القطب الجزراوي يقلّب مع « البيان» ألبوم الذكريات

بسام مفتاح: لعبت على الرمال حين كانت الكرة متنفسنا

ت + ت - الحجم الطبيعي

عندما نقلب أوراق الزمن الجميل فإن القصص والحكايات تكثر عن هذه الحقبة التاريخية، التي كانت لها سمات خاصة ارتبط فيها اللاعب والإداري والفني بالنادي ارتباطاً وثيقاً، وتحدوا جميعاً ظروف عصرهم المادية والبيئية والاجتماعية، وفي نهاية المطاف يعتبر تاريخ الكثير من نجومنا الكرويين ملهماً وحافزاً للأجيال القادمة.

«البيان الرياضي» عادت للوراء وتحديداً إلى نهاية حقبة الستينيات وأوائل الثمانينيات مع القطب الجزراوي كابتن بسام مفتاح، الذي دافع عن شعار فخر أبوظبي قبل إشهار النادي نفسه عام 1974 ولعب في مركز الجناح الأيسر، وحدثنا شيخ الكباتن عن ذكرياته مع ناديه وكيف كانت بدايته، وعشقه للساحرة المستديرة، ومروراً بتجربته الوجيزة مع المنتخب الوطني، ثم اعتزاله ومشوراه التدريبي، وعمله محللاً رياضياً، وأخيراً تحديد أهم ملامح وسمات عصره مع ربطه بالحاضر، والذي تناول فيه تقييمه للدوري والمنتخب والوطني، وإيجابيات القرار التاريخي لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، في حوار هادئ وجرئ وإلى نصه:

بداية قص لنا بدايتك مع الساحرة المستديرة؟

التحقت بنادي العين عام 1969، ولعبت بضع مباريات قليلة قبل أن انتقل مع والدي إلى إمارة أبوظبي، وقيدت في نادي الفلاح 69-70 بعدها انتقلت إلى الخالدية، الذي دمج مع البطين تحت مسمى نادي الجزيرة 1974، وفي هذه الحقبة التاريخية كانت إمارة أبوظبي تضم 7 أندية هي: الفلاح، الأهلي، الاتحاد، الوحدة، الخالدية، التضامن ونادي العين، بعدها حدث اندماج بين هذه الأندية لتشكل أندية أبوظبي الخمسة بوضعها الحالي.

مسيرتك مع فخر أبوظبي حتى الاعتزال؟

ترجع مسيرتي مع نادي الجزيرة إلى عام 1971، حيث كنت حينها في الخالدية الذي اندمج مع البطين، بعدها شكل أول اتحاد كرة قدم لإمارة أبوظبي وكان أول سكرتير فني المصري مراد رفعت.

صف لنا أهم سمات زمنك الجميل؟

الحياة كانت بسيطة وكرة القدم كانت للمتعة والانتماء إلى النادي، والمكافآت والحوافز المادية كانت متواضعة، وقد لعبت على 4 ترب مختلفة أولها الرملية في نادي العين، والصبغة، والترتان، والعشبي في أبوظبي، ولعبت في مركز الجناح الأيسر، واعتزلت الكرة رسمياً عام 1981.

أهم البطولات مع الجزيرة؟

الحدث الأبرز هي التتويج مع الجزيرة بدوري إمارة أبوظبي وكأس رئيس الدولة 1969 و1971، لعبت للمنتخب الوطني لفترة وجيزة نظراً لتعرضي للإصابة.

أبرز سمات الجيل القديم والحالي؟

لكل جيل سمات ولكل حقبة تاريخية تحديات، فجيلنا الذي بدأ في نهاية الستينيات كانت الساحرة المستديرة هي المتنفس الوحيد، فلم نشهد الضجة التكنولوجية الصاخبة لجيل الآي باد الحالي، وأماكن الترفيه والسياحة التي تنعم بها الدولة، فالكرة اللعبة البسيطة المجانية، التي كانت في متناول الجميع، بداية من الحي ثم المدرسة وأخيراً النادي. ومسيرتي في الملاعب امتدت إلى 13 عاماً وقد انتقلت إلى العمل الوظيفي، في مقابل سفر الكثير من زملائي خارج الدولة بغرض الدراسة، لكن شغفي بالكرة دفعني إلى الوجود داخل الدولة بغرض إتمام مسيرة رياضية أخرى بصفة إداري ومدير فني.

وماذا عن مسيرتك خارج المستطيل الأخضر؟

بعد اعتزالي الملاعب سافرت إلى إسبانيا وبالتحديد مدرسة تدريبية في إقليم كاتلونيا بإسبانيا درست فيها دورة تدريبية، واحترفت العمل الإداري في نادي الجزيرة ومن ثم مدرباً لقطاع الناشئين ومديراً فنياً للفريق الأول، وتوقفت عام 1994 نظراً لإصابتي في الظهر، كما عملت فترة محللاً رياضياً في الإذاعة وقناة دبي الرياضية، ومنذ عامين اعتزلت النشاط الكروي على مختلف أوجهه.

ولماذا بعدتَ عن الأضواء منذ عامين؟

كانت رغبتي أن أستريح وأعود إلى الحياة مرة أخرى، فمنذ ما يقارب 45 عاماً وأنا ملازم الملاعب، وعملي كوني موظفاً، واستديوهات التحليل والمنزل، حتى إن بعض المناطق في أبوظبي أو الإمارات بشكل عام لا أعرفها، وفي مجمل العموم، فأنا مشجع جزراوي حتى النخاع وأحرص قدر الإمكان أن أحضر مباريات فخر أبوظبي.

تحدثت عن الدمج في بدايات السبعينيات، وماذا عن الوقت الحاضر بدمج الشباب ودبي مع الأهلي والشعب مع الشارقة، وما توقعك للإيجابيات في المستقبل القريب؟

أعتقد أن عملية الدمج تمت لتوفير اقتصادات قوية لكيانين جديدين، وهذه نقطة إيجابية في حد ذاتها، لأنه لا فائدة من كثرة الأندية في ظل اقتصاد ضعيف وديون تغرق الأندية، فطالما تمتع النادي بموارد مالية قوية كان قوياً ويحقق النتائج الرياضية المرجوة؟

هل لك أن تعدد إيجابيات قرار رئيس الدولة بمشاركة الفئات الثلاث أبناء المواطنات وحاملي الجوازات ومواليد الدولة في المسابقات الرسمية؟

قرار صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، تاريخي، ودمج الثلاث فئات ستعم إيجابياته في القريب العاجل، ولذلك ويجب علينا استغلاله جيداً، واقترح إنشاء مراكز شباب تستقطب اللاعبين من 11 وإلى 17 عاماً في جميع الرياضات، تحت إشراف المجالس الرياضية، وهذه المراكز توزع في إمارات الدولة، وهؤلاء اللاعبون يكونون تحت نظر كشافة الأندية.

وقد ناديت منذ أكثر من 27 عاماً بإنشاء مراكز شباب والاستفادة من هذه الطاقات الكامنة، وكان الرد عليّ أنها ستأتي في وقتها، وأعتقد أننا في حال إنشاء مراكز شباب، وتنفيذ قرار رئيس الدولة بضم الفئات الثلاث، فإن رياضة الإمارات تحتاج إلى 10 سنوات فقط، وستعم الفائدة على جميع ألعاب الدولة، خصوصاً أننا في حاجة إلى دعم ألعاب مثل السلة والكرة الطائرة والسباحة والملاكمة والمصارعة بأطوال وقوة جسمانية كبيرة، والباب سيكون مفتوحاً أمام الشباب حسب ميولهم ورغباتهم في هذه الألعاب.

دعنا ننتقل إلى الحاضر وخصوصاً إخفاق المنتخب الوطني للتأهل إلى مونديال روسيا 2018 على الرغم من الآمال التي علقت عليه؟

كرة القدم هي لعبة الأجيال، والكرة مكسب وخسارة، وعلينا ألا نحبط الجيل الحالي، وأعتقد أن أولادنا في المنتخب ما «قصروا».

بروفايل

بسام مفتاح في سطور

لاعب كرة قدم وإداري ومدرب ومحلل فني سابقاً

مسيرته في الملاعب من 1969-1981

لعب للعين بضع مباريات وباقي تاريخه الكروي مع الجزيرة

مواليد: 1950

متزوج ولديه 8 أبناء

خليل ليس مناسباً للجزيرة والأجانب سيئون

شدد بسام مفتاح على أن إدارة الجزيرة لم توفق في التعاقدات مع الأجانب المحترفين للموسم الجاري، لافتاً إلى أن اللاعبين المواطنين جيدون، سواء قدامى أصحاب خبرات أمثال علي مبخوت الذي وصفه بأنه ليس له قرين في الدولة، وعدد من الشباب الصاعد حالياً.

وقال عن صفقة أحمد خليل إنها غير مناسبة للجزيرة، وإن اللاعبين المواطنين الجالسين على دكة الاحتياط أمثال أحمد العطاس أفضل وهم مستقبل النادي، ومع احترامه الكامل لتاريخ أحمد خليل، إلا أنه كان احتياطياً في أوقات عدة لنادي شاب أهلي دبي، وبالتالي لا يجوز لعبه أساسياً مع الجزيرة حامل اللقب.

وعن تراجع الجزيرة قال أعتقد أن السبب الرئيس في الإصابات التي عانى منها الفريق منذ انطلاق الموسم بغياب أبرز عناصره الأساسية، ولا أستطيع تحميل تين كات المسؤولية في حد ذاتها إلا بتقييم اللاعبين ومعرفة أسباب التراجع.

عودة الكرة الإماراتية للمنافسة

لكي تعود الكرة الإماراتية قوية ومنافسة على الساحة الآسيوية والدولية، أوصى بسام مفتاح بأن يكون الإعداد جيدا، والبداية تكون مع قطاع الناشئين، والحلقة التالية الأهم هي الأندية التي أرى أنها تعاني من ضعف إداري وفني، ولا أحمل المسؤولية للمديرين الفنيين السابقين للمنتخب كالمدير الفني السابق مهدي علي، والأرجنتيني باوزا، لكن منتخبنا يحتاج إلى صحوة وأدوار متكاملة بين الإعلام والجماهير في النقد البناء، وإظهار السلبيات والإيجابيات، مقابل وجود دوري قوي يتيح الحلول والخيارات أمام الجهاز الفني.

واعتقد أن منتخباتنا تعاني من خلل إداري وفني، فالعديد من أصحاب القرار في كرة الإمارات لم يلعبوا كرة قدم، ولم يمارسوها فكيف يتخذون قرارات فنية، والعديد من هذه الكوادر للأسف تتمسك بالكرسي والمنصب.

إعداد فريق للموسم المقبل

أوصى بسام مفتاح بنسيان نتائج الجزيرة في الدوري للموسم الجاري، وإعداد فريق للموسم المقبل، مع إبرام تعاقدات على مستوى الأجانب تفيد الفريق، مشدداً على أهمية الأجانب في نادي الجزيرة لتحقيق التوازن مع الفرق الأخرى حتى وإن امتلك الأخير لاعبين مواطنين متميزين، وأن الأجانب لا شك يمتلكون إمكانيات بدنية ومهارية عالية وإضافة للاعبين المحليين والفريق بشكل عام. ولم يرشح بسام مفتاح محترفين أجانب بعينهم مرجعاً ذلك لأن الفريق الذي يحرز درع الدوري للموسم الجاري هم أفضل، حتى وإن برز أجانب من فرق أخرى فليس لهم قيمة دون أن يحصد فريقهم الدرع.

Email