بالفيديو..لاعبو «وولفرهامبتون».. حرّاس مبادئ كرة القدم

ت + ت - الحجم الطبيعي

لفتتهم الإنسانية الكبيرة، حولت مراكزهم وأدوارهم المختلفة داخل أرضية الملعب، من مهاجم أو مدافع أو لاعب وسط، حولتهم جميعاً إلى حرّاس للمبادئ والأخلاق، التي هي الهوية الأساسية لكرة القدم، وجوهر قيمتها، مؤكدين من خلال تصرفهم، أن هذه اللعبة من دون أخلاق وروح رياضية، لا طعم ولا معنى لها، فلا يتعين على اللاعب أن يكون لاعباً فقط، بل نموذجاً للأخلاق، وقدوة حسنة في التعامل مع الآخرين، خاصة أولئك الذين بأمسّ الحاجة للدعم المعنوي، إنهم لاعبو فريق وولفرهامبتون الإنجليزي.

لقد جسد لاعبو نادي وولفرهامبتون «الذئاب»، جبر الخواطر ومعنى الإنسانية في أكمل وأجمل صورة، بعد فوزهم على إيفرتون في الدوري الإنجليزي الممتاز، عندما نزع كل لاعب قميصه، وقدمه هدية لطفل مصاب بالسرطان، يبلغ من العمر سبع سنوات، يدعى ريفر رودس، أحد مشجعي النادي، كان بانتظارهم عند النفق المؤدي لغرف الملابس، فلم يتجاهلوه، بل منحوه شعوراً بأن الكل معه، والجميع يدعمه، ليكمل كابتن الفريق كونور كودي رسم اللوحة الأخلاقية الجميلة، بحمل الطفل عالياً، وسط احتفالات وصيحات الجماهير. 

فريقٌ، رؤوس اللاعبين فيه مرفوعة، وتصرفاتهم بماء الذهب مكتوبة، وهذه القطعة من الشعر المنثور، أنشودة عذبة لكرة القدم، جمع فيها لاعبو وولفرهامبتون، جميع الأنغام التي يثيرها ضرب الأفعال الأخلاقية والإنسانية على أوتار القلوب الصافية. 

مشهد لربما تكرر عدة مرات في الملاعب، لكن في كل مرة يعاد تصويره، يجعل المتابع وكأنه يراه لأول مرة، مدركاً أنها أكثر من مجرد كرة قدم، وبمقدار ما تحمله هذه اللفتة من معانٍ إنسانية وأخلاقية، بمقدار ما جعلتنا نقف احتراماً للاعبين تمكنوا من إيصال الرسالة الحقيقية للرياضة الأكثر شعبية في العالم.

Email