سر يبوح به للمرة الأولى

بوناميغو: البلياردو سلاحي ضد التوتر والانهزام

ت + ت - الحجم الطبيعي

يعد مدرب الشارقة البرازيلي بوناميغو، من أكثر المدربين الذين يعملون باستراتيجيات طويلة المدى، ويفضل صناعة النجوم وخلق أجيال من اللاعبين المحليين، وهو ما يعرضه للانتقادات من الجماهير التي تتعجل النتائج، لذلك لم يكن ما حققه مع فريق الشارقة في الموسم الأول مفاجأة.

حيث استعاد الفريق سريعاً لغة الانتصارات، وأصبح منافساً قوياً في الدوري، حتى إنه خلال فترات من المنافسة في دوري الخليج العربي قريباً جداً من الصدارة، قبل أن يتراجع ويظل في صراع على المركز الرابع والثالث.

وهو أمر يعيد للأذهان ما حققه مع الشباب، حيث أحرز خلال مسيرته مع الفريق الأخضر ما بين 2009 و2012 لقبين مهمين في كأس اتصالات «الخليج العربي حالياً»، وكأس الخليج للأندية، وكلاهما في موسم 2011، فضلاً عن صناعته لفريق قوي منافس، والفريق الآن يجني ثمرات ما زرعه بوناميغو طوال السنوات الماضية، لكن عندما ساءت نتائج الفريق، تنكر له الخضر، فكان أن حمل حقائبه ورحل.

ونفس السيناريو تكرر معه في الشارقة، فبعد موسم ناجح، كان فيه الملك محل إشادة الجميع، فبمجرد أن خسر الفريق برباعية في نهائي كأس الخليج العربي، نصبت له المشانق من قبل جمهور الشارقة، مطالبين برحيله، لكن حكمة الشيخ أحمد آل ثاني أبعدته عن مقصلة الإقالة، ليواصل مسيرة بناء الفريق واستكشاف النجوم، وكشف بوناميغو سر تحليه بالصبر في مواجهة كل هذه الأعاصير في مسيرته التدريبية، أنه سلاح البلياردو.

فهذه اللعبة تمنحه الصفاء الذهني والوجداني قبل وبعد المباريات، وتبعده عن التوتر والقرارات الانفعالية، وهذا سر هدوئه الدائم، وهو السلاح الذي أعاد إليه سكونه وهدوءه بعد رباعية النصر العاصفة، وثنائية دوري الخليج العربي، ليستعيد توازنه ويرد على منتقديه عبر رباعية في شباك الوحدة العاصمي، وقال إن دورينا ثابت في المقدمة، والجزيرة يتفوق بقدراته الفردية والجوارح يمتاز بالجماعية، وذلك في الجزء الأول من حواره المطول مع «البيان الرياضي».

تحدي الجوارح

قبل الخوض في الحديث عن الملك الشرقاوي، ما تقييمك لفترتك التدريبية مع الشباب والجزيرة، هل تعتبرها تجارب فاشلة؟

يمكن للبعض أن يعتبرها فاشلة، والبعض يشيد بها، لكني أعتز بها وسعيد بما قدمت لفريق الشباب، وسعيد بأنني تعاملت مع مجلس إدارته، فهو الذي دعمني بقوة عندما طالبت الجماهير بإقالتي في بداية عملي مع الفريق، لتعثر الأداء بعض الشيء، ثم اصطبروا علي، وكانت الانتصارات وتحقيق عدد من البطولات.

وأبعدت الفريق عن مؤخرة الترتيب العام ومنطقة الخطر التي كان يعاني منها، فضلاً عن صناعة فريق قوي يلعب كمجموعة، وأعدت اكتشاف بعض اللاعبين، خصوصاً داوود علي وعبد الله درويش، ونجحت في رهاني على محمد أحمد كظهير أيمن، وعيسى عبيد كقلب هجوم.

وجعلت منه المهاجم الأول والأكثر تألقاً بين اللاعبين المواطنين في دوري الإمارات، وبذا أكون قد جعلت من الفريق منافساً قوياً على كافة البطولات المحلية التي خاضها إبان تدريبي له، كما أنني كنت وراء استقدام مجموعة من اللاعبين الذين حققوا الإضافة الفنية المطلوبة للفريق، وحتى مغادرتي متوجهاً إلى الجزيرة، تركت الجوارح فريقاً قوياً بمجموعة من اللاعبين المواطنين والأجانب.

تجربة شرقاوية

هل نجحت في أعادت سيناريو الجوارح مع الشارقة، وأعدت استكشاف اللاعبين وصناعة النجوم، أم أن مسيرتك توقفت في الموسم الأول، والآن تشهد تراجعاً مروعاً؟

أعتبر تجربتي مع الشارقة، سواء في الموسم الماضي أو الموسم الحالي، ناجحة بكل المقاييس، وتسير وفق ما هو مخطط لها، لأنني عندما تعاقدت مع الشارقة لمدة أربع سنوات لبناء فريق وفق استراتيجية متأنية.

 وأعتبر نفسي نجحت في الجزء الأول من المسيرة، وهو الاعتماد على اللاعبين الشباب وصغار السن، ليكون البدلاء في مقام الفريق الأول، وجاهزون للمشاركة متى ما طلب منهم ذلك، بجانب التوفيق في اختيار توليفة ناجحة من اللاعبين الأجانب.

فكان الانسجام والتكامل في الأدوار الذي شهد به الكل في الموسم الماضي، لدرجة أن البعض رشح الفريق لأن ينهي الموسم في المربع الذهبي، لولا سوء الطالع في المواجهات الأخيرة لتحقق هذا الأمر، لكن اختلفت الأمور في بداية هذا الموسم.

حيث افتقدنا عدداً من العناصر المؤثرة التي كانت معنا في الموسم الماضي، مثل اللاعب كيم وزي كارلوس، ثم كانت التعاقدات الناجحة بضم فليبي ولوان، لكنهما تعرضا للإصابات في مستهل مسيرتهما معنا، كلها عوامل أسهمت في عدم تواصل مسيرتنا، كما كنا في الموسم ماضي.

تعديلات جوهرية

لكن يعاب عليك، رغم التعديلات الكثيرة في عناصر الفريق، أنك لم تتمكن من إجراء تعديلات جوهرية على تشكيل الفريق، خصوصاً في بداية الموسم؟

الكل يعلم أن ظروف الفريق في الوقت الراهن لا تسمح بتعديل جوهري في طريقة اللعب، لأن الفريق خسر عناصر أساسيه مؤثرة، مثل فليبي وكيم، والمجموعة الحالية تحتاج لوقت حتى تكون هناك تعديلات شاملة في أسلوب وطريقة لعب الفريق، مشيراً إلى أن في الموسم الماضي كان خط الوسط قلب الفريق.

لكن بخسارة ثلاثة لاعبين دفعة واحدة في هذا الموسم، تأثر خط الوسط، وهو بمثابة قلب الفريق النابض، وأكيد ضعفه أثر في أداء الفريق بالكامل، وكلما حاول الفريق الاستقرار على منظومة معينة اللاعبين، تحدث إصابة فتخل بالشكل العام، ويتم إعادة التنظيم مرة أخرى.

بجانب أن لكل مباراة طريقة لعب وأسلوب خاص بها، فضلاً عن التنوع في الخطط والاستراتيجيات من مباراة إلى أخرى مطلوب، حتى لا تكون مكشوفاً لدى الفرق الأخرى بأن تكون حفظت أسلوبك في الملعب فتضع لك التكتيكات المضادة، وتفقد عنصر المفاجأة في المباراة، وهو الأمر الذي يجعلني أؤدي كل مباراة بأسلوب يختلف عن سابقتها، بجانب أن ظروف الفريق واللاعبين تحدد كيفية اللعب.

رؤية فنية

الجماهير الشرقاوية وجهت لك انتقادات كبيرة حول التعاقدات مع الأجانب الحالية، فهل الظروف المالية لنادي الشارقة فرضت عليك هذه الخيارات، أم هي قناعاتك الشخصية، وهناك اتهام آخر بأنك جاملت ليما حينما ضممته للشارقة، فهو صفقة خاسرة؟

أبدأ بالإجابة عن الأخير بأنني لم أجامل ليما بشهادة الجميع، فالكل أشاد بالصفقة في بداياتها، ووصفت بأنه مكسب للفريق، ولك أن تراجع الأرشيف في تلك الفترة، فترى حجم الإشادات، وكذلك الترحيب الجماهيري، لكنه لم يوفق في المواصلة بنفس الوتيرة التي بدأ بها مع الفريق.

فتحسن الأداء

بدأ البرازيلي بوناميغو مسيرته التدريبية عبر الجلوس على دكة البدلاء عام 1998 مع نادي مادوريرا البرازيلي الناشط في الدرجة الثانية، كما هو حاله مع أندية مغمورة أخرى، لعبت حتى في الدرجة الثالثة.

مثل جوانفيل وريمو وموجي ميريم وبارانا، قبل أن يبدأ أولى مهامه مع نادٍ كبير موسم 2003- 2004 هو أتلتيكو منيرو، ثم بوتوفاغو وبالميراس، ثم يخوض تجربته الخارجية الأولى مع مارتيمو البرتغالي، التي لم تستمر سوى أشهر موسم 2005-2006.

ويؤخذ على بوناميغو أنه كثير التنقلات، فهو درب منذ عام 1998 حتى 2009، حين انتدبه الشباب لقيادة جهازه الفني، 18 فريقاً، وهي نسبة عالية، وكان في بعض الأحيان يدرب فريقين في الموسم الواحد بعد إقالته، ثم تحول لنادي الجزيرة وأخيراً نادي الشارقة، بدأ مسيرته كلاعب مع فريق قريمبو، ولعب له لمدة 11 سنة متواصلة، ثم انتقل منه إلى فريق إنترناشونال ولعب له موسمين، ويعتبرها أجمل فترات حياته الكروية، رغم أنه لعب في قريمبو لمدة 11 سنة.

أكد بوناميغو على أن فريق الشارقة الآن يمر بظروف أفضل من الأسابيع الأولى لدوري الخليج العربي التي كان يعاني فيها من ضغط اللعب المتواصل، وهو الأمر الذي تسبب في إرهاق وإصابات اللاعبين.

لكن فترة التوقف والراحة الأخيرة سمحت لهم كجهاز فني علي التدريب بدون ضغوطات ومعالجة العديد من السلبيات وإصابات الجولات الماضية، حيث كان الفريق في بداية الموسم لا يجد الوقت الكافي لمعالجة السلبيات من خلال التدريبات ولا حتى الراحة الكافية بين المباريات، كلها عوامل سلبية غابت عن استعدادات في انطلاقة الموسم التنافسي الحالي.

مشيراً إلى ثقته الكاملة في نجوم الشارقة في تقديم أفضل ما عندهم في من مواجهات في دوري الخليج العربي، خصوصاً بعد الفوز برباعية على فريق الوحدة ضمن مباريات الجولة السابعة عشرة، وهو الفوز الذي أعاد للفريق روحه المعنوية وأبعدهم عن التوترات السابقة الناتجة عن خسارة لفريق كأس الخليج العربي.

حقيقة

فاندري نجم دورينا وكوستا عطاؤه وافر والإصابات نقطة ضعفنا

قال مدرب الشارقة: إن ما يتردد بأن الظروف المالية فرضت علينا التعاقد مع المجموعة الحالية من اللاعبين الأجانب، فهذا كلام غير صحيح، لأن التعاقدات كانت على مستوى عالٍ جداً، وهي بذات معايير الموسم الماضي، خصوصاً فيلبي ولوان، أثبتا وجودهما مع الفريق.

لكن الإصابة حرمتنا من مجهوداتهما، أما بقية اللاعبين، فاللاعب فاندري الآن من نجوم دورينا، وهو لاعب مؤثر في الفريق، وينافس على صدارة الهدافين، وأحرز هاتريك في آخر مواجهة في الدوري مع فريق الوحدة، فكيف يكون لاعب بهذه المواصفات صفقة خاسرة.

وكذلك زميله رودريغو كوستا، الملاعب تشهد بأنه من أفضل اللاعبين، إذاً الأمر لا علاقة له بالقدرات المالية، فالإدارة وفرت لنا كل الإمكانات لسد الشواغر بأفضل العناصر، لكن الإصابة وظروف البرمجة الضاغطة، تسببت لنا في كثير من المشاكل في بداية الموسم.

انتظرونا غداً

بوناميغو:

ركلة جزاء شبابية كادت أن تفقدني ولدي الوحيد

الطمأنينة والأمان جعلا الإمارات بلدي الأول

غياب كيم تسبب لنا في مشكلة دفاعية

أعشق البر وأتنسم البحر

Email