الحلم العربي «3»

سعيد عويطة:رصيد العرب «الأولمبــــــــــــي» لا يناسب أمة عريقة

ت + ت - الحجم الطبيعي

هل الفوز بـ 94 ميدالية متنوعة في جميع مشاركات بطلات وأبطال الرياضة العربية في الدورات الأولمبية طوال 100 عام بدأت في الدورة الخامسة في استوكهولم العام 1912 حتى الدورة الثلاثين في لندن 2012، يعد إنجازاً أم خيبة لأمة يفوق تعداد سكانها حاجز الـ 400 مليون نسمة؟

فإذا كان إنجازاً، فما هو المطلوب تالياً كي نرتقي بالإنجاز إلى مستوى الإبهار، وإن كان خيبة، فما الأسباب؟ ما الحلول الناجعة لمواجهة المشاكل والمعوقات والمطبات التي تحول دون زيادة الغلة العربية في الدورات الأولمبية التي تعتبر الحدث الرياضي رقم واحد بامتياز وتنتظره جميع دول المعمورة كل 4 سنوات بأمل وطموحات كبرى لدخول سجل الشرف الأولمبي؟

الإجابة عن هذه الأسئلة وغيرها بكل تجرد وموضوعية يطرحها «البيان الرياضي» عبر ملف متكامل بعنوان «الحلم العربي» لن نغفل في حلقته الأخيرة حتمية طرح الحلول المقترحة، لعل وعسى يزداد الحصاد العربي في الدورة الجديدة في ريو دي جانيرو البرازيلية في ظل مشاركة العديد من النجوم العرب في الدورة القادمة في بلاد «السامبا».

امتدت شهرته من القنيطرة المغربية حيث ولد، إلى أميركا حيث تدرب، واشتد عوده وحقق في مدينتها الصاخبة لوس أنجليس إنجازه الأبهى عندما عانق وبجدارة الميدالية الذهبية لدورة الألعاب الأولمبية الثالثة والعشرين في العام 1984 في سباق 5 آلاف متر، قبل أن يعود مجددا لاعتلاء منصة المجد الأولمبي في الدورة التالية في مدينة سيؤول الكورية الجنوبية في العام 1988 عندما اكتفى بالفوز ببرونزية سباق 800 متر، سعيد عويطة النجم العالمي المغربي الشهير في سباقات المسافات الطويلة في ميادين أم الألعاب، ألعاب القوى، ينظر إلى المشهد الراهن للرياضة العربية بعيون الخبير الحاذق، العارف تماما ببواطن الأمور، القادر على التشخيص والتحليل وابتكار الحلول، ولا غرابة عندما يقول: رصيدنا العربي على المسرح الأولمبي ضعيف جدا، بل بائس كونه لا يتناسب مع أمة عريقة لديها من الإمكانيات الهائلة بشريا وماديا ما يجعلها في طليعة أمم الأرض على المستوى الرياضي على الأقل!

فإلى حوار «البيان الرياضي» مع النجم العالمي المغربي سعيد عويطة..

لائحة الأبطال

بصراحة، كيف ترى واقع الرياضة العربية اليوم، لا سيما على الصعيد الأولمبي؟

يصمت قليلا، لننظر إلى لائحة الأبطال العرب المتوجين بالميداليات الأولمبية، ونحسب تلك الميداليات وعدد الأبطال سواء من الذكور أو الإناث، ونقارن ذلك مع عدد سكان امتنا العربية ومع قدراتها المادية والبشرية الهائلة، لنرى أن حصادنا العربي الأولمبي ضعيف جدا، بل بائس كونه لا يتناسب أبدا مع عراقة امتنا العربية وعدد سكانها الكبير.

وما الأسباب التي تقف وراء ذلك؟

الأسباب كثيرة ومتنوعة، ولكن أبرزها يكمن في أن مؤشر تطور الرياضة العربية بطيء جدا ويكاد لا يُرى، علينا أن لا ننسى تأثير العادات والتقاليد والثقافة على مردود الرياضة العربية، بدليل قلة عدد اللاعبات المتوجات بالميداليات الأولمبية مقارنة مع عدد اللاعبين.

ولماذا مؤشر تطور الرياضة العربية على الصعيد الأولمبي بطيء؟

بسرعة، بطيء لأن رياضتنا العربية تفتقد إلى أهم عوامل التطور والرقي والنهوض، وأعني بذلك، غياب التجانس أو الترابط ما بين ما هو فني وما هو إداري في آن واحد، وما أعنيه بذلك واضح، وهو يتلخص بضرورة أن يكون الإداري صاحب القرار عارفا بالجوانب الفنية للعبة التي يقودها، تماما كما إن على الفني أن يكون عارفا بالمتطلبات الإدارية لتلك اللعبة، حتى يصل الاثنان، الإداري القائد والفني العارف إلى الغاية المنشودة من خلال تكوين ثنائي متفاهم يقود حتما إلى النجاح المطلوب.

الثنائي المتجانس

وهل رياضتنا العربية تفتقد إلى الثنائي المتجانس إدارياً وفنياً؟

بكل تأكيد، نعم وعلى مساحة واسعة من أقطارنا العربية، نعم، لدينا بعض الاستثناءات في منطقة الخليج العربي وتحديدا في الإمارات، حيث وجدت منذ قدومي إلى هنا كخبير، أن هناك فرق عمل متجانسة، فيها الإداري القائد، والفني العارف، وهذا ما يقود إلى نهضة رياضية إماراتية مبشرة بالنجاح المنشود على الصعيد الأولمبي في غضون سنوات قليلة إذا ما تواصل مؤشر العمل بهذه الطريقة المؤثرة جدا.

هناك مَن يتحجج بضعف الخامات العربية الموهـــوبة لصناعة بطل أولمبي، كيف ترى هذه الجزئية بالذات؟

أبدا، هذه النظرة ليست واقعية، نحن كعرب لدينا خامات موهوبة كثيرة على امتداد وطننا العربي، ولكنها بحاجة إلى برامج إعداد علمية على يد خبراء مختصين من أبناء الرياضة تحديدا.

وكيف ترى دور الأكاديميات في البناء الأولمبي؟

الأكاديميات غاية في الأهمية، ولا بد من توفرها في البلدان العربية، ولكن بشرط أن يتولى قيادتها وإدارة شؤونها الفنية والإدارية، خبراء من أهل الرياضة، وتحديدا من الأبطال المتوجين بالميداليات الأولمبية، وأنا بدأت بتكوين قدراتي مع ألعاب القوى في أميركا مع البطلة الأولمبية نوال المتوكل.

غياب الأندية

هل بدأت من خلال المدرسة؟

نعم، بدأت من خلال المدرسة في ظل غياب دور الأندية في بلداننا العربية، وهذه أيضا مشكلة كبيرة، لا تحل إلا بحتمية العودة إلى المدرسة وتعزيز دورها في اكتشاف الموهوبين من خلال مدربين أكفاء لحصة الرياضة المدرسية وليس معلمين لا علاقة لهم بالرياضة.

والمال، ما تأثيره في صناعة البطل الأولمبي العربي؟

المال العربي موجود ومهم، وبالمناسبة، لدينا كعرب منظومة نجاح مميزة، لدينا المال في أقطار، والبنية التحية في أقطار أخرى، والكفاءات البشرية في أقطار مماثلة، وفي حال وجود تعاون وتنسيق وتكامل وبرنامج عمل علمي واقعي، فإننا سننافس أقوى الدول على حصد الميداليات الأولمبية.

كيف ترى التعاون العربي في مجال الإعداد الأولمبي؟

ما زال دون مستوى الطموح رغم بعض المحاولات.

لماذا الأبطال الأولمبيين بعيدون بصورة شبه تامة عن تولي المناصب العليا في الرياضة العربية؟

يصمت قليلا، المنصب ليس هو الهم الأول للبطل الأولمبي ولا يحتل مركزا متقدما في جدول أولوياته، وأنا شخصيا، لا احب المنصب بقدر حبي وتعلقي الشديدين بالعمل الفني الميداني القريب من ميادين ألعاب القوى ونجومها.

كيف رأيت العمل الرياضي في الإمارات؟

أكثر من رائع، وهو يصلح ليكون نواة حقيقية لمنظومة التطور الرياضي العربي فنيا وإداريا.

هل أنت مع تخصيص الحكومات العربية ميزانيات كبيرة لبرامج الإعداد الأولمبي؟

تخصيص مــــيزانيات لبرامج الإعداد الأولمبي هو في حقــــيقة الأمر، واجب على الحكــــومات العـــربية كـــونه من ضمن اختصاصاتها في حتمـــية النهوض بالواقع الرياضي والــشبابي في العالم العربي، ولذا يتوجب أن لا تكون الميزانيات ذريعة في حالة الفشل على الصعيد الأولمبي.

التخطيط الواقعي

إذن، أين يكمن الحل من اجل زيادة الحصاد العربي على المستوى الأولمبي؟

الحل يكمن في جوانب كثيرة منها، حتمية التخطيط العلمي الواقعي المبكر، والعودة إلى المدارس، والاستعانة بالخبراء من الرياضيين المتوجين بالميداليات الأولمبية، وإيجاد حالة من التجانس والترابط بين الإداري والفني، وإقامة الأكاديميات التخصصية، وتطوير البنية الرياضية التحتية.

وكيف ترى تأثير المنشطات على الحلم العربي الأولمبي؟

قبل تقييم الأثر، علينا أن نحصر أسباب تناول المنشطات في حقيقة ضعف الانسجام بين الإداري والفني، ثم إن الرياضي الذي يعمد إلى إحراز ميدالية عبر المنشطات هو في الحقيقة رياضي فاشل وغير قادر على تحقيق الهدف المنشود في ميدان المنافسة الشريفة، ولا بد أن يرفع كل رياضي يتطلع إلى الميداليات الأولمبية شعار، «يجب أن أكون أنا، وليس نسخة من بطل آخر»!

وما دور المدربين في تناول اللاعبين المنشطات؟

المدربون يتحملون الجزء الأكبر من المسؤولية في هذا المجال، إلى حد أن هناك مدربين يسعون إلى تحقيق الإنجاز بغض النظر عن الطرق والسبل التي ينتهجها اللاعبون، وهذه جريمة بحق الرياضة والرياضيين والعرف الأولمبي تحديدا.

دورة ريو

ماذا تتوقع للرياضة العربية في دورة ألعاب ريو دي جانيرو البرازيلية؟

أمامنا فرصة لإحراز ميداليات، ولكن المنافسة ستكون قوية وشرسة جدا في مختلف الألعاب.

وماذا عن حظوظ الرياضيين الإماراتيين؟

أتوقع مشاركة مشرفة، مع عدم استبعاد اقتناص ميدالية في الرماية أو ألعاب القوى، وهذه مجرد توقعات.

ما الفرق بين أبطال الأمس واليوم؟

لا أريد الخوض في هذا الأمر كثيرا، ولكن باختصار، نحن كنا نلعب ونجري بحب وانضباط وتركيز وبفترات تمرين طويلة ومتواصلة، وكفى!

بعد الاعتزال

بعد اعتزالك اللعب، هل لمست أن هناك نوعا من التخوف من بعض الإداريين من البطل الأولمبي؟

يضحك، نعم لمست ذلك، خصوصا عندما يكون الإداري شخصا طارئا على الميدان الرياضي، ويصل إليه بطرق ملتوية لا تمت للرياضة بصلة، وهذه أيضا احد ابرز المشاكل التي تواجه الرياضة العربية على صعيد البرمجة الأولمبية.

كيف تنظر إلى عدد اللاعبات العربيات المتوجات بالميداليات الأولمبية مقارنة مع عدد اللاعبين؟

الخلل واضح نتيجة الفارق الكبير بين عدد البطلات المتوجات بالميداليات الأولمبية وعدد الأبطال، أنا شخصيا، أثق بمقدرة الرياضية العربية وإمكانية أن تكون بطلة أولمبية، ولكن مشكلتنا في تأثير بعض العادات والتقاليد والقيم التي تحول دون انطلاق الرياضية العربية في ميادين التنافس الأولمبي، خصوصا وأن الرياضية العربية تمتاز بكونها أكثر تركيزا وانضباطا من الرجل الذي يتفوق فقط في مجال التمرين، ولهذا، فإن الرياضة العربية تخسر نصف قوتها بقلة عدد اللاعبات في الميدان الأولمبي.

كم سنة تكفي لبناء بطل أولمبي؟

4 سنوات كافية جدا إذا ما بدأنا مع لاعب ضمن المنتخب ولديه مشاركات دولية، ومر بمراحل بناء أكاديمية صحيحة، وبعكسه، المدة تطول إلى أكثر من 4 سنوات.

نقطة ضوء

الاسم: سعيد عويطة

الجنسية: المغرب

المواليد: 2 نوفمبر 1959 مدينة القنيطرة

اللعبة: ألعاب القوى

الإنجازات: ذهبية 5000 م وبرونزية 800 م في دورتي الألعاب الأولمبية في لوس أنجلوس الأميركية وسيؤول الكورية الجنوبية عامي 84 و88، بطل العالم 1987 في 5000 م، وتحطيم أرقام قياسية عالمية في 1500 و2000 و3000 و5000 م، بطل العالم داخل القاعة عام 1989 في 3000 م.

شكراً

توجه النجم العالمي المغربي الشهير سعيد عويطة بالشكر والتقدير إلى سمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم رئيس اللجنة الأولمبية الوطنية، وإلى معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة وتنمية المعرفة رئيس الهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة، على دورهما الفاعل في تطوير العمل الرياضي الأولمبي في الإمارات.

كما أثنى عويطة على دور إبراهيم عبدالملك الأمين العام للهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضية، ومحمد الكمالي الأمين العام للجنة الأولمبية الوطنية، وأحمد الكمالي رئيس مجلس إدارة اتحاد ألعاب القوى، في وضع الخطط والبرامج الهادفة للارتقاء بالرياضة الإماراتية ولتعاونهم الكبير في تسهيل دوره الحالي كخبير أولمبي.

غياب المرأة شبه الدائم يهدر نصـف قوة الرياضة العـــــــــــــربية

يشكل الغياب شبه الدائم للمرأة العربية عن المسرح الأولمبي، احد ابرز مشاكل الرياضة العربية التي أهدرت نصف قوتها التنافسية نتيجة ذلك الغياب غير المبرر عن المشاركة المثمرة في الأولمبياد، حيث يلخص الكثيرون أسباب ذلك الغياب بثالوث العادات والتقاليد والأعراف التي تحول دون انطلاق المرأة العربية في ميادين الأولمبياد.

وانطلقت المشاركة المثمرة للمرأة العربية في الأولمبياد اعتبارا من ألعاب لوس أنجلوس 1984، عندما بدأ المشوار عبر المغربية نوال المتوكل التي لم تخيب الظن بمقدرة المرأة العربية بفوزها بذهبية 400 م حواجز، قبل أن تكرر الجزائرية حسيبة بالمرقة الإنجاز وتظفر بذهبية 1500 م في ألعاب برشلونة 1992.

ذهبية غادة

وفي ألعاب أتلانتا 1996، حققت السورية غادة شعاع الإنجاز بفوزها المستحق بذهبية السباعي، قبل أن ترفع الجزائرية نورية مراح غلة المرأة العربية بفوزها بالميدالية الذهبية لسباق 1500 م في ألعاب سيدني 2000، فيما نالت المغربية نزهة بدوان برونزية سباق 400 م حواجز في ذات الدورة.

هبوط المستوى

وشهدت ألعاب أثينا 2004، هبوط مستوى إنجاز المرأة العربية عندما اكتفت المغربية حسناء بنحسي بفضية سباق 800 م، قبل أن تشهد ألعاب بكين 2008، تواصل هبوط مردود المرأة العربية بحصول المغربية حسناء بنحسي على برونزية سباق 800 م، والجزائرية ثريا حداد على برونزية الجودو.

إحياء الأمل

وأحيت التونسية حبيبة الغريبي الأمل بمقدرة المرأة العربية بفوزها بالميدالية الذهبية لسباق 3 آلاف م موانع في ألعاب لــــندن 2012، رغم أن تلك النتيجة قد جاءت بقرار من اللجنة الأولمبــــية الدوليــــة بعد ثبوت تناول منافستها المنشطات خلال الدورة التي شهدت أيضا فوز البحرينية مريم جمال ببرونزية 1500 م.

دورة 84

ومنذ الظهور الأول المثمر للمرأة العربية على المسرح الأولمبي في العام 84 بتتويج المغربية نوال المتوكل بذهبية ألعاب لوس أنجلوس، فإن عدد الرياضيات العربيات المتوجات بالميداليات لم يتعد حاجز الـ 9 رياضيات فقط دخلن قائمة المجد الأولمبي إثر الفوز بـ 10 ميداليات متنوعة، في مقابل 72 رياضيا عربيا تذوقوا حلاوة الفوز بـ 84 ميدالية متنوعة منذ ألعاب أمستردام 1928، لتكون محصلة الرياضيات العربيات 10 ميداليات من إجمالي الحصاد العربي الأولمبي البالغ 94 ميدالية متنوعة حققها الرجال والنساء معا.

هوية البطلات

وبالعودة إلى هوية البطلات الـ 9، فإن المغربيات والجزائريات يقفن في مقدمة الرياضيات العربيات المتوجات بالمــــيداليات الأولمبية، فيما جاءت التونسية حبيبة الغريبي في آخر العقد المتوج بعدما استعادت ذهبية 3 آلاف م موانع في 2016 بقرار من الأولمبية الدولية بـــعد ثبوت تناول منافستها في أولمبياد لندن 2012 المنشطات، فيما سجلت السورية غادة شعاع، والبحرينية مريم جمال اسمي بلديهما في قائمة المجد الأولمبي إلى جانب المغرب والجزائر وتونس.

المنشطات.. تُسعد حبيبة وتُبكي رمزي

تماما، كما أن الدهر يومان، يوم لك وآخر عليك، فإن آفة المنشطات قد فعلت فعلتها ودارت دورتها المتناقضة على الرياضة في تونس والبحرين، فكانت بمذاق الشهد على الأولى، وبحرارة الدموع على الثانية، التونسية حبيبة الغريبي، استعادت في العام 2016 ذهبية 3 آلاف م موانع لدورة الألعاب الأولمبية في لندن 2012، فاسعدت نفسها وشعبها، البحريني رمزي رشيد فقد في 2009 ذهبية سباق 1500 م لدورة الألعاب الأولمبية في بكين 2008 نتيجة وقوعه في دائرة آفة المنشطات، فبكى وابكى شعبه.

المنشطات، شهد وسعادة على تونس بعدما استعادت ابنتها حبيبة ذهبية أولمبياد لندن 2012، تلك الميدالية التي هربت من الغريبي نتيجة «تفوق كاذب» لمنافستها الروسية لوليا زاريبوفا التي أسقطتها الفحوص الدولية في دائرة المحظور، فجاء قرار سحب الذهبية من «البطلة المزيفة» لوليا، ومنحها إلى البطلة الحقيقية حبيبة.

مادة محظورة

المنشطات، دموع حارة وبكاء في البحرين إثر سحب ذهبية أولمبياد بكين 2008 من ابنها رشيد رمزي بسبب ثبوت تناوله مادة محظورة، فاخرج البحرين من قائمة الدول الفائزة بالميداليات الأولمبية، ليكون ذلك القرار يوما حزينا ليس على رمزي فحسب، بل على الرياضة في البحرين بصورة عامة.

طريق الأقوياء

وبطعم الشهد وبعــــد تتويجها بالذهبية المستعـــادة في يونيو 2016، عبرت التونسية حبــــيبة الغــــريبي عن سعـــادتها الغامرة بالـقول: المنشطات سلاح الضعفاء، إنها طريق لا يمكن أن يسلـــكه الأقوياء أبدا، إنها طريق العاجزين عــــن المنافسة الشريفة، أنا سعيدة جــــدا وفرحة لتونس أولا، ولي ثانيا، ولمدربي ثالثا.

فرحة التونسيين

وأضافت الغريبي قائلة: أشعر بفرحة كل التونسيين معي، كنت واثقة تماما في العام 2008 أني البطلة الحقيقية، وقد راودني إحساس خفي بأن نصيبي ليس الميدالية الفضية، بل الذهبية، شيء كبير أن يفرح الرياضي بعد انقضاء أكثر من 4 أعوام على انتهاء الحدث الذي شارك فيه، لقد عاد الحق لأصحابه. ولفتت حبيبة إلى أن استعادة ذهبية أولمبياد لندن تعتبر حافزا كبيرا لها في مشاركتها المرتقبة في أولمبياد ريو جانيرو، مشددة على أنها ضد تعاطي المنشطات من أي رياضي ليس في الدورات الأولمبية فحسب، بل في كل البطولات القارية والإقليمية والدولية، منوهة إلى أن المنشطات تجعل الإنجاز من دون طعم حتى على مَن يتناولها ويحقق بسببها «إنجازا» هو في حقيقة الأمر، ليس أكثر من وهم مؤقت.

بكاء المدرب

وكشفت حبيبة النقاب عن أن مدربها قد اجهش بالبكاء بعدما اعتلت منصة التتويج بالذهبية المستعادة في العام 2016، لقناعته بأحقية بنت تونس بالذهب منذ العام 2012، حيث شاركت في أولمبياد لندن، مشددة على أن مدربها كان مقتنعا بأنها تستحق الذهبية فعلا في 2012 وليس في 2016.

05

لم يتعد الحصاد الأولمبي للرياضيات العربيات الـ 9، حاجز الـ 10 ميداليات من إجمالي الحصاد العربي البالغ 94 ميدالية حققها الرجال والنساء، حيث توزعت الميداليات الـ 10 على 5 ذهبيات لنوال المتوكل وحسيبة بالمرقة وغادة شعاع ونورية مراح وحبيبة الغريبي، وفضية واحدة لحسناء بنحسي، و3 برونزيات لنزهة بدوان وحسناء بنحسي ومريم جمال.

12

حصد العرب ثاني افضل نتيجة لهم في جميع مشاركاتهم في دورات الألعاب الأولمبية منذ 1912، وذلك في النسخة الثلاثين التي احتضنتها العاصمة البريطانية لندن في العام 2012، إثر الظفر بـ 12 ميدالية، 3 ذهبيات، وفضيتين، و7 برونزيات، 3 منها لتونس، و2 لمصر، و2 لقطر، وواحدة لكل من الجزائر والكويت والسعودية والبحرين والغرب.

14

حققت الرياضة العربية أفضل نتيجة لها في الدورة السابعة والعشرين من دورات الألعاب الأولمبية والتي أقيمت في مدينة سيدني الأسترالية في العام 2000، وذلك بعد الفوز بـ 14 ميدالية، ذهبية واحدة و3 فضيات، و10 برونزيات، 5 منها لأبطال وبطلات الجزائر، ومثلها لنجوم ونجمات المغرب، و2 لعدائي السعودية، وواحدة لكل من قطر والكويت.

غداً

Ⅶالإمارات والأولمبياد.. ذهبية واحدة لا تكفي بعد 8 مشاركات

Ⅶ مشوار الظهور على مسرح دورات الألعاب بدأ 1984

Ⅶ بندقية أحمد بن حشر صنعت الفارق في اثينا 2004

Ⅶ كرة القدم سجلت ظهورها الأول في لندن 2012

Ⅶ يوسف ميرزا: حان يوم الوفاء للوطن

Ⅶ «البيان الرياضي» يطرح 3 مقترحات لتحقيق الحلم العربي الأولمبي

Email