أكد أن نجاحه مع النصر عوّضه عن عدم اللعب للمنتخب

علي مال الله: نجوم الاحتراف تأفل سريعاً

ت + ت - الحجم الطبيعي

علي مال الله، واحد من اللاعبين الذين سطع نجمهم في الثمانينيات مع النصر، لم يسعفه الحظ باللعب في صفوف المنتخب الوطني لكنه استطاع أن يترك مسيرة حافلة بالنجاح بما أنه أحد نجوم جيل البطولات في قلعة العميد إلى جانب أسماء كبيرة أمثال خالد إسماعيل، ثابت سهيل، عبدالرحمن محمد، سالم ربيع، خالد عبيد، محمد إسحاق ومبارك مال الله، صلاح جلال، عبدالكريم خماس، وغيرهم من نجوم الزمن الجميل.

وأكد علي مال الله، في حواره مع «البيان الرياضي» أن النجوم الذين صنعهم الاحتراف في دورينا يأفلون سريعاً لأسباب مختلفة تتعلق أساساً باللاعبين أنفسهم وبالدور السلبي لإدارات الأندية التي أغدقت عليهم الأموال من دون حسيب ولا رقيب، مشيراً إلى أن النجاح أصبح استثناء وينحصر بين لاعبين اثنين أو ثلاثة بينما لا يهتمّ بقية اللاعبين بتطوير أنفسهم والاكتفاء بما هم عليه لأنهم لا يملكون الطموح عكس الجيل السابق الذي قدم كل شيء لكرة القدم من دون أن ينتظر مقابلاً مادياً. وقال «المال وحده لا يكفي لصناعة النجوم والالتزام والموهبة ضروريان في حياة نجوم الملاعب».

ما أصعب المراحل التي مررت بها ؟

في الفترة التي صعدت فيها إلى الفريق الأول لم يكن من السهل اللعب في النصر وخاصة بالنسبة للاعب صاعد، وكان الفريق يزخر بالنجوم، هناك بين 8 و9 لاعبين دوليين بل إنهم من أفضل اللاعبين في كرة الإمارات، وانتزاع مكان بينهم كان أكبر تحدّ لي في بداية المشوار، ومع مرور الوقت والعمل بجدية كانت ثقتي تزداد واستطعت انتزاع مكان بين الكبار، والحفاظ على اللعب بمستوى عال، كان هاجساً مستمراً بداخلي رغم أنني لاعب هاو، ثم جاء التحدي الأكبر في نهاية مشواري، وهو كيف أحافظ على مكاني وسط منافسة اللاعبين الصاعدين وكان ذلك في فترة المدرب المواطن رجب عبدالرحمن، والتي كانت من الفترات الصعبة للفريق، لم نحقق فيها نتائج في حجم نادي النصر رغم أن الفريق كان يضم لاعبين مميزين ربّما لعدم تجانس الأجيال.

لماذا لم تلعب للمنتخب؟

لم يسعفني الحظ باللعب في المنتخب رغم أنني كنت قريباً منه، حيث تم استدعائي للمشاركة في معسكر لاختيار بعض اللاعبين للقائمة الدولية لكنني تعرضت لوعكة صحية وخرجت من حسابات المدرب، وكان مشواري مع النصر جيداً وكنت أستحق اللعب مع المنتخب لكن جئت في جيل مميز يصعب فيه الاختيار، هناك لاعبون كانوا أفضل مني في المركز الذي كنت أشغله مع فريقي، وبشكل عام كرة الإمارات كانت تزخر بالنجوم في فترة المدرب البرازيلي كارلوس ، هناك عدة لاعبين برزوا في المنتخب في غير مراكزهم التي شغلوها مع أنديتهم وهذا أمر صحيح، مثل خالد إسماعيل الذي تألق مع النصر في مركز رأس الحربة ولعب في خط الوسط مع المنتخب.

هل تشعر بالحزن لعدم اللعب مع المنتخب؟

اللعب في المنتخب شرف لأي لاعب، وتمنيته ولكن لا يوجد ما يجعلني أشعر بالحسرة على عدم تحقيق هذا الهدف، فالنجاحات التي حققتها مع النصر في الثمانينيات عوضتني اللعب للمنتخب، أنا فخور بإنجازاتي مع «العميد» التي جعلتني لاعباً محبوباً لدى كافة الجماهير وليس النصر فقط، وبفضل هذه النجاحات حققت شهرة من دون أن أكون لاعباً دولياً.

ميزة

بماذا تميّز النصر في الثمانينيات؟

روح الفريق الواحد سـرّ تفوق «العميد» في فترة الثمانينيات إضافة إلى نوعية لاعبيه وتميزهم على بقية الأندية من الناحية الفنية، والعقلية الاحترافية للإدارة النصراوية، كنا لاعبين هواة لكن بعقلية محترفين

ومن نقاط قوة «العميد» في الثمانينيات تجانس لاعبيه وتعلقهم الكبير بشعار النادي، وأغلب لاعبي المنتخب كانوا من النصر، وهو يؤكد الدور الكبير الذي لعبه العميد في تطوير كرة الإمارات التي تحتاج إلى عودته حالياً أكثر من أي وقت مضى لأنه من الفرق المؤثّرة وإذا نزل مستواه يؤثر بشكل مباشر في المستوى الفني للمسابقة.

ماذا يمثل النصر لك؟

النصر جزء لا يتجزأ من حياتي، هو أكثر من مجرّد ناد بالنسبة لي وكل من ارتبطت أسماؤهم به، لا يمكن أن أختزل ما يعنيه لي النصر في بعض الكلمات، ولكن يظل هو كل شيء، أذكر أننا كنا نقضي به كل أوقاتنا بعد المدرسة، وحتى عندما ارتقينا إلى الجامعة لم نتخل عن كرة القدم رغم أننا كنا نذهب بشكل يومي إلى العين للدراسة ثم نتدرب، لقد قدمنا تضحيات لا يعرفها إلا من عاش التجربة.

اختلاف

ما أبرز نقاط الاختلاف بين جيلكم والجيل الحالي؟

هناك فرق كبير في العقلية، صحيح كنا لاعبين هواة ولكن طريقة تفكيرنا تختلف كثيراً ، لم نكن متفرغين لكرة القدم وبالرغم من ذلك أعطيناها كل شيء ،في المقابل الجيل الحالي مجموعة من اللاعبين المحترفين أغلبهم متفرغون للعبة ولكنهم مقصرون ، وأقول لهم انظروا إلى الأسماء الكبيرة التي لمعت في كرة الإمارات سابقاً، هم يحملون شهادات جامعية رغم أنه كانت لدينا جامعة واحدة في العين ، أقول لهم حلال عليكم المال، لكن ابذلوا جهداً على الأقل.

هل تقصد أنهم يتقاضون رواتب أكثر مما يستحقون؟

الواقع أنهم يحصلون على مال أكثر من العطاء الذي نشاهده على الملعب، وهذا بسبب فشل الاحتراف في تطوير شخصية اللاعبين، هناك عدد قليل فقط من الذين نجحوا في تقديم أنفسهم كلاعبين مميزين.

تفوق

هل ترى أن الجيل الحالي نجح في التفوق على جيلكم؟

جيل الثمانينيات والتسعينيات كان مميزاً، حيث ضم أفضل اللاعبين الذين تركوا بصمة واضحة في كرة الإمارات، والجيل الحالي مميز أيضاً، بما أنه نجح في تحقيق كأس الخليج والمركز الثالث في آسيا ونتائج جيدة أخرى ولكن لم نستطع الحفاظ عليه، كان من المفترض أن نبذل جهوداً أكبر في هذا الشأن حتى لا نخسره.

لماذا تراجعت صناعة النجوم في دورينا؟

بالفعل، مقارنة بالفترة التي لعبت فيها وبين الفترة الحالية هناك تراجع في عدد النجوم على مستوى اللاعبين المواطنين رغم تطبيق منظومة الاحتراف منذ 10 سنوات، نجوم الزمن الجميل كانوا يستمرون فترات طويلة لكن النجوم الحاليين يأفلون سريعاً وعطاؤهم غير مستقرّ باستثناء لاعب أو اثنين.

ما السبب؟

الأسباب لا ترتبط باللاعب نفسه فقط، هناك تقصير من إدارات الأندية من ناحية تأطير اللاعبين، والمشاحنات التي نشاهدها في البرامج الرياضية تزيد من التوتر، في السابق مثلاً هناك احترام كبير بين الإدارات، هذا الأمر يقلل من الضغوط لدى اللاعبين، الهدم في كرتنا لا يأتي إلا من الإدارات نفسها.

تأثر

من المدرب الذي ترك بصمة في حياتك؟

تأثرت بعدة مدربين يبقى أبرزهم البرازيلي سيباستياو لابولا الذي درب الفريق من 1983 إلى 1987 وحقق معه النصر أغلى الألقاب منها رباعية موسم 1985-1986، لقد ترك أثراً واضحاً في حياتي، وعلمنا أن الكرة لها بعد «إنساني» قبل أن تكون مجرد لعبة، إضافة إلى المدرب المصري الكابتن طه إسماعيل الذي تدربت على يديه في الناشئين وأدين له بالفضل .

Ⅶ لقطات

الفوز على الوصل أفضل ذكرى

أوضح علي مال الله أن الصعود على منصات التتويج، والمباريات التي تغلب فيها النصر على الوصل أفضل ذكرى في حياته، وأضاف: «بقدر فرحتنا بالفوز كنا نحزن كثيراً عندما نخسر، أذكر أن سيارات بعض الجماهير الوصلاوية كانت تمـرّ من أمام منزلنا وتطلق أصوات المزامير عندما يفوزون علينا، وتظل هذه الصورة عالقة بذهني مع كل ديربي، لذا نبذل كل جهودنا حتى لا تأتي هذه السيارات لاستفزازنا بشكل عفوي».

وتابع: «لا توجد مباراة تشبه مواجهة الوصل، ودائماً تكون بطعم خاصّ لكل الأجيال ليس لنا فقط، ومن الصعب أن تجد لاعباً يقبل الخسارة فيها، في تلك الفترة كنا نلتقي كثيراً مع جماهير الوصل بحكم علاقات الصداقة، وفي زمننا كانت كرة القدم تستحوذ على قلوب الناس؛ لأنها وسيلة الترفيه الوحيدة، كنا نشعر بذلك في حياتنا اليومية، ما نشاهده في الشارع من تحدّ بين الجماهير أصبحنا نتابعه اليوم على مواقع التواصل الاجتماعي».

مستوى النصر دون المطلوب

أكد علي مال الله أن أداء النصر حالياً لم يصل بعد إلى المستوى المطلوب، وقال: الفريق يلعب بأسلوب عقيم، ويجب أن يبحث أولاً عن المنافسة و ليس عن الاستحواذ على الكرة، البعض يقول إن المدرب الحالي يوفانوفيتش صاحب إنجازات مع الفريق لكن الصعود إلى النهائي في مسابقة الكأس لا يعني أنك الأفضل، يمكن أن تحصل على اللقب بطريقة أو أخرى أو حتى بالحظ، الأسلوب الذي يعتمده النصر لا يخدم الفريق، من الصعب الحصول على لقب الدوري وفي شباكك 20 هدفاً.

وأضاف: النصر يحتاج لتكوين فريق متكامل، البعض يقول إن اللاعبين الأجانب هم الأساس، وهذا غير صحيح، هناك منظومة متكاملة تضم اللاعبين والمدرب والإدارة والجماهير، الفريق يجب أن يكون متجانساً مثلما كنا عليه زمن البطولات الفريق يعاني من نقص في مكان ما على المدرب أو الإدارة تحديده.

1977

بدأ علي مال الله مسيرته الكروية مع ناشئي النصر في 1977 وتدرج بجميع المراحل السنية وصولاً إلى الفريق الأول، وشغل مراكز مختلفة إلى أن اعتزل النشاط الكروي في 1992، ليتفرغ بعد ذلك لعمله بوزارة التربية.

برز علي مال الله في زمن النجوم أو ما يعرف بـ«الجيل الذهبي» الذي ضمّ لاعبين كباراً مثل عدنان الطلياني وزهير بخيت وفهد خميس وأحمد عبدالله وغيرهم.

مقومات صناعة فريق منافس

أكد علي مال الله، أنه توجد هناك أندية نجحت في تكوين فرق جيدة خلال فترة قصيرة، واستطاعت أن تقنع الجميع بأدائها المميز، لكن البعض الآخر يصرف كثيراً ولكنه غير قادر حتى الآن على صناعة فريق منافس لأن هذا الأمر يحتاج مقومات كثيرة.

وأشار إلى ضرورة الاهتمام بتكوين اللاعبين مهارياً ونفسياً، وأن نعوّدهم على العطاء بالملعب قبل النظر للنواحي المادية.

مبخوت لاعب متطور ومقاتل

أكد علي مال الله أن لاعب منتخبنا والجزيرة علي مبخوت هو أفضل لاعب متطور حاليا، ووصفه باللاعب المقاتل والمجتهد ، ثم يأتي عمر عبد الرحمن الذي تألق بفضل موهبته، مشيراً إلى أن إسماعيل مطر يظل لاعباً استثنائياً، حيث نجح مع جيله ومازال متألقاً رغم عمره بفضل التزامه، وقال: باستثناء هذا الثلاثي بقية اللاعبين مثل البورصة مستواهم هابط صاعد، ولم يتطوروا فنياً.

Email