مجد البلوشي تعلقت بكرة الطاولة إلى درجة الشغف

المرأة الرياضية لم تنل فرصتها بعد

ت + ت - الحجم الطبيعي

رأت مجد البلوشي عضو اتحاد كرة الطاولة، رئيس اللجنة النسائية بالاتحاد، أن المرأة لم تحصل على كامل فرصتها في الرياضة الإماراتية حتى الآن، وبالتالي، لا يمكن أن نقيّم مدى نجاحها في هذا المجال، مقارنة بالمجالات الأخرى التي حصلت فيها المرأة على فرصتها كاملة، وحققت فيها نجاحات كبيرة، وأشاد بها الرجال أنفسهم، وأشارت إلى أن نجاح النسخة الأولى من الدوري النسائي لكرة الطاولة هذا الموسم، مثّل لها ولأعضاء مجلس إدارة اتحاد اللعبة، تحدياً صعباً ومهماً، في ظل صعوبة الحصول على الرعاية والدعم.

قالت مجد: «من الصعب الحكم على مدى نجاح المرأة الإماراتية في المجال الرياضي، مع حصول بعضهن على فرصتهن كاملة في ألعاب رياضية محددة، تحصل على كل الدعم والرعاية الممكنة، وعدم حصول البعض الآخر على الدعم المطلوب في ألعاب أخرى، يطلق عليها الجميع (الألعاب الشهيدة)، ومنها كرة الطاولة، والتي واجهنا فيها صعوبات كبيرة، لإقامة أول مسابقة دوري نسائي، والذي ظهر للنور هذا الموسم، رغم غياب تسويق البطولة، وبالتالي، غياب النقص والدعم المالي المطلوب لإنجاح مثل تلك الأحداث الرياضية».

الظهور للنور

أكملت مجد: «كان المهم بالنسبة لي، أن يظهر الدوري النسائي إلى النور، وأن يحظى بالترويج الإعلامي المطلوب، على أمل أن يسهم ذلك في تسويق البطولة الموسم المقبل، بالشكل الذي يضمن توفير الدعم المطلوب، وفي نفس الوقت، السماح بمشاركة إيجابية أكبر من اللاعبات أنفسهن، واللاتي تعودن على خوض بطولات ودية، سواء مع مؤسساتهن أو الأكاديميات، ولم يسبق للكثير منهن خوض بطولات رسمية، ليكون الدوري أول بطولة رسمية نسائية في الكرة الطاولة».

سر المسابقة

كشفت مجد البلوشي، عن سر إطلاق مسمى دوري السيدات على مسابقة الكرة الطاولة الجديدة، رغم تقسيم المسابقة على فئتين عمريتين، هما تحت 12 وفوق 12 سنة، بقولها: «هذه الفئة العمرية، هي مستقبل اللعبة في الدولة، إلى جانب عدم وجود عدد كبير من لاعبات الطاولة اللاتي يمكن أن تندرج مشاركتهن في فئة السيدات، ولذا، رأينا أن يتم تطوير المسابقة تدريجياً، لتكون في الموسم الحالي والموسم المقبل، لمرحلتي تحت وفوق 12 سنة، على أن يتم النظر في المرحلة السنية للنسخة الثالثة من المسابقة في الموسم بعد المقبل، بعدما تتم زيادة قاعدة الممارسة، ويكون لدينا مجموعة كبيرة من اللاعبات اللاتي تخطين تلك المرحلة السنية».

أوضحت مجد: «حاولنا كذلك من خلال اختيار فئة تحت 12 سنة، إلغاء حساسية بعض الأندية واللاعبات من مواجهة لاعبات صغيرات في السن، إلى جانب زيادة اهتمام الأندية والمؤسسات المشاركة بالمراحل السنية الصغيرة، وتأسيس اللاعبات الصغار، لأن العمر المناسب لتكوين اللاعبات في الكرة الطاولة، يكون من عمر 8 سنوات، وإذا قدرنا على التركيز على تلك المرحلة السنية، ستكون لدينا قاعدة مميزة خلال سنوات قليلة مقبلة، مع العلم بأنه سبق أن أطلقنا، وبالتزامن مع اليوم الرياضي الوطني عام 2017، منافسات خاصة لكرة الطاولة للسيدات، وحققت نجاحاً كبيراً، في ظل مشاركة ما يزيد على 200 لاعبة من 15 جنسية مختلفة، لتكون تلك المنافسة بمثابة (لبنة أولى)، وصولاً إلى النسخة الأولى لدوري السيدات».

البداية والاعتزال

تحدثت مجد البلوشي، عن سر تفضيلها لكرة الطاولة عن ألعاب رياضية أخرى، قائلة: «تعلقت كثيراً بكرة الطاولة في بداية حياتي الرياضية، بعدما حققت فيها أول ميدالية على مستوى الدولة، بعد أقل من عام على ممارسة اللعبة، وكنت وقتها في مرحلة الدراسة الابتدائية، وبعدها بعامين، نجحت في تحقيق الميدالية البرونزية في بطولة الأندية الخليجية، وكأس أفضل لاعبة، ليزيد من ارتباطي بتلك اللعبة، مع شعوري المتنامي بقدراتي على العطاء أكثر في كرة الطاولة، وظل هذا الشعور يتزايد، إلى أن وصلت لمرحلة توقف فيها الاهتمام باللعبة، وزاد التركيز على المشاركات في البطولات الخارجية، مع عدم وجود أي معسكرات تحضيرية، واقتصرت التحضيرات على تدريبات داخلية مع طاقم إداري، وهو ما أصابنا بالإحباط».

واصلت مجد: «نجحت في المرحلة الجامعية، ورغم صعوبة دراستي للهندسة المعمارية في جامعة الشارقة، على مواصلة التدريبات، من خلال جدول دقيق ومرتب، وبعد نهايتي من مشروع التخرج، شاركنا في بطولة الأندية العربية في شرم الشيخ عام 2016، وبدون تحضيرات كافية، وهنا، سألت نفسي، هل الأفضل الاعتزال، أم الاستمرار كلاعبة، ومواجهة التحديات التي لم أجد لها حلولاً؟، وهنا، فضلت الاعتزال والاتجاه للعمل الإداري، لمحاولة إيجاد الحلول، لأن كرة الطاولة بالنسبة لي، ليست مجرد لعبة رياضية، ولكنها شغف وحب قبل كل شيء».

العمل الإداري

أوضحت مجد: «عندما انضممت لعضوية مجلس إدارة اتحاد كرة الطاولة، صدمت بأن القصور لم يكن من اتحاد اللعبة، وأنه على الأندية دور كبير في التطوير والاهتمام باللعبة، وهو أمر لم أكن أدركه عندما كنت لاعبة، إذ كنت أضع اللوم دائماً على الاتحاد، واكتشفت أنه لا بد أن يكون هناك دور متكامل بين الاتحاد والأندية، وأنه لا بد أن تكون هناك خطط وآليات للتطبيق وأهداف، وليس فقط مجرد بطولات أشارك فيها، وواجهت التحديات، وأولها عدم وجود قاعدة بيانات بالنسبة للاعبات، وقمنا بتنظيم بطولة نسائية للتعرف إلى أعداد اللاعبات والأندية التي لديها نشاط نسائي في كرة الطاولة، وكثفنا حلقة التواصل معهم، ومع مركز إعداد القادة لإدخال عناصر تحكيمية نسائية في اللعبة».

أشارت مجد البلوشي، إلى أن كرة الطاولة متميزة في مرحلة الشباب، وتملك الإمارات حالياً مستويات عالية في فئة الرجال، وقالت: «أعضاء مجلس إدارة اتحاد الطاولة، يبذلون جهداً كبيراً في تطوير اللعبة، رغم كثرة التحديات التي تواجهنا على أرض الواقع، ونحن لا نزال على الطريق، وأعتقد أن الموارد البشرية والمادية سيكون لها دور كبير في تطوير النشاط، من خلال الخطة طويلة الأجل التي وضعها الاتحاد، والمنتظر أن نجني ثمارها خلال الأربع سنوات المقبلة».

البطولة المفتوحة للطاولة ديسمبر المقبل

قالت مجد البلوشي، إن النسخة الثالثة من البطولة المفتوحة لكرة الطاولة، سوف تقام خلال ديسمبر 2018، بعدما أقيمت النسخة الأولى عام 2012، فيما شهدت نسختها الثانية، مشاركة 20 لاعبة من الكويت. كما كشفت عن التفكير في إقامة بطولة كأس الإمارات لكرة الطاولة للسيدات، بأربع فئات سنية، وأنه سيكون هناك تصنيف مستقبلي للاعبات كرة الطاولة في الدولة، وذلك ضمن مشروع استكمال قاعدة البيانات الذي تسعى مجد لتطبيقه خلال السنوات القليلة المقبلة.

إشادة بنجاح النسخة الأولى من الدوري النسائي

أشادت مجد البلوشي، بالنجاح الذي تحقق خلال النسخة الأولى من الدوري النسائي للكرة الطاولة، والذي توج فريق أكاديمية الوصل، بطلاً لنسخته الأولى فوق 12 عاماً، فيما حقق فريق ايفاتا، المركز الثاني، وجاء فريق أكاديمية ميلينيوم في المركز الثالث، فيما نال فريق أكاديمية ميلينيوم، المركزين الأول والثاني في فئة تحت 12 عاماً، وجاءت المدرسة الهندية في المركز الثالث.

أعربت مجد، عن سعادتها بالنجاح في اجتياز تحديات النسخة الأولى، وتمنت إقامتها بشكل منتظم خلال السنوات المقبلة، وتحقيق المزيد من النجاح، موجهة الشكر إلى كل من ساهم في إنجاح البطولة التي جرت منافساتها في ثلاث إمارات، وهي الشارقة بنادي سيدات الشارقة، ودبي في نادي الوصل، وفي أبوظبي، بنادي السيدات.

الجدير بالذكر، أنه شارك في البطولة 20 فريقاً، تم توزيعها بين 7 فرق في فئة تحت 12 سنة، و13 فريقاً في فئة فوق 12 عاماً، ومثل الأندية المشاركة 96 لاعبة في الدوري النسائي لكرة الطاولة.

بالنسبة لبطولة دوري السيدات فوق 12 سنة، تم توزيع الفرق الـ13 المشاركة على مجموعتين، وضمت المجموعة الأولى، 7 فرق، والثانية، 6 فرق، وتأهل أول وثاني كل مجموعة للعب على المراكز من الأول إلى الرابع، ولعبت الفرق التالية في الترتيب، مباريات ترضية، لتحديد الترتيب من الخامس إلى الثاني عشر.

أما بالنسبة لدوري تحت 12 سنة، فلعبت الفرق السبعة المشاركة، دورياً من دور واحد، وتوج باللقب الفريق الحاصل على أعلى نقاط من المباريات الست التي خاضها كل فريق في البطولة.

شكراً أم الإمارات

توجهت مجد البلوشي، بأسمى آيات الشكر والعرفان لمقام سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة (أم الإمارات)، وأكدت أن سموها النموذج الرفيع للأم المثالية والقدوة، وأن سموها ساهمت فيما تحققه الرياضة النسائية من إنجازات في السنوات الأخيرة.

كما أشارت إلى أن النسخة الأولى من دوري السيدات لكرة الطاولة التي جرت أخيراً، يتواكب مع عام زايد، وجرت بمشاركة فعّالة من قطاعات المجتمع المختلفة، وقالت: «آلينا على أنفسنا في اتحاد كرة الطاولة خلال الدورة الانتخابية الحالية، برئاسة المهندس داوود الهاجري، والمستمرة بإذن الله حتى العام 2020، وفي ظل الدعم المقدر من اللجنة الأولمبية الوطنية، والهيئة العامة للرياضة، أن يكون للمرأة حظها الوافر من الاهتمام باللعبة كأحد أهم أهداف الخطة الاستراتيجية لمجلس إدارة اتحاد الطاولة».

وأضافت مجد: «سعينا لإنجاح النسخة الأولى من دوري السيدات لقطع الكثير من الخطوات من خلال التواصل مع الأندية والمجالس الرياضية، ومختلف القطاعات، وبالفعل جرت البطولة بمشاركة 96 لاعبة مثلن أكثر من 10 مؤسسات ما بين الأكاديميات، المدارس والأندية الخاصة».

 

Email