استذكر مساندة محمد بن زايد للمنتخب في مسقط من داخل الملعب

محمد صفر: رياضتنا بدون استراتيجية واضحة

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أكثر من نصف قرن قضاها محمد صفر في الوسط الرياضي، متنقلاً في مختلف المهام، لاعباً ومدرباً ومعلقاً وكاتباً صحافياً وإدارياً على مستوى الأندية والمنتخب الوطني الأول، وكانت حصيلته وافرة من الخبرات والذكريات الخالدة خلال هذا المشوار الطويل، ولعل أبرزها كما حكاها، ممارسته كرة القدم في نادي الشعب، رفقة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، ومساندة وتشجيع صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة للمنتخب الوطني من داخل الملعب، في كأس الخليج بنسختها السابعة في مسقط، وكثير من المواقف والقصص التي فتح فيها محمد صفر قلبه لـ «البيان الرياضي» كجزء من «الزمن الجميل» للرياضة.

مشوار البداية

حدِّثنا عن بداية مشوارك مع الرياضة؟

البداية من أيام «الفرجان»، ثم لعبت كرة القدم بفريق الشعب لفترة قصيرة خلال عقد الستينيات، بمعية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، والشيخ صقر بن محمد القاسمي، وعبيد القصير، وكنا أول مجموعة لفريق الشعب، ولم أستمر طويلاً بسبب الدراسة، حيث اتجهت للكويت في عام 1963، للالتحاق بكلية المعلمين تخصص تربية رياضية، وتخرجت فيها في عام 66، وارتبطت بمجال التدريس من عام 66 حتى 1971 في مدرستي حطين والقاسمية بالشارقة.

وأفخر كثيراً بعملي في التدريس، وبأبنائي الذين تتلمذوا على يدي، منهم ضباط في الشرطة والجيش ووزراء، مثل معالي الدكتور المهندس عبد الله بن محمد بلحيف النعيمي وزير تطوير البنية التحتية، واللواء «م» سالم عبيد الشامسي رئيس مجلس إدارة نادي الشارقة.

بين الشارقة والعين

رغم ارتباطك الوثيق بنادي الشارقة، لكنك انتقلت للعمل الرياضي في نادي العين؟

في نهاية عام 74، طلبني وزير الدولة لشؤون الإعلام، معالي سعيد الغيث، للانضمام لتلفزيون أبوظبي كمساعد مراقب للبرامج، وكنت أقدم برامج شباب ورياضة، حتى انتقلت لجامعة الإمارات، بطلب من المرحوم الدكتور عبد الله تريم، وتشرفت بأن أكون من المؤسسين لجامعة الإمارات، وخلال فترتي في جامعة الإمارات، طلبني الإخوة في نادي العين للانضمام للنادي، فأصبحت أمين السر العام للنادي في الفترة بين 78 و81، وفي نفس الوقت كنت مشرفاً على فريق الكرة، وعملت في هذه الفترة مع المدرب التونسي الشهير عبد المجيد الشتالي، واستمر مشواري في جامعة الإمارات حتى عام 98.

وتقاعدت بعدها، ثم انضممت لجامعة الشارقة بين عامي 99 و2004. وبالنسبة لنادي الشارقة، توليت منصب مدير النشاط الرياضي من 85 حتى 88، كما عملت مديراً للكرة في عهد يكن حسين، وأحضر النادي في تلك الفترة المدرب محمود الجوهري.

المنتخب الوطني

هناك محطة مهمة في مشوارك الرياضي مع المنتخب الوطني الأول؟

بالتأكيد أفخر كثيراً بعملي كمدير للمنتخب الوطني الأول، وأذكر أن المنتخب كان قريباً في تلك الفترة من إحراز كأس الخليج عام 85، في الدورة التي أقيمت في مسقط، وحدث تعثُّر مفاجئ أمام المنتخب السعودي، ومن المواقف التي لا تُنسى في تلك الدورة، المساندة القوية من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.

حيث حرص سموه على أن يكون قريباً من المنتخب، ومتابعته بدقة للمباريات، وكان يساند اللاعبين من داخل الملعب، وكان لوجود سموه مع المنتخب وحضوره الدائم للمباريات وقربه من اللاعبين والجهاز الفني، أثره الكبير في النتائج التي حققها المنتخب، وكان قاب قوسين من تحقيق اللقب الخليجي، وفي تلك الدورة كان المنتخب يضم لاعبين مميزين، أصبحوا لاحقاً العمود الفقري للمنتخب الذي قاد الإمارات للوصول لنهائيات كأس العالم 90 في إيطاليا.

لديك مشوار آخر في ساحة كرة السلة؟

وجودي كمدير للجنة الأولمبية الوطنية، أتاح لي الارتباط بمختلف ضروب الرياضة، وكرة السلة واحدة منها، حيث عملت في اتحاد السلة، وكان يرأسه قاسم سلطان، وتوليت مدير لجنة المنتخبات، وأعتز كثيراً بعملي في اللجنة الأولمبية، خلال رئاسة الشيخ بطي بن مكتوم، وكانت اللجنة تضم شخصيات مرموقة، مثل الشيخ محمد بن خالد القاسمي، وأحمد بوحسين، وإبراهيم المحمود، وخليفة ناصر السويدي، والحاج خميس سالم، وأحمد ناصر الفردان.

لا استراتيجية

كيف تنظر للرياضة عموماً حالياً؟

مع احترامي للكل، ما يحدث الآن بعيد عن طريق التطور في الرياضة، فلا توجد استراتيجية واضحة، والميل دائماً لكرة القدم، فأصبحت بقية الأنشطة مظلومة، والدليل، الإحباطات التي حدثت في دورة الألعاب الآسيوية في جاكرتا.

ولا ننسى أن مستوى الصرف المالي في الرياضة أعلى بكثير من النتائج والإنجازات التي تتحقق، ويستثنى من ذلك رياضات حققت للإمارات الشهرة والمجد عالمياً، مثل الفروسية، سواء على مستوى سباقات القدرة أو السباقات السريعة، وكذلك الرياضات البحرية، واتحاد المصارعة والجودو، الذي يقوده محمد بن ثعلوب، الذي يعتبر من الرياضيين الأصيلين، وكانت بصمته واضحة في هذا العمل.

أين أنت الآن بعد كل هذا المشوار والخبرات المتعددة؟

حالياً أراقب من بعيد، ولكني حريص على متابعة الأحداث الرياضية من خلال مختلف الوسائط، وارتباطي بنادي الشارقة وثيق، بحكم الانتماء، ولكن زياراتي للنادي متباعدة، وأسعد الآن كثيراً بما يحققه فريق الكرة بنادي الشارقة من طفرة في المستوى والنتائج، وأتمنى لهم حصد ثمار هذا العمل في منصات التتويج هذا الموسم.

مشوار متعدد المحطات

قال محمد صفر إنه لم ينقطع عن الرياضة كثيراً بعد عمله في التدريس، حيث عاد للرياضة من جديد عبر وزارة الشباب والرياضة في عهد أول وزير للرياضة راشد عبيد الشامسي، ثم عمل بتلفزيون الكويت كمذيع للرياضة من دبي وبعدها أصبح أول معلق في إذاعة الشارقة ثم تلفزيون أبوظبي، واستمر مشواره مع التعليق حتى عام 81 كمعلق دائم، وواصل بعدها التعليق بشكل متقطع، وخلال هذا المشوار شارك في دورات عدة لكأس الخليج منها نسخة بغداد 76 وتصفيات كأس آسيا في مدينة زايد الرياضية.

عدت من بريطانيا مدرباً لـ«الخليج»

أوضح محمد صفر أنه بدأ إدارياً في نادي الشعب كنائب لرئيس النادي صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وأوفده الشيخ صقر بن محمد القاسمي لبعثة تدريبية في بريطانيا بين عامي 69 و70 وحصل على دبلوم التدريب وعاد من هناك وتولى تدريب فريق الخليج وكان يضم لاعبين معروفين مثل مبارك بالأسود وجمال موسى وسالم بالأسود وزيد ربيع وسلطان الجوكر ومطر غباش والشيخ ماجد بن سالم القاسمي وعبدالله بو شهاب، وتوقفت عن التدريب بعد انضمامي لوزارة الشباب والرياضة واستمر مشواري فيها حتى عام 74.

وقال صفر منصب مدير الكرة في الدول العربية، لا يُمكن صاحب التخصص الفني من ممارسة مهامه، حيث يكون العمل محصوراً في الجوانب الادارية عكس أوروبا.

تجربة

المراحل السنية أقصر طرق التطور

أكد محمد صفر أن الاهتمام بالمراحل السنية هو الطريق العلمي والمثالي لنبوغ لاعبي الكرة، ودلل على ذلك بمدرسة الكرة التي أنشأها نادي الشارقة قبل جميع الأندية الأخرى وكان يشرف عليها يكن حسين وسعيد الدبل ونجم الدين حسن، وقال إن ثمار هذا العمل تجلت في ظهور لاعبين مميزين استفاد منهم نادي الشارقة والمنتخبات الوطنية.

خصوصاً المنتخب الأول الذي وصل بالإمارات لمونديال 90 في إيطاليا، وكان يضم المنتخب في تشكيله الأساسي 5 لاعبين من الشارقة هم يوسف حسين وعبد الرحمن الحداد وإبراهيم وعيسى مير وعلي ثاني، وجميعهم من خريجي مدرسة الكرة التي أنشأها نادي الشارقة.

وقال محمد صفر، إن الاهتمام بالفرق النسية وباللاعب منذ الصغر أمر في غاية الأهمية، متمنياً من جميع الأندية حالياً السير في هذا الاتجاه.

وفاء

أعتز بتكريم الاتحاد العربي

عبر محمد صفر عن سعادته بمبادرات الوفاء والتقدير لكل من وضع بصمته في مجال الرياضة، مشيراً لما يقوم به الاتحاد العربي للصحافة الرياضية في تكريم الشخصيات العربية، وقال إنه تشرف بأن يكون بين المكرمين قبل 4 سنوات في البحرين برعاية الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة، بحضور رئيس الاتحاد الدولي للصحافة الرياضية الإيطالي جياني ميرلو.

قصة

أول دعم للشعب من محمد الجروان

أوضح محمد صفر أن هناك كثيراً من القصص والحكايات التي عاصرها خلال بداياته الرياضية، وعلى سبيل المثال يتذكر قصة أول دعم لنادي الشعب وكان حينها نائباً لرئيس النادي، حيث حضر له في المدرسة القطب الرياضي محمد راشد الجروان الذي تولى لاحقاً رئاسة اتحاد الدراجات وسأله عما يحتاجونه، وأبلغه بالحاجة لمعدات رياضية معظمها زي رياضي، وعلى الفور أرسله لمخزن المعدات الرياضية في دبي لأخذ كل ما يحتاجه الفريق، وكان هذا أول دعم لنادي الشعب.

وقال صفر، إن لا أحد كان يفكر في الماديات وكل طموح اللاعبين ينحصر في الولاء والإخلاص للنادي، والإدارة كانت تحاول توفير المعدات الرياضية المناسبة والمناخ الملائم للاعبين، وكانت الأمور تسير بشكل أكثر من رائع، وأصبحت تلك القصص بمثابة دروس وعبر تعلم منها الجميع لاعبين وإداريين.

بروفايل

محمد عبد الله صفر

مدرب تربية رياضية

رئيس قسم المعسكرات والعلاقات العامة في وزارة الشباب والرياضة

مدير رعاية الشباب في جامعة الإمارات

أول مدير للجنة الأولمبية الوطنية

مدير النشاط الرياضي في نادي الشارقة

أمين السر العام بنادي العين ومشرف فريق الكرة

مدير المنتخب الوطني الأول

معلق رياضي وكاتب صحافي

 

Email