مكالمة محمد بن زايد أغلى من إنجاز المونديال

فيصل الكتبي: التكتيك و«الأكسجين» حسما الذهبية

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

مع كل بطولة عالمية يثبت بطل منتخبنا الوطني للجوجيتسو فيصل الكتبي، أنه بطل من ذهب لا يصدأ بل يزداد بريقاً ولمعاناً، مع البطولات العالمية، ودائماً ما يكون رقماً صعباً إما بإهداء إنجاز عالمي إلى الإمارات أو أن يكون منافساً ومقاتلاً شرساً على بساط النبلاء، ولم لا وهو من الجيل الأول الذي حمل على عاتقة راية الإنجازات وأصبح قدوة يحتذى به لزملائه في المنتخبات الوطنية، والأجيال الشابة الحالية.

وأكد الكتبي صاحب الحزام الأسود في حوار خص به «البيان الرياضي» عقب تتويجه ببطولة العالم في كولومبيا وزن 94 كجم، أن الإنجاز تحقق بفضل الدعم اللامحدود لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ومكالمة سموه عقب تحقيقه الإنجاز أغلى من أي ميدالية، كما تناول خط سير الجوجيتسو الإماراتي على الساحة المحلية والدولية، ودور المدارس والأندية في دعم اللعبة، ومواضع أخرى ذات صلة، وإلى نص الحوار.

كيف كانت المنافسات في بطولة العالم بكولومبيا والعوامل المساعدة لتحقيق الإنجاز؟

لا شك في أن منافسات بطولات العالم تحتاج إلى تجهيزات خاصة وتدريبات، لأن منافسيها من نخبة اللعبة على المستوى الدولي، ولذلك أقمنا معسكراً تدريبياً خاصة قبل البطولة بزمن كاف، مع دراسة نقاط القوة والضعف لدى المنافس، وخلصنا من الدراسة إلى أهمية التدرب في غرفة أكسجين خاصة للتعود على نقص الأكسجين نظراً لارتفاع سطح الأرض، وعلى المستوى التكتيكي فاجأنا المنافسين بتنفيذ تكتيك الحركات الأرضية، والتي أدت إلى تشتت الخصوم وكان لها دور فاعل في الفوز بالنزالات، ومن ثم التتويج بالميدالية الذهبية وهي الثانية لي على التوالي للبطولة نفسها.

هل وجدت صعوبة في تنفيذ التكتيك الأرضي؟

لم أجد صعوبة مؤثرة حيث إنني معتاد على إتقان العديد من الأساليب التكتيكية، وهذه الخبرات اكتسبت من بطولات عالمية كبرى شاركت فيها بصحبة المنتخب الوطني، علماً بأنني معروف عني اللعب في موضع الوقوف، واكتسبت هذا الأسلوب عندما كنت أمارس المصارعة، في بداياتي، ولا شك في أن العامل المحفز والمساعد هي الأجواء المثالية التي وفرها اتحاد الإمارات للجوجيتسو برئاسة عبدالمنعم الهاشمي رئيس الاتحادين الإماراتي والآسيوي النائب الأول لرئيس الاتحاد الدولي.

ما نوعية التحدي الذي صادفك قبل المنافسات؟

التحدي الأكبر هو الحفاظ على الإنجازات الماضية، وكوني حامل لقب البطولة للنسخة قبل الماضية، فتعرضت إلى ضغط كبير وتحد مع النفس من أجل الحفاظ على الرقم «1» وإضافة الميدالية الذهبية الثانية للبطولة نفسها إلى رصيد جوجيتسو الإمارات.

وأضاف: الخطوة المقبلة والتي تشغل بالي وأعد لها جيداً بصحبة المنتخب الوطني هي «آسياد جاكرتا» نظراً لقوتها وطبيعة منافساتها الصعبة، وتماشياً مع جدول بطولات الاتحاد، للموسم الجاري، ويأتي على رأسها بطولة العالم لمحترفي الجوجيتسو أبريل المقبل.

اختيار

لماذا وقع اختيارك على الجوجيتسو خصوصاً أنك احترفت رياضات قتالية أخرى؟

أعتقد أن اختياري وقع على الجوجيتسو لأنني كنت مشاغباً في المدرسة، وعندي طاقات سعيت إلى التخلص منها، إضافة إنني جربت بعض الألعاب القتالية، ومارست السباحة والدراجات البخارية، وفي نهاية المطاف بعد تجاربي العديدة في بعض الرياضات وجدت ضالتي في الجوجيتسو، وعقدت العزم أن أطور مستواي وأن أصل به إلى أبعد حد، إضافة إلى أن اللعبة كانت جديدة فأحببت أن نكون في مصاف الجيل الأول والذي وضع بصمته.

لا شك في أن الرياضة بشكل عام لها مفعول السحر على الأطفال ذات النشاط الزائد، وأوصي الأسر وأولياء الأمور بتبني الرياضة أسلوب حياة لأبنائهم، لأن طاقاتهم إذا لم تفرغ في شيء صحي نافع، فسوف تصرف في أشياء أخرى ضارة، كما أن الجوجيتسو على وجه الخصوص يضبط سلوك الأطفال، ويجعله يترفع عن الضرر بزملائه في المدرسة نظراً لتعلمه الأسلوب الاحترافي في التعامل، فهو يرى في نفسه شخصاً مهماً في المجتمع ويحسب عليه الخطأ.

شهرة

فيصل الكتبي يتمتع بشهرة عالمية هل تمنيتها في كرة القدم؟

من السهل أن يصبح الإنسان مشهوراً سواء في الرياضة أو حتى في عالم «السوشيال ميديا» لكن من الصعب أن تحافظ على إنجازاتك وبطولاتك، فالوصول إلى القمة ليس صعب بقدر الحفاظ عليها، لم أتمن أن أكون بطلاً في رياضة غير الجوجيتسو، على الرغم من أنني أحب لعب كرة القدم، وألعب مرتين على الأقل أسبوعياً، خصوصاً مع ضغط التدريبات والبطولات فأتجه إلى التغيير بممارسة رياضات أخرى مثل القدم، والكرة الطائرة، وبالنسبة لميولي لأندية كرة القدم فأنا اشجع الزعيم العيناوي، ودرع الدوري سيتجه إلى مستحقيه، وعموماً لدي رضاء وقناعة بما حققناه لدولة الإمارات في المحافل الدولية، ونسعى إلى رد جزء من جميل الدولة علينا.

البعض يرى في الجوجيتسو منافساً قوياً لكرة القدم في الدولة؟

الساحرة المستديرة هي دائماً الأولى في رياضات العالم، وهي رياضة الدبلوماسية الرياضية، لكن رياضة النبلاء استحوذت على قلوب شباب وفتيات الإمارات نظراً لبساطتها والجميع يستطيع المشاركة بصرف النظر عن الفئة العمرية والمستوى الفني فهي تفتح زراعيها للجميع دون تقييد، إضافة إلى أنها لعبة سريعة والمشارك يستطيع أن يحقق فيها إنجاز ما لذلك انجذب إليها الآلاف، والعامل الأهم هو تأسيسها بشكل صحيح من خلال اتحاد الجوجيتسو والذي وضع خطط مدروسة منهجية لانتشار اللعبة وتأسيس المنتخبات الوطنية، وأنتهز الفرصة لكي أبارك لاتحاد الجوجيتسو بحصوله على جائزة محمد بن راشد للإبداع الرياضي أفضل مؤسسة محلية رياضية، واختياره لهذه الجائزة رفيعة المستوى لم يأت من فراغ حيث أصبح الاتحاد قدوة ومثالاً يحتذى به للاتحادات المحلية.

انطلاقة

من وجهة نظرك أين تأتي نقطة انطلاق الجوجيتسو الإماراتي؟

أعتقد أن المدارس لها دور كبير في انتشار وتطور اللعبة، هناك رياضات كثيرة محلية سبقت الجوجيتسو لكن لم يستطع أحد أن يخطو خطى ثابتة، رياضات مثل القدم والطائرة واليد موجودة في المدارس وتمارس لكن الألعاب القتالية لم تكن موجودة، ووجود الجوجيتسو في المدارس أنصف الألعاب القتالية، والآن نجني ثمار المدارس بتأسيس ثلاث أجيال المنتخب الأول والناشئين والأشبال، ووجود اختيارات عديدة أمام الأجهزة الفنية للمنتخبات لاختيار المواهب والأبطال ممثلين عن الدولة في المحافل الدولية، ولذلك أؤكد أن الرهان على المدارس كان صائباً 100%.

بطاقة شخصية

فيصل الكتبي مواليد مارس 1987، في البداية مارس رياضات الكيك بوكسينغ، الجودو، المصارعة، لعب الجوجيتسو في عمر 11 عاماً، وترفع في الأحزمة حتى الحزام الأسود، وحصد عشرات الميداليات الملونة في كبرى بطولات العالم، وأبرزها بطولة أبوظبي لمحترفي الجوجيتسو حيث نال ذهبية 2009، وذهبيتين لعام 2010، وفضية 2011، وذهبية 2013، وذهبية 2014، إضافة إلى عشرات الميداليات على المستويين المحلي والقاري والدولي.

خلال الموسم الحالي 2017-2018 حصد الكتبي ذهبية بطولة الألعاب العالمية في بولندا، كما حاز الذهبية والفضية في بطولة آسيا الثانية في فيتنام، وذهبيتين في ألعاب الصالات في تركمانستان.

الألعاب الفردية لا تحظى برعاية الأندية

أكد البطل فيصل الكتبي، أن الجوجيتسو هو المنصف للألعاب الفردية في الأندية فالألعاب الفردية لم تحظ برعاية الأندية والاستثناء الوحيد هو الجوجيتسو، والسبب الرئيس أن اتحاد الجوجتيسو تبنى خطة موضوعة منهجية لجذب الأندية وجعل الجوجيتسو على رأس قائمة نشاطاتها الرياضية، كما أن الرعاية الكريمة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وتكريمه لأصحاب الإنجازات واستقبالهم طيلة الموسم، له المردود الكبير في إقبال غير محدود من اللاعبين أنفسهم وتسجيل أسمائهم في سجلات النادي.

مشاركة

وأضاف صاحب ذهبية المونديال،قائلاً: العامل الثالث أن خطة الاتحاد هو تنظيم بطولات في إمارات الدولة السبع، بهدف فتح أبواب المشاركة أمام الجميع دون الحاجة إلى القدوم والسفر إلى أبوظبي، فحرص الاتحاد على تنظيم البطولات مثل كأس رئيس الدولة، والشهيد، ونائب رئيس الدولة جعل مسابقات اتحاد الجوجتيسو في زخم دائم، إضافة إلى استفادة أخرى بزيارة أماكن سياحية وتراثية ومعالم جديدة في إمارات الدولة.

ازدهاروحول ما ينقص الجوجتيسو الإماراتي وهل هناك ضعف في الحزام الأسود، قال بطل الإمارات الدولي: لا شيء ينقصنا والجوجيتسو الإماراتي في أوج ازدهاره، وقلة العدد في الحزام الأسود مسألة وقت لأن الحصول على الأسود «سيد الأحزمة» يتطلب نحو 7 سنوات عندما يكون فئة الكبار للرجال، ومع البداية القريبة للجوجيتسو الإماراتي، والتي ترجع إلى 7 أو 8 سنوات، فإن قلة الحزام الأسود منطقية لأنها مرتبطة بالزمن.

1998

أكد فيصل الكتبي، أن رياضة الجوجيتسو كانت موجودة في الإمارات منذ عام 1998 تقريباً، وبعدها نظمت بطولات محلية على نطاق ضيق، حتى وسعت الدائرة بشكل أكبر وانطلقت الرياضة بشكل واسع بعد 2006، ووصولاً بانطلاق البطولات العالمية 2009، بعدها حملت الإمارات راية انتشار اللعبة على المستويين المحلي والدولي، مع تنظيم أول نسخة لبطولة أبوظبي العالمية للمحترفين في 2009.

3

تجرى تدريبات الجوجيتسو بـ3 حصص في اليوم الواحد، تكون أول حصتين بواقع ساعتين، بالإضافة إلى تمرين الياقة البدنية ويكون في صالة الجمانيزوم ساعة ونصفاً، ويُعد أسلوب التغذية الصحيح عاملاً أساسياً ومهماً في التدريبات، وإذا لم يتبع أسلوب التغذية الصحيح فإن المتدرب لا يستفيد شيئاً من التدريبات الثلاثة الأساسية، لأن عملية حرق السعرات الحرارية يتحول إلى الضرر بالعضلات.

Email