حارس مرمى الفجيرة يستعيد الذكريات مع « البيان الرياضي»

ناصر علي: بدايتي كانت مع تنس الطاولة

ت + ت - الحجم الطبيعي

يعتبر الليث الأسمر ناصر علي لاعب أهلي الفجيرة السابق، من الحراس المميزين في حقبتي الثمانينيات والتسعينيات ونال الكثير من الألقاب، بل وساهم في صعود ناديين للدوري الممتاز حينها هما الفجيرة وكلباء.

وهو اللاعب الوحيد الذي دعا النادي الأهلي المصري لمهرجان اعتزاله في بادرة غير مسبوقة على مستوى فرق دوري الدرجة الثانية، ومن خلال هذا الحوار يستعيد ناصر علي أهم محطاته في عالم المستديرة، وكيف لم يتم اختياره للمنتخب الوطني خلال تلك الحقبة، والتي تواجد فيها حراس على مستوى عال، فضلاً عن أحاديث أخرى عن تخليه عن وظيفة وكيل أعمال اللاعبين.

بداية

استعاد ناصر علي انطلاقة مسيرته الرياضية، والتي بدأها على غير العادة لاعباً ممارساً للعبة تنس الطاولة بنادي أهلي الفجيرة، في وقت كان فيه رفاقه وزملاؤه يتوجهون لفريق كرة القدم تحت سن 14 عاماً، وكان هاجسه الأول هو الالتحاق بكرة القدم والانضمام إلى أقرانه وزملائه، لكن إداري اللعبة رفض انتقاله من التنس، خصوصاً أنه كان يتوقع له مستقبلاً باهراً في هذه اللعبة.

وبقيت ممارساً للعبة التي كانت تقام على كرفانات حتى عام 80 ولكن بعد مرور سنتين تحققت أمنيتي بالانتقال لكرة القدم بموافقة مدرب تنس الطاولة حينها عادل مغازي حيث كانت البداية في خانة الظهير الأيمن ومن ثم وظيفة المساك ثم انتقلت للهجوم تحديداً رأس الحربة لكنه لم يظهر بالمستوى الذي يؤهله لاعتماده مهاجماً رئيسياً في الفريق، وأذكر أن التدريبات كانت على الرمل.

وحانت فرصة اللاعب ناصر علي في وظيفة حارس المرمى، بعد تصعيد حارس مرمى فريق 15 سنة إلى فريق 17 ولم يكن حينها هناك حارس احتياطي، أو حراس آخرون يمارسون اللعبة، لتتم عملية اختبارات على عدد من اللاعبين من قبل المدرب الراحل حسين النقلي، ليقوم باختيار ناصر علي حارساً للفريق بعد أن آمن بقدراته وتنبأ له بمستقبل كبير.

ولم ينتظر ناصر علي كثيراً في فرق المراحل السنية ليتم تصعيده للفريق الأول وعمره آنذاك 16 سنة، حيث كانت المباراة الأولى له أمام اتحاد كلباء الهابط من دوري الأولى.

حيث كان يلعب بالفريق الأصفر الثنائي جورج الحسن وإسحاق ادموني، اللذان تهابهما كل الفرق، لكن المباراة أمام كلباء انتهت على وقع التعادل، ليساهم في صعود الفريق إلى دوري الدرجة الأولى عام 86 لأول مرة في تاريخ النادي، وخلال الفترة الثانية من عام 90.

ظهور

في عام 94 قرر ناصر علي ترك الكرة والترجل عن عرينه، لكن بعض أصدقائه والمقربين منه غيروا فكرة اللاعب تماماً، واقنعوه بالانتقال إلى اتحاد كلباء عله يبحث عن تجربة جديدة.

وشاءت الصدف أن يكون المدرب رمضان فريد والذي أشرف على تطوير مستواه في الفجيرة، أن يتواجد في نادي اتحاد كلباء ليقضي ناصر أكثر من موسمين في كلباء، وليساهم الحارس في صعود اتحاد كلباء لدوري الأولى في مناسبتين أيضاً، عندما كان الموسم حينها يلعب بطريقة ضغط المباريات .

وربما في سنة واحد تقام المسابقة مرتين، ليزيد هذا التتويج من رصيد ناصر علي الذي قرر الترجل عن فرس جواده بنهاية التسعينيات.

وأشار حارس الفجيرة إلى أن تألق حراس المرمى في الثمانينات في باقي الأندية، حرمه من ارتداء شعار الأبيض، حيث كان يتواجد الثنائي عبد القادر حسن من الشباب، ومحسن مصبح حارس الشارقة، وقال: على الرغم من المستوى البارز الذي قدمته بشهادة الجميع، لكن أعود وأقول إنني راض تماماً عن تجربتي في الفجيرة ومن بعده كلباء.

لافتاً إلى التحاقه فيما بعد بالجهاز الفني لمنتخب الناشئين كمدرب للحراس، حيث شاركنا في بطولة آسيا في السعودية، وبطولة الخليج، وكان ذلك عام 2003، إلى جانب توليه تدريب حراس أهلي الفجيرة حيث أشرف على تدريب كل من ماجد ناصر حارس شباب الأهلي الحالي، وعلي خصيف حارس الجزيرة، ورمضان مال الله حارس العنابي السابق.

وعلي ربيع أيضاً الذي ارتدى ألوان الوحدة وعجمان، مشيراً إلى أنه كان من بين أسعد المدربين في الدولة على مستوى الحراسة، خصوصاً أن مرمى حارس الفجيرة بقيادة رمضان مال الله استقبل أقل أهداف في الدوري مقارنة ببقية الحراس في الدوري.

مكافآت

استحضر ناصر علي مكافآت صعود الفجيرة لدوري الدرجة الأولى والتي قدرت حينها بنحو 20 ألف درهم لكل لاعب حيث كان ذلك في العام 86، وقال إن ارتباطه بالكرة أكسبه احترام الجميع فضلاً عن إقامته لعلاقات مميزة مع عدد كبير من اللاعبين والإداريين.

وكشف الحارس ناصر علي لدخوله عالم وكلاء اللاعبين، لكنه لم يستمر من خلال هذه المهنة لأسباب يراها خاصة وتتعلق باللوائح والنظم التي وضعها اتحاد الكرة، وذلك لإلغاء ما يسمى بالوكيل فضلاً عن عدم المصداقية بين أطراف العلاقة.

وأكد ناصر علي أنه منع ابنه محمد ناصر لاعب الشباب والعين السابق وعجمان حالياً، من وظيفة الحراسة والتي وصفها بالمهمة الشاقة.

مشيراً إلى أن ابنه محمد لو أضاع عشرة أهداف وسجل في المرمى هدفاً وحيداً لكفر له هذا الهدف عن إهداره للفرص السابقة، أما إذا اختار ابنه وظيفة الحراسة فسيكون عرضة للانتقادات، حتى لو أنقذ مرمى فريقه من أربعة أو خمسة أهداف محققة، وولج مرماه هدف ينسى الجمهور تألقه السابق، ويحمله مسؤولية الهدف الوحيد وحدث ذلك معه شخصياً في عديد المباريات.

قمة

قال ناصر علي إن لاعبي الزمن الجميل كانوا يعانون كثيراً في سبيل الوصول للقمة وارتداء شعار الأبيض، أما في الوقت الحاضر فمن مباراة وحيدة تكون ضمن تشكيلة المنتخب، وأكد أن نجوم الجيل الذهبي مثل فهد خميس وزهير بخيت وناصر خميس.

وعبد الله سلطان والشقيقين مبارك وخليل غانم وعبد الرزاق إبراهيم وبدر صالح وغيرهم من نجو م الزمن الجميل، لو كانوا متواجدين حالياً لكان غالبيتهم في الدوريات الأوروبية واستذكر ناصر علي لاعب الرمس جاسم البوت والذي وصفه بالداهية، خصوصاً أنه مهاجم شرس ويتمتع بحس عال جداً، وأيضا إبراهيم راشد والجفالي وبوكليب.

طالب ناصر علي اتحاد الكرة بضرورة إلغاء ما يسمى اللاعب الأجنبي في دوري الدرجة الأولى، والاتجاه للاعب العربي، موجهاً انتقادات حادة لمحترفي أندية الهواة الذين باتوا بمثابة عالة على الفرق، وأن الإدارات تأتي بلاعبين ما أنزل الله بهم من سلطان، مشيراً إلى أنه يرى أن اللاعب العربي يمكن أن يقدم الكثير للفرق.

وضرب مثالاً بالدوري المصري الذي بات يفرز لاعبين على مستوى عال، وينجحون عندما تحين لهم الفرصة، وقال إن اللاعب الأجنبي هو السبب الرئيسي في إرهاق ميزانية الأندية، داعياً إلى ضرورة وضع قوانين ونظم فيما يتعلق بسقف رواتب اللاعب الأجنبي، مع إلزام الإدارات بما يجيء في اللائحة.

مصنع

أكد ناصر علي أن إمارة الفجيرة تعتبر مصنعاً لحراس المرمى، مشيراً إلى أن بزوغ عدد من نجوم الإمارة واتجاههم لحماية العرين في السنوات الأخيرة، بسبب التنافس الكبير على هذه الخانة والتي تتطلب لاعبين بمهارات خاصة تتواجد في الفجيرة، مستذكراً عدداً كبيراً من الحراس الذين مروا عبر الفجيرة وانطلقوا لمختلف أندية دوري المحترفين.

لافتاً إلى نادي الشباب في السابق كان أيضاً بمثابة المنافس الوحيدة للفجيرة في تخريج الحراس أمام أندية الخليج بمسماه السابق، ورأس الخيمة اللذين يعتبران من بين الفرق التي تفرخ أفضل اللاعبين في السابق.

خصيف نموذج للاحتراف

أطنب حارس الفجيرة في الثمانينات ناصر علي في مدحه بطريقة ملفتة للنظر على حارس الجزيرة والمنتخب الوطني علي خصيف، والذي وصفه بأنه نموذج مميز للحارس المحترف الذي يقوم بأداء دوره على أكمل وجه، ويعرف ما له وما عليه ويطبق منظومة الاحتراف بحذافيرها، متمنياً له التوفيق في مشواره الكروي المقبل.

معرباً عن أمله في أن يحذو بقية اللاعبين في منظومتنا الكروية حذو الحارس خصيف الذي يحترم عقده مع ناديه، ويؤكد في كل يوم على أنه أنموذج للاعبين المواطنين فضلاً عن تنازله لأشياء عديدة من اجل مصلحة الفريق، ويعتبر علي خصيف نادي الجزيرة بمثابة بيته الأول، ولهذه الأسباب كلها فهو لاعب وحارس متكامل ومتميز.

قدوتي محمود الخطيب

قال ناصر علي: إنه كان مولعاً بقراءة الصحف منذ أن كان عمره 16 عاماً ويستذكر في أحد المرات اطلع على حوار للنجم محمود الخطيب، وعندما سأل الصحافي محمود الخطيب عن قدوته أجاب بأنه محمد صلى الله عليه وسلم، فتوقفت حينها كثيراً عند إجابة الأسطورة الخطيب، وقررت حينها بان أقتفي اثره لتدور الأيام والسنوات وأقوم بدعوة الخطيب لمهرجان اعتزالي.

وقبيل انطلاقة الحدث وضعت إدارة النادي حينها على كل مقعد كتيب يتضمن مسيرتي في الملاعب الكروية، فضلاً عن حوار داخل الكتيب مع شخصي، وعندما سئلت من هو قدوتي تذكرت حديث الخطيب فقلت هو رسول الله صلى الله عليه، وتشاء الصدف أن يقوم الخطيب بتصفح الكتيب فقال لي أفضل ما لفت انتباهي في الكتيب هي إجابتك عن سؤال القدوة.

ابتسم يا ناصر عنوان مهرجان الاعتزال

أشاد ناصر علي بـ«البيان» ، مشيراً إلى انه يحتفظ بكل الأعمدة التي كتبت عنه، لافتاً إلى أن يوم مهرجان اعتزاله كتبت «البيان»: ابتسم يا ناصر.

وقال: ما كتبته الصحافة عني يختصر اليوم ذاكرتي ومسيرتي في مقالات رائعة كثيرا ما أعود إليها حتى أستعيد زمني الجميل. أيام رائعة قضيتها في ملاعب كرة القدم مضت بسرعة ولم يبق منها سوى الذكريات الجميلة.

وكانت علاقة ناصر علي بالصحافة متينة حيث فاز ذات مرة باشتراك سنوي في صحيفة البيان.

وعاصر الحارس السابق للفجيرة تطور الصحافة الرياضية في الدولة خلال التسعينات حيث زاد الاهتمام بكرة القدم وبقية الألعاب.

تطوير استاد الفجيرة

أشاد ناصر علي بالنقلة النوعية التي أحدثها الشيخ مكتوم بن حمد الشرقي رئيس نادي الفجيرة، بالملعب الذي يعتبر تحفة معمارية شاهقة على مستوى الدولة والساحل الشرقي على وجه الخصوص، حيث بات يضاهي إستاد الفجيرة بقية الملاعب فئة الخمس نجوم في الدولة، وقال الحارس بأنه آن الأوان لكي يتواجد الذئاب في دوري الخليج العربي بدءاً من الموسم الكروي المقبل.

 

Email