طارق الحمادي: الإعلام الرياضي في خطر

ت + ت - الحجم الطبيعي

برغم أنه مارس كرة القدم كلاعب في نادي الوصل، وتدرج في مراحله السنية، حتى صعد للفريق الأول، وكان ضمن صفوفه في البطولة العربية التي أقيمت في لبنان، وبتركه الكرة في عام 1998، لم يكن للزميل طارق الحمادي، المذيع الحالي في قناة أبوظبي الرياضية، أي ميول إعلامية رياضية، حتى قام والده حسين الحمادي، بإقناعه بالعمل في قناة دبي الرياضة، وحدد له موعداً مع راشد أميري مدير قناة دبي الرياضية في أحد أيام عام 2000، وكان يبحث عن عناصر مواطنة، ليتم تدعيم القناة بها، وخرج من المقابلة بالتعيين في وظيفة منفذ ومساعد مخرج، واستمر في تلك الوظيفة 4 سنوات، جمع ما بينها ودراسة الإعلام في جامعة عجمان، ومن خلال الحديث معه، قال إن إعلام الإمارات في خطر، بسبب دخول بعض العناصر غير المتخصصة.

مسيرة إعلامية

وعن مسيرته الإعلامية، يقول الزميل طارق الحمادي، المذيع المتألق في قناة أبوظبي الرياضية، في عام 2003، بدأت محطة جديدة في مسيرتي الإعلامية، حيث طلب مني الأخ يعقوب السعدي، مقدم برنامج دورينا في قناة دبي الرياضية حين ذاك، أن أكون مراسلاً للبرنامج، من خلال تغطية المباريات، وأعجبت بالفكرة، وكانت مباراة الوصل مع الجزيرة مهمتي الأولى، وبعد فوز الجزيرة، قمت بعمل تغطية متميزة، أشاد بها الجميع، وسنحت لي فرصة لقاء مع القطب الجزراوي، الدكتور مانع سعيد العتيبة، واستمريت في تلك المهمة، حتى عام 2005، حيث تخرجت في الجامعة، وكان تقييمي الذاتي لعملي، أن أستمر في مهنة الإخراج، ولكن إدارة القناة، طلبت مني التوجه للتقديم الإذاعي، لحاجة القناة لعناصر مواطنة موهوبة، وكانت المحطة التالية إلى قسم تحرير الأخبار، تحت إدارة الزميل أحمد الحوري، وفي تلك المحطة، استفدت كثيراً باكتساب مزيد من الخبرات، وإتقان فن تحرير الأخبار وإعداد التقارير الإخبارية، التي تختلف كثيراً عن التقارير الرياضية.

نقطة تحول

ويضيف طارق الحمادي قائلاً: بعد فترة عمل استمرت حوالي 8 أشهر، جاءت فرصة المشاركة في دورة تدريبية لتأهيل مذيعين، بمشاركة نخبة من زملاء العمل في القناة، وتعلمت الكثير في تلك الدورة، مثل فن التعامل مع الكاميرا، وكيفية التحدث للمشاهدين، ومواجهة ضغوط العمل والمعدات في الاستوديو، وخلال تلك الدورة، نصحتني الدكتورة المشرفة على الدورة، بالتوجه للبرامج الحوارية، وقالت لي، أرى لك مستقبلاً بتلك البرامج، بعيداً عن الأخبار، وكانت تلك الدورة، نقطة تحول في مسيرتي، فاتجهت لتقديم البرامج.

مستوى الكرة بعد الاحتراف لا يرقى لمستوى الطموحات | البيان

 

أول برنامج

كانت بطولة «خليجي 18»، فرصة لكي أتولى تقديم أول برنامج حواري، تحت عنوان «ذكريات»، وأجريت حوارات مع عدد من نجوم الكرة السابقين، الذين أثروا بطولات الخليج منذ بدايتها في عام 72، مثل أحمد عيسى وجاسم محمد وشقيقه يوسف محمد والعديد من النجوم، والطريف أن أناقش مسيرة البطولة منذ بدايتها، مع أنى من مواليد العام نفسه لتلك الانطلاقة، وكان هناك تحدٍ في المهمة الأولى لي كمذيع، وليعقوب السعدي كمدير برامج، لكي نحقق النجاح المنشود، وبالفعل، حقق البرنامج نجاحاً كبيراً، واستمرت التجربة من خلال استوديو التحليل للدوري، وكان أول استوديو أتولى تقديمه في عام 2008، في أول سنة احتراف كروي، وكان في مباراة الشارقة مع الأهلي.

أفضل مذيع

بعد سنوات العمل واكتساب الخبرات التي امتدت نحو 8 سنوات، ما بين استوديوهات تحليل وتغطية أحداث رياضية متعددة، يقول طارق الحمادي، يعتبر برنامج في الصميم، نقطة تحول أخرى في مسيرتي الإعلامية، حيث كان مختصاً بمناقشة القضايا الكروية المهمة، مثل قضية خلاف اللاعب طارق أحمد مع الشارقة، وقضية الكرة الكويتية، وقضية خليجي 20 في اليمن، وأمام رغبة البعض في الانسحاب وعدم المشاركة، وأمام حساسية الموقف، رفض العديد التحدث إعلامياً، ما جعلني أذهب للمصادر في بلدانها، من أجل التسجيل معهم، كما قدمت برنامج «الصقور وأهلها» في قناة دبي ريسينغ، وهو برنامج تراثي، ووجدت دعماً كبيراً من الزميل عبد الرحمن، من أجل إيصال فكرة البرنامج لأكبر شريحة من المشاهدين.

الأولمبياد صقلني

يعتبر طارق الحمادي، أن مشاركته في تغطية منافسات أولمبياد بكين ولندن، ساهمت في صقل خبراته، حيث يقول: تعلمت خلالهما أصول عمل المراسل التلفزيوني، ومثل تلك البطولات الكبرى، وما تتضمنه من نجوم عالميين، تجعل للتغطية قيمة ومعنى، لذلك، أعتز كثيراً بتغطيتي لتلك الأحداث العالمية.

خيار صعب

عن سبب انتقاله لقناة أبوظبي الرياضية بعد 13 سنة من العمل في قناة المشاهير، يقول طارق الحمادي، في عام 2013، حدثت بعض الأحداث، جعلتني أتوقف برهة لتقييم الموقف، وكنت أمام خيارين كلاهما صعب على نفسي، الأول أن أترك المجال الإعلامي المحبب لنفسي، والثاني، الانتقال إلى محطة أخرى، وخلال تلك الفترة، تلقيت عرضين من قناتي الشارقة وأبوظبي الرياضيتين، واخترت عرض أبوظبي الرياضية، وفي الأول من سبتمبر، بدأ العمل من خلال تقديم برنامج «تيك أوف».

حادث الاختناق

وبعد 3 أشهر من العمل، تعرضت لحادث خلال وجودي في الاستوديو، حيث حدث ماس كهربائي، نتج عنه حريق، أسفر عن دخان كثيف، وتعرضت للاختناق من جراء الدخان الكثيف، وتم نقلي إلى المستشفى للعلاج، وأكرمني صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آلِ نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بالزيارة، ما زاد من حماسي للعودة للعمل، حيث عدت من خلال برنامج «هنا أبوظبي»، والذي تغير اسمه إلى «أبوظبي اليوم»، والذي يعد من البرامج الناجحة والمتميزة في أبوظبي الرياضية، كما أشارك في تغطية أحداث لعبة الجوجيتسو، والتي ارتبط اسمي بها، وهي من الألعاب المحببة لنفسي، لكونها لعبة راقية، تغير من شخصية ممارسها.

قضايا رياضية

لست راضياً عن إعلامنا الرياضي بنسبة 100%، بسبب دخول فئة غير متخصصة للعمل في الإعلام، ما أثر سلباً في جودة الإعلام، صحيح هناك طرح جريء، ولكن لم نصل إلى درجة إقناع الشارع الرياضي، ومع ذلك، أرى أن إعلامنا، سواء المقروء أو المرئي، أقوى بكثير من مستوى الرياضية.

مستوى كروي

لست راضياً عن مستوانا الكروي، رغم مرور 10 سنوات على تطبيق الاحتراف، حيث إن المستوى لم يرتقِ للطموحات، لأننا لم نحدد هدفنا من الرياضة، لذلك، لا يزال الاحتراف ورقياً، ينقصه التطبيق وليس التنظير، وأرى أن أكثر فئة استفادت من الاحتراف، هم سماسرة اللاعبين، بعد أن دخل السوق عدد من الإداريين واللاعبين أيضاً، والكل يستفيد من كعكة الاحتراف.

معنى الحوكمة

البعض يتحدث الآن عن «الحوكمة»، على أنها طوق النجاة من الهدر الواضح في الأموال المصروفة على الكرة، ولكن للأسف، البعض لا يعرف معنى الحوكمة، فكيف تتم المطالبة بتطبيقها، لذلك، لا بد من تنظيم دورات تثقيفية عن الاحتراف ومفاهيمه، وكيفية التعامل مع أدواته، لأن التعامل «بالفهلوة» لن يجدي، كما أننا بحاجة ماسة إلى تفعيل دور الجمعيات العمومية، سواء في الاتحادات واستحداثها في الأندية، حتى تكون هناك مرجعية للحساب، ولكن لا بد أن يشترط حضور أصحاب القرار لاجتماع تلك العموميات.

رسائل

ـــ توقعت منافسة النصر ولكنه فاجأني بنتائجه

ـــ أقول للجمهور: تعصبوا لناديكم ولكن ابعدوا عن التجريح

ـــ ليس لدينا ضعف في الميزانيات قدر الضعف الإداري

ـــ حمد الإبراهيمي سيظل في قلوبنا

ـــشكراً من القلب لكل من دعمني في مسيرتي

 

دمج الأندية

أنا مع المؤيدين لعملية دمج الأندية، فهي ليست ظاهرة محلية بل عالمية أيضا، خاصة بين الكيانات المتوسطة المستوى، من أجل تكوين كيانات قوية تستطيع أن تنافس على الصدارة وتحقيق مزيد من الإنجازات، أما دمج الأندية الكبيرة فإنه يزيد من الحساسية، ويقلل من القاعدة الجماهيرية لأطرافها، ويضعف من القاعدة الفنية والإدارية وبالتالي يكون الضرر أكثر من الفائدة.

 

تجربة ناجحة

إثارة في دوري ال 12 ناديا | البيان

 

أرى تجربة وجود 12 نادياً في دوري الخليج العربي ناجحة بكل المقاييس، حيث نشاهد الإثارة في دورينا هذا الموسم حتى الجولات الأخيرة من الدوري، أكثر من المواسم الماضية التي طبقنا خلالها تجربة 14 نادياً، ولولا هبوط مستوى الوصل في الدور الثاني لكان التنافس قائماً على الصدارة حتى الجولة الأخيرة من المسابقة.

الجمعيات العمومية

نحتاج خلال الفترة المقبلة إلى تفعيل دور الجمعيات العمومية، سواء في الاتحادات الرياضية من خلال حضور أصحاب القرار، وكذلك في الأندية، والأخيرة في حاجة ماسة إلى جمعيات عمومية حتى تستطيع الرقابة والمحاسبة لعمل مجالس الإدارات، ووجود جمعيات عمومية فاعلة سوف يعزز من العمل الإداري وبالتالي سيكون المردود الرياضي جيداً.

 

أمنية

«الأبيض» بحاجة إلى تصفية النفوس

يتمنى طارق الحمادي أن تتم تصفية النفوس ووضع النقاط على الحروف بكل صراحة، في المنتخب الوطني قبل نهائيات آسيا المقبلة، حتى يكون الجميع على قلب رجل واحد ونحقق ثقة الجماهير وننال شرف المنافسة على اللقب، ولا نكتفي بلقب التميز في التنظيم، خاصة وأن الجماهير حزينة من أداء المنتخب خلال الفترات الماضية، سواء بالخروج من تصفيات مونديال روسيا أو المشاركة الغير طموحة في «خليجي 23» ودورة تايلاند الودية، وعدم إحرازنا سوى هدفين. ولابد من الإشارة إلى أن تراجع أداء منتخبنا بدأ بعد الفوز بلقب خليجي البحرين، حيث خدعنا أنفسنا بأننا فريق لا يهزم، وزادت الثقة التي وصلت لحد الغرور، وارتفع سقف الطموح مما أدى إلى حالة التدهور التي حدثت.

من تدريبات منتخبنا لكرة القدم | البيان

 

أفضلية

«الزعيم» يستحق اللقب

يستحق العين لقب بطولة الدوري عن جدارة واستحقاق، لكونه الأفضل فنياً ويضم نخبة من اللاعبين المتميزين، وعرف كيف يتعامل مع البطولات التي شارك فيها، كما أقدم على تصحيح تعاقداته خلال فترة القيد الشتوي بالتعاقد مع لاعبين متميزين مثل الشحات وأحمد خليل، وأتمنى للفريق التوفيق في مسيرته خلال الفترة المقبلة.

Email