عبيد سيف المطروشي أول لاعب من عجمان في المنتخب

امتحانات الثانوية اختصرت مشواري مع «الأبيض»

ت + ت - الحجم الطبيعي

كشف عبيد سيف المطروشي، الذي ارتبط بلقب «الكابتن» منذ بدايات مشواره مع الكرة في نادي عجمان، عن تسبب امتحانات المرحلة الثانوية في اختصار مشواره مع المنتخب الوطني، بعد أن نال شرف أول لاعب من عجمان، يتم اختياره للمنتخب في عام 78، وحكى المطروشي في حوار مطول مع «البيان الرياضي» تفاصيل تلك القصة، ضمن قصص أخرى في مشواره مع الكرة، الذي بدأ وانتهى في نادي عجمان، ويعد المطروشي من اللاعبين، الذين تركوا بصمتهم مبكراً في كرة الإمارات وصفوف «البرتقالي» على وجه الخصوص.

احكِ لنا قصتك مع الكرة وهل بدأ مشوارك معها وانتهى في نادي عجمان وحده؟

مشواري مع الكرة بدأ مبكراً في عمر 10 سنوات ولم يكن هناك ناد غير عجمان، أو بالأحرى الفرق التي اندمجت لاحقاً وشكلت نادي عجمان، وكان نادي الشعلة هو الوحيد في تلك الفترة ولعبت له ثم حصل الدمج للشعلة والناصر والهلال لينشأ منها نادي عجمان في عام 1974، وقبل هذه الفترة كنا نلعب كوننا مبتدئين ولم تكن هناك مراحل سنية متدرجة كما ظهر بعد ذلك، وكان اللعب يكون للفريق الأول أو الأشبال، وتعاقب علينا مدربون كثر واستمرت المسيرة مع نادي عجمان، وكما جرت العادة حينذاك يتم إلحاقك بالفريق الأول بعد عمر 18 سنة تقريباً، وبالنسبة لي انضممت للفريق الأول في عمر 17 سنة، وسافرت مع الفريق الأول في رحلة إعداد للسودان سنة 1977، وبعد شهور قليلة في عام 78 تم اختياري للمنتخب الوطني الأول.

حدث استثنائي

نتوقف للتفصيل أكثر عن هذا الاختيار للمنتخب وأنت في عمر مبكر ولم يمض مشوارك كثيراً مع فريق عجمان؟

في الحقيقة كان الاختيار للمنتخب الوطني حدث استثنائي بالنسبة لي ولفريق عجمان، ويكفي أن أكون أول لاعب من نادي عجمان يتم اختياره للمنتخب الوطني الأول الذي كان يضم مجموعة ذهبية من اللاعبين أمثال الكابتن أحمد عيسى، وعبد الكريم خماس ويوسف محمد وجاسم محمد وعوض مبارك وغانم مبارك وسالم بوشنين وسالم حديد ورجب عبد الرحمن، وكنت أصغر لاعب بينهم، ومكثت مع المنتخب لشهر ونصف الشهر وذهبت مع زملائي لمعسكر إعداد في هولندا ثم اعتذرت عن عدم السفر مع المنتخب لدورة الخليج في العراق بسبب امتحانات الثانوية العامة، واستمر مشواري مع عجمان بعد ذلك.

وماذا بعد اعتذارك عن المنتخب بسبب الامتحانات؟

استمر مشواري مع عجمان وهي فترة تظل خالدة في الذاكرة وكانت من أجمل أيامي مع كرة القدم وكان الفريق يضم عدداً من اللاعبين المحترفين أمثال المرحوم عبده مصطفى ومحمد علي الجاك «شواطين»، الذي حضر معنا من السودان وكان المدرب في تلك الفترة المرحوم الهادي صيام.

وأكثر ما كان يميز عجمان المجموعة المتجانسة من اللاعبين بما فيهم الأجانب وكان عجمان من أفضل الأندية التي تختار لاعبين أجانب ومن بينهم المحترف المصري أسامة خليل، الذي كان عائداً من احتراف في أميركا وفرنسيس كونه لاعباً هدافاً وبالنسبة للمواطنين كان الفريق يضم لاعبين موهوبين مثل محمد سعيد النعيمي وسامي إسماعيل شقيق خالد إسماعيل ومحمد هاشم.

واستمر مشواري مع عجمان حتى عام 86 واعتزلت الكرة في عجمان، ولم أفكر في الانتقال لفريق آخر خاصة أن الكرة لم تكن بالنسبة لنا احترافاً كما يحدث الآن.

من الملعب للإدارة

وإلى أي مجال ذهبت بعد الاعتزال؟

اخترت الانتقال للعمل الإداري بعد الاعتزال في نادي عجمان وتوليت منصب مساعد أمين السر العام للنادي، وخلال فترة العمل الإداري تعاقب على النادي عدد من رؤساء مجلس الإدارة مثل عبد الله بوشهاب وعبيد الزعابي وعبد الله سعيد النعيمي الذي كان المشرف الرياضي عندما كنت لاعباً.

عجمان حقق بطولة غالية سنة 84 عندما فاز بكأس صاحب السمو رئيس الدولة، أين كنت حينها؟

للأسف لم أشارك في المباراة النهائية أمام النصر التي أحرز فيها عجمان هذه الكأس الغالية رغم وجودي في قائمة الفريق، وذلك لظروف خاصة ولكن شاركت مع الفريق خلال البطولة، وبالتأكيد فإن عجمان سجل اسمه بحروف من ذهب بهذا الإنجاز الخالد.

ما هو أكثر ما يلفت النظر في نادي عجمان؟

الشيء الذي يجمع عليه كل المتابعين أن نادي عجمان عبارة عن أسرة واحدة، فكل الرياضيين في عجمان مرتبطون بالنادي بغض النظر عن المناصب، ولهذا السبب يشعر الجميع بحجم الاستقرار الإداري في نادي عجمان، فالكل ينصح ويوجه ويتمنى الخير للنادي ولا يهم إن كان داخل أو خارج إدارة النادي، وحتى اللحظة نتابع مباريات الفريق بكثير من التوتر والشغف ونتمنى دائماً أن يكون الفريق في أحسن صورة.

فرق كبير

ما هو الفرق والاختلافات بين الكرة زمان والآن؟

الفرق كبير، وبالتأكيد الاحتراف الحالي يفرق كثيراً ولكن برغم هذا الاحتراف والتفرغ الكامل إلا أن العطاء مختلف، فاللاعب همه الوحيد الآن الجانب المادي، بينما الهم الأساسي في الوقت السابق اللعب للشعار عن رغبة ومحبة كبيرة ولم يكن هناك شخص يفكر في رواتب أو غيرها، واللاعبون زمان كانوا يقضون الوقت بينهم أكثر مما يقضونه في منازلهم، فهم أصدقاء وجيران في الحي، بينما الآن اللاعب لا يلتقي زميله إلا في التمرين والمباراة واللاعبون في الفريق الوحيد من شتى المدن.

والألفة الاجتماعية في الماضي بين اللاعبين لها مردود إيجابي على العطاء في الملعب، بينما الآن كل شيء متوفر من إمكانات ورغم ذلك فالعطاء قليل جداً، وفي الماضي المجموعة حريصة على تحقيق أفضل النتائج.

كيف ترى تضحية اللاعب حالياً في عصر الاحتراف بمستقبله الأكاديمي أو المهني من أجل الكرة مقارنة بوضعكم في السابق؟

التضحية بالدراسة أو العمل من أجل الكرة غير مبررة، فالتحصيل الأكاديمي مهم جداً ويسهم في ثقافة اللاعب، والكرة لا تمنع من ذلك حتى وإن كانت احترافاً، وأتذكر أننا كنا نحرص على الدراسة حتى بالانتساب عندما كنا موظفين ولاعبين، وأتمنى من كل لاعب ألا يهمل الدراسة بحجة الاحتراف.

ولكن هناك من يقول إن العائد المادي من الاحتراف يؤمن للاعب مستقبله بعد ترك الكرة؟

نعم، ربما يكون هذا الرأي صحيحاً لبعض اللاعبين أصحاب التعاقدات الكبيرة، ولكن كون مبدأ لا يمكن التسليم بالتفرغ للكرة وترك الدراسة، فلا يوجد لاعب يضمن كم سيكون مشواره في الملاعب وهناك ظروف إصابات وغيرها قد تختصر عمر اللاعب، ومن الواجب أن ينظر اللاعب لمستقبله بعد الكرة من خلال تأهيله الأكاديمي وكما ذكرت لا يوجد ما يمنع ذلك مع ممارسة الكرة.

ماذا تقول عن فريق عجمان الحالي؟

الفريق الحالي لعجمان يعتبر جيداً وأثبت كفاءته في دوري الخليج العربي والفريق لديه مدرب جيد ومجموعة متجانسة من اللاعبين بما فيهم المحترفون الأربعة ومجلس إدارة حريص على توفير وتهيئة المناخ الملائم والتكيف مع إمكانات النادي وتحقيق أفضل النتائج بهذه الإمكانات، وهذا دليل نجاح بعيد عن أي مجاملة وبشهادة الجميع يستحق عجمان الإشادة بفضل جهود الشيخ راشد بن حميد النعيمي رئيس النادي ومجلس الإدارة برئاسة خليفة الجرمن.

تحفظ

أبدى عبيد المطروشي تحفظه على بعض المحللين في الفضائيات، مشيراً إلى أن بعض التحليلات تميل إلى الإثارة المضرة بكرة القدم، وقال إن الارتقاء بالرياضة لا يحدث فقط بالحديث والتركيز على السلبيات وشن حملات إعلامية على أفراد، وطالب المطروشي بالتعامل بحياد والابتعاد عن السلبيات الشخصية والنظر للصالح العام.

بروفايل

عبيد سيف المطروشي

معلم لغة عربية ثم مساعد مدير مدرسة ثم مدير مدرسة 24 سنة

مدير منطقة عجمان التعليمية بين 2004 و2010

مساعد سابق لأمين السر العام لنادي عجمان

نائب رئيس سابق لنادي عجمان للشطرنج

بدون مجاملة.. جيلنا متميز

وصف عبيد سيف المطروشي الجيل الذي لعب معه في نادي عجمان بالمتميز، وقال إن تميز هذا الجيل يكمن في التزامهم بالخلق القويم داخل وخارج الملعب، لدرجة انه لا يتذكر أي زميل خرج عن النص، وجميعهم كانوا يركزون في حياتهم الدراسية جنباً إلى جنب مع الكرة، وتجلى ذلك بوضوح في تبوئهم مناصب مرموقة في حياتهم العملية وأصبحوا من الشخصيات العامة كل في مجاله، وقال إنهم كانوا يتعاملون مع الكرة بعقلية احترافية قبل معرفة الاحتراف، فلا سهر ولا تدخين أو أي من التصرفات التي تضر باللاعب، مشيراً إلى أن لعب الكرة لا يمنع من التحصيل الأكاديمي حتى يتجاهله اللاعب كما يحدث الآن، وقال إن النادي كان متميزاً للغاية برغم إمكانياته المادية المحدودة في ذلك الوقت، وهذا التميز يعود للمجموعة الملتزمة من اللاعبين.

ظاهرة الإصابات تحتاج دراسة

ذكر عبيد سيف المطروشي، أنه لم يتعرض لأي إصابة خلال مشواره مع الكرة، واستغرب من تعدد الإصابات للاعبين حالياً، لدرجة أن اللاعب تجده يصاب بالرباط الصليبي مرتين وثلاثاً، وطالب بدراسة هذه الظواهر الغريبة للإصابات لمعرفة أسبابها، مشيراً إلى أن الملاعب الحالية في منتهى الروعة، والإعداد علمي وفي منتهى الكفاءة، عكس الماضي،‏‏ الذي كانت فيه الملاعب حدث ولا حرج، ورغم ذلك، تشكو الفرق حالياً من ظاهرة الإصابات.

وقال إن الوجبات والغذاء في الماضي، كانت بشكل تلقائي وعلى «السجية»، بينما كل شيء الآن محسوب في النادي.

عبدالرحمن أمين أعادني للمنتخب

أوضح عبيد سيف المطروشي، أن اختياره للمنتخب الوطني حدثت فيه قصة، حيث كان آخر لاعب يتم اختياره للقائمة وعندما ذهب للتمرين وكان المدرب هو دون ريفي، تم الاعتذار له نظراً لأن العدد الذي تم اختياره كان كبيراً، ووعدوني باستدعائي في وقت آخر، وعدت بالفعل للنادي، وفي اليوم التالي استفسر مني رئيس مجلس إدارة عجمان عبدالرحمن أمين ونقلت له ما حدث، وما كان من عبدالرحمن أمين إلا أن أجرى اتصالات وتحركات مع إدارة المنتخب، وقال لهم لا يجوز ذلك، وطالما تم الاختيار ليس من المعقول الاعتذار للاعب، وبالفعل تصادف أن الحارس إبراهيم رضا اعتذر، فتم استدعاء عبيد المطروشي للمنتخب من جديد، وقال المطروشي إنه لا يزال يتذكر هذا الموقف لعبدالرحمن أمين الذي اهتم بالأمر كثيراً.

من الكرة إلى الشطرنج

أوضح عبيد سيف المطروشي أنه ترك العمل الإداري في نادي عجمان منتصف التسعينيات وانتقل لمشوار إداري آخر في الرياضة في نادي عجمان للشطرنج كنائب لرئيس مجلس الإدارة فترة 6 سنوات، وقال إنه اكتسب خبرة جيدة في نادي الشطرنج، وقال المطروشي إن العمل الإداري في مختلف المجالات يفيد الشخص كثيراً ويستطيع من خلاله تقديم أفضل ما عنده.

Email