محمد سعيد النعيمي يقلب ذكريات الماضي:

الكأس الغالية تحولت لحدث عالمي مع عجمان

ت + ت - الحجم الطبيعي

قلب الكابتن محمد سعيد النعيمي قائد فريق عجمان وأحد نجوم الجيل الذهبي في فرقة «البرتقالي» ذكريات الماضي ومشوار 15 سنة قضاها في المستطيل الأخضر، في حوار خاص مع «البيان الرياضي» كشف فيه عن تفاصيل الإنجاز الفريد لعجمان عندما فاز بكأس صاحب السمو رئيس الدولة عام 84، وهو في الدرجة الثانية.

حيث تحولت الكأس الغالية في تلك النسخة إلى حدث عالمي فريد من نوعه، وحكى النعيمي سيناريو هذا الإنجاز، كما تناول الكثير من الذكريات والمفارقات ومنها انضمامه للمنتخب الوطني، وكيفية استمراره مع عجمان وهو طالب في كلية الشرطة بالكويت وغيرها من الحكايات.

حدثنا عن البدايات؟

البداية كانت في الحواري بعجمان، ولم تكن هناك فرق سنية كما يحدث الآن، ولعبت لفريق الهلال قبل دمجه مع عجمان وتدربت على يد حمد العود، وعاصرت أول رئيس لمجلس إدارة عجمان سالم عبيد العليلي، ومن الحواري انتقلت إلى عجمان في عمر 15 سنة وكنت حينها أصغر لاعب.

وشاركت مع الفريق الأول في مباراة رسمية وعمري 17 سنة، وكنت ضمن مجموعة تضم عبيد سيف المطروشي مدير منطقة عجمان التعليمية السابق، وكان من أميز اللاعبين، ثم جاء جيل محمد عبد الرحمن الكويتي الذي انتقل للجزيرة وكان كابتن فريق عجمان.

أصغر لاعب

وماذا عن أول مباراة رسمية؟

أتذكر أن مدرب عجمان كان المرحوم الهادي صيام في عام 1976، وذهبت مع الفريق إلى أبوظبي وغاب أحد الأساسيين وطلب مني المدرب المشاركة، وتخوفت من اللعب وطلبت العودة لعجمان من شدة خوفي، ولكن المدرب صيام أقنعني بضرورة المشاركة وتماسكت وخضت المباراة ونجحت من أول لمسة بتسجيل هدف في مرمى فريق أبوظبي.

وأذكر أن الحكم كان بشير جامع وحدث جدل بينه وبين المساعد في احتساب الهدف، ومن لاعبي أبوظبي في تلك المباراة جيمس لاعب المنتخب السوداني وكان لديهم مدافع مواطن اسمه درويش، وبعد تسجيلي الهدف حاول لاعبو فريق أبوظبي تخويفي وتوعدوني باللعب العنيف، فطلبت الخروج ولم أكمل المباراة التي انتهت 2-1 لصالح فريق أبوظبي.

ومن الطرائف والمفارقات في تلك المباراة كان لدينا لاعب اسمه بلال سعيد الحامض لعب مع الفريقين، حيث لعب معنا الشوط الأول وبين الشوطين انتقل للعب مع أبوظبي وكانت الانتقالات حينها بشكل شفهي ودون أوراق ليصبح أول حالة انتقال من عجمان إلى فريق أبوظبي قبل أن تصبح الانتقالات بشكل نظامي.

كم استمر مشوارك مع عجمان؟

ظللت ضمن الفريق الأول منذ منتصف السبعينيات حتى اعتزلت عام 1990، وخلال هذا المشوار الطويل انضممت للمنتخب الوطني عام 1980 وسافرت مع المنتخب لكأس آسيا 80 في الكويت .

وكان مدرب المنتخب حشمت مهاجراني وضم المنتخب معظم لاعبي جيل 90 مثل يوسف محمد وجاسم محمد وكنت بين الجيل الثاني لهم، ولعبت مباراتين وديتين ولكن ارتباطي بالدورات العسكرية، جعلني أعتذر عن الاستمرار مع المنتخب.

الكرة والشرطة

كيف استطعت التوفيق بين الكرة والعمل؟

خلال وجودي في عجمان كنت أدرس في عام 80 في كلية الشرطة بالكويت وسبقني بعام واحد الكابتن جمعة ربيع، كما وجدت أيضا لاعب الشارقة وحيد عيسى، وظللت محافظاً على مستواي واللعب مع عجمان خلال فترة المدرب ريعو الذي كانت له بصمة حقيقية في تطور مستواي.

وكنت أحرص على العودة في العطلات الرسمية والإجازات للعب مع عجمان إلى أن عدت بشكل نهائي عام 83 وظل الفريق ينافس باستمرار على الصعود للدرجة الأولى حتى تحقق هذا الحلم في موسم 89-90 تحت قيادة المدرب عبد الله صقر، وصعدنا كثاني الترتيب.

وكان يرأس مجلس الإدارة عبد الله بوشهاب ونائبه حمد المطروشي. وأصبحت كابتن الفريق من بعد انتقال محمد عبد الرحمن الكويتي لفريق الجزيرة بعد نهائي كأس صاحب السمو رئيس الدولة التي أحرزها عجمان في عام 84.

على ذكر الكأس الغالية التي أحرزها عجمان، حدثنا عن هذا الإنجاز التاريخي؟

فوزنا بكأس صاحب السمو رئيس الدولة كان بالفعل إنجازاً تاريخياً وحدثاً لافتاً، ليس فقط في الإمارات، بل في الوطن العربي كله في ذلك الوقت، فلم يكن من السهل أن يفوز فريق درجة ثانية بهذا اللقب.

وأذكر أن إذاعة الـ BBC البريطانية بثت خبر فوزنا بالكأس وربطت بينه وفوز فريق انجليزي بكأس انجلترا، وكان ذلك الفريق بالدرجة الثانية أيضاً وتم التعامل معه كحدث عالمي فريد، وكان مدرب عجمان وقتها هو اليوغسلافي آبا، ويساعده المرحوم المدرب السوداني ديم الصغير.

تتويج تاريخي

الكأس الغالية كيف استطاع عجمان تحقيق هذا الفوز الفريد؟

المشوار لم يكن سهلاً، ولا زلت أتذكر تفاصيله الدقيقة من أول مباراة خضناها مع الوصل وكان بطلاً للدوري و70% من لاعبيه يمثلون المنتخب الوطني ونحن كنا نتمرن 3 لاعبين أو 6 وأحياناً نكمل التقسيمة بلاعبين من الحواري، وكان هناك نوع من الإحباط لأن الفريق ينافس على الصعود ولا يحققه.

ورغم هذه الظروف كان لمدربنا رأي آخر وطلب منا قبل مباراة الوصل أن ننهي الشوط الأول بالتعادل ونترك له الباقي في الشوط الثاني، والفعل حدث ذلك وسجل الوصل هدفاً في الشوط الثاني ثم عادلناه بركلة جزاء وذهبنا بالمباراة لوقت إضافي ثم ركلات ترجيح، وكانت من نصيبي الركلة الخامسة والحاسمة فسجلتها وفزنا 5-4. وبعد الوصل قابلنا الشباب .

وكان ثاني الدوري وهو فريق قوي وطلب منا المدرب اللعب بذات الأسلوب، وفي آخر 10 دقائق، سدد حارسنا إبراهيم أحمد وهو مدير العلاقات العامة حاليا بنادي شباب الأهلي-دبي، كرة طويلة وصلت لي فسددتها في مرمى عبد القادر حسن لتنتهي المباراة بفوز عجمان بهذا الهدف، وانتقلنا للدور نصف النهائي وواجهنا الإمارات الذي فاز على الخليج.

وكانت مباراتنا مع الإمارات في استاد خليفة بالعين، وقبل يوم من المباراة تعرضت للإصابة في العضلة في التمرين، لكن المدرب أصر على مشاركتي باعتباري هداف الفريق، وبالفعل شاركت وكانت المباراة بحضور جماهيري معتبر للعيناوية الذين شجعوا عجمان.

وكان فريق الإمارات يضم نجوماً مثل منذر عبد الله وسالم خليفة ومحمد سالم ونحن مجموعة محدودة من اللاعبين بدون احتياطي مثل علي جبر ومحمد علي هاشم وسامي إسماعيل شقيق خالد إسماعيل وسعيد حميد ومصبح وجمعان ومحمد عبد الرحمن وسلمان عبد الله.

استمرت المباراة تعادلية حتى الدقيقة 90، وبنفس الأسلوب أرسل الحارس إبراهيم أحمد كرة طويلة ورجعت الكرة من عبد الله صالح مشرف المنتخب حالياً فوجدتها ولم أتذكر شعوري بالإصابة في تلك اللحظة فسددت بقوة هدفاً انتهت به المباراة، وفرحت كما لم أفرح من قبل بعد انتقال عجمان للمباراة النهائية وهو فريق درجة ثانية.

وزادت فرحتي عندما علمت بعد المباراة أن من بين من شاهدوا المباراة في استاد خليفة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.

وجاء النهائي أمام النصر وكان النصر وقتها يضم الجيل الذهبي مثل عبد الرحمن محمد وإسماعيل نصيب وعبد الله خليفة وثابت سهيل وأحمد خورشيد وجميل أحمد ومحمد الكوس، وواجهتني مرة أخرى مشكلة الإصابة وطلب مني المدرب اللعب ولو شوطا واحدا وكالعادة طلب منا التعادل في الشوط الأول وحققنا له ذلك، وبين الشوطين بارك لنا المدرب الفوز برغم أن المباراة لم تنته.

واستطعنا جر النصر لوقت إضافي ثم لركلات الترجيح، ومن المفارقات أن الركلة الأخيرة الحاسمة لعجمان سددها سامي إسماعيل الذي جاء لعجمان منتقلاً من النصر فسجلها وفزنا بالكأس الغالية في مشهد غير مسبوق.

صف لنا المشهد بعد التتويج بالكأس الغالية؟

عمّ الفرح كل أرجاء إمارة عجمان بعد هذا الإنجاز، وهو ليس بالأمر السهل الفوز على فرق لها صولات وجولات، وتشرفنا باستقبال تاريخي من صاحب السمو الشيخ حميد بن راشد النعيمي عضو المجلس الأعلى حاكم عجمان، وحظينا بمكرمة من سموه كان لها تأثير كبير في نفوس الجميع.

وبرغم سخاء سموه ومكارمه المعروفة للجميع، إلا أن مكرمة الفوز بالكأس الغالية كان لها وقع خاص، وكان يرأس مجلس إدارة النادي في تلك الفترة، عبيد الزعابي أحد الرموز المعروفين في النادي.

الجرمن يعمل في صمت

أشار محمد سعيد النعيمي إلى معاصرته رئيس مجلس ادارة عجمان الحالي خليفة الجرمن كلاعب كرة طائرة، مؤكداً أن الجرمن من الشخصيات التي تحظى بعلاقات وقبول لدى جميع الرياضيين.

ويعمل بصمت منذ توليه هذا المنصب من حوالي 10 سنوات، وقال إن هذه العلاقات انعكست على نادي عجمان في القبول والثقة التي نالها مرشحو النادي في اتحاد الكرة مثل محمد عمر والجرمن نتاج لهذه العلاقات الوطيدة التي تربط عجمان بجميع أندية الدولة.

8

ارتبط محمد سعيد النعيمي بلجنة المحترفين 8 سنوات، منذ التأسيس في 2007، في عهد حمد بروك، مروراً بفترة الدكتور طارق الطاير وسعيد عبد الغفار ومحمد فاضل الهاملي ومحمد ثاني الرميثي وامتد عمله في اللجنة حتى 2008.

كما ارتبط ادارياً في نادي عجمان من عام 90 حتى 2002، كعضو مجلس ادارة ورئيس للجنة الرياضية ثم امين السر في عهد عبد الله سعيد النعيمي رئيس مجلس إدارة النادي.

علاقة النصر وعجمان رائعة

أوضح محمد سعيد النعيمي أن علاقة ود تاريخية تربط عجمان بالنصر منذ أيام فريقي النصر والشعلة، ثم انشق الهلال من الشعلة ثم حدث الدمج بين الفرق الثلاثة ليصبح عجمان، وطوال هذه الفترة ظلت علاقة عجمان والنصر، أشبهة بالتوأمة التاريخية واستمرت حتى اليوم وكان الانتقال يتم بشكل سلس بين لاعبي النصر وعجمان والعكس صحيح، وأشار النعيمي، إلى ان عجمان يفخر كثيراً بعلاقته مع نادي النصر.

عجمان نادي الأسرة الواحدة

أكد محمد سعيد النعيمي الارتباط الوثيق بنادي عجمان، مشيراً إلى أن الكل قريب للنادي إن كان إدارياً سابقاً أو حالياً، وكثيرون لا يفرقون بين الإداريين السابقين والحاليين كدليل على أن نادي عجمان أسرة واحدة، ويعود الفضل في هذا الجو المثالي لما يوليه صاحب السمو الشيخ حميد بن راشد النعيمي عضو المجلس الأعلى حاكم عجمان.

من رعاية واهتمام، والنقلة الكبيرة التي حدثت في عجمان في كافة المجالات منذ حوالي 10 سنوات ومن ضمنها الطفرة الرياضية، وبفضل المتابعة والدعم الكبيرين لسمو الشيخ عمار بن حميد النعيمي ولي عهد عجمان رئيس المجلس التنفيذي، والطفرة الاقتصادية تكاملت فيها جميع الأدوار ومن بينها دور الشيخ راشد بن حميد النعيمي رئيس دائرة البلدية والتخطيط رئيس نادي عجمان الذي لا يدخر مالاً أو جهداً لرفعة وتطور النادي.

Email