عبد الرحمن أبو الشوارب في حوار صريح مع « البيان الرياضي»:

قاطعتُ انتخابات اتحاد السلة بسبب «التربيطات»

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

كشف عبد الرحمن أبو الشوارب عضو مجلس إدارة نادي النصر رئيس لجنة الأنشطة الرياضية والمجتمعية في النادي، عن قراره بعدم خوض انتخابات رئاسة اتحاد كرة السلة للدورة المقبلة، موضحا ان قراره لن يتغير مرجعا ذلك لأسلوب "التربيطات" الذي خسر بسببه في الانتخابات الماضية أمام اللواء "م" اسماعيل القرقاوي - على حد تعبيره -..

وتحدث أبو الشوارب في حوار صريح مع "البيان الرياضي" عن وجهة نظره في كثير من الملفات الخاصة بكرة السلة والألعاب الجماعية في ناديه "النصر" كما تطرق لملف تفرغ اللاعبين بعد التهديدات الأخيرة لنادي النصر بالانسحاب من بطولات قارية في لعبتي الكرة الطائرة وكرة اليد.

لا أقصد الأشخاص

ما رأيك في غياب اللاعبين الموهوبين وصعوبة اختيار توليفة لمنتخب الناشئين وهو مقبل على مشاركة كبيرة في كأس العالم الصيف المقبل في الإمارات ومسؤولية الأندية في هذا الشأن؟

نعم .. للأندية مسؤوليتها في ذلك، ولكن ليس الأندية وحدها المسؤولة، فاتحاد اللعبة جزء أصيل من المسؤولية، فليس من المعقول أن يكتشف الاتحاد بعد سنوات طويلة وجود خلل وندرة للاعبين الناشئين والأشبال، وقبل التفصيل في ذلك، يجب التوضيح ان الانتقادات الموجهة ليس المقصود بها من يديرون اتحاد السلة وعلى رأسهم اللواء "م" اسماعيل القرقاوي رئيس الاتحاد الذي أعتبره من أعز الشخصيات إلى نفسي وعلاقتي به أخوية للغاية..

ولكن الانتقاد مقصود به النظام الذي يدار به اتحاد اللعبة، ومشكلتنا ان الأخوة في اتحاد السلة يتحسسون مما نقوله ويتصورون ان الانتقاد موجه للأشخاص، مع أننا نهدف للمصلحة العامة ولتطور اللعبة وإدارتها بما يسهم في التطور، فالأشخاص ذاهبون ويبقى النظام الذي تدار به اللعبة، وسبق لي الحديث عند ترشحي لرئاسة الاتحاد قبل عامين عن ضرورة وجود تنسيق وارتباط بين اتحاد السلة والمناطق التعليمية في الدولة لأن أساس أي لعبة من المدارس.

ولكن للأندية أيضا دور في اكتشاف المواهب؟

بالنسبة لنا في نادي النصر، نتعامل بما يجب في هذا الخصوص، وقمنا بعقد اتفاقية مع المنطقة التعليمية في دبي، من شروط هذه الاتفاقية الإشراف على تدريب الطلاب في مدارسهم بمدربين يكلفهم النادي بهدف اكتشاف مواهب، ووصل العدد المستهدف من نادي النصر حوالي 150 طالبا في مدارس مختلفة يتم تدريبهم على لعبة كرة السلة..

ولكن لا أحد يستطيع إجبار الأندية على القيام بذات الدور، وهنا تقع المسؤولية على اتحاد السلة ليقوم بهذا الدور، باعتباره الجهة التي تدير اللعبة ومن بعده تأتي الأندية، ولكن ما نراه الآن ان الاتحاد في جهة والأندية في جهة.

النتيجة واضحة

إلى أي مدى انعكس غياب المواهب في كرة السلة على المنتخبات؟

النتيجة واضحة في آخر مشاركة لمنتخب المدارس في بطولة الخليج الأخيرة بسلطنة عمان، للأسف الشديد وصلت النتائج للخسارة 2-62، فهل يعقل منتخب الدولة يحرز في مباراة كاملة لكرة السلة "باسكت واحد فقط".

ولكن هذه بطولة مدرسية، ربما لا يسأل عنها اتحاد اللعبة؟

هي بطولة مدرسية، ولكن طالما اللعبة كرة سلة يفترض وجود تنسيق مع اتحاد اللعبة قبل هذه المشاركات، ولكن غياب التنسيق مع المدارس التعليمية يقود لمثل هذه النتائج التي لا تليق بمنتخب وطني يخسر بتلك الطريقة.

هل عملية اكتشاف المواهب محصورة فقط في المدارس أم هناك آليات أخرى؟

البعض يتحدث عن وجود مواهب في الأحياء، وهذا حديث غير صحيح، فأسلوب الحياة تغير من 30 سنة إلى الآن، فكل من يمارس الرياضة تجده في النادي أو المدرسة، وما لم يحدث تنسيق وارتباط مع المناطق التعليمية لن يستطيع أحد اكتشاف لاعبين موهوبين سواء في كرة السلة أو الألعاب الأخرى خلاف كرة القدم، وتركيزي وإصراري على المدارس نابع من قناعتي التامة بأن أساس كل لعبة يعتمد على الأشبال والناشئين ولا توجد وسيلة مناسبة في تحقيق أساس متين وقوي غير المدارس.

المشاركة في كأس العالم

كيف تنظر لمشاركة منتخب السلة في كأس العالم للناشئين وفقا لما ذكرته سابقاً؟

لا بد من التفريق بين المشاركة وإثبات وجودنا من ناحية فنية وبين تنظيم واستضافة الحدث، وشيء جيد أن تنظم الإمارات حدث كبير مثل كأس العالم..

ولكن يجب أن يرافق التنظيم مستوى جيد، فالتنظيم لا يبرر النتائج السلبية والظهور السيئ، وفي تقديري أكرم لنا تنظيم البطولة بدون مشاركة المنتخب، ان كانت المشاركة ستجلب لنا نتائج كارثية تضعنا في آخر الترتيب، وليس المقصود هنا مطالبة المنتخب بالفوز على منتخبات كبيرة وعريقة، ولكن يجب أن يكون المستوى قريبا والنتائج معقولة.

فكرة التجنيس في لعبة مثل كرة السلة تحتاج لنوعية في الأطوال، هل تكون ضمن الحلول في ظل ندرة المواهب؟

التجنيس ليس حلاً، ولكن هناك طرق أخرى مثل السماح للاعبين المقيمين في الدولة باللعب في منافسات الأشبال والناشئين، ولكن التجنيس لن يقود إلى شيء، بدليل التجربة القطرية، واللاعب المجنس لا يلعب بولاء وغيرة كما هو حال ابن البلد.

منتخب الرجال والخليج

منتخب السلة للرجال سبق له إحراز اللقب الخليجي 3 مرات، آخرها عام 2007، كيف تكون العودة لمثل هذه النتائج وهل حدث تراجع عندنا أم تطورت المنتخبات الخليجية؟

تراجع نتائجنا في السنوات الأخيرة يعود لتراجع منتخبنا وليس تطور المنتخبات الخليجية ويجب على اتحاد اللعبة دراسة أسباب التراجع إن أردنا العودة لإحراز ألقاب على المستوى الخليجي..

ومن بين الأسباب، ضعف المنافسات المحلية وهو ناتج من العدد المحدود للأندية وإذا لم يصل العدد 15 أو 16 فريقاً لن نستطيع صناعة منتخبات وطنية قادرة على المنافسات الخارجية وحتى لو ظهرت أندية جديدة وركزت على تسجيل لاعبين من أندية أخرى، لن نستفيد شيئا، فالمطلوب زيادة الأندية واهتمامها بصناعة لاعبيها منذ المراحل المبكرة من العمر.

ولكن قلة عدد الأندية يعود سببه للأندية نفسها واتحاد اللعبة ليس في استطاعته فعل شيء؟

بالتأكيد ليس للاتحاد دور مباشر، ولكن يفترض فتح قنوات اتصال دائم مع الأندية التي لا توجد فيها لعبة كرة السلة، وحثهم وتشجيعهم على تكوين فرقها.

لن أترشح مرة ثانية

بعد كل هذه الانتقادات، هل تفكر في الدخول مرة ثانية للانتخابات على منصب رئيس الاتحاد في الدورة المقبلة؟

لا.. لم ولن أفكر في خوض الانتخابات مرة ثانية، لأن العملية الانتخابية مع احترامي للجميع كلها "تربيطات" وشخصيا ضد مبدأ "التربيطات" وعندما دخلت في المرة السابقة تلقيت وعودا من البعض بمنحهم أصواتهم لنادي النصر، ثم تفاجأت بغير ذلك خلال عملية التصويت، ومعناها أن الأمر مرهون بعلاقات و"تربيطات" بعيدة عن البرامج الانتخابية.

ولكن هذه طبيعة الانتخابات في كل الرياضة؟

نعم.. هذا هو الأسلوب السائد، ولكنه ليس في صالح الرياضة عموماً، وبالنسبة لي لن أغير مبادئي بممارسة هذا النوع من "التربيطات" وركزت كل جهودي مع نادي النصر، بل ان البرنامج الانتخابي الذي دخلت به في المرة السابقة نقلته ليكون برنامج عملنا في نادي النصر لتطوير كرة السلة في النادي، ونحن في نادي النصر لدينا استعداد للتعاون مع اتحاد كرة السلة بشرط إدارة الأمور بشكل سليم.

ومن الأسباب الأخرى، لرفضي الترشح مرة ثانية، ان العملية الانتخابية تتطلب منك العمل لنفسك وللأعضاء الذين سيأتون معك، وأحيانا هناك أندية تشترط عليك شخصيات لا تكون مؤهلة لشغل المناصب، فإما أن توافق كي تفوز أو ترفض وتخسر، والمسألة معقدة.

مشاكل التفرغ

مسألة التفرغ فيها مشاكل كثيرة، فالهيئة العامة مشكورة تقوم بمخاطبة الجهات ذات الصلة، ولكن لا توجد آلية للمتابعة حتى حصول اللاعبين على التفريغ من جهات عملهم، والمطلوب من الهيئة تحديد آلية لمتابعة مكاتباتها وألا تترك الأمر على الأندية، فالنادي لا يملك حق مطالبة جهة ما بالتفرغ طالما المكاتبات من طرف الهيئة.

ونحن في نادي النصر تفاجأنا بعدم حصول 6 لاعبين من فريق اليد على التفرغ إلا قبل 3 أيام من المشاركة في البطولة الآسيوية، وتضييق الوقت على الأندية بهذا الشكل ليس منطقيا، فالقصة ليست لعب مباريات والسلام، بل مرتبطة بحجوزات طيران وفنادق وتفاصيل إدارية وفنية كثيرة والمفترض ألا يحسم أمر تفرغ لاعبين ذاهبين لتمثيل الوطن حتى اللحظات الأخيرة من السفر.

تفريغ اللاعبين

اكد ابو الشوارب ان نادي النصر ليس لديه مانع في تحديد سقف لأيام التفرغ ولكن وفقا لتصنيف المشاركات، فلا يمكن مثلاً المساواة بين المشاركات الخليجية والآسيوية ويفترض تحديد آلية معروفة للتفرغ الرياضي حتى لا يرهن الأمر حسب العلاقة الشخصية بين مسؤولي الأندية والدوائر والمؤسسات ذات الصلة، فالقانون الصادر من مجلس الوزراء واضح وصريح في هذا الصدد ويجب أن يُحترم بتسهيل مهمة الأندية والمنتخبات في مشاركاتها الخارجية.

خطة طموحة

لدينا خطة طموحة دائما في نادي النصر، وبدأنا مشوارنا بتحقيق 15 بطولة ثم ارتفع العدد إلى 28 بطولة الموسم الماضي، وسيزيد العدد أكثر من ذلك في الموسم الحالي، وحتى الآن زادت عدد البطولات على الرقم 28 الذي أحرزناه الموسم الماضي ونتوقع بنهاية الموسم الحالي رقماً قياسياً من الإنجازات في الألعاب الفردية والجماعية بنادي النصر، ونحن حريصون في النادي على الاهتمام بكل الألعاب وفقا لتوجيهات سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم رئيس النادي.

تركيزكم على بطولات الألعاب الجماعية والفردية، هل القصد منه تعويض فريق كرة القدم عن منصات التتويج؟

ليس صحيحا، فالنصر منذ تأسيسه ظل متميزاً في مختلف الألعاب، وشركة كرة القدم بالنادي تبذل مجهودا مقدرا، والعمل في النادي يسير بشكل منظم وفي شركة الكرة أيضا.

 يزعجنا تغيير المواعيد

 أوضح عبد الرحمن أبو الشوارب أن أكثر ما يزعجهم عدم ثبات برمجة المباريات، والتغيير المستمر للمواعيد، مشيرا إلى المدرب يعاني كثيرا من تلك التغييرات لأن برنامجه الفني في التمارين يفترض أن يعتمد على جدول المباريات ومواعيدها المقررة من الاتحاد، وأكد أبو الشوارب ان المشكلة ليست خاصة بنادي النصر وحده، بل كل الأندية تعاني منها مع مدربيها الذين يزعجهم كثيرا التغيير للمواعيد قبل أيام معدودة من الموعد المحدد مسبقا.

التعاقد مع «حميدو» دفعة كبيرة لسلة النصر

 قال رئيس لجنة الأنشطة الجماعية والفردية بنادي النصر، ان التعاقد مع المدرب الوطني عبد الحميد إبراهيم لموسمين، أعطى فرق كرة السلة بالنادي دفعة كبيرة، مشيرا إلى ان التركيز مع عبد الحميد ليس فقط على الفريق الأول، بل كل المراحل السنية واستغلال الاتفاقية التي ينفذها النادي مع المنطقة التعليمية، كما تم الاستعانة بالكابتن عادل صقر ليكون مسؤولاً عن المراحل السنية، وقال ان عبد الحميد وضع مع إدارة النادي خطة طموحة بعيدا عن تحديد إنجاز معين والبطولات تأتي من التخطيط السليم.

وأوضح ان فريق الرجال بنادي النصر في بداية مشوار عبد الحميد هذا الموسم، وبرغم غيابه عن النهائيات في الموسم الماضي، نجح في الوصول لنهائي أول مسابقات الموسم ألا وهي بطولة صاحب السمو نائب رئيس الدولة التي ظفر بها الأهلي، وظهر الفريق في الدوري أيضا بشكل مميز محتلاً المركز الثالث.

 الانتقالات تحكمها العلاقات

اعترف أبو الشوارب، بأن انتقالات اللاعبين من نادٍ إلى آخر في كل الألعاب غير كرة القدم محكومة بالعلاقات الشخصية بالدرجة الأولى، وأوضح أنه من أنصار السماح للاعب بالانتقال للنادي الذي يريده بدلاً من الإصرار على بقائه دون رغبة، مؤكدا ان اللاعب قد يضطر لترك اللعبة نهائيا وتخسره الدولة بسبب تعنت الأندية في تنفيذ ما تريده هي ولا يريده اللاعب، ودلل أبو الشوارب على سماح النصر بانتقال عدد من لاعبيه لأندية أخرى في مختلف الألعاب.

Email