الكرة الأسترالية.. إنجازات تاريخية بعد الانضمام للاتحاد الآسيوي

ت + ت - الحجم الطبيعي

بعد تأهل المنتخب الأسترالي لكرة القدم إلى بطولة كأس العالم 1974، ومشاركته في البطولة العالمية للمرة الأولى في تاريخه، بدأ الحديث عن ضرورة تأسيس بطولة دوري قوية تكون رافدا للمنتخب في السنوات التالية.

وبالفعل، انطلقت النسخة الأولى من بطولة "الدوري الوطني الأسترالي" في 1977، وشهدت البطولة مستويات قوية في الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي، ولكن رحيل عدد كبير من لاعبي البطولة إلى أندية خارج أستراليا تسبب في تراجع المستوى نسبيا، ما دفع المسؤولين عن الرياضة في أستراليا إلى تقييم وضع البطولة.

ومع التوصل إلى ضرورة إقامة بطولة احترافية تحظى بوضع مالي ودعم أفضل، تم الاستقرار على إطلاق مسابقة "الدوري أ" وهي أعلى بطولة للمحترفين في أستراليا، وبدأت فعالياتها للمرة الأولى بموسم 2005-2006. وتزامنت هذه الانطلاقة مع حدثين في غاية الأهمية في تاريخ كرة القدم الأسترالية.

وكان الحدث الأول تأهل المنتخب الأسترالي إلى كأس العالم 2006، حيث شارك الفريق في النهائيات بعد شهور قليلة من ختام الموسم الأول للبطولة المحلية بشكلها الجديد، لتكون المشاركة الثانية للمنتخب الأسترالي في المونديال، وكانت هذه المشاركة هي الأخيرة له ممثلا لاتحاد أوقيانوسيا.

أما الحدث الآخر فكان انضمام الاتحاد الأسترالي إلى عضوية الاتحاد الآسيوي للعبة في 2006 أيضا، والذي كان من أهدافه الرئيسية البحث عن فرص مشاركة أفضل للأندية والمنتخبات في منافسات أكثر قوة مما تشهدها بطولات اتحاد أوقيانوسية، وكذلك البحث عن فرص أفضل للتأهل إلى بطولات كأس العالم، في ظل قصر نصيب اتحاد أوقيانوسية على نصف مقعد.

وعلى مدار نحو عقدين ماضيين، شهد الدوري الأسترالي منافسة قوية بين أكثر من فريق، واجتذبت البطولة بعض النجوم الذين سبق لهم اللعب والاحتراف في أوروبا مثل الترينيدادي دوايت يورك مهاجم أستون فيلا ومانشستر يونايتد السابق والسويدي أولا تويفونين والبرازيلي جونينهو، كما لعب النجم الياباني الشهير كيسوكي هوندا في صفوف ملبورن الأسترالي.

وعلى الرغم من المنافسة القوية في دوري أبطال آسيا من ناحية والتصفيات المؤهلة لبطولات كأس آسيا وكأس العالم، فرضت الكرة الأسترالية حضورها القوي على الساحة الآسيوية سواء على مستوى الأندية أو المنتخبات.

وتوج فريق ويسترن سيدني واندررز بلقب دوري أبطال آسيا في 2014 كما أحرز أديلايد يونايتد لقب وصيف البطل في 2008.
ومنذ انضمام أستراليا إلى عضوية الاتحاد الآسيوي للعبة، لم يغب المنتخب الأسترالي عن بطولتي كأس آسيا وكأس العالم، بل إن النسخة الأخيرة من المونديال، والتي استضافتها قطر أواخر العام الماضي، شهدت تحسنا كبيرا في أداء ونتائج المنتخب الأسترالي، حيث تغلب الفريق على الهزيمة في مباراته الأولى أمام المنتخب الفرنسي وحقق انتصارين متتاليين على نظيريه التونسي والدنماركي ليرافق المنتخب الفرنسي إلى الدور الثاني (دور الـ16).

وكان الفريق ندا قويا للمنتخب الأرجنتيني في دور الـ 16 ولكنه خسر 1-2 أمام منتخب الأرجنتين، الذي توج باللقب في ختام البطولة.

وعلى مستوى بطولة كأس آسيا، كانت البصمة الأسترالي أكثر قوة ، حيث شق الفريق طريقه إلى الدور ربع النهائي في نسخة 2007، التي شهدت أول مشاركة له بكأس آسيا بعد الانضمام لعضوية الاتحاد الآسيوي.

وفي النسخة التالية مباشرة عام 2011، وصل المنتخب الأسترالي إلى المباراة النهائية، ولكنه خسر أمام المنتخب الياباني 0-1 في الوقت الإضافي ليحرز لقب وصيف البطل.

وكان المنتخب الأسترالي على موعد مع التتويج بلقبه القاري الأول في آسيا عندما استضافت بلاده فعاليات نسخة 2015، وشق الفريق طريقه بنجاح إلى المباراة النهائية للنسخة الثانية على التوالي لكنه نجح هذه المرة في الفوز باللقب من خلال التغلب على منتخب كوريا الجنوبية 2-1.

وعلى مدار العقدين الماضيين، قدمت الكرة الأسترالية أيضا مجموعة من اللاعبين الذين شقوا طريقهم بنجاح إلى عالم الاحتراف خارج أستراليا ومنها الاحتراف في أوروبا. وكان في مقدمة هؤلاء النجوم كل من تيم كاهيل ومارك بريشيانو وماسيمو لونجو وحارسي المرمى ماركو شوارتز ومارك بوسنيتش.

 

Email