فتح صندوق ذكريات أشهر عائلات المعلقين الرياضيين في مصر

خالد لطيف: بدأت مشوار التعليق في سن العاشرة

ت + ت - الحجم الطبيعي

«عائلة لطيف».. واحدة من أشهر وأعرق عائلات الإعلام الرياضي في مصر؛ والجد المؤسس لهذه العائلة هو الكابتن محمد لطيف أشهر معلق كروي مصري وصاحب العبارة الشهيرة «الكورة أجوان» أي (الكرة أهداف) والابن إبراهيم لطيف عمل مخرجاً لمباريات كرة القدم والبرامج الرياضية في التليفزيون المصري؛ أما الحفيد خالد لطيف فبدأ حياته معلقاً كروياً مثل جده ثم أصبح مقدماً للبرامج الرياضية في قناة «نايل سبورت» وعضواً في الاتحاد المصري لكرة القدم، وهو من قرر أن يفتح صندوق ذكريات العائلة لـ«البيان الرياضي، وعاد بالزمن عشرات السنين حين كان يرافق جده الكابتن لطيف الكبير في الملاعب.

مشوار التعليق

كيف بدأ مشوارك مع التعليق الرياضي؟

عندما كنت في العاشرة من عمري رافقت جدي الكابتن محمد لطيف، أشهر المعلقين الرياضيين في مصر،وكان بصره في مرحلة الوهن؛ كنت أقرأ له خطابات القراء والمعجبين بمقاله الذي كان يكتبه في إحدى الجرائد اليومية، كما كان»يمليني«مقالاته ويصححها معي قبل إرسالها إلى الجريدة؛فارتبطت بالرياضة والملاعب وأحببتها منذ نعومة أظفاري، وبدأ ذهني يتفتح على كرة القدم تحديداً.

وما الذي جعلك تحب التعليق الرياضي ؟

وأنا ما زلت طفلاً في الثانية عشرة من عمري نلت شرف أن أكون بمثابة»مساعد«معلق في مكانة»جدي«محمد لطيف؛ حيث كان يصحبني معه إلى الاستاد، وأحمل ملفاته وأوراقه التي يستعين بها في التعليق على المباريات ويجعلني أشير له على رقم اللاعب الذي يتم تبديله في المباريات لصعوبة رؤيته رقم قميص اللاعب من»كابينة«المعلق؛ وكان يلزمني بالذهاب مبكراً معه قبل موعد أية مباراة بنحو ثلاث ساعات وكان يقول لي دائماً:»لا يصح أن يذهب أحد إلى المباراة قبل المعلق،كما يجب أن يكون مستعداً لنقل الحدث بكل تفاصيله ومعلوماته.

مستر ريكس

هل تعلم «الكابتن» محمد لطيف فنون التعليق من محمود بدر الدين الذي سبقه في التعليق الكروي؟

قصة بداية عشق «الكابتن» محمد لطيف للتعليق لا ترجع إلى استاذه محمود بدر الدين والذي سبقه في مجال التعليق الكروي في مصر بل تعود إلى معلق إنجليزي يدعي «مستر ريكس» وهو المعلق الذي كان يقوم بالتعليق لمكفوفي البصر في نادي رينغرز الأسكتلندي، حيث جدي أول لاعب مصري يحترف في الخارج ـ وكان لـ «مستر ريكس» أسلوب مميز يستمتع به جدي الكابتن لطيف أثناء جلوسه على مقاعد البدلاء بسبب الإصابة، ومنذ هذه اللحظة قرر أن يحترف التعليق عقب اعتزاله اللعب.

تاريخ مونديالي

كيف تنظر إلى ارتباط عائلة لطيف مع تأهل مصر للمونديال منذ زمن بعيد ؟

ارتبطت عائلة لطيف مع المونديال منذ أول مشاركة للمنتخب المصري في البطولة العالمية حيث كان جدي محمد لطيف كابتن منتخب الفراعنة في أول بطولة لكأس العالم بإيطاليا في عام 1934،

ولا يعلم أحد أن الأمنية الكروية التي لم يحققها جدي «الكابتن لطيف» كانت ذهابه لمتابعة مباريات كأس العالم بإيطاليا 1990 والتي تأهل لها المنتخب المصري، وكان جدي يشغل منصب عضو الاتحاد المصري لكرة القدم وقتها، ولكن لم يسعفه العمر بتحقيق هذه الأمنية.

تأهل المنتخب

وماذا عن تأهل المنتخب إلى «روسـيا 2018»؟

بعد غياب «مونديالي» دام نحو 29عاماً عاد المنتخب المصري ليتأهل إلى نهائيات المونديال ولكن هذه المرة في روسيا 2018 وتشاء الصدف أن يستمر ارتباط عائلة لطيف،من خلالي بالمونديال، باعتباري «الحفيد»، حيث أشغل حاليا منصب العضوية في الاتحاد المصري لكرة القدم،كما كنت ضمن المكرمين على تأهل المنتخب المصري لنهائيات بطولة كأس العالم في انجاز كروي ينسب بكل فخر لمجلس إدارة اتحاد الكرة المصري الحالي.

ماذا تقول عن عمل والدك مخرجاً للبرامج والمباريات الرياضية بالتليفزيون المصري؟

لا يعلم الكثيرون أن والدي «الكابتن» إبراهيم لطيف كان مخرجاً متميزاً للبرامج الرياضية بالتليفزيون المصري وكان متخصصاً في إخراج مباريات كرة القدم؛ كما سلك مسلك الإدارة الرياضية؛ حيث عمل نائباً لرئيس الاتحاد المصري لكرة القدم؛ وكان عضواً بمجلس إدارة نادي الزمالك لفترة بسيطة جدا، وكل عائلتي تنتمي إلى نادي الزمالك وتشجعه.

شعبية

ولكن ألم يؤثر الانتماء للزمالك في شعبية جدك«الكابتن» لطيف بين جماهـير الأهـلي ؟

بالفعل «جدي» كان يتمتع بشعبية كبيرة بين كل الجماهير المصرية ومن بينها جماهير النادي الأهلي والتي أطلقت عليه المقولة الشهيرة «وشك حلو يا لطيف» حيث كان النادي الأهلي يكسب المباريات التي يعلق عليها جدي والذي علمني درساً لا يمكن أن أنساه حيث قال لي نصاً:«إذا أردت أن تكون معلقاً أو إعلامياً ناجحاً فيجب عليك ترك انتمائك بعيداً عن باب قاعة المعلقين».

«الكورة أجوان»

أكد خالد لطيف اعتزازه الكبير بشعار «الكورة أجوان» أي (الكرة أهداف) الذي أطلقه جده محمد لطيف منذ أعوام طويلة، وصار أيقونة التعليق الرياضي في مصر، ويردده الكثيرون سواء على منصات التعليق أو في حوار خبراء الكرة، وحظي هذا الشعار بشعبية كبيرة، بين محبي كرة القدم، وأصبح يتردد على ألسنتهم كثيرا وفي كل المباريات سواء على مستوى الأندية أو المنتخبات.

تعلم الالتزام

أكد خالد لطيف أنه تعلم من جده محمد لطيف ووالده إبراهيم لطيف أهمية الالتزام بمواعيد وضوابط العمل ؛ وقال: لا أنسى أن جدي أجبر والدي على السفر للجزائر لتغطية بطولة للتلفزيون المصري وتركه في حالة مرضية انتهت بوفاته؛ ونفس الأمر تكرر معي حين أصر والدي على تركه بالمستشفى للتعليق على مباراة الأهلي والمقاولون في 1999 وكان معي معلقاً في نفس المباراة زميلي أحمد شوبير الذي علم بوفاة والدي قبلي وصحبني للمستشفى لأكتشف وفاته.

مناصب إدارية

تناول خالد لطيف شغل رموز عائلة لطيف عدداً من المناصب الإدارية، وقال: شغل جدي أكثر من منصب إداري ونجح فيه بشكل كبير وخلفه ابنه (والدي) الذي عمل بعدد من المناصب في الاتحادات الرياضية ومن بينها رئاسة بعثة مصر في منافسات سباحة عبور بحر المانش؛ كما نجح في انتخابات نادي الزمالك ولكنه لم يتحمل وجود المشاحنات في المجلس «الأبيض» فقرر الابتعاد والاستقالة المبكرة.

انتخابات الزمالك

أكد خالد لطيف أنه عمل على مواصلة مسيرة الإدارة الرياضية في عائلة لطيف الإعلامية فقرر خوض انتخابات نادي الزمالك ونجح في دورتين؛ كما نجح في عضوية انتخابات الاتحاد المصري لكرة القدم وجلس على نفس المقعد الذي جلس عليه جده محمد لطيف من قبل ليكمل مسيرته الكروية كما أكمل مسيرته الإعلامية.

ضحّيت بالوظيفة من أجل التلفزيون

أكد خالد لطيف أنه منذ طفولته كان يحلم بالعمل معلقاً رياضياً، وأن يدخل مجال الإعلام؛ وقال: رغم تفوقي الدراسي في مجال إدارة المصارف والبنوك وعملي بمصرف مصري كبير، إلا أنني ضحيت بالوظيفة من أجل دخول التلفزيون، وعلى الرغم من معارضة والدي، قررت التقدم في أول اختبارات للمعلقين بقناة «نايل سبورت» بعد افتتاحها في عام 1998 وبالفعل نجحت في مسابقة تقدم لها ما يزيد عن مئتي متنافس ولم ينجح سوى تسعة متقدمين للامتحان، وكنت من بينهم ومعي زملاء لي أذكر منهم على سبيل المثال علي محمد علي، وأحمد الطيب، وحاتم بطيشة؛ واستفدنا جميعاً من التعلم في مدرسة «ماسبيرو» الإعلامية المصرية التي تمثل قلعة الإعلام الوطني؛ حيث تم تدريبنا لمدة طويلة كما طبق علينا نظام «التعليق المزدوج» وهو النظام الذي كان يتيح لنا التعليق على المباريات مع كبار المعلقين في هذه الفترة أمثال محمود بكر وحمادة إمام وميمي الشربيني، وغيرهم، الذين تعلمنا على أيديهم الكثير من فنون التعليق.

واشار خالد لطيف أنه يشعر بالمتعة عند التعليق على مباريات الزمالك والأهلي ، مشيراً إلى انه يلتزم الحياد ، رغم عشقه الكبير للزمالك.

Email