قضى 18 عاماً في النادي ورفض الانتقال إلى غيره

جاسم علي: «روح عجمان» سر الصعود

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أرجع جاسم علي قائد فريق عجمان، إنجاز الصعود والعودة للمرة الثالثة لدوري الخليج العربي، لتكاملية الفريق التي سماها «روح عجمان» وهي تمثلت في الانسجام الكبير بين أسرة النادي من إدارة ولاعبين وجهاز فني وجمهور، وعبر جاسم علي الذي يعتبر عميداً للاعبي عجمان عن فخره بمعاصرة إنجازات كثيرة مع الفريق الأول خلال 12 عاماً متصلة من بينها الصعود 3 مرات لدوري الخليج العربي.

وهو اللاعب الوحيد حالياً في قائمة الفريق عاصر كل هذه الإنجازات، زيادة على بطولات الفريق خلال هذه الفترة في دوري الدرجة الأولى وبطولة كأس المحترفين، وانضم جاسم علي لنادي عجمان في عمر 12 سنة واستمر مشواره الكامل مع النادي لمدة 18 سنة، وتدرج في المراحل السنية حتى الفريق الأول ورفض الانتقال أكثر من مرة بعد تلقيه 3 عروض خلال فترات متباينة.

وأوضح جاسم علي في حوار خاص مع «البيان الرياضي» أن شخصية فريق عجمان كانت مؤثرة أمام منافسيه في دوري الدرجة الأولى، وإحدى الأوراق الرابحة التي جعلت الفريق يعود لدوري الخليج العربي ويحافظ على سجله خالياً من أي خسارة، حتى عندما كان مستواه يتراجع.

واعترف جاسم علي بالضغوط التي واجهوها قبل أسابيع قليلة بسبب سلسلة من التعادلات، ولكن بحكمة رئيس النادي ومجلس الإدارة تم التغلب على هذه الضغوط والعودة لسكة الانتصارات التي توجها الفريق بفوز غالٍ والصعود من خارج ملعبه في الفجيرة.

الصعود الثالث

صف لنا شعورك وأنت تحقق مع الفريق الصعود الثالث للمحترفين؟

أفخر كثيراً مع زملائي بتحقيق هدف العودة للمحترفين واللعب في دوري الخليج العربي، وبالتأكيد الفرحة كبيرة لي ولزملائي سواء للاعبين الشباب بالفريق الذين يعيشون هذه الفرحة للمرة الأولى أو غيرهم من عاشها مرتين، وبالنسبة لي شخصياً، اعتبرها فرحة كبيرة بعد أن شاركت في الصعود الأول في أول نسخة لدوري المحترفين ثم الصعود الثاني في عام 2011 بعد العودة السريعة من دوري الدرجة الأولى.

وأخيراً الصعود الحالي الذي ترجمنا به الاهتمام الذي توليه إمارة عجمان ممثلة في صاحب السمو الشيخ حميد بن راشد النعيمي عضو المجلس الأعلى حاكم عجمان، وسمو الشيخ عمار بن حميد النعيمي ولي عهد عجمان رئيس المجلس التنفيذي، والشيخ راشد بن حميد النعيمي رئيس دائرة البلدية والتخطيط رئيس نادي عجمان، وعبر صحيفة البيان، أرفع لسموهم الكريم أسمى آيات التهاني وأهدي لسموهم باسمي ونيابة عن زملائي اللاعبين هذا الإنجاز الذي يعبر عن تلاحم الأسرة الواحدة في نادي عجمان.

وأفخر كثيراً بتواجدي المستمر مع الفريق منذ الصعود الأول موسم 2007-2008 ومعاصرة كل هذه الفترة بما فيها الحصول على البطولات في دوري الدرجة الأولى وكأس المحترفين عام 2013.

ما هي العوامل التي قادت للصعود قبل جولتين من ختام الدوري؟

ربما يظن البعض أن حسم الصعود مبكراً وقبل جولتين من الختام أمر سهل وأن المنافسة كانت سهلة لعجمان، لكن في الحقيقة الأمر عكس ذلك فالمنافسة كانت صعبة. لقد الجميع اجتهد وعمل بجد وإخلاص ونحن كلاعبين كنا نرى الإدارة بقيادة خليفة الجرمن وعبد الله الظاهري كيف تعمل ليلاً ونهاراً وتتابع كل صغيرة وكبيرة، وكنا نحرص أن نكون بذات الحماس والجدية مهما بلغ التعب من أجل تحقيق الهدف المطلوب.

شخصية الفريق

هل صحيح أن فريق عجمان في الموسم الماضي الذي عانده فيه الحظ في الأمتار الأخيرة كان أفضل من فريق الموسم الحالي؟

لا أوافق على ذلك حتى وإن كان رأياً لبعض الناس، فكل موسم له ظروفه المختلفة، والشيء المؤكد أن الفريق اجتهد منذ هبوطه قبل موسمين للعودة لمكانه الطبيعي، والموسم الحالي كانت المهمة أصعب ولكن روح التحدي وروح الفريق كمجموعة، من إدارة ولاعبين وجهاز فني هي التي قادت للصعود، ولا يمكن تفصيل سبب بعينه وراء الصعود، فالروح التي يتميز بها عجمان هي التي أحدثت الفارق بينه وبين منافسيه فالثقة كانت متوفرة في جميع اللاعبين لتقديم موسم جيد وتحقيق نتائج تؤهل الفريق للصعود.

والمهم بالنسبة لنا أن عجمان كفريق له شخصيته التي اكتسبها من تراكم خبرات كثيرة سواء في دوري الخليج العربي أو دوري الدرجة الأولى، فأحياناً يكون الفريق في وضع أقل من مستواه ولكنه يكسب وهذا نتاج الشخصية والثقة الإيجابية وهذه ميزة جيدة في عالم كرة القدم لأن هناك فرقاً ربما تؤدي بشكل جيد ولكنها لا تستطيع تحقيق الفوز، ونحن من جانبنا كنا حريصين على تقديم المستوى الجيد ولكن في الوقت نفسه كنا نركز أكثر على النتائج كوضع طبيعي لفريق منافس ومتصدر للجدول.

ضغوط التعادلات

هناك مخاوف كثيرة حدثت قبل حسم الصعود بسبب التعادل 5 مرات بعد بداية الدور الثاني، كيف تعاملتم كلاعبين مع هذا الوضع؟

بكل صراحة، الفريق واجه ضغوطاً كبيرة بسبب هذه التعادلات، فليس من السهل أن تخسر 10 نقاط في 5 مباريات بالنسبة لفريق منافس بقوة، ونحمد الله على النتائج والفارق الكبير الذي حققناه في الدور الأول والذي جعلنا رغم هذه التعادلات مستمرين في الصدارة، ولا يخفى على أي أحد أن هذا الموقف يشكل صعوبة وضغطاً على اللاعبين وعلى الجهاز الفني، ولكن أرجع وأكرر القول إن روح الأسرة الواحدة في نادي عجمان هي التي تتغلب على كل الصعوبات.

ففي هذا الموقف الصعب وجدنا إدارة مميزة في تعاملها ممثلة في الشيخ راشد بن حميد النعيمي رئيس النادي الذي كان يتابع وحرص على زيارة الفريق ولقاء اللاعبين والحديث لهم ليقوي من ثقته فيهم وتخفيف الضغط عليهم، أو بالحضور والمتابعة المتواصلة لمجلس الإدارة ممثلاً في خليفة الجرمن رئيس مجلس الإدارة وعبد الله الظاهري المشرف العام على الفريق وإخوانهما أعضاء مجلس الإدارة، وكنا نشعر بحجم هذه الضغوط ولكن وقفة الإدارة جعلتنا نتجاوزها وننظر للأمام والحمد لله رجعت الأمور إلى أيدينا قبل مباراة الفجيرة منفردين بالصدارة بفارق نقطتين عن دبي لتصبح المباراة تحدياً حقيقياً، والفوز فيها يصعد بعجمان ويختصر الطريق قبل جولتين.

طموح اللقب

على ذكر الجولتين القادمتين، كيف ترى كقائد للفريق مهمتكم أمام دبي ثم مصفوت؟

طموحنا لن يتوقف عند الفرحة بالصعود، فالمباراتين القادمتين نتعامل معهما بكل جدية لأن الهدف المطلوب الآن هو الحصول على بطولة الدوري وتقديم الدرع هدية لإدارة النادي وجماهير عجمان، وحلاوة الصعود بالنسبة لنا كلاعبين عندما نتوج في المنصة كأبطال للدوري كما حدث من قبل، وعجمان متعود على ذلك وكل أسرة النادي تنتظر الآن وتترقب لحظة تتويج عجمان بطلاً لدوري الدرجة الأولى، مع التقدير والاحترام للمنافسين فريقي دبي ومصفوت، وبمجهود الشباب وتكاتف الجميع قادرون على تحقيق هذا الهدف.

برغم الخبرة التراكمية لعجمان في اللعب مع الكبار وخوضه 4 مواسم متتالية وقبلها موسمين في دوري الخليج العربي، إلا أن مقولة الصاعد هابط تبقى حاضرة، كيف ينفي عجمان هذه المقولة في الموسم المقبل؟

نحمد الله أن عجمان في المرتين اللتين صعد فيهما كسر هذه القاعدة، وهو قادر على إثبات جدارته بالبقاء وكلمة السر هنا تكمن في الروح، ففي كل دوريات العالم، تكون روح الفريق هي الفارق والعامل المهم لأن الدوري مشواره طويل ويختلف عن أي مسابقة أخرى، وروح الفريق وانسجامه يكونان سبباً في الاستقرار، وأحياناً الروح تغطي على بعض النواقص والثغرات.

ونحن في عجمان نتميز بهذه الروح التي لا تُشترى بمال أو غيره، فهي ميزة أنعم الله بها على نادي عجمان في تعامل الإدارة واللاعبين وكل منسوبي النادي الذين يعملون بكل إخلاص، وإذا لم يكن لديك روح، مهما كان مستوى الفريق كأفراد لن تفعل شيئاً، فاللاعب في عجمان لا يلعب لاسمه، بل للشعار وكذلك الإداري يعمل لخدمة النادي وهكذا تسير الأمور في نادي عجمان.

شكر

اللاعبون والجهاز الفني يستحقون الإشادة

قدم جاسم علي قائد فريق عجمان الشكر للمحترفين الأجانب الذين كانت لهم بصمتهم الواضحة مع الفريق سواء تاسيو ورودريغو اللذين تم استبدالهما في منتصف الموسم أو الحاليين اديلسون وهجهوج وهنريكي، وقال: إن تاسيو ورودريغو لم يوفقا كثيراً مع الفريق ولكن قدما الممكن، والثلاثة الآخرين ساهموا في ترجمة جهد زملائهم وقادوا معهم الفريق للصعود عن جدارة.

ويستحق جميع اللاعبين وطاقم الجهاز الفني بقيادة الكابتن أيمن الرمادي الإشادة على تحملهم الضغوط والعمل كفريق واحد، بدون أي ثرثرة أو أضواء.

وقال جاسم علي: إن لاعبي عجمان لا يفكرون في الإعلام بقدر تركيزهم على تقديم أفضل ما عندهم، وبعد تحقيق المطلوب يحصلون على التقدير سواء من الإعلام أو غيره، مشيراً إلى أن النجاح الذي تحقق تكاملت فيه كل الجهود.

إخلاص

قضيت أكثر من نصف عمري في عجمان

أوضح الكابتن جاسم علي أن عقده مع عجمان ينتهي الشهر المقبل، مشيراً، إلى أنه ابن نادي عجمان، ولا يشغل نفسه بأي عروض أو تفكير في الانتقال لنادٍ آخر، مستشهداً بثلاث عروض وصلته من قبل ابتداءً من 2005 عندما كان في فريق شباب النادي قبل الصعود الأول للمحترفين ثم في 2007 بعد وصوله للفريق الأول ثم في 2010 بعد الهبوط الثاني من المحترفين.

وقال إنه لم يفكر إطلاقاً في الذهاب لنادٍ آخر لحبه وارتباطه الكبير بنادي عجمان وأهل عجمان، فمن قضى أكثر من نصف عمره في النادي، لا يستطيع التكيف مع نادٍ آخر.

وأعرب عن احترامه لجميع الأندية، ولكن بالنسبة له، يظل عجمان هو النادي الذي بدأ فيه مشوار الكرة من عمر 12 سنة، حتى وصل الآن للثلاثين.

Email