بكى حزناً على أجيال ظلمتها الكرة الكويتية

حسين حاكم: نحتاج إلى قـــرار شجــــاع ومللنا الوعود الكاذبة

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد حسين حاكم لاعب المنتخب الكويتي، أن الكرة الكويتية باتت في حاجة إلى تطبيق الاحتراف أكثر من أي وقت مضى لمواكبة التطور الذي تشهده اللعبة، وذلك من أجل صناعة منتخب وطني قوي قادر على مقارعة بقية المنتخبات الخليجية التي تطبق الاحتراف منذ سنوات، وقال: صعدت للعب بالفريق الأول بنادي الكويت في 2001 ومنذ تلك الفترة كنت أسمع عن تطبيق الاحتراف .

ولكن لغاية الآن وأنا أقترب من الاعتزال لم يتغير أي شيء، كنا نتزعم آسيا لكننا أصبحنا في الحضيض.

وأضاف: الاحتراف يحتاج إلى قرار شجاع من المسؤولين ومن خلال تطبيق الاحتراف سيتم تفادي السلبيات والأمراض التي تعاني منها الكرة الكويتية لسنوات وتطوير النقاط الإيجابية، أما الكلام بحثاً عن «الشو» الإعلامي فنحن لا نحتاجه، اللاعبون يشعرون بالملل والإحباط من الوعود الكاذبة.

عطاء

وتابع: المستوى الذي ظهرنا عليه في بطولة الخليج لم يكن سيئا بعد إيقاف عامين، ونجحنا في مقارعة منتخبات شاركت في تصفيات نهائيات كأس العالم وكأس آسيا وتلعب باستمرار دون توقف، هذا يعني أن اللاعب الكويتي قادر على العطاء والظهور بمستويات أعلى في حال توفرت لديه الظروف المناسبة والمناخ الصحي لممارسة كرة القدم، وهو تطبيق الاحتراف.

وأكد حسين حاكم، أن اللاعب الكويتي مؤهل لأن يكون لاعبا محترفا لأنه يعشق كرة القدم شأنه في ذلك شأن الشعب الكويتي، الذي أثبت من خلال البطولة بحضوره القياسي أنه متعطش لمنتخبه ولعودة الحياة إلى الملاعب،.

وقال: حضور 65 ألف متفرج في مباراة واحدة دون اعتماد أسلوب الجذب بالسحوبات على السيارات أو الهدايا يؤكد أن الجمهور الكويتي شغوف بكرة القدم وهو يستحق مشاهدة كرة القدم ذات مستوى جيد في دوريه المحلي.

وأضاف: إنه وأبناء جيله ضحايا المنظومة الكروية في الكويت، وإنهم يستحقون مسيرة أفضل، وقال: الأجيال التي سبقتنا استمتعت بالانتصارات والسيطرة على الكرة الخليجية في زمن لم يطبق فيه الاحتراف بالدوريات العربية وعندما كانت القدرات متكافئة كنا الأفضل لكن بعد تطبيق الاحتراف تقدمت عنا كل المنتخبات والأندية الخليجية بخطوات وحتى تصنيفنا الدولي تأخر كثيراً.

وأضاف: منتخبات مثل تايلاند والفليبين كنا نتجاوزها بمراحل لكن من خلال تطبيقها للاحتراف تقدمت علينا، أين نحن الآن، بالتأكيد في الحضيض بعدما تسيدنا آسيا والكرة الخليجية لسنوات، كنا مثالا يحتذى به، ومحط الأنظار في كل دول آسيا.

موهبة

واعتبر لاعب منتخب الكويت، نفسه من اللاعبين المحظوظين لأنه يلعب في نادي الكويت صاحب الأمجاد والتاريخ العريق في الكرة الكويتية، مشيرا في الوقت نفسه إلى أنه يذرف الدموع على الأجيال التي مرت على الكرة الكويتية وتملك الموهبة دون تحقيق المسيرة التي يستحقونها مثل جاسم يعقوب وفتحي كميل وجاسم الهويدي .

وعبد الله وبران وبدر المطوع وحسين فاضل وليد علي، وغيرهم من النجوم وهو حزين أكثر على الأجيال الصاعدة التي من الممكن أن تواجه الظروف نفسها بسبب غياب تطبيق الاحتراف، وقال: «إذا قال مسؤول كويتي إن الكويت بإمكانها أن تنافس أقول له أجلس في بيتك أفضل، لا تقص علينا».

وبين حاكم، أن اللاعب الكويتي يحتاج إلى منظومة احترافية تضم وضع خطط واستراتيجية بعيدة المدى لإعادة بناء الكرة الكويتية على أسس وقواعد، وقال:

الخطط لا تطبق على الهواة، بالنسبة لي وظيفتي وأسرتي أهم عندي من لعب كرة القدم، حياتي الاجتماعية والعملية والعلمية أهم أيضا، إذا لم تقدم لي مقابلا مجزيا أشعر أني ضحيت من أجله وبإمكانه تعويض دراستي وأمور أخرى تبقى كرة القدم لا تعني لي شيئا.

رفاهية

وأضاف: بحكم مشاركتي مع المنتخب والاحتكاك بلاعبي المنتخبات الخليجية نتطرق أحيانا للحديث عن المبالغ التي يتسلمها اللاعبون وهي في الحقيقة خيالية، في المقابل لا يستلم اللاعب الكويتي أي شيء، أحدهم أخبرني أنه يتسلم 30 ألف دينار راتبا شهريا، فأتساءل حول ما ينقصنا حتى نتقاضى رواتب مثلهم، للأسف بعض وسائل الإعلام في الكويت تقدم اللاعب على أنه يعيش حياة الرفاهية ولا يقدم شيئا لكرة القدم الكويتية.

وتابع: سأعطيك مثالا، تجمعنا خلال هذه البطولة لمدة 3 أسابيع، لم أر فيها أهلي، أحد أبنائي أصيب بوعكة صحية لم أستطع زيارته، مع أني رب الأسرة، وللأسف يأتي أحد الإعلاميين بإحدى القنوات التلفزيونية ويحقّر اللاعب الكويتي، أحدهم قال إننا لعبنا بدون روح، هل من المعقول التشكيك فينا ويتهموننا بعدم تقديم الروح لمنتخبنا رغم ما قدمناه من تضحيات، هو لا يعلم أن اللاعب الكويتي يركض بين 10 و11 كم في المباراة.

وهو لاعب غير محترف بينما لاعب محترف في منتخب آخر لا يستطيع ركض كل هذه المسافة، وفي المباراة الأخيرة لعبنا 550 تمريرة أمام المنتخب الإماراتي الذي يعتبر أفضل منتخب في الخليج مع منتخب السعودية.

عطاء

وشدد حسين حاكم على ضرورة تطبيق الاحتراف لحماية الأجيال القادمة لأن الكرة الكويتية تزخر بالمواهب، وموضحا انه لا يفكر في الاعتزال في الوقت الراهن قائلاً:

يفكر البعض أن اللاعب مطالب بالاعتزال عندما يصل إلى الثلاثين، للأسف هم ينظرون إلى العمر وليس إلى العطاء، يطالبون بتغيير كل المنتخب والحال أني لم أر منتخباً في العالم استغنى عن كل لاعبيه في وقت واحد، التغيير يجب أن يكون على مراحل وبما أن اللاعب قادر على العطاء امنحه الفرصة.

وهذه أبجديات كرة القدم ولولاها ما كنا رأينا لاعباً مثل زانيتي يلعب حتى بلوغ الأربعين وبيرلو 38 عاماً وعصام الحضري 44 عاماً وما رأينا سامي الجابر يلعب في كأس العالم.

ورفض حسين حاكم فكرة اعتزال زميله في المنتخب بدر المطوع، قائلاً: بدر من أفضل ما أنجبت الكرة الكويتية وهو قادر على العطاء، عمره 33 عاما لكن كل مباراة يركض 10 كلم، محققا أعلى الأرقام في البطولة، لماذا يعتزل وهو قادر على العطاء والتميز وأقول له لا تعتزل.

طموح

وتابع لاعب منتخب الكويت: شخصيا لدي طموح كبير في كرة القدم رغم أني حققت كل شيء على مستوى النادي، قارياً ومحلياً، أحلم بالمشاركة في دوري أبطال آسيا في حال تم تطبيق الاحتراف وأعتقد أننا قادرون على المنافسة بقوة في هذه المسابقة لأننا نملك الموهبة، الكويت هي البرازيل في كرة القدم، موضحاً، أن المشكلة التي تعاني منها الدول الخليجية والمتمثلة في ندرة المواهب غير مطروحة في الكويت، لأنها زاخرة بهم على مدار التاريخ.

مشيرا إلى أن ظاهرة التجنيس صحية وبإمكانها مساعدة الكرة الخليجية على تطوير نفسها، وأنه ليس عيبا أن تقوم المنتخبات الخليجية بالاستعانة خاصة باللاعبين الذين ولدوا على أرضها، وقال: الدول الخليجية جاذبة للأشقاء العرب والجنسيات الأخرى وأبنائهم إضافة إلى الرياضة وليس عيباً وهو أمر معمول به في أوروبا.

Email