نجوم الميديا

رضا بوراوي:الإعلام خطفني من التدريب

ت + ت - الحجم الطبيعي

يتمتع التونسي رضا بوراوي المحلل الفني في برنامج «غيم أوفر»، الذي يُعرض على قناة أبوظبي الرياضية بكاريزما وحضور خاص، ما جعله محط متابعة قطاع عريض من مشاهدي الوسط الرياضي، ويعد أعضاء فريق «غيم أوفر» صناع النجاح للبرنامج وجميع اعضائه، حيث يشكل بوراوي وزميله رياض الذوادي ثنائياً مختلفاً في وجهات النظر، ودائما ما يكون الشد والجذب حاضراً بينهما على وجه الخصوص، ولذلك تصور البعض بأنهما يقدمان «شو إعلامي» من اجل جذب المشاهدين.

والتقى «البيان الرياضي» كابتن رضا بوراوي في حوار هادئ تحدث خلاله عن أسباب اعتزاله العمل التدريبي والالتحاق بعالم الفضائيات، وأبرز المحطات في مشواره الإعلامي، وأمور أخرى ذات صلة وإلى نص الحوار:

كيف كانت البداية في الإمارات؟

منذ قدومي إلى الدولة بدأت مساعد مدرب لقطاع الناشئين في نادي الجزيرة، بعدها عرض علي المسؤولون في النادي تولي مسؤولية تدريب قطاع الناشئين، ووافقت على تحمل هذه المسؤولية وأمضيت 5 سنوات مديراً فنياً، حققنا فيها إنجازات مهمة ابرزها تحقيق الدوري تحت 15 عاماً، وكان ابرز النجوم في الجزيرة الراحل فهد النويس، بعدها انتقلت إلى نادي الوحدة في أواخر عام 1986.

بماذا تصف المرحلة الثانية بعد انتقالك إلى نادي الوحدة؟

عملت مدرباً فنياً لقطاع الناشئين 5 سنوات، وابرز النجوم الذين خرجوا من عباءة قطاع الناشئين الدوليون السابقون ياسر سالم، وحارس المرمى عبدالباسط محمد، وعبدالله سالم، بعدها ذهبت إلى تجربة أخرى في السعودية لمدة 5 سنوات أيضاً، وابرز المحطات الصعود بنادي نجران السعودي إلى الدوري الممتاز، بعدها عدت إلى أبوظبي وباشرت التدريب مرة أخرى في نادي الجزيرة عام 2001.

تحول

ما قصة تحولك من التدريب إلى الإعلام؟

تعتبر إذاعة أبوظبي هي نقطة الانطلاق بالنسبة لي في المجال الإعلامي، ففي عام 2003 تلقيت اتصالاً من عامر سالمين «كاتب ومخرج» بالانضمام إلى فريق عمل إذاعي تكون حينها من الدولي السابق عبدالقادر حسن، وعبدالحميد المستكي، حينها كان مدرباً في نادي العين، وصادف انضمامي تحليل دورة الخليج 2004، مع العلم إنني كنت على رأس عملي مديراً فنياً لقطاع ناشئي نادي الجزيرة، واستمررت ضمن فريق عمل البرنامج الإذاعي حتى 2006 -2007 وتلقيت اتصالاً في هذا العام من الإعلامي الشهير يعقوب السعدي، وكان حينها يعمل في قناة دبي الرياضية، وطلب مني الانضمام إلى «قناة المشاهير» التي كانت تخطط لميلاد برنامج جديد يسمى الشوط الثالث، وكان الهدف منه إلقاء الضوء على الظواهر السلبية في دورينا، فهو برنامج نقدي في المقام الأول وبعيد عن التحليل الفني، مع العلم أن يعقوب السعدي كان يقدم برنامجاً يسبق الشوط الثالث يسمى «دورينا» وكان يقدمه بمفرده ودون ضيوف.

وماذا عن صدى «الشوط الثالث» بين الجماهير؟

الحلقة التجريبية الأولى ضمت كوكبة من المحليين الرياضيين وحضر الافتتاح الراحل الفرنسي عبدالكريم ميتسو وكان حينها مدرباً للمنتخب الوطني، كما ضم البرنامج اسماء لامعة مثل محمد مطر غراب، فهد خميس، وإسماعيل راشد، وحقق البرنامج نجاحاً كبيراً، وقبولاً لدى الشارع الرياضي، وطلب مني الاستمرار ضمن فريق العمل، واستمر البرنامج لمدة عامين تقريباً، بعدها تحول يعقوب السعدي من قناة دبي الرياضية إلى زميلتها أبوظبي الرياضية.

أين أنت من قطاع الناشئين والتدريب؟

بصراحة أحببت الإعلام ولم يكن لدي الوقت الكافي لكي أقوم بمهام عملي التدريبية، لذلك اعتزلت التدريب، وأخذني الشغف بالمجال الإعلامي، حيث إنني كنت اقطع مسافة السفر اليومية من دبي إلى أبوظبي، بالإضافة إلى وقت الإعداد وزمن البرنامج نفسه، لذلك تيقنت انه من الصعب جداً التوفيق بين العمل التدريبي ومسؤوليته الكبرى، والتواجد كمحلل وناقد رياضي، وبطبيعة الحال العمل الإعلامي يتطلب اطلاعاً دائماً على آخر المستجدات ومتابعة شاملة ومستمرة للأحداث الكروية، ولا أخفي عليكم أنني فضلت خوض تجربة جديدة في المجال الإعلامي.

هل أحسست بفارق الأجيال بينك وبين آخرين ؟

بصراحة فإن عقلية جيل 1981 التي عاصرتها عند المجيء إلى العاصمة أبوظبي، تختلف عن عقلية أجيال مطلع الألفية الثالثة، وذلك من حيث الانضباط وفرض شخصية المدرب، وربما كان حينها عقلي وتفكيري قديماً بالمعنى البسيط «أنتيكة» في الوقت نفسه جيل الألفين أرى انه «مدلل» ويحتاج نوعية خاصة من المدربين، والمدرب «الأنتيكة» لا يستطيع التأقلم مع جيل «السوشيال ميديا».

وما طبيعة الجيل الحالي في قطاع الناشئين؟

تدريب قطاع الناشئين يعتبر أصعب حلقات المجال التدريبي، وهو بمثابة معلم «الابتدائي» الذي يؤسس ويغرس القيم والأخلاق قبل فنون الكرة، ويفرض الانضباط، واللاعب المجتهد والذكي هو من يتأثر بمدربه وينفذ تعليماته حتى ولوكان مدربه شديداً أو صارماً في توجيه وتنفيذ الأوامر، وأتذكر منذ سنوات وقبل وفاة الدولي السابق فهد النويس وابرز لاعبي الجزيرة، أننا تقابلنا في مناسبة وبعد السلام والتحية قال لي كابتن «رضا» كنت أكرهك وأنفر منك عندما كنت مدربي في الناشئين، لكن عندما كبرت والتحقت بالفريق الأول، وتم اختياري ضمن صفوف المنتخب الوطني، وشاركت في كأس العالم 1990، عرفت فضلك وصرامتك في الضبط وفرض الالتزام على الجميع.

لكن للآسف تغيرت الأجيال، والحالي منها لا يتقبل هذا النوع من الفكر القيادي، وأعتقد أنها سنة الحياة حيث تغير سمات وخصائص الأجيال، وخصوصاً الحالي مع الانفتاح الكبير على العالم، وعالم «السوشيال ميديا».

وما المطلوب من المدرب الحالي خصوصاً في قطاع الناشئين؟

لا بد أن يكون المدرب على مبدأ ثابت لأنه يتعامل مع عقليات مختلفة تضم حوالي 25 لاعباً، وأعتقد أن عقلياتهم مختلفة، لكن المدرب الثابت على مسار واضح، بتفعيل لوائح وقوانين النادي لا شك انه سينجح، والانضباط السلوكي يأتي في المقام الأول قبل المستوى الفني، لأنه الأساس الذي يقام عليه العمل.

محطة مهمة

حدثنا عن المحطة المهمة بانتقالك من قناة «المشاهير» إلى أبوظبي الرياضية؟

وجدت فرصة الانتقال إلى العمل في أبوظبي فرصة جيدة بالنسبة لي، والمناسبة فإن يعقوب السعدي نفسه الذي كان مقدماً لبرنامج الشوط الثالث انتقل إلى العمل في أبوظبي الرياضية، علماً أن السعدي هو من اكتشفني ومنحني الفرصة عن طريق الإذاعة، فانتقلت معه والآن يعرف الجميع أنني عضو في فريق عمل «غيم أوفر» وما زالت علاقتي طيبة بزملائي القدامي والمسؤولين في قناة «المشاهير».

«شو إعلامي»

تحدث بوراوي عن اختلاقه «شو إعلامياً» مع رياض الذوادي، وقال: عندما ألتقي بعض المشاهدين خارج نطاق العمل فإنهم يقولون مثل هذا الرأي ويفسرون التجانس والتأقلم مع رياض الذوادي وأعضاء فريق عمل «غيم أوفر» بالاتفاق قبل الحلقة من أجل «شو إعلامي»، لكنني أؤكد أنه على مدار 10 سنوات كمحلل رياضي سواء في الإذاعة أو قناتي دبي وأبوظبي الرياضيتين، لم يسبق أن اتفقت مع أي من زملائي قبل الحلقة، وبهدف عمل شو إعلامي بتوزيع الأدوار، والاختلاف مع الزملاء الذوادي، د. موسى عباس، يوسف حسين، أو يعقوب السعدي، وبو شقرة مقدمي البرنامج يأتي بطريقة عفوية تلقائية، فلكل منا وجهة نظره الخاصة، فالشو الإعلامي مرفوض في غيم أوفر، وأرى أن الاختلاف في وجهات النظر بين الزملاء يلقي مزيداً من الإثارة على حلقات البرنامج، وأعتقد أن المشاهدين يستمتعون بالشد والجذب بين الزملاء.

حسابات مزيفة

أوضح بوراوي أن العالم الافتراضي أصبح مليئاً بتلفيق من خلال حسابات مزيفة واختلاقات، وقال: أملك حساباً وحيداً على «تويتر» ويديره صديق لي، وعندما أتناول رأياً ما فإنني أتواصل مع صديقي وأطلب منه كتابة «تغريدة». وأشار إلى أن الأجيال القديمة لا تحسن التعامل مع عالم «سوشيال ميديا».

اختلاف بين الأجيال

أكد رضا بوراوي عن أبرز الاختلافات بين المدربين من جيله والجيل الحالي، وقال: على سبيل المثال لا الحصر قصات الشعر ففي وقتنا عندما نطلب من اللاعب قص شعره فإنه يأتي في اليوم التالي، وهو مهندم منفذاً أوامر المدير الفني، أما في الوقت الحالي فإذا طلب المدرب من اللاعب نفس الطلب فإن اللاعب ربما «يضحك عليه» ويقول في مخيلة تفكيره هذا مدرب متأخر.

الاحتراف في التعامل مع الإعلام

أكد رضا بوراوي أن البعض يلقي باللوم على الإعلام عند الفشل، مشيراً إلى أهمية الاحتراف الإداري في تعامل الأندية مع المؤسسات المحيطة بما فيها الإعلام لأنه جزء أصيل من المنظومة، وقال: على مسؤولي الأندية العمل في صمت والتركيز في كيفية تفوق فرقهم، بعيداً عن الدخول في مشاحنات مع أشخاص معينين، أو توجيه الاتهامات لهم بمجاملة أندية معينة، على حساب نقد فرقهم، فالإدارة هي المسؤولة عن توفير مناخ عمل مناسب وإمكانيات ثابتة للمدرب، بالإضافة إلى توافر خطط مدروسة وآلية عمل للفريق طيلة الموسم، مع البعد عن العمل العشوائي لأنه يأتي بنتائج سلبية، ولا يضع الفريق في موضع مناسب.

وأضاف: الغريب أنهم يقولون إن برنامجاً ما وشخصاً ما يحمل أجندات ضد النادي، مع أن الحقيقة أنه من المفترض أن يستفيد الجميع من الإعلام من خلال الاستماع إلى كل وجهات النظر، وحينما نتناول فريقاً بالتحليل ونقول على سبيل المثال إنه سيهبط إلى دوري الدرجة الأولى، أو إن فريقاً ما بعيد عن المنافسة على اللقب، فإننا نتحدث بلغة الأرقام، وتحليل مشوار الفريق وما يملكه من إمكانيات، وللأسف الكثير لا يتفهم ذلك وربما يشيرون إلى المحلل الرياضي بأنه مجامل أو منافق، وفي هذه الحالة يكون الإعلام متهماً ، وعندما أتناول ظاهرة ما في فريق فإنني أبتعد عن تناول نقد اسم أو مسؤول محدد.

Email