«عميد» مدربي أم الألعاب يتحدث لـ«البيان الرياضي»

الخلفاوي: «القوى» سر صمودي 12 سنة في المصارعة

ت + ت - الحجم الطبيعي

يلقب محمد الخلفاوي، المدير الفني لألعاب القوى بنادي النصر، بـ«عميد» مدربي أم الألعاب في الدولة، بعد تاريخ طويل قضاه في خدمة اللعبة، وتحديداً منذ عام 1973، عندما بدأ شق الطريق في رحلة الكفاح الطويل، ليصل إلى العديد من المواقف والرؤى الهامة، وفي مقدمها، ضرورة العودة إلى دور المدرسة في اكتشاف المواهب.

والتنسيق بين المدرسة والبيت والنادي، وإنشاء اتحاد رياضي للشركات، وإقامة معسكرات دائمة خارجية للمواهب الرياضية، وكشف عن عدم الهزيمة طوال 12 سنة في المصارعة الرومانية بسبب ألعاب القوى.

يتذكر الخلفاوي بداية مشواره الرياضي في الدولة، قائلاً: «كان توفيقاً من الله، أن أفضل العمل في الإمارات عام 1973، عن السفر إلى الولايات المتحدة الأميركية لاستكمال دراستي والعمل.

وكانت بدايتي بالعمل في وزارة التربية والتعليم، وقت أن كان المغفور له بإذن الله، الدكتور عبد الله تريم، وزيراً للوزارة، وعملت معلماً للتربية الرياضية في ثانوية دبي، ووقتها عايشت تطلعات الشباب وطموحاته الكبيرة، رغم ظروف بداية الدولة والاتحاد، وصعوبة الحياة وقتها».

أكمل الخلفاوي: «لم تكن هناك أندية بشكلها الحالي، وكانت المنشآت بسيطة، ومثلاً مقر نادي الشباب، عبارة عن بيت صغير، وكرة طاولة، ولم تكن هناك ملاعب بالشكل الحالي.

وكذلك كان الحال تقريباً في ناديي النصر والأهلي، لذا، حرصت بهدف تطوير وتوسيع القاعدة الرياضية، الاستعانة بطلبة المدارس، مع ظهور مواهب من ثانوية دبي، التي كانت شبيهة وقتها بالجامعة، وجعلت المدرسة مركزاً للتدريب بعد الظهر، وشمل المركز، ألعاب القوى والكرة الطائرة والسلة والقدم، وغيرها من الألعاب الرياضية».

اكتشاف

أوضح «عميد» مدربي القوى: «كانت مهمتي، اكتشاف المواهب، وأعتقد أنني نجحت وقتها إلى حد كبير، وكان منهم المهندس مطر الطاير نائب رئيس مجلس دبي الرياضي، وكان من لاعبي الطائرة واليد وألعاب القوى، وعبد الكريم خماسي، وكان متعدد المواهب في كرة القدم والسلة والطائرة وألعاب القوى.

وجاسم الفار، حمد البنا، عبد الله المري، محمد مطر غراب، يوسف السركال، سعيد حارب ويوسف الملا وعبد الرحمن أبو الشوارب وغيرهم».

واصل الخلفاوي حديثه عن ذكرياته الرياضية، بقوله: «عندما بدأت العمل في الإمارات، لم يكن هناك اتحاد رياضي، سوى اتحاد كرة القدم فقط، واستعان بي الاتحاد وقتها كخريج تربية رياضية، للعمل سكرتيراً لمنطقة دبي للكرة، وقمت بوضع اللوائح والقوانين لموسم 1973-1974، وأقمنا دوري منطقة دبي.

وبعدها بعامين، ظهر اتحاد كرة الطائرة بنفس البناية، ولعل ما يميز تلك الفترة التاريخية، الترابط بين النادي والمدرسة، ورغبة الطلاب في ممارسة الرياضة بكافة أشكالها».

مصارعة رومانية

كشف الخلفاوي عن معلومة لا يعرفها الكثيرين عن حياته، بقوله: «تخصصت في دراستي بكلية التربية الرياضية، في ألعاب القوى، وتحديداً في رمي المطرقة والسرعات، وكنت أسجل في 100 متر عدو، زمن 12 ثانية، ولكن تفوقي أكثر كان في المصارعة الرومانية.

والتي حصلت فيها على العديد من ألقاب في بطولات أفريقيا والعرب والبحر المتوسط، فيما انحصرت ألقابي في ألعاب القوى، على بطولات الجامعات، وأؤكد أن اللاعب الموهوب في أي رياضة، يجب أن يكون أساسه من خلال ألعاب القوى، لأنها رياضة تشمل القوة والتحمل.

ويمكن من خلالها بناء الموهوبين، وهناك الكثير من لاعبي ألعاب القوى، تحولوا إلى كرة القدم، وبالتالي، لا يصح أن تكون أم الألعاب مهمشة، وأعتبرها جزءاً من حياتي، ويكفي أن أشير إلى أنها كانت سبباً في أنني لم أهزم طوال 12 عاماً في المصارعة، وحتى اعتزالي».

أوضح مدرب ألعاب القوى: «بعد اعتزالي المصارعة، حصلت على دورة تدريبية في ألمانيا، عن كيفية اكتشاف وانتقاء المواهب في المراحل السنية، وفي ألعاب القوى بشكل خاص، وتعاونت مع اتحاد ألعاب القوى في بدايته، بتدعيمه بالمواهب التي اكتشفها، بعدما انتقلت إلى مدرسة المهلب الإعدادية، وقت إشهار الاتحاد عام 1979، وسمح الاتحاد وقتها للمدرسة، بالمشاركة مع الأندية، والطلاب نجحوا في كسب البطولات».

قال الخلفاوي أيضاً: «أتذكر أنه لم تكن هناك ملاعب سوى في المنطقة العسكرية الوسطى، التي أقيم عليها برج خليفة الآن، ومن اللاعبين المميزين في ألعاب القوى حينها، المستشار أحمد الكمالي عضو الاتحاد الدولي، رئيس الاتحاد الإماراتي لألعاب القوى، وكان بطلاً في المسافات الطويلة، وأشهد أنه دائماً لديه غيرة وحب للعبة في ممارستها ومتابعتها، لأنه لم يبعد عنها، واللواء عبيد سعيد، وفتح الله عبد الله في 400 متر عدو».

أكمل الخلفاوي: «ولم تكن هناك ملاعب أخرى، وكنا نخطط الأرض بأيدينا، بعد أن نرش الملعب بالمياه، حتى نقيم المسابقات، لذا، كانت كل البطولات تقام في المنطقة العسكرية، وكان هناك حوالي 10 أندية، وليس 22 نادياً مثل الآن، ومع هذا، كنا نعمل نشاط كبير.

وأعتبر أن المنطقة العسكرية، كانت منبعاً للاعبي القوى من الرجال، وكان أغلبهم وقتها من العسكريين، الذين لديهم قوة التحمل، وكان يستفيد منهم نادي الوصل، لأن مشرفي المنطقة العسكرية، هم المدربون في الوصل».

واصل الخلفاوي: «دخل النصر ألعاب القوى، بعد الأهلي والوصل، وذلك عام 1983، وتم تكليفي من قبل إدارة النصر، بتشكيل فريق للقوى.

وأفتخر أنني كنت وحدي في هذا الأمر، ومعي الإداري يحيى عيد، ونافسنا الوصل والأهلي في اختراق الضاحية، وأتذكر أنه كان لدي طالب في مدرسة المهلب، وكان لديه حصة تربية رياضية، وعاقبته بالجري حول الملعب 5 لفات، وعاد وهو يضحك، وطلبت منه الجري 5 مرات أخرى، ثم 5 مرات ثالثة.

وكان موهبة حقيقة، واسمه حميد قاسم المثنى، كان وقتها عمره 16 سنة، وشارك في بطولة في اختراق الضاحية مع عمالقة الوصل، ودخل بين الثلاثة الأوائل، وشارك في البطولة العربية، وكان منافساً قوياً في 400 و800 متر، وكذلك أيوب حسين، وكان لاعب كرة قدم، وأحب ألعاب القوى، وكان أفضل لاعب إماراتي في 5 و10 آلاف متر جري، وهناك آخرون، منهم إبراهيم ناصر، حميد قاسم، غانم مبارك ومبارك قمبر».

جهود

أشار محمد الخلفاوي، إلى أن ما يحدث في ألعاب القوى من الماضي وحتى الآن، مجرد مجهودات فردية، بدون خطة ثابتة، ولكن حسب الظروف.

وقال: «رغم أن الإمكانات كانت قليلة في الماضي، ولكن الروح الرياضية متوفرة، وأرى الآن ضرورة قضاء وقت فراغ الطالب في الرياضة، والتي لن تتقدم، طالما الجهات الرسمية مشتتة، بمعنى أن كلاً من المدرسة والبيت والاتحاد والنادي في اتجاه، ويجب على الجميع التكاتف لدعم الأنشطة الرياضية».

تساءل الخلفاوي: «أين الآن دور المدرسة ووزارة التربية والتعليم؟، وأين ما ينتج من الخطط التي تعلن؟، وأين قاعدة الناشئين التي ظهرت من الأولمبياد المدرسية؟

والمفترض الآن أنهم أصبحوا لاعبين دوليين، وأرى أن التخطيط للأولمبياد، يتم وفق طرق عشوائية، وبدون تخطيط، ومثلاً، القرار الغريب الصادر من الأولمبياد المدرسي، بعدم اختيار المواهب المكتشفة للعب في الأندية، ووزارة التعليم دورها اكتشاف الموهبة وتسليمها إلى النادي واتحاد اللعبة، واللذان يملكان خبرة وإمكانات تجهيز وصقل الرياضيين للبطولات».

زايد لا يغيب عن الذاكرة

أشاد محمد الخلفاوي، بقرار السماح لأبناء المواطنات ومواليد الدولة وحاملي الجوازات التي خلاصات قيدها تحت الإجراء، بالمشاركة في البطولات، وقال: كنا ننادي بهذا القرار، لأن الإمارات كلها خير، وهناك العديد من المواهب الكروية كانت ستضيع إذا لم يتم الاستفادة منها، وسيكون للقرار أثر إيجابي في توسيع القاعدة، وظهور الكثير من المواهب.

أكمل الخلفاوي: «أتذكر أن المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، كان حريصاً على توفير منح دراسية للمواطنين وأيضاً للمقيمين المتفوقين من الجاليات العربية، كان رجلاً عظيماً ذا نظرة مستقبلية، وأنا أفتخر أنني شرفت بالسلام عليه، وذلك في ختام النشاط المدرسي السنوي، وقال لنا وقتها: «أنتم أساتذة أفاضل، ونحن نفتخر بكم، وديروا بالكم على أبنائنا».

أوضح الخلفاوي: «لقائي والشيخ زايد، طيب الله ثراه، لا يغيب يوماً عن ذاكرتي، ووقتها اندهشت من حضوره نهائي نشاط رياضي مدرسي، أقيم في مدرسة العروبة بالشارقة، وقمنا وقتها بتخطيط الملعب الترابي، لإقامة الفعاليات عليه، وتحققت أمنيتي وقتها بمصافحة الشيخ زايد الذي حرص بنفسه على تكريم المتفوقين».

مستويات الأداء تساهم في تطوير ألعاب القوى

أشاد محمد الخلفاوي، بالمستويات الجديدة التي وضعها اتحاد ألعاب القوى، وأكد أنها خطوة مهمة تفيد في رفع مستوى الأداء وتطويره، واقترح إقامة معسكرات خارجية دائمة للاعبين المميزين والمختارين للمنتخبات الوطنية، بعد تحقيقهم الأرقام والمستويات المطلوبة، مع تشكيل لجنة فنية مسؤولية عن الإشراف على هذه المواهب.

كما اعتبر، أن صندوق الدعم، خطوة مهمة على طريق تطوير الرياضة.

تحدث الخلفاوي، عن إنجازات النصر في الموسمين الأخيرين، قائلاً: «في موسم 2014 ـ 2015، حقق النصر كأس صاحب السمو رئيس الدولة رجال وشباب وناشئين وبطولة الدولة الفرقية رجال وشباب، وفي موسم 2016 ـ 2017، حقق كأس رئيس الدولة وبطولة الدولة الفرقية والدولة الفردية وكأس صاحب السمو رئيس الدولة لاختراق الضاحية، وبطولة الدولة الفرقية لاختراق الضاحية».

مراكز التدريب ضرورة مهمة في المرحلة المقبلة

طالب «عميد» مدربي ألعاب القوى، بإقامة اتحاد رياضي للشركات، ومراكز تدريب، وقال: «للأسف، هناك تهميش لدور الشركات في تطوير الرياضة، ولم يتم الاستفادة منهم بالشكل المطلوب، ويجب أن يكون لهم دور في تطوير المواهب، والنشاط الرياضي مهم لرفع لياقة الموظفين.

ويطرح مستقبلاً إمكانية تشكيل أندية من تلك الشركات، كما يجب أن يكون لدى معلم التربية الرياضية، دوره في اكتشاف المواهب، والاستفادة منها من خلال مراكز تدريب في مختلف الإمارات».

أشار الخلفاوي، إلى أن طموحه أكثر مما تحققه الآن ألعاب القوى، ولكن الإمكانيات المالية تقف حائلاً أمام المزيد من التطوير، وقال: «ألعاب القوى تحتاج دعماً، ومثلاً في الموسم الحالي، لا يوجد ملعب تقام عليه البطولات المحلية، ويجب أن يكون هناك ملعب متخصص في ألعاب القوى، وتحت إشراف اتحاد اللعبة».

بروفايل

الاسم: محمد الخلفاوي

العمل: مدير ألعاب القوى

في نادي النصر

العمل السابق: مدرس تربية رياضية

من 1973 إلى 2000

الرياضات: ألعاب القوى - المصارعة

Email