كفاح الكعبي: أنا «فكتور ألفونسو» في إسبانيا

كفاح الكعبي

ت + ت - الحجم الطبيعي

«أقول» كلمة ميزت نجماً رائعاً من نجوم الإعلام، الابتسامة لا تفارق محياه، مرِحاً وودوداً، لا تراه مختالاً بنفسه، يعامل الناس بكل عفوية وبساطة.

هذه الصفات كلها تجمعت لدى النجم الإعلامي كفاح الكعبي الذي يتردد صوته دائماً على أثير «نور دبي» عبر برنامج «روحك رياضية».

«البيان الرياضي» التقى بو كريم، وسأله عن البدايات، ورحلته الطويلة في الإعلام.

لماذا اخترت الإعلام؟

لم أكن ميالاً إلى الإعلام، كنت أرغب في دخول المجال الرياضي، في المدرسة كنت ألعب كرة القدم واليد وألعاب القوى.

إذاً بداياتك الرياضية كانت في المدرسة؟

درست المرحلة الابتدائية في مدرسة «الغزالي» في البطين بأبوظبي، وبعدها انتقلت إلى مدرسة «جابر بن حيان» الإعدادية التي تحولت إلى مدرسة «ثانوية أبوظبي»، والتي تخرجت فيها عام 1979، وكذلك كنت ألعب كرة القدم واليد مع نادي أبوظبي، وهو عبارة عن اندماج نادي الاتحاد مع الوحدة، المدرسة هي أساس كل شيء، وهي مصدر كل المواهب التي خرجت واشتهرت فيما بعد، وأعتقد أن من أسباب فشل الرياضة في الوقت الحالي، تقلص دور المدرسة في هذا المجال.

والمرحلة الجامعية؟

هناك قصة طريفة سوف أسردها لك، لم أكن أريد إكمال دراستي الجامعية في الإمارات على الرغم من افتتاح جامعة الإمارات في تلك الفترة، بل ألححت على والدي لكي أدرس في الخارج أسوة بأخي جميل الذي درس في الهند، فجاء صديق والدي وأقنعه بإرسالي إلى إسبانيا، عندما ذهبت إلى هناك انضممت إلى نادي «إكسترا مادورا» الذي يلعب في الدرجة الثالثة، وطُلب مني أن آتي بطلب الاستغناء من الإمارات، وفي تلك الفترة لم يكن هناك أي لوائح تنظم عمليات الانتقال، فوضعوا صورتي على بطاقة لاعب إسباني اسمه «فكتور ألفونسو»، وأصبح هذا اسمي في إسبانيا، ولكن تعلمت الكثير من اللغة الإسبانية، ونلت اهتماماً كبيراً منهم، لقد كانوا أسرة بالنسبة إلي.

العين تأثر بالإرهاق في البطولة الآسيوية | أرشيفية

 

ولكن لم تستمر معهم.

بالفعل، عندما علمت أن جامعة الإمارات افتتحت قسماً للإعلام في كلية الآداب رجعت على الفور، وتخرجت في الجامعة في سنتين ونصف السنة بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف، ولعبت في منتخب جامعة الإمارات في كرة القدم واليد، وشاركت معهم في عدد من البطولات الخارجية.

صوت الجامعة

كيف بدأت علاقتك مع الإعلام؟

قبل التخرج عملت في صحيفة «الاتحاد»، وبالتحديد محرراً لصفحة «صوت الجامعة»، وعقب التخرج عام 1982 عملت معهم رسمياً، وتنوع عملي بين الرياضة والمحليات، وعقبها قررت عام 1986 السفر إلى أميركا لإكمال دراسة الماجستير، ولكن بقيت العلاقة معهم، حيث غطيت لهم كأس العالم 1994، وأيضاً الدوريات اللاتينية، وتزوجت وأنجبت 5 أبناء، وكذلك عملت في وظائف أخرى يدوية، لأن العمل ليس عيباً.

إذاً متى عدت إلى دبي؟

جاءني هاتف من عبد اللطيف الصايغ، رئيس المجموعة العربية للإعلام، بخصوص تأسيس صحيفة جديدة تسمى «الإمارات اليوم»، ويومها كنت أعمل في محل تركيب الأجهزة الإلكترونية الخاصة بالسيارات، وكانوا يريدون أن أكون رئيساً للقسم الرياضي، وسألوني أسئلة عدة عن تنظيم العمل، وأيضاً الدوري الإماراتي، وكنت قد اشترطت على صديقي مالك المحل، وهو فلسطيني، أن يركّب الـ«ستالايت» لكي أشاهد الدوري الإماراتي، وفي نهاية المكالمة تم تعييني، وعدت إلى دبي.

تجربتك مع الإمارات اليوم؟

من 7 إلى 8 سنوات، ولكني تعرضت لحادث سير وأنا ذاهب لتغطية مباراة المنتخب الإماراتي ضد سوريا في العين، تسبب لي في إصابات بليغة، وعولجت 8 شهور في الإمارات وألمانيا، ويومها عرفت حب الناس لي على المستويات كافة، ومن الطرائف أنه عندما صحوت من الغيبوبة سألت عن نتيجة المباراة، لقد كانت تجربة حلوة ومرة، وكان أكبر اختبار في حياتي.

روحك رياضية

إذاً كيف بدأت علاقتك مع الإذاعة؟

عندما كنت في «الإمارات اليوم»، طلب مني عبد اللطيف الصايغ العمل في إذاعة «نور دبي»، عبر إعداد برنامج رياضي «روحك رياضية» أقدمه أنا، رفضت في البداية نتيجة صوتي الحاد، على الرغم من تجهيزهم لكل شيء، إلى أن أقنعني بالدخول في هذا المجال.

ما تقييم الجماهير لك في بداياتك الإذاعية؟

البداية كانت كارثية، أذكر أني تحدثت باللغة الفصحى، فأرسلت لي امرأة رسالة قالت لي: «نفس الغراب الذي أراد التقليد الحمامة»، ومنذ ذاك اليوم قررت تقديم البرنامج باللغة العامية.

ولكن هل استمررت مع الصحافة؟

تركت الصحافة عقب نجاح البرنامج، الصحافة عبارة عن مشكلات وهموم وضغوط، الصحافة جميلة، ولكن كما ذكرت في السابق فإن همومها كثيرة.

ما تقييمك لتجربتك الإذاعية؟

الصحافة علمتني الرياضة، وبنَت لدي الأساس في مسيرتي الإعلامية، ولكن الصحافة الآن أصبحت تهمة في بعض الأحيان، بسبب التناقضات الرياضية، لذا كنت سعيداً بالانتقال إلى الإذاعة التي تصل إلى القلب، لأن هناك مجالاً للخيال، وكذلك أعشق التلفاز والتحليل في البرامج الرياضية، ولكن، كما قلت لك، الصحافة هي التي فتحت كل هذه الأبواب.

هل تسببت انتقاداتك في دخولك إلى المحاكم؟

كنت قد انتقدت لاعبين، أحدهما في الشارقة، والآخر في دبي، فرفعا عليَّ قضية في المحكمة، وانتهت بالبراءة.

كيف تستقبل انتقادات الجماهير؟

بكل رحابة صدر، هناك دائما انتقاد بخصوص قوة صوتي وعلوّه، وهذه طبيعة شخصيتي، حاولت أن أغيّر هذا الشيء، ولكن الناس أحبتني لأني على سجيتي وعفويتي.

منتخب الإمارات

ما تقييمك للمنتخب الإماراتي؟

كنا مقتنعين بأن هذا الجيل سوف يصل بنا إلى المونديال، منذ مشاركتهم في أولمبياد لندن 2012، ولكن بدأت الأمور تتضح منذ رحلة المنتخب إلى الأردن وما تم الكشف عنه، وكانت لها تأثيرات خطرة، أدت إلى خروج المنتخب من تصفيات كأس العالم، ومع الأسف هناك لاعبون ولائهم للأندية وليس للمنتخب، يقاتلون مع أنديتهم، ولكن مع المنتخب حدثت هذه الأحداث المؤسفة.

إلى أين منتخبنا؟

إخفاق كبير وصدمة، وهذا الجيل كان الجيل الذهبي، ومنتخبنا الوطني بقيادة المدرب الإيطالي ألبيرتو زاكيروني محتاج إلى التغيير وتصعيد بعض الأسماء الجديدة، في كأس الخليج في الكويت حزنا للخسارة، ولكن فرحنا بعد ذلك، لأنه في النهاية فتحت لنا المكشوف، وكشفت سلبيات المنتخب، وتعلمنا منها، وهذه الخسارة فتحت الباب لتجريب عدد من اللاعبين الجدد، وعلى المدرب تجريب هذه الأسماء، خاصة ونحن أمام استحقاق كأس آسيا 2019.

الدوري محصور

لمن دوري الخليج العربي هذا الموسم؟

الدوري محصور بين العين والوحدة.

وماذا بالنسبة إلى مشاركات أنديتنا في الآسيوية؟

النتائج لم تكن جيدة، أعتقد أن الإرهاق أثّر فيهم بشكل كبير، وضغوط المباريات. نادي العين متخصص في هذه البطولة، أما الجزيرة فكانت مشاركته الموسم الماضي كارثية نتيجة تركيزه على الدوري وبطولة كأس العالم للأندية، ولكنه أثبت جدارته وتأهل هذا الموسم، والوصل والوحدة فشلا في تحقيق الآمال المعقودة عليهم.

موعد كأس العالم اقترب، ما الفريق الذي تتوقع تميزه خلال المونديال؟

إذا كنا نتكلم عربياً، فأنا أتوقع أداءً مميزاً من المنتخبين المصري والمغربي، أما بالنسبة إلى الفرق الباقية، فالبرازيل وألمانيا وإسبانيا تقدّم كرة جميلة، ولكن أعتقد أن منتخب «السامبا» سيمحو أخطاء الماضي، ولكن لا تنسَ أن الكرة الأوروبية أصبحت أفضل من اللاتينية، وهناك فرق كبير، وستكون المنافسة قوية.

 

ريال مدريد في الدم والقلب

أكد كفاح الكعبي، أن حبه لريال مدريد بدأ خلال دراسته في إسبانيا، حيث شجع النادي الملكي للمرة الأولى العام 1979.

وأضاف قائلاً: «كان هناك تناقض في الموضوع، النادي الذي لعبت له في إسبانيا كانوا من أكبر مشجعي أتليتكو مدريد، لذا كنت في الظاهر معهم، ولكن في الباطن كنت مع الملكي»

وعن تراجع الريال في الفترة الأخيرة، قال الكعبي إن المدرب زين الدين زيدان ظن أن حصده لمعظم البطولات الموسم الماضي يعني أن الفريق مكتمل الأركان، كما استعان بلاعبين صغار وليست لديهم الخبرة الكافية، واستغنى عن بعض اللاعبين البارزين، ولكن في الوقت ذاته عادوا إلى طريق الصواب على الرغم من تصدر برشلونة للدوري، وهناك الفرصة مواتية أمامهم في دوري أبطال أوروبا بعد هزيمتهم لليوفنتوس الإيطالي، مضيفاً بأن لقب دوري أبطال أوروبا سيكون بين ريال مدريد وبرشلونة.

وحب الكعبي لا يقتصر على ريال مدريد فقط، بل أيضا هو من محبي يونايتد ومان سيتي بعد شرائه من قبل سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير شؤون الرئاسة، أما في الدوري الإيطالي فقد كان من عشاق نابولي عندما كان مارادونا يلعب معهم، وروما بسبب نجم ليفربول حاليا محمد صلاح، وكذلك الإنتر ميلان والأيه سي ميلان.

النقاش الراقي

كفاح الكعبي لديه حساباته الخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي، إلا أنه يستخدمها في نشر الفرح والسرور، والحديث عن مباراة ما، ولا يخوض أي نقاش متعلق بالقضايا الرياضية كما يفعل باقي الإعلاميين.

وفي هذا الموضوع، أكد الكعبي، أن السجالات لا تنفع عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ولا تخدم القضايا المطروحة.

وأضاف قائلاً «نحن شخصيات عامة، ويجب أن نرتقي في تعاملنا، وإذا كانت لدينا خلافات نحلها بعيداً عن وسائل التواصل الاجتماعي، أنا مؤمن بالاستخدام الأمثل والإيجابي لوسائل التواصل الاجتماعي، ورياضتنا تنشر الفرحة والبهجة، ولكن هذا لا يعني عدم وجود سلبيات، هي موجودة ولكن علينا في نقاشاتنا أن نكون راقين».

التحليل

قال كفاح الكعبي، إن برامج التحليل يجب أن تكون رائعة ومحدودة، أما 4 أو 5 ساعات فإنها تسبب الملل.

وأضاف قائلاً: «للأسف أصبح في تلك البرامج إثارة غير مبررة، تستطيع أن تكون مثيراً ولكن من غير استخدام الأسلوب الجدالي، في أوروبا تختلف البرامج فهي تحتوي على المعلومات وخفة الدم، وأنا أستخدم هذا الأسلوب في برنامجي الإذاعي».

نصحية

أكد كفاح الكعبي، أن التواضع والتعلم من الحياة يجب أن تكون من صفات الإعلاميين الجدد.

وأضاف: «مشكلتنا أن الجميع يريدون أن يصبحوا مديرين، وهذا خطأ، يجب على الجميع النزول إلى الميدان وعدم الجلوس على الكرسي، مهما كانت وظيفتك، يجب على الجميع أن يدرك أنها مهنة صعبة ولكنها تحتاج إلى العشق والصبر في الوقت ذاته».

Email