وزارة التعليم العالي المصرية تكرمه اليوم

المزكي: إنقاذ طفلة الإسكندرية من قيم زايد

ت + ت - الحجم الطبيعي

دخل منذر المزكي قلوب الملايين، عقب فقرات «على السكة» والتي قدمها عبر قناة أبوظبي الرياضية خلال تغطية البطولة العربية لكرة القدم للأندية، والتي اختتمت أخيراً في مدينة الإسكندرية، ولاقت فقرة «طفلة الإسكندرية» رواجاً كبيراً على مواقع التواصل الاجتماعي، والتقى منذر المزكي خلالها وبالصدفة، ولي أمر طفلة تبلغ من العمر 11 شهراً، وتحتاج إلى عملية جراحية في المعدة، ووالدها لا يستطيع تحمل نفقات الجراحة، وفي الوقت نفسه رفض المساعدة بعفة نفس، وعكس المزكي الوجه الحضاري والإنساني للمواطن الإماراتي عندما أصر على مساعدة والد الطفلة، بإجراء الجراحة، وكانت الخاتمة سعيدة وكللت بالنجاح.

وكان المزكي وفريق عمل القناة طاف بشوارع وحارات مدينة الإسكندرية، بهدف تقديم مادة اجتماعية وسياحية وثقافية وإبعاد المشاهد عن الملل لتجنب اختزال التغطية في الفقرات الرياضية، وتميزت الفقرات بطابعها الإنساني تزامناً مع عام الخير.

وعقب نجاح فقرة «طفلة الإسكندرية» وجهت قناة أبوظبي الرياضية بتوزيع جوائز «عمرة» ومساعدات مالية للأشخاص المحتاجين، تزامناً مع عام الخير، وعام زايد 2018.

ومن المقرر أن يتم تكريم منذر المزكي اليوم ضمن احتفالية وزارة التعليم العالي وبالتعاون مع الاتحاد الرياضي المصري للجامعات تحت رعاية وحضور وزير التعليم العالي الدكتور خالد عبد الغفار، وبالتعاون مع الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، ويأتي التكريم باعتبار منذر المزكي صاحب اللفتة الإنسانية مع «طفلة الإسكندرية» والتي لاقت استحسان الشعب المصري، بالإضافة إلى نجاح فقرات «على السكة»، والتي تبنت ثقافة الشعب المصري، ولامست العمل الإنساني والخيري، ويتضمن حفل التكريم توزيع الجوائز على الفرق الفائزة بالدورة الرياضية الـ 44 للجامعات المصرية.

وخص المزكي «البيان الرياضي» بالعديد من الأخبار الحصرية، وكشف كواليس المبادرات الإنسانية للإمارات في مصر أثناء البطولة العربية، وقال: ننتمي إلى مجتمع محب للجميع.. يعشق الخير وأرسى قواعده زايد الخير، وإنقاذ طفلة الإسكندرية إحدى ثمار «زايد الخير»، وأكد المزكي لنا حصرياً أن فقرة على «السكة» مستمرة في برنامج القاهرة ـ أبوظبي، مشيراً إلى أن اللمحة الإنسانية لقيت رواجاً لأن الناس تتعاطف مع ردة فعل «الغلبان».

الفكرة

قدمتم فقرات مميزة على هامش البطولة العربية للأندية، كيف جاءت الفكرة وما هي أهدافها؟

اعتدنا في قناة أبوظبي الرياضية عندما نقوم بتغطية حدث رياضي، خصوصاً بطولات كأس الخليج وختاماً بالبطولة العربية للأندية، أن نكسر ملل المشاهد، وبعيداً عن الروتين الرياضي للحدث، وذلك إيماناً منا بأن البرامج الرياضية ليست ساحة لكرة القدم فقط،، ومن هذا المنطلق جاءت الفكرة، حيث إن المشاهد نفسه يفضل هذه الفقرات الاجتماعية الترفيهية بجانب الحدث الرياضي، وعلى سبيل المثال في بطولات كأس الخليج قمنا بإعداد فقرات سياحية واجتماعية وثقافية.

وماذا عن فقرة «على السكة» ؟

من منطلق حرصنا على تقديم فقرات اجتماعية وثقافية، تجولنا في حواري وشوارع مصر الحبيبة، وأعددنا فقرات عن «التوك توك» والأكلات الشعبية، وتجولنا بكل حرية وعفوية في الشوارع، وكان بحوزتنا فقط كاميرا على كتف أحد المعدين، وللعلم لم يكن لهذه الفقرة إمكانيات كبيرة أو إعدادات مسبقة.. وفقط كان بجانبي أحد الزملاء وهو دليلنا في الشوارع بالإضافة لي ومعنا كاميرا التصوير.

الصدفة

كيف قابلت ولي أمر الطفلة «رُميساء» خلال فقرة «على السكة» ؟

الصدفة وحدها جمعتني بهذا الرجل، وسبحان الله عيناي ذهبت إليه، وسألته عن مشاهدته للبطولة العربية ورأيه الشخصي، لكنه أفادني أنه لا يعير اهتمامه حالياً لأن لديه ظروفاً صعبة وصغيرته مريضة، وتحتاج إلى عملية جراحية في المعدة، فعرضت عليه المساعدة لكنه أبى ورفض بعزة نفس الرجل المصري الأصيل، وتركنا وذهب، فما كان منا إلا أن قمنا بتتبعه في الشارع، ولحسن الحظ المسافة لم تكن بعيدة، حتى جئنا أمام منزله وطلبنا منه أن نشرب معه الشاي، فرحب الرجل واستقبلنا ضيوفاً في منزله.

ردة الفعل

كيف رأيت ردة فعل ولي أمر الطفلة ؟

ولي أمر هذه الطفلة عكس كرامة وهيبة الرجل المصري، وتجلت هذه الأمور في شخص هذا الرجل الذي لم يكن يود أن يساعده أحد، سواء كان قريبا أو غريبا، فرفض في المرحلة الأولى، لكن في الثانية لم يرفضنا ووافق على استضافتنا على الفور عندما قلنا له «عايزين نشرب معاك شاي».. من باب الكرم وقال «اتفضلوا»، بعدها بدأ الكلام معه وأقنعناه أن ابنته هي ابنتنا ونحن إخوة والإماراتي شقيق المصري، ولا يوجد فارق على الإطلاق، وبعد إلحاح وافق على تكفلنا بنفقات العملية الجراحية لابنته.

هل تدخلت إدارة القناة بالتكفل بإجراء العملية الجراحية ؟

لم يكن هناك وقت على الإطلاق لمخاطبة إدارة «أبوظبي الرياضية»، والموضوع جاء سريعاً وبعفوية كبيرة، وشارك فريق عمل فقرة «على السكة» بجمع النفقات فبجانبي شارك ثلاثة من الزملاء بدفع بعض الأموال، واستطعنا في نهاية المطاف أن نجمع نفقات العملية الجراحية وننقذ حياة الطفلة ونرسم البهجة والسعادة مرة أخرى على وجه ولي أمرها.

وفي الواقع بعد نجاح الحلقة الثانية طلبت منا إدارة القناة ممثلة في يعقوب السعدي مدير عام قنوات أبوظبي الرياضية، أن نقدم هدايا ورحلات عمرة مواكبة لعام الخير.

ماذا تقول عن تزامن مبادرتك الإنسانية مع عام الخير وتسمية 2018 بـ«عام زايد» ؟

تعلمنا من شيوخنا الكرام أن المبادرات الإنسانية ومساعدة المحتاج أسلوب حياة، والمغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه» خير برهان، وأعماله الإنسانية يشهد بها الداني والقاصي، فدائماً امتدت يداه بالخير إلى محيطه العربي والقاري والدولي، وسار على دربه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وإخوانه أصحاب السمو الشيوخ حكام الإمارات.

هل تواصلتم بعد الجراحة مع أسرة الطفلة؟

بالطبع كنا على اتصال دائم بولي أمر الطفلة ويدعى سمير، بالإضافة إلى إدارة المستشفى، ونحمد الله أن العملية الجراحية نجحت، واستطعنا أن نقوم بعمل إنساني.

وماذا عن المساعدات المالية ورحلات العمرة؟

لم نكن نخطط على الإطلاق لتقديم جوائز، لكن بعد نجاح الفقرة والذي كان ولي الأمر بطلها، درست مع إدارة قناة أبوظبي الرياضية إمكانية تقديم جوائز ولتكن رحلات عمرة، فوافقت الإدارة، والمدير العام يعقوب السعدي أبلغني أننا في عام الخير، ويجب مساعدة الناس وإدخال البهجة والسرور على قلوبهم.

كيف كانت ردة فعل الشارع المصري عقب لفتة «طفلة الإسكندرية»؟

هذه المبادرات الإنسانية تقبلها الشعب المصري بصدر رحب، وقدم شكره إلى دولة الإمارات قيادة وشعباً، وبعدها لم يتوقف هاتفي عن الرنين من أصدقاء داخل الإمارات ومصر، بالإضافة إلى رواج المبادرات على مواقع التواصل الاجتماعي، والسبب الرئيس ليس منذر المزكي بل هو تعاطف الناس وفرحتها لردة فعل «الغلبان» عندما تقدم له العون، ونحمد الله أننا استطعنا أن نعكس ولو جزءاً بسيطاً من «إمارات الخير».

قرار

هل يوجد توسع في برنامج القاهرة - أبوظبي والذي يعرض أسبوعياً على «أبوظبي الرياضية»؟

توصلنا إلى قرار نهائي باستمرار فقرات «على السكة» وسيعرض عبر برنامج القاهرة - أبوظبي، وهو مستمر ويحمل نفس المبادرات الإنسانية تزامناً مع عام الخير، وعام زايد 2018، وتقديراً للشعب المصري للشقيق، وسنجوب شوارع وحارات مصر بما فيها المحافظات والأماكن الشعبية، بهدف ملامسة الحالات الإنسانية وتوطيد العلاقات بين الشعبين المصري والإماراتي.

نهائي البطولة العربية لم يكن سعيداً.. كيف استقبلت هذه الأحداث؟

أوصي بالاستعانة بخبرات بعض الدول العربية التنظيمية وعدم اختزالها في شركة أو مؤسسة تنظيمية بعينها، وتأتي على رأس الترشيحات من وجهة نظري لجنة دوري المحترفين الإماراتية، لأنها تتمتع بخبرات تنظيمية كبيرة، وتراعي أدق التفاصيل التنظيمية، لذلك أرى أن الاستعانة بها في النسخ المقبلة استفادة ومكسب للبطولة العربية، كما أدعو الجماهير إلى الاستمتاع بالحدث الرياضي ونبذ التعصب والعنف.

إيجابيات

أكد منذر المزكي أن أهم إيجابيات البطولة العربية هي وجود نخبة الفرق العربية وجماهيرها، والتقارب بين الشعوب العربية، ودعم اللحمة العربية، وفي الوقت نفسه تأتي الاستفادة كبيرة على المستوى الرياضي من خلال احتكاك الفرق العربية، وأتمنى توسيع المسابقة وعدم اقتصارها على كرة القدم، بل أرى تطويرها بدخول ألعاب أخرى مثل ألعاب القوى والسباحة وغيرها من الألعاب الأخرى، وبذلك ستصبح بطولة شبه أولمبية وستلاقي زخماً جماهيرياً وإعلامياً كبيراً.

احترافية وعشق للعمل الإعلامي

أكد منذر المزكي أن بدايته كانت في مؤسسة دبي للإعلام عام 1999، وبعدها انتقل إلى قناة أبوظبي الرياضية، كما يعمل في المكتب الإعلامي لشرطة رأس الخيمة. وأشار إلى أنه عاشق للإعلام، ويستطيع أن يوازن بين احترافيته للعمل الإعلامي وعمله الأساسي في الجانب الشرطي، ولافتاً إلى أن العمل الإعلامي هواية يعشقها، وأن الخبرات متبادلة بين عمله الشرطي والإعلامي.

ردة فعل إيجابية في الطائرة

أشار منذر المزكي إلى أنه فوجئ بردود أفعال واسعة داخل المجتمع المصري على فقرة «على السكة» سواء بالاتصالات الهاتفية أو في البرامج المصرية، كما تصدرت الفقرة «السوشيال ميديا» وأصبحت حديث الشعب المصري الذي قدم احترامه وتقديره لشقيقه الإماراتي.

وقال: حلقة طفلة الإسكندرية عُرضت وأنا عائد من البطولة، ورغم أنني لم أقدم نفسي كمذيع إلا أن المسافرين على نفس الطائرة تعرفوا علي، وكانت ردة فعل إيجابية منهم وقدموا لي وللشعب الإماراتي الشكر، وتمنوا للإمارات المزيد من التقدم، وثمنوا الأعمال الخيرية التي تقوم بها الدولة على المستوى العربي والقاري والدولي، ودائماً عبارة «عيال زايد» تقال من قبل العامة في مصر وهي نبراس لنا ونستلهم منها القيم الإنسانية النبيلة.

الشعبان الإماراتي والمصري توأمان

أكد منذر المزكي أنه ليس مستغرباً أن تنفذ مبادرات إنسانية في مصر حتى ولو من جانب غير المختصين والذين يهتمون بالجانب الرياضي، وقال: «الشعبان الإماراتي والمصري توأمان، وهذه العلاقات الطيبة راسخة، ولو تألم مصري في الصعيد سيستجيب له أخوه الإماراتي، ومصر هي الشقيقة الكبرى وقدمت الكثير للأمة العربية ونقف بجوارها دائماً».

Email