أكد أن الحكومة لا تبخل على أبنائها الرياضيين

يوسف الملا: الحديث في الأزمة المالية مضيعة للوقت

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

اعتبر رئيس اتحاد الكرة الطائرة يوسف الملا أن الحديث في الأزمة المالية التي تعاني منها الاتحادات الرياضية في الدولة، أصبح موضوعاً مملاً ومادة بلا طعم ولا لون ولا راحة..

وقال الملا في حوار مع "البيان الرياضي": «التطرق إلى موضوع الأزمة المالية تحول إلى مضيعة لوقت الكثيرين في الساحة الرياضية، وحتى المجلس الوطني لامس المشكلة في الفترة الأخيرة وعقد عدة اجتماعات مع الأندية والاتحادات الرياضية لبحث هذه المشكلة، ولهذا يجب البحث عن أساليب جديدة وحلول مبتكرة للخروج من تلك الأزمة الخانقة التي يعاني منها الجميع».

في الحوار مع الملا ، تطرقنا إلى ما تعيشه الكرة الطائرة مثل غيرها من الألعاب الجماعية باستثناء كرة القدم، من مشاكل يعرفها الجميع منذ سنوات طويلة، ولم يعثر لها على حلول ناجحة حتى الآن، رغم جهود البعض في الخروج من تلك الأزمات التي تعاني منها أغلب الاتحادات الرياضية في الدولة، وتنحصر أغلبها على الأزمة المالية، وغياب الكوادر الوطنية، والقانون الرياضي الموحد، والمنشآت اللازمة لاستضافة تدريبات ومباريات المنتخبات الوطنية.

وتم استعراض تلك المشاكل وكيفية الخروج منها، كونه أحد المعاصرين والعاملين في الوسط الرياضي منذ سنوات طويلة، كما تحدثنا معه عن خطوته المستقبلية بالترشح لخوض انتخابات عضوية مجلس إدارة الاتحاد الدولي للطائرة، كخطوة أولى نحو السعي إلى نيل منصب نائب رئيس الاتحاد الدولي.

وقال الملا: «عموماً، بدأت الهيئة العامة للشباب والرياضة أيضاً، تحركاتها مع الحكومة لإيجاد اعتمادات مالية إضافية تلبي متطلبات الحركة الرياضية في الدولة، وأنا على يقين بأن حكومتنا الرشيدة لن تبخل على أبنائها الرياضيين أسوة بما تقوم به في باقي مجالات الحياة، وتسعى الحكومة إلى إيجاد الحلول اللازمة لتجاوز تلك الأزمة التي نعيشها منذ سنوات طويلة، لأن الدعم الرئيسي للاتحادات الرياضية يأتي إليها من الحكومة، أما التطرق للتسويق وغيرها من الأمور التي تطرح دائماً للنقاش فأثبتت فشلهــا لأسبــاب كثيــرة».

وكشف الملا عن أن من أسباب فشل حل التسويق في توفير الدعم المالي للاتحادات الرياضية أن المنتج الرياضي غير مغرٍ للمعلن الذي يبحث عن العائد والمردود الإيجابي للإعلان والرعاية، وأي سلعة رياضية بخلاف كرة القدم لا تحقق عائد للشركات المعلنة، مع عدم وجود جمهور أو صالات تملكها الاتحادات..

والتي تستعين بصالات الأندية لاحتضان أنشطتها، وبالتالي سيكون هناك تعارض بين الأندية والاتحادات التي لا تعرف أو لن تجد صيغة لوضع إعلانات رعاية لشركات في تلك الصالات، وأضف إلى ذلك أن النقل التلفزيوني يكاد يكون معدوماً، ويوجد في حالات نادرة جداً، وبالتالي أتصور أن الحديث عن التسويق أصبح عديم الجدوى.

المنشآت

انتقل يوسف الملا رئيس اتحاد الكرة الطائرة، للحديث عن قضية غياب المنشآت المخصصة لتدريبات المنتخبات الوطنية، بقوله: «لا بد من توفير صالات خاصة للمنتخبات الوطنية في كل الألعاب الرياضية، وأتصور أن توفير تلك الصالات مسؤولية الحكومة، والأمثلة كثيرة في دول شقيقة ومجاورة، قامت حكوماتها بتوفير مثل تلك الصالات، إلى جانب توفير مقار لتلك الاتحادات».

الكوادر الوطنية

أكد يوسف الملا أن هناك مشكلة فعلياً على صعيد الكوادر الوطنية، وقال: «التوطين سواء للإداريين أو الحكام أو المدربين مشكلة أزلية، وسيبقى الموضوع بلا جدوى ولن يحل إذا لم تكن هناك سياسة واضحة من الدولة للتوطين، ولعل أول الحلول أن يتم توفير المناخ الملائم للمواطن لجذبه للعمل الرياضي، وذلك يتم بتوفير العائد المالي المجزي والبيئة المناسبة للعمل، مع تجهيز الكوادر الوطنية من خلال الدورات التدريبية، إلى جانب ضرورة تغيير فكر المواطن الرياضي نفسه».

وأضاف: «من استعراض الحركة الرياضية في الدولة نجد أن من يلتحق بالعمل الرياضي يصطدم بالواقع ويفضل الانسحاب في ظل عدم توفير بيئة مناسبة للعمل والإنتاج، والكل يتسرب أو يهرب من العمل الرياضي، لماذا؟»

يوضح الملا: «لأنه على سبيل المثال لا يعقل أن نكون في بدايات القرن 21 وغير قادرين على إعداد منتخبات وطنية قوية ممثلة للدولة، ويتم الإعداد حالياً بـ 600 أو بـ 300 ألف درهم لبعض الاتحادات..

ولهذا فإن الهيئة العامة للشباب والرياضة واللجنة الأولمبية الوطنية لا تحاسبان الاتحادات على نتائجها في مشاركاتها الخارجية، لمعرفتها التامة بالقصور الواضح في الجانب المالي، وهذا لا يحدث في أي مكان، والغريب في الأمر أن الاعتمادات المالية في الثمانينات والتسعينات أكثـر بكثيـر مـن الآن».

تابع يوسف الملا: «المال عصب الحياة، وما فائدة إعداد خطط نموذجية ثم تصطدم بواقع مالي صعب، وبالتالي لا يمكن التنفيذ، ودعونا من الحديث عن العمل بالجهود دون توفير الغطاء المالي المناسب، لأنه سيكون حديث بلا عمل أو نتائج».

قانون رياضي

طالب يوسف الملا بضرورة توفير قانون رياضي واضح وموحد، وقال: «المجلس الوطني بدأ يتطرق أخيراً إلى مشكلة عدم وجود قانون رياضي، ولمس الواقع المرير من خلال زيارات قامت بها لجنة مشكلة من المجلس، وفي الحقيقة نحن في أشد الاحتياج إلى قانون ينظم العمل الرياضي، بعد أكثر من 40 عاماً على إنشاء الدولة».

أكمل الملا: «نحن نعيش في نطاق اجتهادات شخصية في ظل عدم وجود قانون رياضي واضح، وحتى اللائحة التنفيذية التي تطبق الآن على الاتحادات بها الكثير من القصور، ونحن نحتاج إلى قانون يتناول كل جوانب العمل الرياضــي في الدولــة في ظل التطور الرياضي الذي يعيشــه العالــم مــن حولنــا».

مجمع أولمبي

أكد يوسف الملا رفضه لفكرة إنشاء مجمع أولمبي يضم مجموعة من الملاعب والصالات، وقال: «عملية بناء مجمع أولمبي موضوع سابق لأوانه إذا لم تكن هناك توجهات لدى الدولة، باستضافة أحداث رياضية كبيرة مثل دورة الألعاب الآسيوية أو دورة الألعاب الأولمبية».

وأوضح: «خلاف ما سبق، سيكون المجمع الأولمبي غير مجدٍ ومضيعة للأموال بلا عائد، لأن التكلفة لا تقتصر على عملية البناء فقط، ولكن هناك التكلفة المالية المرتفعة لعملية الصيانة والإدارة، وأعتقد أن بناء صالات في مختلف إمارات الدولة، وتخصيصها للألعاب الرياضية، سيكون أفضل من المجمع».

توسع

قال يوسف الملا أؤكد مجدداً أنه إذا ما وجد شخص ما الوقت المناسب لتكييف وتوفيق أوضاعه بين أكثر من مهمة فلا مانع، وإن كنت أفضل عدم التوسع في تولي أكثر من مسؤولية رياضية، وأنادي دائماً بالتخصص والتركيز في مكان واحد أفضل، حتى يستطيع الشخص الإنتاج بشكل أكثر وأفضل.

هروب الكوادر الوطنية وراء تعدد المناصب

برر يوسف الملا تعدد المناصب الرياضية للشخص الواحد بقوله: «سبب تلك الظاهرة هو هروب الكوادر الوطنية من العمل الرياضي، ما أوجد مساحة لدى بعض القيادات لتولي أكثر من منصب، وهذا لا أعتبره مشكلة إذا ما وجد الشخص الذي يستطيع التوفيق بين أكثر من عمل في وقت واحد».

لائحة

وأوضح رئيس اتحاد الكرة الطائرة قائلاً «هناك مناصب تنص اللائحة على أن يكون صاحبها يشغل منصباً رياضياً آخر، مثل عضوية اللجنة الأولمبية الوطنية، والتي يشترط على شاغلها أن يشغل في أحد الاتحادات الرياضية، وبالتالي هنا الجمع بين أكثر من منصب أمر طبيعي وقانوني ولا يمكن احتسابه ازدواجية، وكذلك العضو في الاتحادات الدولية الرياضية، يجب أن يكون عضواً في الاتحاد المحلي».

الأولوية لعبد الملك إذا رغب في الترشح دولياً

أكد رئيس اتحاد الكرة الطائرة الإماراتي، أنه بدأ الخطوات الأولى لتنفيذ توجهه بالترشح لعضوية مجلس إدارة الاتحاد الدولي للعبة، كخطوة أولى على طريق الترشح لشغل منصب نائب رئيس الاتحاد الدولي للطائرة.

وقال: «شهد الحديث عن انتخابات عضوية الاتحاد الدولي للطائرة، الكثير من اللغط مؤخراً، لعدم إلمام البعض باللوائح، وما أود توضيحه، أن الترشيح لخوض انتخابات عضوية المنظمات الرياضية الدولية أو القارية أو العربية، حق أصيل للاتحادات الوطنية دون غيرها، ومسألة ترشحي، وعضوية إبراهيم عبد الملك الأمين العام للهيئة العامة للشباب والرياضة، لمجلس إدارة الاتحاد الآسيوي للطائرة، أمران منفصلان كلياً».

أنهى الملا كلامه، قائلاً: «أؤكد أن الأخ عبد الملك أحد أبناء الوطن، وقدم الكثير للرياضة الإماراتية بشكل عام، وللكرة الطائرة بشكل خاص، ولا يزال هو الداعم الرئيسي للعبة في الدولة، وإذا كانت لديه الرغبة في الترشح لعضوية الاتحاد الدولي، فالأولوية ستكون لعبد الملك».

Email