فهمي عمر «الأب الروحي» للإعلام الرياضي المصري:

اخترت 6 من بين 400 متقدم للتعليق الكروي

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

انتقلت أجواء الحروب الانتخابية لانتخابات الأندية في مصر إلى الشاشات والإذاعات المصرية الفضائية والأرضية، التي انقسمت إلى جبهات مؤيدة ومعارضة للجبهات المتصارعة على الفوز بمقاعد الحكم «الوثيرة» للأندية المصرية.

وكانت آخر انتخابات لها تلك التي شهدها النادي الأهلى وأنفقت على حملاتها الإعلامية مئات الملايين من الجنيهات في سابقة تعد الأولى من نوعها في تاريخ الإعلام الرياضي المصري؛ لذلك قررت «البيان الرياضي» محاورة شيخ الإعلاميين الرياضيين المصريين و«الأب الروحي» للإعلام الرياضي الإذاعي الكبير فهمي عمر، أشهر من قدم برامج «التوك شو» الرياضية في الإذاعة المصرية ورئيس لجنة الإعلام الرياضي بالمجلس الأعلى للإعلام المصري، وهي اللجنة المسؤولة عن ضبط أية مخالفات إعلامية للبرامج الرياضية ولها سلطات واسعة تتيح لها وقف البرامج الرياضية في أية قناة أو إذاعة مصرية..

• في البداية رفض الإعلامي الكبير فهمي عمر أن يحدد دور لجنة الإعلام الرياضية التي يرأسها في وقف البرامج ومعاقبة البرامج الرياضية ومقدميها وقال:

أرفض بشدة تحديد عمل لجنة الإعلام الرياضي بالمجلس الأعلى المصري لتنظيم الإعلام في دور «الرقيب» الذي يفرض سطوته على البرامج ومقدميها؛ ونحن لا نكمم الأفواه وليس من حقنا أن نفرض من يتكلم ومن يصمت؛ ولكن دورنا أن نضبط ما يقال في الوسط الإعلامي الرياضي المصري؛ ويكفي أن أقول لك مثلاً إن هناك من الإعلاميين الرياضيين الذين وجهوا رسالة شماتة في مرشحين لم يوفقوا في انتخابات الأندية الأخيرة، فهل هذا يليق برسالة إعلامية محترمة؛ لذلك نحن نحاول ضبط المشهد الإعلامي الرياضي وفق قواعد مهنية محترفة ومحترمة معاً.

وكيف ترى مئات الملايين المهدرة على الإعلام الرياضي في انتخابات الأندية المصرية الأخيرة؟

للأسف الشديد ما تم إنفاقه على الإعلام الرياضي بشكل غير مبرر في انتخابات الأندية الأخيرة كان كفيلاَ بإنشاء اكثر من خمسين مدرسة مصر في حاجة إليها؛ ولو كنت مرشحاً لرئاسة نادي لقلت لأعضاء الجمعية العمومية إنني رصدت مبلغاً معيناً للدعاية الانتخابية وقررت أن أتبرع بها باسم النادي لإنشاء مجمع مدارس أو مركز طبي أو ما شابه لخدمة الوطن لتباري الأعضاء في منحي أصواتهم تقديراً لهذه اللمسة التي تحسب لاسم النادي وأعضائه، ولكن هذه الملايين ذهبت هباء و«راحت على الأرض» ولم يستفد إلا فئة محدودة جداً من أصحاب المصالح في القنوات والجرائد ووكالات الإعلان!

الحديث عن المال في الوسط الإعلامي الرياضي يذهب بنا إلى المليارات التي يتم ضخها لاحتكار بطولات بشكل حصري وحرمان المواطنين البسطاء في الدول العربية من متابعة البطولات، فما رأيك في ذلك؟

يجب أن نعترف أن الرياضة وبخاصة كرة القدم باتت صناعة كبيرة يتم فيها استثمار المليارات لتحقيق عوائد ضخمة وتبقى حقوق البث الإذاعي والتليفزيوني المورد الأهم في الاستثمار في سلعة الرياضة التي يتم تسويقها إقتصادياً؛ وتبقى آليات السوق هي الحاكمة ومن شاء ومعه ما يدفعه ليشاهد فليشاهد ومن لا يستطيع فلن يكون من حقه المشاهدة المباشرة وإن تأثرت نسبة جماهيرية اللعبة الرياضية من جراء هذه السياسات الاقتصادية.

بوصفك رائداً للإعلام الرياضي ومعايشتك لأجيال عديدة من الإعلاميين المصريين والعرب كيف ترى المشهد الإعلامي المصري والعربي؟

نماذج

أرى أن الإعلام الرياضي بات يقدم نماذج يجب أن يبتعد عنها؛ وذلك لكونها لا تليق بتاريخ ومكانة الإعلام الرياضي المصري الذي كان يقدم ويعلم قيمتها ويقدر أهميتها لكون الإعلام الرياضي له جمهوره العريض في مصر الذي يتأثر به ويسير وراءه؛ وذلك بسبب فتح المجال أمام الكثيرين الذين دخلوا مجال الإعلام الرياضي من النوافذ غير المشروعة؛ وليس لديهم أدنى حدود الثقافة الرياضية، وللأسف الشديد هناك من يتحدث في الإعلام يتحدث بأسلوب فيه نوع من الفجاجة التي لايجب أن يتصف بها شخص الإعلامي الرياضي؛ وفي ظني يجب أن تكون هناك مواصفات مهنية معينة في الشخص الراغب في أن يحصل على لقب إعلامي رياضي وليس كل لاعب سابق يستحق أن يحصل على هذا اللقب.

وماذا عن القنوات الرياضية العربية وخاصة الخليجية التي باتت ترسخ مفاهيم المهنية والاحترافية بشكل أكبر من نظيرتها المصرية؟

لا شك أن القنوات الرياضية العربية وبخاصة الخليجية استطاعت أن تخطو خطوات واسعة في اتجاه المهنية والاحترافية والأخذ بأسباب تقديم رسائل إعلامية محترفة تصل إلى متلقيها من المحيط للخليج؛ ولكن يجب أن نقول إن على الإعلاميين المصريين أن يسعوا لضبط أداء رسالتهم بشكل أفضل وأكثر مهنية ليعودوا إلى سابق عهدهم وهو ما نسعى إليه جميعاً.

بمناسبة الحديث عن القنوات ووسائل الإعلام الخليجية التي استطاعت أن تصل برسالتها إلى ملايين المصريين كيف ترى أداء المعلقين وأنت مؤسس ورئيس للجنة اختيار المعلقين الرياضيين؟

كانت القاعدة في اختيار المعلقين الرياضيين وبخاصة الكرويين أن يكون المعلق نجماً من نجوم الكرة وله تاريخه المعروف في اللعبة وله شخصيته كمعلق لكي يصل بسرعة إلى آذان وعقول وقلوب المستمعين؛ وسبق وأن قدمت نجوماً كمعلقين ومن بينهم محمد لطيف وحسين مدكور ومحمود بكر وميمي الشربيني وغيرهم كثيرين وتم تدريبهم بعد ذلك على قواعد المهنية والحيادية وكيفية احترام آذان الجمهور بدون كلمات مسفة أو ألفاظ متدنية تخدش حياء الأسر؛ وفي كل لجان اختبارات المعلقين أركز على أن يكون هناك نجوم ويكفي أن أقول لك إن من بين 400 متقدم لنيل إجازة التعليق تمت الموافقة على عدد 6 فقط ممن يحملون صفات النجومية والشخصية الإعلامية.

ولكن هناك الكثير من النجوم الذين يفضلون العمل كمحللين عن العمل بمجال التعليق؟

بالطبع هذا الكلام صحيح بنسبة 100% وذلك لأن المحلل تظهر صورته على الشاشة لوقت أطول كما أنه يحصل على مبالغ مالية أكبر بكثير من المعلقين الذين يتقاضون مبالغ مالية قليلة إلا النجوم منهم وفي القنوات العربية الثرية التي تحظى بحقوق بث حصرية قد لاتحصل عليها قنوات حكومية فقيرة؛ وعلى الرغم من ذلك فأنا على المستوى الشخصي لا يعجبني الكثير من هؤلاء المعلقين الذين يقحمون بيانات وتفصيلات كثيرة تشتت أذهان وتركيز المشاهدين على الاستمتاع بسير المباراة التي يعلقون عليها؛ واستخدام لوازم و«إفيهات» ليست لطيفة على المتلقين؛ ومن ناحيتي أرفض أن أقول من الأفضل مصرياً وعربياً الآن.

بروفايل

تخرج في كلية الحقوق عام 1949 وكان يحلم بالعمل في السلك القضائي؛ ولكنه نجح في اختبارات المذيعين بالإذاعة المصرية يوم 15 أبريل 1950 ليلتحق بالإذاعة المصرية في نفس العام.

اشتهر بلقب المذيع «الصعيدي» بسبب لهجته الصعيدية، ولكنه تخلص نسبيا منها وظهر صوت لأول مرة ينطق «هنا القاهرة» في 23 أغسطس 1951.

كان المذيع المسؤول عن هواء الإذاعة المصرية صبيحة يوم 23 يوليو 1952، وسلم ميكروفون الإذاعة للرئيس الراحل أنور السادات ليلقي بيان ثورة يوليو 1952.

انتخب عضواً في البرلمان المصري لمدة 13 عاماً في الفترة ما بين من 1987 إلى 2000 عن دائرة نجع حمادي؛ وتم قتل ابنه وابن شقيقه في إحدى المعارك الانتخابية في بلدته بصعيد مصر.

تاريخ خارج الرياضة

قدم فهمي عمر برنامج ساعة لقلبك أشهر البرامج الإذاعية المصرية، الفكاهية وكان بطولة عبد المنعم مدبولي وعبد المنعم إبراهيم وفؤاد المهندس ومحمد عوض وأمين الهنيدي وخيرية احمد ونبيلة السيد ومحمد يوسف وفؤاد راتب وفرحات عمر ويوسف عوف وأحمد الحداد والذين أصبحوا فيما بعد نجوم الكوميديا في مصر.

وقدم الإذاعي المخضرم برنامج مجلة الهواء احد أشهر البرامج الإذاعية، التاريخية، إضافة لتقديمه كبريات الحفلات لعبد الحليم حافظ وأم كلثوم، وعبد الوهاب، إضافة لتقديمه الميكروفون إلى محمد أنور السادات عام 1952، لإلقاء بيان ثورة 1952.

ترشح لعضوية مجلس الشعب وظل نائبا في البرلمان منذ عام 1987 إلى عام 2000.

زملكاوي يحبه الجميع

قال فهمي عمر إنه لا يفضل أبداً المقلدين في التعليق، موضحا: «رفضت كل من كان يركز على تقليد شخصية معلق عربي مشهور سواء أكان خليجياً أو من دول الشمال الأفريقي أو حتى مصرياً؛ لأنه يجب أن يكون لكل معلق شخصيته المتفردة التي يميزه بها المستمع». يذكر أن فهمي عمر كان عضوا بمجلس إدارة نادي الزمالك، ورغم زملكاويته إلا أنه استطاع أن يكتسب حب الجميع بحياديته.

ويعد فهمي واحداً من صفوة الإذاعيين الكبار الذين أقاموا صرح الإذاعة المصرية، وأستاذاً مؤسساً لإحدى أهم الوسائل الإعلامية في تلك الفترة، وهي الإذاعة، وذلك قبل اختراع التلفزيون وذياع صيته.

واشتهر فهمي عمر بلقب المذيع الصعيدي بسبب لهجته المحببة للقلوب، التي لم يتخلى عنها بالرغم من ابتعاده عن الصعيد منذ أكثر من 68 عاماً وقد حصل على ليسانس الحقوق عام 1949.

مؤسس «الشباب والرياضة»

فهمي عمر هو صاحب أول تعليق وتحليل لمباريات دوري كرة القدم في مصر قبل ظهور التليفزيون فكان يقدم نتائج المباريات بأسلوب شيق ورشيق، هو المؤسس الحقيقي لإذاعة الشباب والرياضة.

قام بتغطية ست دورات أولمبية، وعين رئيساً للإذاعة المصرية عام 1982.

تاريخ

رائد التعليق والتحليل في الإذاعة

قال فهمي عمر في تعليقه على قيامه بدور المعلق والمحلل على مباريات الدوري المصري لمدة طويلة وارتباط الملايين بصوته لأكثر من ربع قرن في أول برنامج «توك شو» رياضي إذاعي في مصر : بفضل الله قمت بتقديم برنامج «التعليق على مباريات الدوري العام» في الفترة من عام 1955 وحتى عام 1982 وكان الملايين من المصريين ينتظرون هذا البرنامج ليتعرفوا على أحداث ونتائج كل مباريات البطولة المحلية المصرية لكرة القدم في رسالة إذاعية سريعة ومختصرة؛ وقمت كذلك بتغطية خمس دورات أولمبية وبطولة كأس العالم لكرة القدم بالمكسيك 1970 للإذاعة المصرية؛ وحاولت توثيق مسيرتي الإذاعية من خلال كتابي «نصف قرن مع الميكروفون».

 

Email