سالم القاسمي لـ « البيان الرياضي»:

رئاسة «المبارزة العربية» تضعنا أمام تحد عالمي

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

بعد مضي نحو 10 سنوات من عمر اتحاد المبارزة في الإمارات، حققت هذه الرياضة الأولمبية العديد من الإنجازات على المستوى العربي والآسيوي لتقترب أكثر فأكثر من هدف الوصول إلى الأولمبياد.

المهندس الشيخ سالم بن سلطان القاسمي رئيس الاتحادين العربي والإماراتي للمبارزة، يكشف في حوار لـ «البيان الرياضي»، عن النقلة الكبيرة التي شهدتها اللعبة باتساع قاعدة المشاركين من العشرات إلى المئات ليتجاوز عدد المشاركين حالياً سقف الألف لاعب من 6 أندية بعد أن كان حضورها «صفراً»، مما يؤكد مضي «المبارزة» في الاتجاه الصحيح، ليرافق هذا التطور الملحوظ إنجازات أخرى تمثلت في نيل شرف الفوز بمقعد الرئاسة العربي مما وضعه أمام تحدٍ عالمي في سبيل الوصول إلى الرقم «1» دوماً، معرباً عن سعادته باستضافة الكونغرس الدولي للمبارزة على مدار 4 سنوات في دبي فضلاً عن استضافة البطولة الآسيوية للشباب والناشئين من 24 فبراير حتى 5 مارس المقبل بدبي بطلب من الاتحاد القاري في سابقة تعد الأولى من نوعها، وذلك بفضل السمعة الكبيرة للإمارات عموماً ودبي على وجه الخصوص، إضافة إلى بطولة كأس العالم لسلاح الآيبيه للفتيات من 3 حتى 5 مايو المقبل.

ووجه القاسمي رسالة إلى الهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة برئاسة يوسف السركال بضرورة دعم الألعاب الفردية الأولمبية باعتبارها من أهم محطات الوصول إلى الإنجازات الأولمبية.

البداية من حيث الحدث الأبرز، وهو استضافة «آسيوية» الشباب والناشئين التي ستقام في دبي، ما مدى أهمية البطولة؟

البطولة الآسيوية للشباب والناشئين هي واحدة من أكبر البطولات العالمية التي تنظم سنوياً من حيث عدد المشاركين بها والذين يتجاوز عددهم 700 لاعب ولاعبة وهي تحظى باهتمام جميع الدول الآسيوية البالغ عددها أكثر من 35 دولة وتقام ضمن فئتين: الأولى للناشئين تحت 17 سنة والتي تعد أكثر الفئات انتشاراً لمرحلة تكوين أبطال اللعبة، أما الفئة الثانية للشباب تحت 20 سنة ومن المتعارف عليه أن نتائج مسابقات الشباب تسجل في التصنيف العالمي للاعب أو اللاعبة ولذلك تحرص الدول على المشاركة بجدية في منافسات البطولة وسبق للإمارات استضافة نسخة عام 2015 بعاصمتنا الحبيبة أبوظبي.

وأضاف: نُظمت البطولة السابقة بصورة أكثر من رائعة نال على إثرها اتحاد الإمارات للمبارزة إشادة من الجميع، ولذلك عندما طلب منا الاتحاد الآسيوي للمبارزة استضافة الدولة للنسخة 2018 في سابقة تعد الأولى نوعها لأنه كما جرت العادة على أن تتقدم الدول بطلباتها للتنظيم ومن ثم تجرى عملية التصويت على الدولة المترشحة التي سيتم إسناد التنظيم لها، ولكن المشهد كان مختلفاً في نسخة 2018 بعد استثناء الاتحاد الآسيوي للعبة النظم واللوائح بناء على طلب المكتب التنفيذي للاتحاد الآسيوي من الإمارات مباشرةً تنظيم البطولة، كما أننا مقبلون على حدث عالمي آخر وهو مونديال سلاح الآيبيه للفتيات الذي سيقام في دبي من 3 حتى 5 مايو المقبل.

وتابع: فور قبولنا استضافة الحدث قمنا بالتنسيق مع مجلس دبي الرياضي الذي قدم لنا الدعم اللازم وأول صور الدعم أن يكون سمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم رئيس اللجنة الأولمبية الوطنية، راعياً للبطولة، وهو ما اعتبرناه إنجازاً وفاتحة خير تبشر ببطولة استثنائية، كذلك وجه مجلس دبي الرياضي بأن يقام الحدث في مجمع حمدان بن محمد الرياضي.

ما سر اختيار دبي لاستضافة كونغرس المبارزة الدولي على مدار 4 سنوات؟

اختيار دانة الدنيا كمقر للاجتماعات الدولية يدل على سمعة الإمارات عموماً ودبي على وجه الخصوص، لأول مرة نرى 4 اجتماعات دولية في بلد واحد مما يدعم موقف اتحاد المبارزة في الإمارات ويفتح آفاقاً لإبرام الاتفاقيات مع الدول الرائدة في اللعبة.

هل اتحاد المبارزة قادر على صناعة بطل استعداداً لأولمبياد طوكيو 2020؟

ثقتنا كبيرة بلاعبينا ولاعباتنا، ولكن صناعة البطل الأولمبي ليست سهلة ولا يمكن تحقيق ذلك بين عشية وضحاها، والمشروع بحاجة إلى وقت وتخطيط دقيق وبرامج وخطط تنفذ ابتداءً من انتقاء المواهب وتدريبها وتزويدها بالمهارات والخبرات اللازمة حتى الوصول إلى الأولمبياد. المشروع يتطلب تضافر جميع الجهود والأطراف من اللاعب وأسرته وجامعته أو مدرسته والنادي والمؤسسات الرياضية بالدولة، جميع هذه العناصر عليها أن تدور في فلك واحد وفق رؤية موحدة لصناعة البطل. نحن في اتحاد المبارزة في الإمارات رشحنا العديد من المواهب التي يمكن صقلها ورعايتها وصناعة أبطال أولمبيين على مستوى الجنسين ورفعنا التصور للهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة ونتابع معها اعتماد البرامج.

عمر اتحاد المبارزة لم يتجاوز 10 سنوات.. ما أبرز الصعوبات التي واجهتكم والتحديات المستقبلية؟

نحن نقبل دائماً التحديات والأهم تجاوزها بنجاح، في بداية انطلاق الاتحاد لم يتجاوز عدد ممارسي اللعبة العشرات والآن لدينا أكثر من 1000 لاعب ولاعبة، لم يكن لدينا ناد واحد يتبنى اللعبة سوى نادي تراث الإمارات الذي لا يعتبر نادياً رياضياً بالمفهوم الكامل، وباتت اللعبة تحظى الآن بتواجد العديد من الأندية إضافة إلى الأكاديميات الخاصة ومراكز التدريب للعبة بعد أن حققت انتشاراً ملحوظاً في مختلف أنحاء الدولة. التحدي الأبرز هو توافر صالة خاصة بالاتحاد في كل من أبوظبي ودبي، ونعتمد حالياً صالة مدرسة الرواد في أبوظبي لتجمع المنتخب الوطني وصالة أحمد بن راشد لتجمعات المنتخب في دبي.

وأضاف: نركز أيضاً على أن يكون التحكيم والتدريب إماراتياً مع تواجد الخبرات العالمية التي استطاعت إيصال لاعبين في السابق إلى الأولمبياد.

ارتفاع عدد الأندية الممارسة للعبة بعد أن كان حضورها «صفراً» يعتبر إنجازاً، ولكن ما عدد الأندية التي يتطلع الاتحاد إلى مشاركتها؟

لدينا حالياً 6 أندية هي بني ياس والوحدة والظفرة وشباب الأهلي-دبي والشارقة ومؤسسة الشارقة للمرأة «سيدات الشارقة» سابقاً، بالإضافة إلى الأكاديميات الخاصة ومراكز التدريب المتخصصة ونحن نهدف إلى الوصول إلى عدد 10 أندية رسمية بالدولة خلال الدورة الأولمبية الحالية بما يسهم في نشر اللعبة ونحن نتواصل مع جميع الأندية بالدولة باستمرار ونعرض عليهم إدراج اللعبة لديهم ونقدم الدعم للأدوات والمعدات لهم.

توليت رئاسة الاتحاد العربي للمبارزة، ما الخطوة المقبلة؟

نظمنا اجتماعاً للمكتب التنفيذي للاتحاد العربي أخيراً على هامش اجتماع الجمعية العمومية للاتحاد الدولي للمبارزة «الكونغرس» الذي أقيم في فندق أطلنطس بدبي، وحرصنا على اعتماد برنامج الفعاليات للاتحاد العربي ومنها البطولات والتجمعات الرياضية العربية التي نتطلع إلى أن تحقق إضافة حقيقية للاعبينا ولاعباتنا العرب.

الفوز برئاسة الاتحاد العربي للمبارزة هو دليل موقف الإمارات القوي عربياً وريادة وسمعة الدولة عالمياً. نحن أمام تحد مستمر من أجل الوصول الى العالمية والرقم «١»، وسنحرص على تحقيق الاستفادة للدول العربية الاخرى ونقل الاستراتيجيات الناجحة المطبقة في الإمارات.

بنت الإمارات حققت العديد من الإنجازات، هل ستشهد الفترة المقبلة المزيد من بطلات المبارزة؟

المرأة الإماراتية تعيش أزهى عصورها بفضل دعم ورعاية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة «أم الإمارات» لها ولهذا وجدنا المرأة الإماراتية تثبت كفاءتها وجدارتها في جميع المجالات ومنها الرياضي، ورياضة المبارزة كانت سباقة في استقطاب فتياتنا لممارسة اللعبة وخلق بطلات منهن، وقد قطعنا شوطاً كبيراً في هذا المجال فلدينا بطلات للخليج والعرب تم إعدادهن في وقت قياسي، كما أن فتياتنا حققن المركز الثالث والميدالية البرونزية الآسيوية خلال بطولة أبوظبي عام 2015 مما أدهش كل المتابعين.

المدارس تعتبر منجماً لاكتشاف الأبطال، هل هناك خطط ربط بين الاتحاد والمدارس؟

لدينا تعاون استراتيجي مع المدارس باعتبارها مصانع للأبطال، واتحاد المبارزة بدأ من المدارس.

شهدت بطولة «ناس» في ند الشبا حضور عدد من أبطال المبارزة منهم التونسية إيناس بو بكري، ما الهدف من استقطاب نجوم اللعبة العالميين؟

التسويق لأي رياضة بحاجة إلى وجود أبطال عالميين وذلك ما فعلنا في بطولة «ناس»، وحرصنا أيضاً على توفير البيئة الرياضية المناسبة لضمان الاحتكاك بين لاعبينا ومختلف مدارس العالم.

ما أهم المكاسب الفنية من دورة ند الشبا الرياضية؟

شارك لاعبونا في الدورة الرمضانية وحققوا إنجازات رائعة، وبمباركة سمو الشيخ حمدان بن محمد آل مكتوم ولي عهد دبي رئيس مجلس دبي الرياضي، ستستمر المبارزة في الدورة المقبلة.

هل أسرة المبارزة راضية عن الإعلام؟

الألعاب الفردية لا تحظى بالدعم الذي تناله الألعاب الجماعية رغم أن إنجازات «الفردية» أكثر من «الجماعية» لاسيما وأن المبارزة لعبة أولمبية وحقق أبناء اللعبة العديد من الإنجازات.

لا شك أن عملية التسويق للعبة مهمة، هل لديكم خطط أو برامج في هذا الجانب؟

لدينا تنسيق مع جميع المجالس والمؤسسات الرياضية والشركات وحتى الأسر والعائلات لنشر اللعبة ونشر ثقافة الألعاب الأولمبية وتواجد اللعبة ضمن الألعاب الست في الأولمبياد المدرسي يعتبر إنجازاً بالنسبة لنا.

تولى يوسف السركال رئاسة الهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة أخيراً، ما أبرز مطالب اتحاد المبارزة الإماراتي للهيئة بقيادتها الجديدة؟

يوسف السركال من الشخصيات المتميزة ولم يتم اختياره إلا لأنه أهل لهذه المسؤولية وتنتظره العديد من الملفات، وتواجده دافع لنا في اتحاد المبارزة، وأبرز المطالب هو دعم الرياضة معنوياً وفنياً ومادياً، والسركال كان يوماً في اللجنة الأولمبية ويدرك أهمية المبارزة من أجل صناعة إنجاز أولمبي للإمارات في المستقبل.

رسالتك للهيئة؟

أتمنى أن تحظى الألعاب الفردية الأولمبية باهتمام أكبر والتي عن طريقها يمكن صناعة اسم أولمبي للدولة.

إنجازات

ذكر المهندس الشيخ سالم بن سلطان القاسمي أن أبرز الإنجازات التي حققها اتحاد المبارزة في الإمارات هو حصول لاعبينا على الميدالية الذهبية في سلاح الأيبيه لفئة الشباب بالبطولة الآسيوية 2012، وكذلك حصول لاعباتنا على الميدالية البرونزية بالبطولة الآسيوية 2015 لسلاح الأيبيه، إضافة إلى الحصول على العديد من الألقاب العربية والخليجية. أما على الصعيد الإداري، يعتبر تواجد الدكتورة هدى المطروشي الأمين العام في عضوية المكتب التنفيذي في الاتحاد الآسيوي هو إنجاز آخر لرياضة الإمارات.

ريادة

قال المهندس الشيخ سالم بن سلطان القاسمي إن استضافة الدولة للأحداث الرياضية تترجم ريادة الإمارات وقال: دولة الإمارات حباها الله بقيادة رشيدة وشعب رياضي مضياف ودولة عصرية يتوق الجميع للقدوم إليها، ولهذا فلا عجب في أن تتطلع جميع الاتحادات الدولية إلى تنظيم الأحداث الرياضية العالمية بدولة الإمارات.

وجود 4 منتخبات عربية في مونديال روسيا أثلج الصدور

أعرب المهندس الشيخ سالم بن سلطان القاسمي عن سعادته بتأهل أربعة منتخبات عربية إلى مونديال روسيا 2018 هي السعودية ومصر وتونس والمغرب، مما أثلج صدور جميع العرب ونتمنى أن يكون منتخبنا حاضراً بالنسخة المقبلة. وعن إخفاق منتخبنا، قال إن الجميع يتطلع دوماً إلى أن يرى تكرار إنجاز عام 1990 وصعود منتخبنا ثانية ومشاركته بالمونديال، ونعلم أن القيادة الرشيدة قد وفرت كل الدعم لمنتخبنا ولكن يبقى التوفيق من الله تعالى، ونحن على يقين بأن لاعبينا قد قدموا كل ما عندهم، وإن كانت هناك بعض الأخطاء على الجميع التعلم منها فعدم المشاركة بالمونديال يجب أن يكون درساً للجميع نتعلم منه كيفية تلافي الأخطاء وتعزيز الإيجابيات للوصول إلى المونديال في المستقبل.

حصاد ثمار الدمج في المستقبل القريب

أكد المهندس الشيخ سالم بن سلطان القاسمي أن حصاد ثمار دمج الأندية على مستوى إماراتي الشارقة ودبي سيكون في المستقبل القريب، وقال: مما لا شك فيه أن قضية الدمج لم تخرج إلى الوسط الرياضي من فراغ أو هي وليدة اللحظة بل هي نتيجة بحث ودراسة مستفيضة من صناع القرار بالدولة الذي نثق فيهم، وفي إبداعهم وفي قراراتهم الحكيمة، ولهذا فنحن نعتقد أن الدمج يصب في خانة تكوين كيانات قوية وأندية تستطيع تجاوز التحديات والوصول إلى العالمية، وستثبت الأيام المقبلة صحة رؤية القيادة الرشيدة في هذا الشأن.

تجديد الدماء يساعد على الإبداع

قال المهندس الشيخ سالم بن سلطان القاسمي: مما لا شك فيه أن ناموس الكون هو التغيير وأنه يجب أن يكون العطاء متدفقاً في مؤسساتنا الرياضية ونحن نرى أن تجديد الدماء بالدفع بالعناصر الشابة في طليعة الصفوف القيادية يسهم بصورة فعالة في تطوير العمل والارتقاء به خاصة إذا ما امتزجت حماسة الشباب مع خبرة من سبقهم فتكون المحصلة هي الإبداع والابتكار لكل ما هو جديد وقد ضرب شبابنا أروع الأمثلة في قيادتهم دفة العديد من المؤسسات والجهات وأسهموا بصورة فاعلة في التطوير والابتكار.

Email