شخصية وقضية

محمد بن كايد: الدمج يحتاج إلى الصبر

ت + ت - الحجم الطبيعي

عاش الشيخ محمد بن كايد القاسمي رئيس دائرة التنمية الاقتصادية بإمارة رأس الخيمة، الرئيس السابق لنادي رأس الخيمة، تجربة الدمج قبل عدة سنوات، عندما تم دمج ناديه مع نادي الإمارات، التقت معه «البيان الرياضي»، وناقشت معه قضية الدمج التي تستحق مسمى «قضية الساعة»، استناداً إلى خبرته في موضوع الدمج، بعد ظهور الكيانات الجديدة في دبي والشارقة، عقب دمج ناديي الشباب ودبي مع الأهلي، والشعب مع الشارقة، بجانب أنه من أصحاب الخبرات الرياضية الكبيرة.

وأكد الشيخ محمد بن كايد القاسمي، أن الدمج خطوة ناجحة ولها العديد من الإيجابيات، وتحتاج إلى الصبر فقط، متوقعاً سيطرة نادي «شباب الأهلي- دبي» على الساحة المحلية، وفوزه بلقب الدوري النسخة المقبلة، بجانب تفوقه خارجياً، كما توقع تقدم نادي الشارقة وتطوره بشكل كبير في الموسم المقبل، تطرق أيضاً إلى تجربة دمج ناديي الإمارات ورأس الخيمة، ووصفها بالناجحة، رغم عدم استمرارها.

ميزانية غير صحية

ذكر الشيخ محمد بن كايد، أنه مع دمج الأندية بشكل عام، لأن ميزانية معظم الأندية أصبحت غير صحية، وبها خلل كبير، وقال: نعاني من مشكلة إهدار المال في الأندية التي تدخل في صفقات مع لاعبين مواطنين وأجانب بأرقام مالية عالية جداً؛ وبالتالي، الدمج يتيح فرصة جيدة لمراجعة هذا الصرف المالي بهدف الترشيد.

تجربة الإمارات

أكد الشيخ محمد بن كايد أن تجربة الدمج بين ناديي الإمارات ورأس الخيمة، كانت ناجحة، على الرغم من التجربة لم تأخذ فرصتها بما يكفي، من أجل تقييمها بشكل صحيح، ذاكراً أن البعض تعجل الحكم، لكن الدمج كانت له بعض الإيجابيات، وقال: نادي الإمارات استفاد كثيراً من الدمج، وما زال يستفيد منه، هنالك لاعبون انضموا إليه أفادوا النادي فنياً ومالياً، مثل الحسين صالح الذي ذهب للنصر مقابل لاعبين لنادي رأس الخيمة، والحسن صالح الذي انتقل للشارقة، وكذلك فإن بعض لاعبي رأس الخيمة ما زالوا يقدمون له الكثير، مثل خالد خميس وعبد الله نيني وعلى صقر، كلهم من نادينا، أما نادي رأس الخيمة (ذاب) مع الدمج، لأنه وجد صعوبة في العودة بعد قرار تكوينه الجديد، وهذا وضع طبيعي.

واستطرد الشيخ محمد بن كايد، وقال: رغم نجاح التجربة، لكن أعتقد أن وضع إمارة رأس الخيمة يختلف كثيراً عن دبي في عملية الدمج، ولا يمكن أن تكون مقياساً لأن الأندية التي دمجها في دبي، تمتلك إمكانات مالية ضخمة جداً، أما أندية رأس الخيمة ميزانيتها محدودة لا تتعدي 2 أو 3 ملايين درهم في العام، وأيضاً جغرافياً، هنالك بعض الصعوبة في الدمج لتباعد الأندية عن بعضها البعض.

المصلحة العامة

وتناول الشيخ محمد بن كايد إيجابيات عملية الدمج الأخيرة، وقال: بالنسبة لقرار دمج أندية دبي الثلاثة، الأهلي والشباب ودبي، من المؤكد أنه يستهدف المصلحة العامة، لأن من أصدره صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وأتوقع أن تكون له العديد من النواحي الإيجابية، وأبرزها حسب رأيي، أنها تجمع مصادر دخل 3 أندية في نادٍ واحد، وهذا بالتأكيد يجعل النادي أقوى، كما أن مصادر الدخل الأخرى، مثل الاستثمارات الخاصة والإعلانات والعقارات، كلها تصب في مصلحة النادي الواحد، وهذه نقطة مهمة يجب الانتباه إليها.

وبالنسبة لنادي الشارقة، قال: ينطبق الحال كذلك مع ناديي الشارقة والشعب، اللذين تم دمجهما بقرار من صاحب السمو الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، مع بعض الاختلافات، لكن القرار في النهاية يمثل مكسباً لإمارة الشارقة.

وذكر الشيخ محمد بن كايد، أن هناك ناحية إيجابية أخرى مهمة في دمج أندية دبي الثلاثة، ذاكراً أن النادي الجديد، وحسب معلوماته، سيكون خارج وسط المدينة، وبالتالي، هذا يقلل الازدحام المروي، ويفك الاختناق في دبي، خاصة أيام المباريات التي كانت حركة المرور بها تمثل مشكلة للجميع، لكن مع التحول الجديد، أعتقد أن الوضع سيكون أفضل بكثير.

تفوق فني

تطرق الشيخ محمد بن كايد، إلى مكسب فني آخر، ذاكراً أنه يتوقع تفوق نادي «شباب الأهلي - دبي» فنياً بشكل كبير، لأنه سيضم أفضل العناصر في الفرق الثلاثة، وبالتالي يكون متفوقاً على بقية منافسيه، وقال: شخصياً، أتوقع أن يتوج نادي «شباب الأهلي- دبي» بلقب الدوري في الموسم المقبل، وربما الاحتفاظ به لعدة مواسم مقبلة.

وأضاف: وعلى مستوى المنافسات الخارجية، يمكن أن يمضي قدماً نحو البطولات، وفي رأيي فإن المولود الجديد الخارج من رحم أندية دبي، سيكون له شأن كبير، سواء داخلياً أو خارجياً، أما نادي الشارقة، فمن المؤكد أيضاً أنه سيكون بمستوى أفضل، بعد وحدته مع نادي الشعب، الذي يعتبر من الأندية الكبيرة في الدولة.

تقييم

دعا الشيخ محمد بن كايد إلى تقييم تجربة الدمج في دبي والشارقة، وانتظار ما تسفر عنه، ثم بعد ذلك يتم الحكم عليها بشكل نهائي، وقال: توجد مؤشرات وأسباب واضحة للنجاح، لأن قرارات الدمج لديها العديد من الإيجابيات، لكن لا بد أيضاً من منح التجربة فرصتها، حتى يحدث التقييم الصحيح لها، وهذا يتطلب الصبر عليها، وليس أحكاماً متعجلة مثل كل عمل أو مشروع جديد يحتاج إلى بعض الصبر، حتى يصل إلى النجاح المطلوب، ولا بد كذلك من تقديم الدعم المعنوي ومساندة النادي الجديد، لأنه يحتاج إلى قاعدته الجماهيرية، وإلى كل شخص قادر على تطوير الرياضة في دولة الإمارات، وبإذن الله تحقق الفكرة النجاح والأهداف المنشودة.

موقع

أشار الشيخ محمد بن كايد، الرئيس السابق لنادي رأس الخيمة، إلى إمكانية الاستفادة من مواقع الأندية الجغرافية في دبي، لأنها في مواقع مميزة، وبالتالي، يمكن أن تمثل مصدر دخل بعائد مالي جيد للنادي الجديد، وقال: هذا الأمر من الممكن أن يساعد النادي في تلبية كافة احتياجاته من مواردة الذاتية، دون انتظار الدعم الحكومي.

تركيز الخبرات يطور العمل الإداري

ذكر الشيخ محمد بن كايد الرئيس السابق لنادي رأس الخيمة أن قرار الدمج سواء في دبي أو الشارقة له فائدة إدارية كبرى يمكن أن تظهر خلال التجارب، مشيراً إلى أن الدمج يركز الخبرات الإدارية في ناد واحد، وقال: بالتأكيد الدولة بها العديد من الكفاءات الرياضية التي قدمت تجارب ناجحة، لكن عندما يكون هنالك (دمج) مثل الذي حدث في أندية دبي الثلاثة الأهلي والشباب ودبي، أو ناديي الشارقة والشعب فإن ذلك يعني أن يكون أصحاب أفضل التجارب وأميز الكفاءات الإدارية في ناد واحد بدلاً عن 3 أندية أو ناديين، ما يقود لتطوير العمل الإداري الذي يلعب الدور الأهم في تقدم الأندية لأن الإدارة الجيدة أساس كل عمل ناجح.

توحيد صف الجماهير أصعب مهمة

نصح الشيخ محمد بن كايد إدارة الكيان الواعد «شباب الأهلي ـ دبي»، وإدارة نادي الشارقة الثقافي الجديد بالاهتمام بجمع الجماهير والأقطاب خلف النادي، وقال: رغم صعوبة المهمة في جمع جمهور 3 أندية، لكن وجود سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد ولي عهد دبي وتوليه مهمة رئاسة الكيان الواعد يسهل المهمة.

وأضاف: توحيد النادي إداريا ليس صعبا، ولكن أصعب مهمة هي جمع قلوب جماهير 3 أندية لتقف خلف نادٍ واحدٍ يمثلها، لذلك من المهم جدا أن تركز الإدارة التي ستتولى المهمة على توحيد صف الجماهير وجمع الأقطاب حول النادي لأنهم يمثلون مصدرا مهما من مصادر القوة ويبشر بنجاح النادي في البطولات المقبلة.

الخوف على اللاعبين الصغار

أظهر الشيخ محمد بن كايد تخوفاً على اللاعبين صغار السن نتيجة الدمج، ذاكراً أن الأندية التي تم دمجها في دبي أو الشارقة تحتضن أعداداً كبيرة من اللاعبين في مختلف المراحل السنية، لكن بعد الدمج الجديد سيكون العدد محدود.

وقال: آثار هذه المشكلة يمكن أن تظهر في المستقبل، لأن ناتج ناديين من اللاعبين صغار السن الذين يمثلون مستقبل الكرة في البلد سيكون أقل بالمقارنة بخمسة أندية،.

لذلك أعتقد أنه من المهم جدا النظر إلى هذا الجانب حتى لا يحدث الضرر ونفتقد مواهب صغيرة السن يمكن أن تقدم الكثير للكرة الإماراتية في المستقبل.

البقاء للأفضل

أشار الشيخ محمد بن كايد إلى أن الدمج يرفع مستوى التنافس بين اللاعبين من أجل الحصول على فرصة الانضمام إلى الأندية المختلفة، ذاكراً أن هذا التنافس يجعل اللاعب أكثر اجتهاداً لتطوير مستواه ومن يتخاذل لن يحصل على فرصة التوقيع لأي ناد وبالتالي يكون البقاء للأفضل.

جذب الاستثمارات أهم المكاسب

أكد الشيخ محمد بن كايد أن إيجابيات الدمج كثيرة وأهمها أنه سيخلق قاعدة جماهيرية أكبر للكيان الجديد في دبي، والكيان الجديد في الشارقة وبالتالي يكون جاذباً للاستثمار وهي أهم المكاسب، باعتبار أن العنصر البشري مهم في الاستثمار، وقال: ربما يكون صعباً في البداية تكوين القاعدة الكبيرة بعد المسمى الجديد، لكن بعد فترة قصيرة ستتوحد جمهور الأندية المدمجة لتقف خلف الناديين الجديدين.

Email