«البطل الذهبي» يناقش ويفتح كل القضايا

محمد خميس: «التفرغ» أكبر عقبة أمام أصحاب الهمم

ت + ت - الحجم الطبيعي

إذا أردنا الحديث عن أبرز القضايا والعقبات التي قد تواجه أصحاب الهمم كالتفرغ والاحتراف الرياضي، وغياب الرعاية الخاصة وغيرها من مشكلات تواجه هذه الفئة التي أثبتت جدارتها وقدرتها على تحقيق إنجازات شهد لها الجميع، فكان لزاماً علينا أن نطرق باب البطل الأولمبي والذهبي محمد خميس خلف، أول لاعب إماراتي يحرز ميداليتين ذهبيتين في تاريخ الألعاب البارالمبية بحصوله على المركز الأول في أولمبياد «أثينا» و«ريو»، وصاحب المسيرة الرياضية الحافلة وما زال يخطو بثبات على طريق البطولات، وتناول البطل محمد خميس في حواره مع «البيان الرياضي» العديد من القضايا الخاصة لأصحاب الهمم.

في البداية يؤكد بطلنا الذهبي أن أكبر عقبة تواجه أصحاب الهمم هي التفرغ الرياضي، وإن كانت الأمور تحسنت عن ذي قبل إلا أن بعض اللاعبين ما زالوا يعانون مع دوائرهم الحكومية ومحل عملهم للحصول على التفرغ الرياضي ما يحرمهم من المشاركة في بعض البطولات الهامة.

وقال: عدم التفرغ يؤثر على أداء اللاعبين، والشكاوى من التفرغ كثيرة، وأنقل صوت زملائي في هذه المشكلة ،حيث انني لا أعاني منها فجهة عملي في محاكم دبي تقف معي بشكل قوي وتعطيني التفرغ المناسب وكل ما أطلبه مستجاب سواء للمعسكرات الخارجية والداخلية. وأضاف: إن طارش عيد المنصوري مدير عام محاكم دبي لم يقصر معي ووفر لي كل شيء، بدليل أني حصلت على تفرغ ثان لبطولة فزاع الدولية بالرغم من أني قادم من المشاركة في بطولة العالم في المكسيك، لكن بعض اللاعبين يعانون من التفرغ مع دوائرهم. وقال:التفرغ الرياضي للاعبي أصحاب الهمم يحتاج إلى حركة أكبر من الاتحاد للتواصل مع الجهات العليا المسؤولة عن تفرغ اللاعبين، وما نطالب به يصب في مصلحة الأجيال المقبلة.

الاحتراف

وعن تطبيق الاحتراف على رياضات أصحاب الهمم، أكد أنه من الصعب تطبيقه داخلياً لأن لدينا 6 أندية فكيف يحترف اللاعب مثل كرة القدم، ولا يوجد لدينا احتراف خارجي، ولم نره في الدول الأخرى، وأتحدث عن رفع الأثقال ولا أتحدث عن الألعاب الأخرى.

وعن جيل اللاعبين الشباب في لعبة رفعات القوة، قال: بالفعل الأمر يدعو للقلق لدينا أعداد من الناشئين نعدهم ليكونوا أبطال المستقبل وبالرغم من توافر الإمكانات والبنية التحتية لأنديتنا إلا أن المواهب نادرة كما نعاني من عدم تشجيع الأسرة لهؤلاء اللاعبين وحثهم على ممارسة الرياضة.

جيل الشباب

وقال: لدينا لاعبون جيدون لكن للأسف بعض اللاعبين يمارسون اللعبة لفترة محدودة ثم يتركونها لممارسة ألعاب أخرى كالسلة وألعاب القوى ،لأن لعبة رفعات القوى صعبة وتحتاج إلى الصبر والعزيمة.

وعما إن كان ينوي الاعتزال، قال: لقد سُئلت هذا السؤال كثيراً وكانت إجابتي دائماً إنني ما دمت قادراً على العطاء فلن أعتزل، ومؤخراً قررت في حال عدم تحقيقي لإنجاز في أولمبياد طوكيو 2020 المقبل، فلن أعتزل بشكل نهائي لكنني سأعتزل اللعب دولياً فقط، وسأشارك في المنافسات المحلية، لأنه إذا صعبت عليك الأوزان فسيكون من الصعب أن تستمر على المستوى الدولي، ولا ننسى عامل السن.

وأضاف: حالياً أقوم بنقل خبرتي للاعبين وليس بعد الاعتزال، لكن المشكلة أن بعض اللاعبين يتهرب من لعبة رفع الأثقال لصعوبتها.

نصائح

وطالب بطلنا الأولمبي أي لاعب يرغب في التألق وتحقيق الإنجازات أن يحب اللعبة وأن يعطيها بإخلاص وأن يتحلى بالعزيمة والإصرار.وأشار خميس إلى أنه مارس ألعاب القوى والجري على الكراسي المتحركة في البداية إلا أنهم رشحوه لممارسة رفعات القوة لما يمتلكه من بنية جسمانية ، وشارك في التدريبات منذ 1991، حيث التحق بصفوف نادي دبي لأصحاب الهمم، وبالصبر والعزيمة تمكن من تحقيق الإنجاز وهي نصيحته لأي لاعب يرغب في التألق وخدمة بلده. وأشار خميس إلى أن كرة القدم تحصل على 99.9% من الدعم والرعاية،من العديد من الشركات وفي الوقت نفسه تجب الإشادة بالدعم غير المحدود الذي تقدمه قيادتنا الرشيدة لأصحاب الهمم.

وكشف بطلنا الذهبي عن بدء التحضير للمشاركة في طوكيو 2020، وقال: سأشارك في معسكرات خارجية مكثفة عدة ، لافتاً إلى أنه تأهل للبطولة الأولمبية بعد أن حقق الرقم التأهيلي في المركز الثالث على مستوى العالم،موضحاً أن هناك مشاريع تنتظره منها بطولة فزاع الدولية التاسعة لرفع الأثقال والتي تعد فرصة جيدة للتحضير لأولمبياد طوكيو، وبطولة آسيا وشرق آسيا وبطولة أوروبا هذا العام.

فئة محظوظة

أكد محمد خميس أن أصحاب الهمم في الدولة محظوظون بدعم القيادة الرشيدة مشيراً إلى أن الدولة حرصت على إقامة مسابقات تطور مستوى اللاعبين المواطنين وتعطيهم الفرصة لتبادل الاحتكاك مع أبطال عالميين مثل بطولات فزاع التي انطلقت قبل 10 أعوام وتلعب دوراً مهماً في تطوير مستوى أصحاب الهمم، مشيراً إلى أن استضافة أبوظبي للألعاب الصيفية 2019، فخر للجميع ،وتظهر مدى اهتمام الدولة وتقديرها لكل فئات المجتمع بصورة عامة ولأصحاب الهمم بصورة خاصة.

رسالة خاصة

قال محمد خميس: أتمنى من أصحاب الهمم في البيوت أن يتواجدوا في الرياضة ويخرجوا للمجتمع، لأن الرياضة هي التي ستبرزهم وتجعلهم يندمجون مع المجتمع، والخجل لن يفيد، وخصوصاً الأسوياء الذين يتعرضون لحوادث، فالبعض يغلق على نفسه ولا يمارس أي رياضة.

دعم الأسرة مهم في حياة اللاعب

أكد محمد خميس أن دور الأسرة مهم في دعم أي لاعب، مشيراً إلى أن أسرته تدعمه وتقف خلفه، وقال: لدي 6 أبناء هم: «شوق، وراشد وعبدالله وعبدالرحمن وخالد وشهد آخر العنقود»، ويمارس راشد لعبة كرة القدم في المرحلة العمرية «12 سنة» بنادي النصر، ويحرص جميع أفراد أسرتي على الحضور معي في البطولات المحلية، والمهم عندهم أن أكون رقم واحد.

وأضاف: أحاول أن أعوض أسرتي الفترات الطويلة التي أغيب عنهم فيها للمشاركة في المعسكرات أو البطولات، وأحرص على الجلوس في البيت ومتابعة الأولاد في دروسهم وتحصيلهم العلمي، حيث أقوم بنفسي بالمذاكرة لأولادي وقد يدعو هذا الأمر لاستغراب البعض لكني أحب ذلك، وأحب الأكلات لي المجبوس هامور.

وتابع: أقضي يومي العادي بالدوام الصبح ثم أعود للبيت ثم أرجع للنادي لأداء التمرين.

الغرور أصاب لاعبي الوصل

أكد بطلنا الأولمبي محمد خميس أنه يشجع فريق الوصل، مشيراً إلى أن لقب الدوري بين الوحدة والعين بسبب تراجع نتائج الوصل في آخر جولتين.

وقال: كنت أتمنى تتويج الوصل بلقب الدوري، لكن بات الأمر صعباً في ظل تراجع الوصل، مشيراً إلى أن لاعبي الوصل للأسف أصابهم الغرور بدليل أنهم هم أنفسهم اللاعبون الذين قدموا أداء قوياً في الدور الأول لكنهم عادوا مع مطلع الدور الثاني وتراجع مستواهم، والمشكلة تكمن من وجهة نظره في الغرور الذي أصاب اللاعبين.

ويرى خميس أن لاعب العين عمر عبد الرحمن «عموري»، وإسماعيل الحمادي لاعب شباب الأهلي دبي وعلي مبخوت لاعب الجزيرة أفضل ثلاثي على مستوى اللاعبين المواطنين، مؤكداً قدرة أنديتنا على التأهل في دوري أبطال آسيا، ولكن من الصعب التكهن بمن سيصل.

قهر الظروف الصعبة وصقل الموهبة

أصيب البطل الذهبي محمد خميس في صغره بشلل الأطفال، وحاول علاج الإعاقة بعناية علاجية متكررة إلا أن الإصابة تمكنت من إحدى رجليه التي فقد التحكم فيها كلياً والرجل الأخرى ضعيفة، وبالعزيمة والإصرار تمكن محمد خميس خلف من حفر اسمه في سجل «أصحاب الهمم» بعد الإنجازات الكبيرة التي صنعها اللاعب ليرفع علم الدولة عالياً خفاقاً في المحافل الدولية والقارية.

واستطاع نجم «أصحاب الهمم» قهر الظروف الصعبة وصقل موهبته الرياضية في لعبة رفع الأثقال التي أتقنها وبات من ألمع نجومها، واحترف خميس رياضة رفع الأثقال عام 1996، ويمتلك سجلاً حافلاً من الإنجازات القارية والدولية والعربية كان آخرها ذهبية دورة الألعاب البارالمبية ريو دي جانيرو في نسختها الأخيرة عام 2016، وأخيرا توج بفضية مونديال المكسيك في وزن 97 كجم ديسمبر الماضي.

الشركات ترفض الرعاية الخاصة

أكد محمد خميس أنه رغم الإنجازات التي حققها طوال مسيرته الرياضية إلا أن منطق الرعاية الخاصة للأبطال من أصحاب الهمم ليس موجوداً لأن هذا الفكر الاحترافي لا وجود له في دولنا العربية، وقال: لم أجد أحداً يرعاني بصورة خاصة، ونتمنى من شركاتنا توفير الرعاية للموهوبين.

Email