محدود من الألعاب وعلى رأسها الجوجيتسو التي تحظى بدعم مميز من القيادة الرشيدة.

وتظل الألعاب الفردية الأكثر إنجازاً وتشريفاً للوطن في المحافل القارية والعالمية، إذا قورنت بكرة القدم، ويطلق القائمون على الألعاب الفردية نداءات مستمرة للحصول على الدعم وتسليط الضوء عليها أسوة بالألعاب الجماعية.

وأعاد عبدالله سعيد عبيد البلوشي، سباح العين والمنتخب الوطني السابق فتح هذا الملف من جديد مع «البيان الرياضي» مقدماً وجهات نظره واقتراحاته، لدعم قضية الألعاب الفردية وانتشالها من بئر النسيان والإهمال.

كيف تقرأ مستقبل الألعاب الفردية؟

الألعاب الفردية تظل هي الماضي والحاضر والمستقبل قياساً بما تحققه من نتائج متميزة على مستوى البطولات الخارجية، ولكن للأسف لا تجد الاهتمام والدعم الكبيرين مقارنة بكرة القدم وإلا لكانت حصيلتها من الإنجازات مضاعفة، ففي هذه الألعاب يوجد أبطال حققوا إنجازات مشرفة للدولة وبتكلفة مادية أقل، وبمقارنة بسيطة فإن المبالغ التي تصرف على لاعب كرة قدم واحد، والميزانية المخصصة له يمكن أن تصرف على فريق كامل في الجوجيتسو والسباحة وألعاب القوى مع العلم أن فرص لاعبي الألعاب الفردية في الحصول على الميداليات أكبر كثيراً من فرص كرة القدم والتي لم تحقق شيئاً يذكر على مستوى الأندية خلال الفترة الماضية باستثناء بطولة آسيا التي حصل عليها العين 2003.

الكرة هي اللعبة الشعبية الأولى في العالم فلماذا تستكثر عليها ما تجده من دعم واهتمام؟

لا أطالب بإلغاء الدعم والاهتمام بكرة القدم ولكن بالمقابل يجب أن يكون هناك دعم مماثل للألعاب الفردية التي ظلت تحقق الإنجازات بتكلفة مادية أقل، فمثلاً فريق الكرة يضم 18 لاعباً على الأقل بخلاف الأجهزة الفنية والإدارية والطبية وفي الأولمبياد مثلاً يسافر هذا العدد الكبير لينافس على ميدالية واحدة فقط، في حين أننا نحتاج 7 أو 8 أفراد فقط في الألعاب الفردية لينافسوا على عدد كبير من الميداليات، وفي الغالب يعودون بالعديد من الميداليات، في حين أن مستوانا الفني في الكرة «صفر كبير» مقارنة بأوروبا ودول أمريكا اللاتينية مثلاً، ومع ذلك تستحوذ كرة القدم على كل الاهتمام والدعم والصرف في حين أن الألعاب الفردية تعاني عدم الاهتمام وحتى الإعلام لا يعرف عنها شيئاً وأخبارها يرسلها الاتحاد إلى الصحف في حين يركض الصحافيون من أجل أخبار كرة القدم.

هل تطالب بفصل الألعاب الفردية وتخصيص ميزانية لها لتتضاعف الإنجازات؟

لا أقول ذلك بالضبط ولكن علينا أن نوليها الاهتمام الذي تستحقه ويعادل ما تحققه من إنجازات فإذا كان الدعم والاهتمام الذي تجده هذه الألعاب 100% مثلاً فيجب أن نضاعفه ليصبح 200% فالألعاب الفردية هي الوحيدة التي ظلت تحقق الأرقام والميداليات الملونة مع الاحترام لبعض الألعاب الجماعية كالطائرة واليد مثلاً.

مقارنة

أليس من الخطأ مقارنة الألعاب الجماعية بالفردية ووضعها في نفس السلة؟

هذا أكيد واتفق معك فيه، بل أعده من الخطأ بمكان، لكن هذا لا يلغي حقيقة أن ما تحققه الألعاب الفردية من إنجازات أكبر كثيراً مما تحققه بقية الألعاب الجماعية رغم أن ما يصرف على هذه الألعاب لا تحظى الألعاب الفردية بربعه، والفكرة هي أنه طالما أن هذه الألعاب ترفع علم الدولة عالياً وتشرفه في المحافل الخارجية فيجب أن تجد ما تستحقه من اهتمام إذا أردنا لها أن تتابع نجاحاتها.

إذن ما المطلوب؟

نطالب بمضاعفة اهتمامنا بالألعاب الفردية وأن تصبح لدينا خطط واستراتيجيات ثابتة على المستوى القريب والبعيد بحيث يتم إعداد لاعبين قادرين على المنافسة بالمناسبات القارية والعالمية الكبيرة على مستوى آسيا والأولمبياد وخصوصا أن الدولة وبفضل القيادة الرشيدة تتوافر بها كل الإمكانات والمقومات من دعم وكوادر ومواهب تنتظر من يأخذ بيدها.

وكيف يكون هذا الاهتمام؟

الاهتمام بتجهيز اللاعب يجب أن يبدأ منذ الصغر بتوفير البيئة الرياضية الصحيحة وأن نستقدم له مدرباً له باعه الطويل وخبرته الطويلة في اللعبة ولا ننسى التغذية الصحية السليمة التي تساعده على تنفيذ برامجه الإعدادية على النحو الأفضل مع العلم أننا في الخليج لا نهتم بالتغذية المناسبة للاعب.

مسؤولية

وعلى من تقع المسؤولية أولاً في إعداد اللاعب؟

في البداية يأتي دور النادي والجهاز الإداري وبعد أن يصبح مؤهلاً للتواجد في المنتخب لتمثيل الوطن يأتي هنا دور الاتحاد حيث ستكون المسؤولية مضاعفة لإعداده، إذ يتعين على الاتحاد أن يضع برنامجاً إعدادياً مدروساً منذ فترة كافية لا تقل عن 6 شهور، وبإشراف مباشر من المسؤولين بالاتحاد، وذلك بعد أن يفرغ اللاعب من أية التزامات أخرى، وهذا أقل ما يمكن فعله لإعداد لاعب يستطيع أن ينافس، وعلينا أن نستفيد من تجارب الآخرين في وضع الخطط طويلة المدى من أجل صناعة أبطال عالميين فاليابان مثلاً لديها خطة تنتهي في 2050 لصبح لديها منتخب يحصل على كأس العالم، أي أنهم يعملون على استراتيجية لثلاثين سنة مقبلة، وهذا أمر بالطبع يحتاج للصبر فالخطة يجب أن تكون دائمة لا تتغير بتغير الإدارات.

وإذا لم يكن الاتحاد يملك القدرة المالية لإعداد لاعبين بالمستوى المطلوب فما الحل؟

الحاجة أم الأفكار، وعلى الاتحادات أن تبتكر وتبحث عن الشركات الراعية التي يمكن أن تتبني لاعباً أو أكثر في الألعاب الفردية.

رعاية

لكن الشركات لا تميل كثيراً لرعاية الألعاب الفردية التي لا تجد الاهتمام الإعلامي فماذا نفعل؟

هناك أيضاً هيئة الرياضة إذ عليها أن تبادر بدعم هذه الناحية على أن تلزم الاتحادات تنفيذ خطة واضحة وفق برنامج محدد ونتائج ملموسة في نهاية الخطة، وبهذه المناسبة فمن المؤسف جداً أن يخرج علينا بعد دورة «الآسياد» الأخيرة مسؤول، ويقول «أعطوني 40 مجنساً لأحصل لكم على ذهبية الأولمبياد»، وهذا كلام محبط إذ إنه يجب أن تكون لدينا الثقة بأنفسنا فالدولة زاخرة بالمواهب والكفاءات وتتوافر بها كل المقومات التي يمكن أن تساعدنا على صناعة أبطال عالميين، والدليل أننا ارتدنا الفضاء بإطلاق قمر صناعي الشهر الماضي، والمغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، أحال الصحراء إلى واحة خضراء يتحدث عنها كل العالم بفضل فكره ووعيه وصبره وعزيمته وطموحه.

دعم

كيف ترى دور الإعلام الرياضي؟

يجب أن يقوم الإعلام الرياضي بدوره المنوط في دعم الألعاب الفردية أسوة بكرة القدم، وذلك بتسليط الضوء على هذه الألعاب، وأبرز لاعبيها من خلال تخصيص صفحات وأبواب ثابتة في الصحف أو عبر برنامج في القنوات التلفزيونية، ودور الإعلام الاهتمام بالأبطال وتعريف الشارع الرياضي بهم، وإبراز إنجازاتهم وإذا أهمل الإعلام الألعاب الفردية فإنه يحبط القائمين عليها من لاعبين وإداريين، والشارع الرياضي أو بعض رجال الإعلام لا يعرفون العديد من الأبطال وهذا أمر محبط لأصحاب الإنجازات ولكل من لديه الرغبة في التفوق بهذه الألعاب، كما أن الشركات الراعية لن تتحمس لرعاية الألعاب الفردية من دون إعلام.

بروفايل

الاسم: عبدالله سعيد عبيد البلوشي

العمل: موظف حكومي

الهواية: ركوب الدراجات

الأمنية: العودة لأحواض السباحة

تبني رجال الأعمال للمواهب

عبر عبدالله البلوشي، عن أمنيته أن يقوم رجال الأعمال المواطنون بدورهم في المساهمة في إعداد أبطال يمثلون الوطن على النحو المطلوب في المحافل الخارجية من خلال تحفيزهم لتبني لاعب أو أكثر من الألعاب الفردية وإعدادهم بالتنسيق مع الاتحادات ووفق استراتيجية طويلة المدى،واقترح البلوشي أن تتبنى الحكومة فكرة تحفيز رجال الأعمال لتبني المواهب مقابل تسهيلات تجارية.

03

أكد عبدالله البلوشي، أن 3 ألعاب مؤهلة لتحقيق إنجازات كبيرة في المحافل القارية والدولية وهي الجوجيتسو، السباحة والدراجات الهوائية على الترتيب، وقال: الجوجيتسو يحظى بدعم كبيرمن القيادة الرشيدة بجانب اهتمام الإعلام، وحقق لاعبونا إنجازات مشرفة دولياً، كما أن السباحة حصلت على ميداليات في منافسات إقليمية وقارية ودولية، وتحظى الدراجات الهوائية بالدعم.

2009

ذكر عبدالله البلوشي، أن إنجازاته في السباحة تلاحقت بداية من عام 2009، وكان عمره 16 عاماً، حيث حصل على المركز الثاني في 50 م صدر، والثاني في 100 م صدر في بطولة العرب بالأردن محققاً أرقام جديدة للدولة، وفي 2010 أحرز المركز الأول في 50 م صدر،في الألعاب الأولمبية العربية في لبنان والمركز الثاني في 100 م صدر، والثالث في 200 م وكانت آخر بطولة له قبل الاعتزال.

Email