أم مبابي.. الوكيلة الداهية

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

رغم تعدد فصول قصة نجم كرة القدم الفرنسية، كيليان مبابي بين البقاء مع باريس سان جيرمان أو الرحيل إلى ريال مدريد، قبل أن يحسم أمره بالاستمرار مع النادي الباريسي الشهير، إلا أن أبرز ما في تلك القصة، ذلكم الفصل المتعلق بفائزة العماري، أم مبابي التي أثبتت خلال مسار فصول القصة، أنها وكيلة أعمال داهية!

وطوال موسم 2021-2022، انشغلت مختلف أوساط كرة القدم العالمية بتداول فصول قصة النجم مبابي «23 عاماً»، خصوصاً وأن ذلك الموسم، هو الأخير في فترة التعاقد بين اللاعب والنادي الباريسي، ما يعني دخول مبابي في فترة «اللاعب الحر»، أي أن يكون متاحاً، وفي متناول أي ناد يرغب به، ويرغب هو بالانتقال إليه دون أدنى معوقات تعاقدية، اعتباراً من يناير المقبل.

ملف شائك

ومع توالي فصول القصة، برز دور الوكيلة الداهية، أم مبابي، فائزة العماري، فرنسية الجنسية، جزائرية الأصل، ذات الـ 48 عاماً من العمر، ولاعبة كرة اليد السابقة، أدارت بإتقان ملف أريد له أن يكون شائكاً، لعبت بذكاء بخيوط التفاوض، مد وجزر، تسريع وإبطاء، تصريح هنا وتلميحات هناك، تأكيد مرة ونفي مرات، حتى اختلط حابل القصة بنابلها في فصل الذروة!

فصل الذروة

في فصل الذروة، الليلة التي غادر فيها مبابي باريس باتجاه مدريد، التقى بيريز، رئيس أشهر أندية العالم، الريال، وتم الاتفاق مبدئياً، وربما التوقيع غير المعلن، على أن يكون مبابي ضمن قائمة الريال في الموسم الجديد، ولكن حدث المنعطف الفارق، وباتت أنباء مبابي تشغل الحيز الأكبر، بل الأهم في مدونات أخبار المشاهير ونجوم «الساحرة المستديرة»!

نور وجمال

وفي هذه المحطة الحاسمة، دخلت الأم الوكيلة على الخط، مبابي لا بد وأن يبقى في باريس مع فريقها سان جيرمان، وصل الأمر إلى أعلى سلطة في بلاد النور والجمال، الأم الوكيلة الداهية، حركت خيوط اللعبة بدهاء وذكاء نادرين، ارتفع سعر ابنها مبابي إلى مستويات خيالية، وهذا ما تريده فائزة، صمت بيريز والريال معاً، وكأن الطير باتت على الرؤوس، وهذا أيضاً، ما رغبت به الوكيلة الداهية!

إثارة وترقب

وفي عز الإثارة وحالات الترقب، يعلن باريس سان جيرمان نبأ التجديد مع مبابي بعقد وصف بأنه خيالي مادياً، دون أن ينطق الريال بكلمة رد واحدة، وكأنه قد أُخذ على حين غرة من أمره بـ «شطارة» امرأة مزجت بين حنان الأم على ولدها، ودهاء وكيلة الأعمال التي تضع القيمة المالية لعقد موكلها، في المقام الأول، وفي أعلى سلم الأولويات دون النظر إلى الجانب الفني الذي يبدو أن فائزة العماري، لا توليه القدر الكافي، بدليل عدم اهتمامها كثيراً بأن ابنها «أراد» الانتقال إلى فريق بقيمة وشهرة الريال!

التهرب الضريبي

وعند فصل بقاء مبابي في ملعب حديقة الأمراء، أُسدل الستار على واحد من أشهر فصول قصص وكلاء اللاعبين الأقارب، الأم، الأب، الأخ، تلكم القصص التي تعج بالحكايات المثيرة التي يبرز من بينها، فصل الوالد الوكيل للنجم الأرجنتيني ميسي، وفصل الشقيق الوكيل للنجم البرازيلي رونالدينهو، وفصل الوالد الوكيل للنجم البرازيلي نيمار، وأخيراً، الأم الوكيلة للنجم الفرنسي مبابي.

دروس ودورات

الزميل علي سعيد الكعبي، الإعلامي الإماراتي الشهير، غرد عبر حسابه الشخصي على «تويتر» يومي 20 و21 مايو على فصول قصة مبابي، وتحديداً علاقة أمه فائزة العماري بمسار القصة، بالقول:«والدة مبابي، يجب أن تعطي دروساً، ودورات لوكلاء اللاعبين في فن تمديد الوقت والتفاوض الطويل، وسياسة اللعب على وتر رضا كل الأطراف، وأن تحقق ما تريد وأكثر دون أن تخسر أحداً».

ضجة وانتظار

وأضاف الكعبي قائلاً: «الراحل رايولا، والداهية مينديز، ووالد نيمار، كنا نعتقد أنهم جهابذة الصفقات قبل أن تظهر لنا السيدة فائزة العماري، ولم يحدث ربما عبر التاريخ، هذا الترقب والسيناريو الذي رافق بقاء مبابي أو رحيله، في النهاية هو الكاسب الأكبر، الشروط الخيالية التي وضعها قُبلت، السؤال، هل يستحق كيليان كل هذه الضجة والانتظار، الأكيد، أننا أمام لاعب رائع بمستقبل كبير، ولكنه الرابح الأول من كل ما حدث وسيحدث!

براءة «بيريز»

منذر علي، نجم كرة القدم الإماراتية سابقاً، وكيل اللاعبين حالياً، لفت إلى أن قصة النجم الفرنسي مبابي، فيها جانب مادي واضح يتمثل في كونه تحصل على عرض مغر جداً من باريس سان جيرمان، ربما يفوق عرض الريال، كونه لاعب»سوبر ستار«يتمناه أي فريق في العالم، مشدداً على أن بيريز رئيس نادي ريال مدريد، يعتبر من أنجح رؤساء الأندية، ومن أمهر رجال الأعمال في العالم، في إشارة»براءة«من مسؤولية»الفشل«في إتمام صفقة انتقال مبابي إلى النادي الإسباني العريق.

رفض المساومة

وأوضح منذر قائلاً: بيريز لديه نهج إداري محدد يقوم أساساً على رفض أي محاولة»مساومة«من أي طرف، وبغض النظر عن اسمه وشهرته، محملاً مبابي مسؤولية التراجع عن وعده لبيريز في تلك الليلة للعب مع الريال في الموسم الجديد، منوهاً إلى أن مبابي تحصل على عرض خيالي لا يمكن رفضه من باريس سان جيرمان.

صناعة المجد

وبشأن دور أم مبابي، فائزة العماري، باعتبارها وكيلة أعماله في بقاء النجم الفرنسي مع النادي الباريسي، و»إفشال«صفقة انتقاله إلى الريال، أجاب علي بالقول: هناك مؤثر مادي كبير جداً في قصة مبابي، هو أراد اللعب مع الريال كونه يبحث عن صناعة مجد مع فريق عريق بحجم الريال، لكن قوة التأثير المادي للعرض الباريسي، أكبر من تلك الرغبة، خصوصاً وأن أمه، ووكيلة أعماله، ليست محترفة، ولذلك رجحت كفة المادة على كفة المجد الفني لمبابي الساعي بقوة إلى تحقيق البطولات على الصعيد القاري بعدما نالها محلياً.

التفكير المادي

وأضاف علي قائلاً: حسب مسار فصول قصة مبابي، تبين أن أمه ووكيلة أعماله، فائزة العماري، قد أحدثت»تشويشاً«كبيراً في مسار القضية قبل الوصول إلى محطة الحسم، ويبدو أنها قد»فرضت«رؤيتها في أن يوقع ابنها للعرض الأعلى مادياً، وهو هنا مع باريس سان جيرمان، وليس للأجود فنياً مع الريال، ما يجسد حقيقة أن غالبية، إن لم يكن كل، وكلاء اللاعبين من فئة الأقارب بلا خبرات كافية، خصوصاً ما يتعلق بمدى الإلمام بأهمية الجانب الفني للاعب، وغالباً ما يُفضل أولئك الوكلاء الأقارب، المادة، نظراً لأنهم يفكرون بها باعتبارها المعيار والعامل الراجح في حسم العقد بين اللاعب وناديه.

رفع السعر

وحول»دهاء«أم مبابي، ووكيلة أعماله فائزة العماري، في إبقائه مع النادي الباريسي، قال منذر علي: أم مبابي، أظهرت قدراً عالياً من الدهاء، ولا شك في ذلك، خصوصاً عندما برعت في(استغلال) عرض الريال في رفع سعر عرض باريس سان جيرمان إلى مستويات مادية خيالية، وهذا ما سعت إليه بالضبط، وحققته واقعاً بذكاء كونها مهتمة جداً بالجانب المادي على حساب المستقبل الفني لابنها وموكلها مبابي.

 

Email