يسدد في كل الاتجاهات

الذوادي: مهدي علي أنقذ منتخبنا من فوضوية دورينا

■ رياض الذوادي

ت + ت - الحجم الطبيعي

رياض الذوادي المحلل والناقد والرياضي بقناة أبوظبي الرياضية أتون متفجر في وجه العبثية والفوضوية «طبيب» يتعامل بمبضع الجراح في علاج مشاكل دورينا ولا يجيد استعمال المهدئات والمسكنات العابرة يؤمن بفلسفة بتر الأعضاء «الفاسدة» لسلامة كامل الجسد الرياضي، آراؤه قوية وصادمة لمن أدمنوا الفشل على مر السنوات والعقول التي تتعامل بعيدة عن التخصص والاحترافية، وفي حواره مع «البيان الرياضي» يسدد بقوة في كل الاتجاهات بشجاعة وعلمية تبعده عن دهاليز «الشتم والسباب» لكنها لسعات علاجية لمن أراد التداوي، حيث يصف مهدي علي بمنقذ الأبيض من فوضوية دورينا، ويؤكد مسؤولية النادي الأهلي عن جنون بورصة اللاعبين والضحية الأندية الفقيرة، ويتهم العبثية والفوضوية الإدارية وغياب القرار الحاسم في بعض شركات كرة القدم في أنديتنا بأنها أفقدتنا الزعامة الآسيوية، ويشيد برحابة صدر قيادتنا الرشيدة في التعامل مع الإعلام الرياضي فأوصلته لمصاف العالمية وبات سلطة حقيقية.

شركات بلا اختصاص

وحول مشاكل وتراجع فرقنا وكثرة الأخطاء في دورينا يقول الذوادي :«مشاكل تراجع الفرق مردها لأنه ليس لدينا فريق خلف فريق، بمعنى انه ليس لدينا فريق إداري ناجح خلف فريق كرة القدم، والفريق الإداري سبب كل هذه المشاكل، ويجب أن تتغير الرؤية فيه تماماً حتى ينصلح الحال، حيث نجد معظم شركات كرة القدم تعمل بعيداً عن التخصصية ومن دون رقابة فعلية ومباشرة، ورغم هذه الهفوات نجد في نهاية الموسم تشهد الأندية إقالات بالجملة للمدربين وإنهاء تعاقدات لاعبين وتظل الإدارات بعيدة عن المساءلة وهو أمر يدعو للاستعجاب ويثير الدهشة لكنه نتيجة طبيعية لعدم وجود مؤسسية ومنهجية واحترافية في عمل تلك الشركات، وهى شركات إدارية ولا يوجد بها تخصصات فنية وتعتمد في قرارتها علي رئيس الشركة، وعلى هذه الشركات ومجالس إدارتها إن تراجع سياساتها أن أرادت النهوض وتطوير كرتنا والمضي بها إلى الأمام.

ضحية العبثية

وعن ثمرة هذه العقلية الإدارية الهاوية البعيدة كل البعد عن مفاهيم العمل الاحترافي يقول الذوادي :«النتيجة غياب القرارات الحاسمة في الأندية وعبثية متواصلة في القرارات الفنية ودونكم التراجع المهول والمخيف لفرقنا على صعيد المنافسات الآسيوية فنحن نسجل غياباً شاملاً على مدى السنوات الماضية إلا من مشاركات خجولة لا ترقي لمستوانا فنحن في الدولة لا نرضي بأقل من الزعامة الآسيوية والتي فقدناها ومازلنا نبحث عنها، هذا بجانب أن دورينا محلك سر ندفع أموالاً طائلة والنتائج الفنية هي الأخرى لا ترضى التطلعات ولا حجم الأموال المصروفة عليه، وهذا التراجع لابد من إيقافه بقرارات حاسمة من الإدارات الرياضية العليا، فبيدهم التغير إذا كنا نريد أن نكون محترفين، أم نريد إدارات شركات تسمع الكلام فقط.

كارثة المدربين

وشن الذوادي هجوماً شرساً على المدربين في دورينا ووصف معظمهم بأنهم مدربون يصنعون تاريخهم المهني وإنجازاتهم في دورينا المحلي ومنهم سامي الجابر وزلاتكو فهما صناعة محلية في دورينا وسجل انجازاتهما ضعيف ونحن نملك الإمكانيات المادية التي توهلنا للتعاقد مع افضل المدربين على مستوى العالم، فلماذا نتعاقد مع مدربين بلا تاريخ، والدليل ان زلاتكو وقع لمدة ستة اشهر وهذا يعني أن معظمهم على «بابك يا كريم »، والشيء المؤسف أن القيمة السوقية للمدربين في دورينا عالية جداً وجودتهم ضعيفة إلا القليل ومنهم كوزمين وكالديرون.

بورصة اللاعبين

وقلنا للذوادي هل ذات الأسباب حول ارتفاع أسعار المدربين تنطبق على سوق اللاعبين خصوصاً المواطنين منهم ورداً على هذا السؤال يقول الذوادي:« حمى الأسعار في بورصة اللاعبين والأرقام الفلكية التي تدفع لهم سببها الأهلي ورئيس مجلس إدارة النادي عبد الله النابودة الذي في سبيل ضمه لألمع النجوم خصوصاً المواطنين إلى صفوف الفرسان تسبب في ارتفاع سوق اللاعبين ما دفع الأندية الكبيرة ومنها ناديا العين والجزيرة للتعاطي بذات المفاهيم حتى يكسبوا اللاعبين لأن السوق حينها صار عرضاً وطلباً ومن الطبيعي ألا توقف الأندية التي تملك إمكانيات مالية مكتوفة الأيدي وتتفرج على الأهلي وهو يسيطر على بورصة اللاعبين وكان الضحية وسط هذه الحمى والتسابق الشرس الأندية الفقيرة التي لا تملك المال ولا تقدر على مجارات الأهلي والعين والجزيرة في هذا التسابق الذي دمر اللاعبين وحرم الأندية من نجوم مميزة ولم تجد فرصتها للعب في أنديتهم الجديدة المتخمة باللاعبين وعلينا تقييم ذاتنا فلا يعقل أن تنافس الأندية بالملايين على لاعب النصر حبيب الفردان وفي النهاية يكون احتياطياً في الأهلي بعد أن دفع فيه مبلغ وقدره ....، لذلك أدعو الأهلي وبقية الأندية لوضع حد لهذا التسابق غير المجدي الذي يستنزف أموال الأندية ونجومنا على حد سواء.

سماسرة موظفون

وأوضح الذوادي نقطة مهمة تساهم أيضاً في استنزاف موارد الأندية وتسبب في العديد من التعاقدات المخيبة للآمال في دورينا سواء على مستوى المدربين أو اللاعبين منها ظاهرة وكلاء اللاعبين والسماسرة الذين بات بعضهم شبه مقيم في الأندية وأقرب للموظف منه للسمسار من كثرة تواجده في النادي «فل تايم» ومنهم السمسار الأرجنتيني خوان الذي حيرني أمره كلما ذهبت إلى نادي الوحدة أراه متواجداً هناك لدرجة أنني حسبته أحد الموظفين في النادي، وهو أمر لا يعقل ويدعو للحيرة وهو يعتبر القاسم المشترك في كثير من مشاكل نادي الوحدة في التعاقدات، وهذا نموذج شبه متكرر في العديد من أنديتنا.

شطارة مهدي

وقال الذوادي في الإمارات لدينا بيئة راقية جداً وهادئة ويجب أن يكون لديها منتج جيد يؤثر على كرة القدم، ولماذا المنتخب منتج جيد والأندية لا، فهذا يعني أن هناك خللاً في الأندية على مستوى الرؤية الفنية و«مهدي علي انقذ منتخبنا من فوضوية دورينا» ونجد كل الناس تلوم مهدي في اختيار المساحات الطويلة وزمن اكثر لتجهيز لاعبينا بدنياً ولهذا السبب يصر مهدي على المساحات الطويلة لإصلاح ما أفسدته الأندية عبر تنافسات دورينا، والدليل أين نجومية لاعبي منتخبنا في دورينا وتلاحظ هبوط مستوى معظمهم عند المشاركات مع أنديتهم إلا بعض الحالات القليلة والسبب عدم وجود الرؤية الواضحة في الأندية ومهدي علي «عطار» يرمم ما أفسده المدربين.

الدعم المالي

أكد رياض الذوادي: «هناك دعم مالي كبير يضخ من الحكومات وقيادتنا الرشيدة في المنشآت وعنصر الشباب يحظى بدعم غير محدود من القيادات وعلينا المبادرة بل اكثر من اجل أفراح هذه القيادة، وان نحسن نتائج دورينا بالتخطيط الجيد ومكافأة الدولة بإنجازات تبيض الوجه، وعلى إدارات الأندية وقفة مع انفسهم لتقديم الأفضل وترجمة دعم الحكومات وأصحاب السمو الشيوخ إلى نتائج وإنجازات تكون في مقام هذا الدعم والاهتمام وتواكب رؤية القيادة الحكيمة وما يقدم من دعم مالي ومنشآت رياضية وعليها المنافسة على قدر طموحات هذه القيادة بأن تغير نهجها وسلوكها للأفضل لأنه لا توجد وتيرة عالية للتطوير والرؤية يجب أن تكون واضحة وصريحة من اجل آسيا وكأس العالم ومن الآن علينا أن نعمل من اجل كأس العالم والدليل أن الأهلي المصري والفرق المغربية لها مشاركات إيجابية وعلى الإدارات العليا أن تكون لديها وقفة صارمة».

البرامج الحوارية

أكد رياض الذوادي أن ما يدور في برنامج «غيم اوفر» وما يشاهد من حوارات ساخنة ليس تمثيليات على شاكلة ما يدور في حلبات المصارعة الأميركية «دبيلو دبيلو أي» أو معارك مع طواحين الهواء وصراعات سفسطائية بل هو حوار جاد نهدف من ورائه تقديم معلومة ورأي جيد عبر تبادل وجهات النظر التي يمكن نختلف فيها والاختلاف في وجهات النظر يكون لمصلحة المشاهد، وعندما ترتفع درجة الحوار تصل مستويات عالية لكن لا تخرج عن المألوف وليست معارك تمثيلية ولا يوجد اتفاق مسبق على توزيع الأدوار.

رؤية القيادة وضعت إعلامنا في مصاف العالمية

أكد رياض الذوادي أن الإعلام الرياضي في الدولة والتطور الذي وصل إليه هو ثمرة الدعم الكبير الذي يجده من القيادة الرشيدة التي وفرت لنا بيئة طيبة للإبداع من دون رقابة أو متابعة لصيقة بل وضعت قوانين واضحة والكل ملتزم فيها لكن هناك حرية واسعة لإبداء الرأي وهو أمر تتميز به الدولة عن كثير من البلدان العربية وغير العربية داخل وخارج المنطقة، فانعكست هذه الأجواء والحرية على نهضة الإعلام الرياضي بكافة مسمياته، وصار سلطة حقيقة ولم يحدث أن تم لفت نظري أو توجيهي عبر خطوط حمراء ووجدت الحرية و الراحة في الدولة وفي إعلامها الحر وفي مستوى التناول ونقل الأحداث أيضاً.

وفي كأس الخليج تجد الحضور الإعلامي الإماراتي قوياً وأنا محظوظ بأن اكون في هذه المؤسسة والدولة التي تؤمن بأن الإعلام رقيب وناقد إصلاحي، والكل فخور بهذا الإعلام، والقنوات الرياضية تسجل حضوراً غير طبيعي في كافة التظاهرات العالمية والإقليمية، وقناة ياس نموذج للنقلة الإعلامية المتميزة في الدولة ومهتمة بالألعاب الأخرى ونقول عنها « ياس صاروخ إعلامي أبهر كل الناس».

بلوغ العين دور الـ16 آسيوياً لا يعتبر إنجازاً

رأى الذوادي أن وصول فريق العين إلى دور الستة عشر في بطولة الأندية الآسيوية لا يعتبر إنجازاً إذا نظرنا إلى قامة ومكانة وإمكانيات نادي العين سواء كانت المادية أو الإدارية أو على مستوى اللاعبين، فهذه كلها مؤهلات ومواصفات الزعامة الآسيوية وهو أمر لابد أن يكون في حسابات وتطلعات وتوقعات الأمة العيناوية، لأنه إذا ما اعتبر دور الستة عشر إنجازاً فلن تكون الأفئدة معلقة بالزعامة التي كما ذكرت يجب أن تكون هدفاً من اهداف كرة القدم الإماراتية وليس على مستوى نادي العين فحسب، وعلينا أن نضع الخطط والاستراتيجيات والبرامج لاستعادة الزعامة والفرصة الآن مواتية لنادي العين لاستردادها، وعلينا ألا ننسى أن العين يمر بظروف وبيئة استقرار تكاد تكون مشابهة للظروف التي مر بها في عام 2003 والتي توج فيها بالزعامة الآسيوية ولربما افضل بكثير لذلك «الزعامة فالزعامة» وليس دونها إنجاز آخر.

Email